نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 8054 - 2024 / 7 / 30 - 02:20
المحور:
الادب والفن
حين كان والدي رحمة الله على روحه على قيد الحياة اصدر العديد من الكتب ومنها قد ترجمت إلى عدة لغات مثل " الأشجار تورق في الصحراء" ومنها " طقوس مسائية " . وبعد إصداره كتاب يحمل اسم " وجوه كالومضة لونا " إصابته جلطة دماغية جعلته عاجزا عن أداء وظائفه بشكل متقطع .
في حينه كان لديه مسودة كتاب يحمل اسم " أجنحة الروح " جاهز للطبع وحين يسألونه عن إنجازاته الأدبية كان أول ما يذكر هو اسم هذا الكتاب الذي لم يطبع بعد . علمت أنه الكتاب المفضل لوالدي بين العشرات التي طبعن .
وبدت صحة والدي تسوء أكثر فأكثر وقد اصيب بالزهايمر بنسبة ٦٠٪ وبعد مدة زادت النسبة حتى وفاته .
تعهدت أن أسعى لإنجاز هذه المسودة " أجنحة الروح" هذا الكتاب الذي أحبه والدي . ذهبت إلى اتحاد الادباء والكتاب واستقبلني أمينها العام عمر السراي بحفاوة واستقبال رائع . وقد وعدني بانجازه وعلى نفقة اتحاد الادباء عرفانا منهم على القيمة الأدبية والتاريخية التي قدمها والدي رحمه الله .
الشروط لإنجاز الكتاب يجب أن يسلم الانجاز بقرص سي دي .وقد أمضيت حوالي ثلاثة أشهر انقل الكلمات من المسودة إلى الوررد عبر جهاز اللابتوب واجلس يوميا بحدود أربعة ساعات متقطعة مع شرب القهوة والسكائر وقبل أن أصل إلى الصفحات الأخيرة . أصابتني جلطة قلبية مميتة افقدتني الوعي , وتم فتح إحدى شرايين قلبي في مستشفى ابن النفيس على يد الطبيب الماهر رائد صبري الذي أنقذ حياتي .
كل هذا وحلم إنجاز الكتاب كان همي الأكبر , واي صديق يزورني في المستشفى كنت اطلب منه أن يكمل صفحتين أو أكثر بنفس الصيغة التي طلب مني وكنت اثق بالاصدقاء لاني اعلم أنهم خبراء في هذا المجال .
وبعد تحسن صحتي وخروجي من المستشفى استمريت بإكمال الكتاب وراجعته مرات عدة .
ثم سلمت القرص إلى أمين اتحاد الادباء في العراق .
وبعد أشهر قليلة اتصل بي الرائع وصاحب القلب الطيب الاستاذ عمر السراي يخبرني باستلام نسخ من كتاب والدي مع اعفائي من دفع أي رسوم .
لا اخفي عليكم احبتي عند ذهابي لاستلام النسخ شعرت بفرحة لم أشعر بها طيلة حياتي وكنت اهمس مع نفسي واقول : حلم والدي تحقق يا ليته لو كان على قيد الحياة لنتشارك الفرحة معا .
في اليوم التالي ذهبت إلى المقبرة و وضعت نسخة من كتابه فوق قبره .
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟