أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - بلاد أريف بين الإقصاء و المصادرة














المزيد.....

بلاد أريف بين الإقصاء و المصادرة


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8053 - 2024 / 7 / 29 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إستهدف الإستعمار العلوي وحدة أريف, بتقسيم أراضيه بين الشرق ( وجدة) و الغرب (طنجس), لتفكيك وحدة الشعب أريفي, و تفتيت أراضه لهدف تسهيل السيطرة عليه و إستغلال ثرواته المعدنية و رأسماله المالي, و مصادرة أمجاده و بطولاته. لقد إستقطب النظام الإستعماري لإنجاح سياسة فرق تسد, الكتلة البربرية الخيانية التي ساعدت على الإستحواذ على أريف بعد تمزيقه الى أطراف, و دعمت سياسة التضليل "القانوني" للتقسيم المجالي, ما سمي بالجهوية الموسعة, بإعتبارها خطة سياسية لإيهام الشعب عن إرادة السلطة السياسية لتقليص سلطة المركز ( القصر), لتوسيع سلطات الجهات في تدبير و تسيير الشأن المحلي و تنميته الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية.
أريف أرض المقاومة للإستعمار, أصبح اليوم ميدان لنشر و لتفريغ أوساخ العروبة, أصبح ساحة للرذيلة و التمييز العنصري و الإذلال اليومي, نتيجة الإستبداد السياسي و التوغل الإستطاني المنظم, و حركة الإستلاب الثقافي العروبي الإستعماري. إستراتيجية تتمتع فيها الأجهزة القمعية العروبية بالسلطة المطلقة في التعامل مع الآهالي.
يستذكر الشعب الأمازيغي بأريف و تمازغا و في الديسبورا, ملحمة أنوال الخالدة, ذكرى العزة القومية الأمازيغية, و بداية تأسيس لأول جمهورية في تاريخ تمازغا, بقيادة محمد الخطابي مبدع تكتيك حرب العصابات. أنوال مدرسة في الكفاح المسلح ضد الإستعمار من الهند الصينية الى أمريكا اللاتنية. لقد نالت الخطط الإستراتجية الحربية للقائد محمد الخطابي إعجاب القوى الثورية العالمية و حركات التحرر الوطني. فقد أشاد قادة حركات الثورية في العالم, لينين وماو تسي تونغ و هو تشي مينه و تيتو, بعبقرية قائد ثورة أريف و صانع إنتصاراته العظيمة و أمجاد أريف.
قبل عقدين فقط كان الإعلام الإستعماري العروبي في بلاد الأمازيغ يتحاشى ذكر إسم أنوال لما لها من دلالة كارثية على الإستعمار العلوي. أنوال تذكر المخزن و كتلته العروبية بمشاركتهما ضمن التحالف الإستعماري في حرب أريف من بدايتها حتى نهايتها, وكان للمخزن مشاركة فعالة في آبادة أمازيغ أريف, لما كان يكن من حقد و كراهية لآهالي أريف. اليوم تتصدر أنوال عناوين الإعلام الإستعماري التضليلي للسطو و مصادرة الثورة أريفية و أمجادها, و في كل ذكرى تخليد معركة أنوال تقام المهرجانات الخطابية, يتقدمها ممثل ما سمي بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير لتضليل الرأي العام المحلي و الدولي بمصادرة كفاح الشعب أريفي و أمجاده و نسبه لغيرهم و لأهداف وهمية, صنعها العقل التضليلي الداعي, أن أنوال جسدت قيم "الدفاع عن المقدسات و الثوابت الوطنية", مفهوم مغلوط ولد من رحم السلطة الكولونيالية العلوية. حقيقة أنوال و أهدافها عبر عنهما أسد أريف, رئيس جمهورية أريف, في تصريحاته و أقواله. من تصريح لرئيس جمهورية أريف, الراحل محمد الخطابي لمجلة المنار سنة 1926, قال :" خلال يوليو 1921 أبلغنا سفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا, في أنه أعلنا جمهورية أريف ونحن نخوض حربا رابحة ضد اسبانيا للدفاع عن استقلالنا, وسنستمر في ذلك حتى تحقيق السلام والحرية والإعتراف بإستقلالنا بما في ذلك جميع مناطق الجمهورية الممتدة من الحدود مع المغرب حتى البحر الأبيض المتوسط ومن ملوية إلى المحيط الأطلسي". تصريح الرئيس هو الثابت في حقيقة أنوال, فالمقدس الوحيد هو تحرير أريف من الإستعماري الأجنبي سواء كان أوروبيا أو عروبيا.
معركة أنوال هي التي حسمت في ولادة نظام سياسي جديد, جمهورية أريف, التي أعلن رئسها أنذاك الراحل محمد الخطابي عن تأسيسها, و في تصريح له , قال: " أردت ان أجعل من أريف بلد مستقل مثله مثل فرنسا واسبانيا, وتأسيس دولة مستقلة كاملة السيادة وليس إمارة خاضعة لقوانين وظهائير الحماية, أردت ان يشعر المواطنين ان لهم دولة كما لهم ديانة ". الخطابي أراد فعل من أريف بلد مستقل عن العروبة الكولونيالية.
من مصادرة أمجاد أمازيغ أريف الى تقسيم أرضهم و إضطهادهم و تهميشهم في الكيانات المعربة المصطنعة بين الشرق ( وجدة) و الغرب (طنجس), بما سمي الجهوية الموسعة التي يتحكم في تسييرها ممثل (عامل) المقيم العام العلوي (مركزية بقناع جهوي). اللامركزية اليعقوبية, الممارسة بإلإشراف الإداري الحكومي عبر أعوانها الجهويون (وجدة و طنجس) و إقصاء ممثلي أريف ( الأمازيغوفونيون) من تمثيلية في المجالس الجهوية, كما حدث موخرا في الجهة الشرقية.
تعرض أريف بعد الإحتلال العروبي لكل اشكال التمييز العنصري والاضطهاد الاقتصادي و الاجتماعي والاستبداد السياسي والاذلال اليومي, و اللامركزية اليعقوبية ليست حل لحالة القهر الإقتصادي و الإجتماعي و المقاربة الآمنية الطاغية بأريف. أريف الآثنو-ثقافي و اللغوي لا تنصفه الجهوية الموسعة. الحل الوحيد لإنصاف القضية أريفية يكمن في الإستقلالية الذاتية. القوة الدافعة للمطالبة بالإستقلالية الذاتية, هو الوعي الذاتي المدرك لجريمة الإستلاب الثقافي المدمر للهوية المحلية, وفقدان السيادة عن الوطن المسلوب. تقسيم أريف مؤامرة عروبية بتزكية البربر (الأمازيغوفونيون) الهادفة الى آبادة الهوية الأمازيغية بأريف و بالتالي تصفية القضية أريفية, كجزأ لا يتجزء من تصفية القضية الامازيغية في بلاد الأمازيغ.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالة زيارة تبون لبلاد لقبايل
- إحتجاج ضحايا زلزال الأطلس أمام مجلس الأعيان (البرلمان)
- تحول موقف المنظمات -الحقوقية- العروبية من القضية الأمازيغية ...
- أضحوكة الدعوى القضائية ضد قيادة الماك
- مأساة اللاجئون في مخيمات تندوف
- رعاية فرنسا لإديولوجية العرو-إسلام في بلاد الأمازيغ
- الآمان في البيوت و ليس في المساجد
- ظاهرة قتل أريفيون في سجون النظام الكولونيالي
- هرطقة - العرب الوطنيون و البربر العنصريون-
- الإنتصار على النازية و أثارها على الشعوب
- الخلافة الإسلامية ترجع الى الواجهة بألمانيا
- فاتح ماي يوم النضال الأممي
- إسلام: إيديولوجية القتل و إستعباد الشعوب
- الربيع الأمازيغي مرجعية أساسية لمشروع الدولة المستقلة
- شرعية الإسترداد و بكاء العنصريون العرب على الفردوس المفقود
- صراع المرتزقة لمصادرة التراث الثقافي الأمازيغي
- التمييز العنصري في تقديم المساعدات الإنسانية
- رمضان بين غسل الدماغ و المحرمات
- درس للجهلاء في القضية أريفية
- الإسلاميون ضد حقوق المرأة


المزيد.....




- واشنطن -واثقة- من إمكانية تجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الل ...
- حياة وموت ولحظات فرح مسروقة.. شاهد ما رصدته عدسة CNN في 4 سا ...
- في اتصال مع ماكرون.. الرئيس الإيراني يطلق تحذيرا لإسرائيل إذ ...
- الخارجية الأمريكية: لا نخطط حاليًا لإجلاء مواطنينا من لبنان. ...
- بعد -انتهاكات- بحق فلسطيني.. الجيش الإسرائيلي يداهم -سدي تيم ...
- وزير إسرائيلي يحرض على الحرب مع -حزب الله- ويدعو لإعادة احتل ...
- الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا في عهد بايدن يتجاوز 56 مليا ...
- جماعة -أنصار الله- تنفي استئناف تصدير النفط وتوجه تحذيرا للش ...
- إسرائيل: لبنان دولة فاشلة
- غالانت وأوستن يناقشان حادثة مجدل شمس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - بلاد أريف بين الإقصاء و المصادرة