أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - سجال تفاعلي بين الخطاب الشعري والخطاب النقدي في نص فاطمة شاوتي -اللَّاسْتُ أَنَا...















المزيد.....


سجال تفاعلي بين الخطاب الشعري والخطاب النقدي في نص فاطمة شاوتي -اللَّاسْتُ أَنَا...


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8053 - 2024 / 7 / 29 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


سجال قرائي توليدي بين الخطاب الشعري والخطاب النقدي :

قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي:

"اللّاسْتُ أَنَا"...

نفي الذات (اللاست انا)ونفي صفة الذات (لست شاعرة)، ما هو إلانفي لحقيقة معطاة حقيقة وجودية الأنا ،حضورها داخل الكائن وبحثها المستمر عن الممكن الذي يُستعصى على الإمساك، وحقيقة صفةٍ منها تحاول الذات فهم عالمها المعقد ،إذن النفي رؤيا وجودية تنحت من اللغة أجوبة متفرقة بين استعاراتها ،كي توهم نفسها أنها تحققت من الإثبات المشكوك فيه.
هي ليست شاعرة:لفظتا لكنْ و لكنٌَ تضعان القارئ في وضعية معرفة حقيقة هاته الذات التي نفت عن نفسها هاته الصفة (صفة الشاعرية) لكنْ

1/في جيوبها حفنة قلق
لتنحت مخيلتهامعنى الوطن
في اللامكان
البحت عن وطن ضائع
2/لكنْ
في قمصاني قواعد عشق
ريشة تكتب للوطن ماهذا الغياب
3/لكنٌَ
لاحظوا تغيير الحركة في آخرها من تخفيف إلى فتحة مشددة وفي هذا التغيير ما يبرره دلاليا،لكن بساكن في الآخر يأتي بعدها حرف جر (في)جيوبي ،،قمصاني تدل على أشياء مرتبطة بالشاعرة هاته الأشياء يمكن أن تتغير ،لكن عندما وظفت لكنٌَ نلاحظ انها حذفت حرف الجر واتت باشياء لا تتغير هي جزء منها ،،مثلا
لكنٌَ
اصابعي ثورة الجياع
وتهزم الصراع
بين الاخوة والاعداء
4/لكنٌَ
لغتي تتحفظ على القواعد
الاصابع واللغة هما جزء من الشاعرة
تتحول المجازات والقوافي
كمبيوترا/
يمنح الاشباح معنى الكائن
5/تغيب لكن هنا بصورتيها لياتي مباشرة بعد لست شاعرة ، الواو مبررة لماذا نفي صفة الشاعرية على الذات ،لان هاته الشبكات تنفث اسماءنا في حاسوب ينسى إسمه.

هي قصيدة تقدم رؤية نقدية لواقع حال الابداع وما آل إليه من ضياع لقيمه النبيلة بين خيوطه الزرقاء ،،
على القارئ أن يربط المقاطع فيما بينها ويدرك طبيعة التحول في كل مقطع حتى يصل إلى نشوة الجمال، الذي كان أساس بناء هذا النص والذي يصرخ من الداخل ولا يسمع هذآ الصراخ الا المدقق في عوالم الشعر الرفيع...

موقف فاطمة شاوتي :

Bousslam Hassan صرخة الشعر
ضد اللاشعر
صرخة النقد صرخة مزدوجة ترهص واقعا، يثبت فيه أن الشعر وضع مأزوم ،لأنه يقتات على طفيليات ضارة...
والنفي الأول هو دلالة انكارية بأن السائد ليس مبشرا فلايمكنني أن أُسَمَّى بهذا الإسم...
فالانا اللاّشاعرة المهيمنة الآن ليست هي أنايَ، وكأني أتبرأ من شاعرية تنتمي لزمن لاشاعري...
هو إنكار احتجاجي ضد أزمة الاختناق الشعري... أو الباب المسدود
إنكار الإنتماء إلى مشهد الارتزاق بالشعر،وكأنها مزرعة "جورج أوريل"
لكنه إنكار من أجل إثبات أنه يجب إنقاذ الحرف المصاب بالهزالة،
هي وضعية معقدة تجدها مفروضة عليك، فتقصين نفسك منها أو يقصونك، لأنك خارج القطيع الشعري.
فكيف للاستثناء أن يفرض حقيقة أن الشعر في حالة احتضار إذا لم تسعفه ذوات مؤمنة بقيمته كرافد ثقافي مهم... ؟
إنها صرختي ضد ميوعة وتعهير الكلمة، وضد أراجوزات وكراكيز الشعر، وكأن المشهد صار سيركا ونحن البهلوانات...
الساحة تملؤها الأشباح في غياب الشخوص الحقيقية...
فعلا أستاذي حسن بوسلام تفكيكك للشفرة، يُدخلنا في فضاء لاأحد رسمه بشكله الكاريكاتوري ، بهدف تصحيح المسار فما العمل... ؟
إنه السؤال الشمولي الذي على جميع أطراف العملية الإبداعية التدخل، كل من اختصاصه لتصحيح عموده الفقري
إنه الشعر /الصرخة
إنه الشعر /الورطة
فمن يحل الإشكال... ؟
مهمة صعبة لكنها ممكنة إذا توفرت الإرادة الشعرية والثقافية، لتحريره من فقدان الهوية...
فشكرا لأنك فككت أصل المشكلة كجزء من مشكل عام يطال كل الأجناس...
فليكن لهذا الصوت أرضية نقاش عام، لعلنا ننهض من سقوطنا!
إنها العولمة قد تقتل الشعر وقد تحييه، لكن كيف نحقق ذلك روادا من كتاب وقراء، ونقاد وناشرين، ومدققين لغويين ومراجعين ومتابعين، وكذا الذين يتذوقونه وفق تصور موسيقيين، يرافقون بمقاماتهم إيقاع الشعر...
إنه الشعر في صرخته الشعرية...

الأستاذ سعيد فرحاوي :

فاطمة شاوتي وحسن بوسلام في جغرافية النفي يرسمان لوحة من شتات حمقنا:

صرختي ستكون صامتة؛ لعلها تضيف الضجيج الأحمر الذي يرفضه الجميع. أدركته يعبرني بلا استشارة؛ فكان تصورا يحدد مجال الرؤيا ؛ وحلما يتشتت في كل ما نبشته ريشة ناقد مشاكس أحترمه وأعزه ؛ وجدته في صوته يشكل روح الرجل الذي يحترم أناه الموزعة في قلوب الآخرين. اعتبرتها صدى لكل الرافضين؛ التائهين؛ الغاضبين من فوضى الحمق الذي طال توزيعه فينا. طبعا يعبر طنين امرأة؛ سبق لي أن تعرفت عليها ذات لقاء في مدينة المحمدية؛ عندما قربنا حب المعرفة والتفاني في تورطنا معا في عتابها. خرجت مني بصعوبة لأدخل في صناعة النفي الذي اتفق عليه كل من الناقد؛ الذي يستفز القارئ العابر غير المهتم ولا يبالي لسؤال النفي بسؤال غير رحيم؛ كما دخلت في نفي امرأة تحترم التجاوز والحياة في مسار التضاد.
هناك وجدتُني من المنفيين في عتاب شاعرة، ترفض بكل الطرق الانجلاء والتجلي؛ لأنهما معا صنعا حكاية مؤجلة ؛ فاختارت التعالي لتبني مسابح الشعر بالرؤية التي تستجيب لأحلامها ؛ كما ورطني الناقد بصياغة جديدة للنص المتعالي؛ فأعاده إلى الأرض بتصور يراه ممكنا في تسكعات خاصة؛ فجعلنا نتحرك في يوطوبيا المندهشين بعالم خارج الزمن الفزيقي الملموس؛ فيعاد التأويل؛ وتكتب القصيدة من جديد بفهم مختلف؛ وهناك سنصبح نتماهى كلنا( الناقد الحذق والشاعرة المتفلسفة والقارئ البليد مثلي) في دوامة خارج المألوف.
عندما فهمتكما برؤيتي الضيقة ظهر لي الوجود حسب التجلي التالي:
اللاست أنا ____تخلي عن الكينونة الأرضية المتعفنة والسالبة. بالمقابل ينجلي التعالي والانبهار بذات جديدة بمواصفات صادقة ومحترمة.
مايزكي ذلك عدة قرائن؛منها:
المكان:___العالم السفلي
الكينونة المنفية___هنا اللاست ( لست الشاعرة) - - - -
فتقوم بتوزيع جغرافية المادة المنفية باستحضار عدة صفات. هنا في الأسفل/الرداءة؛ لا يوجد سوى
(في جيوبي حفنة قلق)؛ فيصبح الوجود عدما وواقعا منفيا عبرت عنه بعبارة دالة(اللا مكان)؛ فتأتي بالبديل العلوي عندما خرجت من التدني لتعلو نحو السمو والتعالي؛ هناك تتغير المعالم وتتحول الانزياحات؛ وتنكشف الحقيقة؛ فتظهر المبدعة الإنسانة بصفة ملائكية مغايرة ومختلفة؛ تقول :
في قمصاني قواعد عشق...
قهوة الحب...
لوطن..
يطعمني التراب..
هو وطن الشاعرة الحقيقي؛ رغم أنه ملائكي فمازال يحترم أصول حكايتها؛ فهي لم تتجرد من إنسانيتها ؛ لكنه اعتراف مشروط بضوابط جد دقيقة.
الكتابة عن الحمق تتطلب ناقدا أكثر حمقا ؛ لعله في حمقه يفهم جنون العالم المبني على ترتيبات تستدعي أكثر من سؤال؛ من هنا كان سؤال فاطمة شاوتي حارقا مؤلما ومربكا؛ زاد من تعبنا لفهم هذا الجنون غوص ناقد/حسن بوسلام بأسئلة لا تخفي جرحها وقلقها الدفين والمختفي في دم شاعرة يسيل بمرارة لا يفهم أسرارها، سوى قارئ يترنح كلما أصابه تعب الزمن الملغي والمكان المنفي.؛في الوطن الغائب.
شكرا لهذا الجنون الذي جمعنا.

رد حسن بوسلام على الأستاذ سعيد فرحاوي

#تعليق على نفي الذات وصفتها الشاعرية، للحصول على نفي النفي لاثبات حقيقة الشعر الغائبة على الجدار الأزرق...

شكرا أيها القارئ الموغل في تخوم الصمت ،دائما كما عهدتك تقدم إضافات لها قيمتها الأدبية ،وتسعى بطرحك الجميل لتعرية هاته التفاهة التي ألصقت بالشعر ،وأنت الذي وجهتنا ذات لحظة لنقرأ كتاب
(نظام التفاهة)
للكاتب والفيلسوف (آلان دونو)
إذن لنخرج تلك الصرخة من كومة الصمت اللعين ،ولنفضح اللعبة التي اختارها هذا الفضاء،و التي ألفها شعراء الوهم .
رد سعيد :
_شكرآ أيها العزيز هو حوار ثلاثي، أعتز أن أكون ضمنكما لأني ما رجوت من هاته القراءة المتواضعة، إلاتعليقا بسيطا، لكن روعة القصيدة جرتني إلى مغالقها كي أساهم في فتح بعضها..
_تعقيب حسن :
تحيتي سعيد فرحاوي الناقد النزيه الذي أختار الدفاع عن الأخلاق واعتبرها من أولوياته.

موقف فاطمة شاوتي :

شكرا للناقدين المتمكّنين من الغوص في التعب الشعري /هو تعب فكري /تعب لغوي /تعب تعب
لكنه يصل بنا إلى مساءلة أسباب هذا التعب؛ الذي لاتفتعله الذات، لأنها أمام صدمة واقع؛ يترنح بين ماهو كائن لايشبعنا؛ ومايجب أن يكون ينتظرنا؛ كي نلحق به دون تعب مجاني.
سجال بدأه النص ليقتله النص بصناعة إطار يتمدد فيه النفي حيث تقدم الفلسفة هذا القلق، من نفي واعٍ بحدوده وتجاوزاته، الفلسفة جزء من شبكة الكتابة لدى هذه الذات ،لكنه التعب المنتج لما يصنع متعة قرائية مضاعفة خلقت سجالا نقديا
فالنص ميت /المؤلفة ميتة بحكم
" رولان بارت"
و النقد سيقتُل النص ويكتبه ليموت سجالا رمزيا فيموت النقد بلغة
"رونان ماكدونالد "
إن القتل المزدوج والمتبادل الذي بدأه النقد السجالي بين الأستاذ حسن بوسلام والأستاذ سعيد فرحاوي، نقد بنّاء لأن محو النص ثم ممارسة القتل من خلال قارئته /كاتبته تجعل الموقف فكريا جديا يساهم في وضع لبنة جديدة، لتأطير واقع الشعر من خلال معاناة الذات تجاه ذوات قد لا تعاني تكتب فقط..
لهذا فالنص كما يقول د" ألفت شافع" في كتابه "موت المؤلف عند رولان بارت رؤية نقدية " صفحة 49 :
"هو ذلك الذي يُكتَب ليجعل القراء يعيدون قراءته من جديد، فيتحول القارئ من مستهلك للنص إلى منتج آخر له.."
نص بثلاثة أضلاع مثلث برمودا هل يموت لأنه اعتمد مقولة النفي، التي تعتبر مكونا أساسيا في الدرس الفلسفي الماركسي، بوصفها عاملا للتأسيس من جديد بآليات مختلفة تتمثل بهذا الشكل :
النص /أرضية القراءة
النقد الأول /ماء القراءة
النقد الثاني /عشب القراءة
النقد الثالث/النص الثاني المقروء
يتحول إلى جزء من السجال، فيغدو عنصرا مركزيا في النقد..
هكذا تصبح القراءة :
قتلا رمزيا /فتعدد القتل /فحياة في ذهن أي متعاطٍ مع نفس النص...
هكذا صار النقد ثالوثا خلق فضاءً قِرائيا تفاعلي، بتأسبس رؤية معرفية للشعر من خلال الشعر ومقاربته...
صحيح للنقد أخلاقه تجلت في مساءلة النفي كمقولة مركزية،
وللكتابة أخلاقها في تحويل قضية استسهال الكتابة الشعرية ،إلى قضية شعرية ثقافية ،نتوخى من خلالها الوصول إلى أصل الداء، بهدف تحديد الدواء الثقافي لاستئصال ورم خبيث تغلغل في مفاصل الشعر ،وأصاب الشعر بالغرور ،لدرجة أنه صار مجرد كلام جميل دون أن يكون له وعي بجمالية المعنى والمبنى...
نهدم لنبني
نشك لتأكيد فرضية التجويد اللغوي الأسلوبي والمجازي، كي ننجح بمكر اللغة، في دحض مكر الإدعاء أننا لانخون الكلمة...
فشكرا الأستاذان المقتدران أضفتما إلى هم النفي هم اللاّنفي...
شكرا للذين يتوخون من هذه الأرضية منطلقا لأرضيات قابلة للهدم أيضا...

رد الأستاذ سعيد فرحاوي :

خالص التحية أستاذة فاطمة.
بكل اعتزاز وشرف أتواصل معكم في هذا السجال المتفرد؛ العميق بأسرار كثيرة؛ كنت أعرف مسبقا حيثياتها؛ لأنني أعرف أن الكتابة عندك ليست سهلة ولا بسيطة. لي الشرف أن أكون واحدا منكم؛ فيكم أكشف عن المخفي الذي ازداد خفاء كلما اقتربت منه وعانقته يتعقد و يطول ارتباكه.

رد الكاتبة فاطمة شاوتي على الناقد سعيد فرحاوي لتقريب المسافة بين كتابة تبدو عصية، وقراءة تتوجس اللاّمقاربة الموضوعية :

سعيد فرحاوي الارتباك معاناة الوعي بأن هذا المقول الشعري منجز متداخل، بنوعية الثيمة المشتغل عليها وبنوعية هدفي من رصدها، كظاهرة تعتّمت وتحجّرت فصارت لغْوا لايقبل الإنتماء إليه، علما أن الشعر جسر تمر عبره الأجناس، سينما ومسرح ورسم، وقصة وومضة ورواية ورقص، وغيرها من أشكال الإبداع..
فقد يكون إطار نص شعري حكمة أو قولة أو مثلا شعبيا شفويا، كما فعل الروائي الليبي الفائز بجائزة البوكر لسنة 2022
" خبز على طاولة الخال ميلاد" للكاتب الليبي محمد النعّاس اشتغلت الهندسة الروائية على مثل شعبي سائد بالأوساط الليبية (الخال ميلاد) ويقابله مغربيا (الدَّيُّوتِي) بهدف تقويض صورة نمطية لدى المجتمع عن نموذج الرجولة...
كتابتي تؤطرها رغبة الكتابة وتغنيها دراساتي في الفلسفة، وتوسيع رصيدي المعرفي بالتنظير الأدبي..
يضاف إليها اشتغالي بالمسرح المدرسي والنادي السينمائي في المراهقة، ثم اشتغالي في مجال الرواية والنقد؛ والحقوقي النسائي. كتاباتي حصيلة أو مجمع هذه المكتسبات ياصديقي..!
و الاقتراب كما فعلت هو درجة وعيك بأن لاشيء يصعب على مثقف مثلك..
فشكرا لأنك عانقت ذائقة تطمح أن تكون نموذجا للنقاش لانموذجا للإستعراض
شكرا لأنك أخيرا ذكرتني بفيلم :
"عودة الإبن الضال"
أشد بحرارة على يديك لنكن صديقين خارج لعبة القبض على المستحيل..!

تعليق على واقع الشعر على ضوء معطيات نص فاطمة شاوتي وقراءاته
للصديق
"عبد الرحيم طالبة صقلي" :

من دون شك، أن ترهل الصحف والمطبوعات الورقية، وغياب أبرز الصفحات والملاحق الثقافية، واندثار معظم "مقاهي المثقفين"، وتهرب الكثير من الناشرين من طباعة دواوين الشعر، وتدقيقها عبر لجن متخصصة تحول كل شيء نحو الثقافة البصرية (الأنترنت وعوالمه)، كل هذه الأمور زادت من تهميش الشعر وكتبه والكتابة عنه، وقلصت مشاريعه وحركاته.
وإذا كان "فايسبوك" قد أعطى فسحة مطلقة لأي كلام يمكن أن يقال أو يكتب، لكنه في الوقت نفسه يبدو كلاما بلا شرعية، أو مفتقدا إلى المعايير و"المرجعية" والهالة، فالفايسبوك مجرد وسيط ولا يصنع عبقرية، لكن في غياب من يدافع عن شرف الشعر ، أطلقت الكتابة عنانها، في هذا الفضاء الأزرق ووفرت جمهورا جاهزا يخلق أوهاما كثيرة، لدى الشاعر عن نفسه وعن الشعر أيضا، فانتشرَ في الأرجاء شعر يباشر اللغة في حدها الأدنى والخيال في أفقه الأقرب، ما أنتج ركاما من النصوص المتشابهة لشعراء كثر متشابهين".
وفي هذا المنعطف الخطير، لا بد لكل من تستعر في وجدانه جذوة الشعر أن يسائل نفسه عن قدرته على إيقاف هذا التنميط، وإنقاذ ما هو جوهري في الشعر.

رد فاطمة شاوتي على عبد الرحيم طالبة صقلي :

عبدالرحيم طالبة صقلي صديقنا القارئ المتمكن من مغلقات الواقع الشعري، فعلا صدقت بقولك أن الأزرق الفضاء الفايسبوكي بقدر ماأرْبك الذائقة كيفما صنفناها ،بقدر ما سيكون غربالا لما يمكنه أن يسقط الذائقة في فخ التسيب، خارج ضوابط معرفية ومنهجية وجمالية ولغوية،
بدون هذه العناصر، لاتصح أية كتابة حتى لو رسمناها كخاطرة أو كتدوينة عابرة يسهل نسيانها.
الكتابة مسؤولية
البدايات فوضى تعلمنا كيف نرسم خطوط الكتابة..
تكرار الخطإ جريمة..
تحمل المسؤولية بوعي ضد تهافت الكتابة..
اللاّ كتابة هي واجهتنا الأولى لتصحيح مسار الكتابة الزرقاء؛
(نسبة إلى الفضاء الأزرق) وقد سمى رواده الأديب المغربي" بوزفور "
(الأزارقة)
حق الكتابة (الشعر) حق غير مشروط بلغة محمد بنيس الذي عنون كتابه بهذا الإسم..
لكن مقاومة الضوابط الإبداعية؛ ورفض التّموْضُع في هندسة إبداعية؛ معناه السقوط في الإسفاف والضحالة الفكرية...
بهذا المنطق نمارس هذا النقد من خلال الشعر...
تسيب عام في الكتابة كما النقد كما القراءة المجامِلة ،كما حصْد اللاّيكات كمناسبة نتبادل فيها الهدايا، كل هذا أسقطنا في فخ الشبهة الكتابية والقرائية..
ماالعمل... ؟
أولا مراكمة كمية للكتابات ورقية ورقمية، قد تؤدي إلى إحدى نتيجتين :
أ_ التحول النوعي للكتابة.فتظهر إنتاجات وازنة لاعلاقة لها بالماركوتينغ الثقافي؛ وإن كان من حق الكاتب الاستفادة المادية من منتوجه...
ب_ عدم تغيير أو تغير واقع الكم الإنتاجي، واستمرار نمط واحد لاينبئ بأفق مشرق؛ وهذا يفترض وضع سياسة عمومية للثقافة المنشورة والمكتوبة، إعلاميا ورقيا.
ج_ نشر وإصدارات بوازع الشهرة والتعرف على الأسماء الجديدة، دون ضوابط تتخصص فيها لجان قراءة ولجان تدقيق اللغة، ولجان الفحص للنصوص المنتقاة بهدف النشر ،ولجان تلغي من حساباتها كل قرابة إلا قرابة الشعر والذوق الفني لأية كتابة، ولجان محاربة الزبونية والتسول والإرتزاق على غرار لجنة محاربة الرشوة ولجنة الشفافية ولجنة حماية المستهلك،
كلها ستقودنا إلى النفق المسدود في حالة عدم تفعيل أخلاقيات مهنة الكتابة، والنقد والنشر والتوزيع، والدعوات حسب جدولة القربى
(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة)..
د_ متابعة المنصات الرقمية والملاحق الثقافية والمقاهي الأدبية، ومعرفة هل يوجد المثقف المناسب في المكان المناسب، أو مازال عصر التريتورات:traiteurs الذين يترأسون المراكز والأندية والجمعيات والصالونات، مازال ساري المفعول، ومازالت( التْبُوريدَة الشعرية) أقصد قد يصل عدد الذين سيلقون نصوصهم بمختلف الأشكال (شعر فصيح :نثر وعمودي وزجل وومض) فوق العشرين...
إذا بقي الوضع مترهلا فقل ياعبد الرحيم :
على الثقافة جملة وتفصيلا السلام...!
شكرا على إضاءتك النيرة...

كتابة أخرى لنفس النص ومقاربته. الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني :

على إثر نصّكّ المدهش أيتها المبدعة أقول :
لستُ شاعرة
أنا
مجرّد سائحة في كون الكلمات
من مجرّات المعنى أجمع الحروف
أفاوض أبراجَ الحظِّ
على اختراع برج جديد
يُلقّح قلبي الرقيق
مناعةَ
اللّا صدأ
اللّا خوف
اللّا رجوع
إلى الْ حيثُ الباب النّائم ..
برجٌ يُتوّجني شاعرة لمرّة واحدة
أيها الشعر ؛
إلى متى تلبس وجهَ الحائط
وقد رسمتكَ نافذةً
بلا مقابض! ؟...
أيها الشعر!
كبيرٌ أنت
صغيرةٌ أنا
لا أملكُ عصا موسى
لأضرب الحبرَ
ويعتدل قانونُ الورقْ
فقط ..
دعني لمرّة واحدةٍ
أَكُنْ شاعرة ..!

،،،
نبيلة الوزّاني
....................
....................
ولأنك الشاعرة ، تتدفّقين مجازا لا يهاب في الشعر لومة لائم ...
ولأنك الشاعرة ، تملكين من الحروف كل الأبجديات تتحدّينَ بها تلك العوالم الملتهبة بنيران المضادّات والتناقضات وتنبسطينَ غيمةَ فوق القلوب المتعة، و قلب الوطنٍ واحد منها وأنت لا تغيبين عنه أيتها الشاعرة الوطن ...
سيدتي الشاعرة ، ماذا تريدين أكثر لتكوني شاعرة... ؟ وأنت تحاربين عالما مرهقا ثقيل الألم وفصولا ينهشها برد اللامبالاة
و تلك (اللا لست ) المكتوبة على أجبنة الأشياء وال ما يجب أن يكون ،،، بعد كل هذا أخبريني بالله عليك ، ماذا تريدين لتكوني شاعرة وأنتِ ترتدين الشعر جلدا ثانيا وتتنفسينَ الأوكسجينَ شعرا وشعرا ولا شيء غير الشعر ..؟!
دمتِ بهذا العمق الشاعري وبتفرّد حرفك ونباهة فكرك أيتها الفاطمة الشامخة...
محبّتي التي تعرفين.

رد فاطمة شاوتي :
أن تكتبي نصا بمعنى النفي المضاد؛ إثبات أنك شاعرة لها أبراجها تهدل بصوتها الخاص الذي أسمعه بكل محبة، وأقرؤه كلما أحببت متعة اللعبة القرائية، لأنه يطوع أصابعي على إرتياد هذه الباحة المزهرة دون مجاملة لك..
ليس للشعر تاج واحد؛ له تيجان يختار رؤوسها وتوضع تلقائيا دون علم المُتوَّجَة..
الشعر كبير حين يعتنقه الكبار ولايصغر إذا استسهله الصغار...
إنه النص الولود هذا الذي كتبت صار لنصي أضلاع سبعة :
النص الأصل :فاطمة شاوتي
القراءة نص :الناقد حسن بوسلام
قراءة القراءة: سجال فاطمة شاوتي
القراءة الثانية للقراءة الأولى :قراءة النقد :الناقد سعيد فرحاوي
قراءة نقدية سجالية ثانية :فاطمة شاوتي
قراءة تكميلية تساؤلية :عبد الرحيم طلبة صقلي...
رد تكميلي على مقترح عبد الرحيم طالبة صقلي :فاطمة شاوتي
قراءة وكتابة نص من خلال النص :نبيلة الوزاني
قراءة تأويلية :فاطمة شاوتي
تأويل استنكاري يعكس أن تقييم العمل منوط بقرائه بأية صيغة سلبا وإيجابا،
تتساءلين أو تُسائلينني من خلال غضب النفي لمن يدعي الشعر، وتجيبين بأنه الشعر نتنفسه عميقا في الذات ومن خلالها وعبرها وبها نكتبه /نكتبها
معاناة تعني أن الكتابة معاناة الكتابة
ومحو الكتابة معناه توق وطموح للكتابة هكذا تتحقق المعادلة يا الشاعرة /الناقدة
فهل تسألين من منا الشاعرة... ؟!
موقفك هذا نقد يحقق لذة لأي نص هنا كتابة وقراءة وتأويل
فشكرا لكم جميعا...

اللَّاسْتُ أَنَا...

الأربعاء 13 /07 /2022

لسْتُ شاعرةً...
لكنْ /
فِي جيوبِي حفْنةُ قلقٍ
ومناديلُ
أُجفِّفُ بها الزّمنَ
وأُطْعمُ صغارَ الْبطِّ...
بعْضاً منْ حليبِ الْكونْغُورُو
لِتنْحتَ مُخيّلتِي معْنًى لِلْوطنِ
فِي اللَّامكانِ...

لسْتُ شاعرةً...
لكنْ/
في قمْصانِي قواعدُ عشْقٍ
وسُمَّانَى...
تصبُّ قهْوةَ الْحبِّ
لِوطنٍ...
يُطْعِمُنِي التّرابَ
وأُطْعمُ الدُّود
قليلاً/ قليلاً /
من عتابٍ
لأنّهُ خزَّنَ جثّتِي في حِبْرٍ
وتحوَّلَ ريشةَ حريرٍ
تكْتبُ لِلْوطنِ:
مَاهذَا الْغيابُ... ؟

لسْتُ شاعرةً...
لكنَّ أصابعِي ثوْرةُ الْجياعِ
ترْفعُ عنِ الْحصَى
حِجْرَ السّلامِ
لِحرْبٍ باردةٍ بيْنَ الْعشْبِ وزرافةٍ
تقْطفُ الْعناقَ
منْ جِينُومِ الْبقاءِ...
وتهْزمُ الصّراعَ
بيْنَ الْإخْوةِ الْأعداءِ...

لسْتُ شاعرةً...
لكنَّ لغتِي تتحفَّظُ علَى قواعدِ
التَّمْويهِ والتَّسْويفِ والتَّعْليلِ...
شربَتِ الْأبْجديّةُ أحْلامِي
ولَمْ تَرْتَوِ...
منْ أدواتِ التَّمنِي والتَّرجِّي
الْغدُ/
ينْفضُ عنِ الرّيحِ
غبارَنَا...
وعنِ الْماءِ
عطشَ الْأوْبئةِ...
فيرْشَحُ الْملْحُ فِي زجاجِ
الْأسْئلةِ...
تتحوّلُ الْمجازاتُ والْقوافِي
كَمْبْيُوتْراً /
يمْنحُ الْأشْباحَ معْنَى الْكائنِ...

لسْتُ شاعرةً...
والشَّبكاتُ
تنْفثُ أسْماءَنَا
فِي حاسوبٍ /
ينْسَى إسْمَهُ
ويُدوِّنُ فِي تطْبيقاتِهِ
الْمُشَبَّهَ والْمُشبَّهَ بهِ
فِي قاعدةٍ /
يرْأسُهَا نمْلٌ أصْفرُ
يقودُنَا إلى شُبْهةِ
اللَّامعْنَى...



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -عُدْوَانٌ ثُلَاث ...
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل فِي نص فاطمة شاوتي -آيَةُ الْكُرْ ...
- قراءة الأستاذ زياد قنطار في مقطع من نص-نُوسْتَالْجْيَا الْعَ ...
- قراءة الأستاذ محمد لبيب في نص فاطمة شاوتي -عُبُورٌ فِي الدَّ ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص فاطمة شاوتي -كَاسْتِينْغْ الْمَدِينَة ...
- قراءة سِجالية لغادة سعيد في نص فاطمة شاوتي -لِلْمَرْأَةِ رَأ ...
- قرآءة رجب الشيخ في نص -عرسُ الرّمادِ- لفاطمة شاوتي
- قرآءة الأستاذ حسن بوسلام في نص - حكمةُ لِي وَيْنْ لِيَانْغْ- ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص -ذَاكِرَةٌ لِلْبَيْعِ- ل فاطمة شاوتي
- قراءة انطباعية في نص فاطمة شاوتي -سَقَطَ سَهْواً قَلْبِي-ل k ...
- قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي ...
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -ضجيجُ الطّباشيرِ ...
- قراءة نقدية..
- قَلَقُ الْوَقْتِ...
- رَقْصَةُ السَّلَمُونِ...
- نُكْتَةُ الْقَرْنِ...
- سَاعَةُ الْقَلْبِ...
- أَسْرَارُ السَّمَاءِ...
- لَحَظَاتُ الْعَبَثِ...
- الْمَوْتُ مَسَاحَةٌ شِعْرِيَّةٌ...


المزيد.....




- كولومبيا.. الإعلان عن تشكيل جبهة ثقافية عالمية لدعم فلسطين
- إدراج أم الجمال الأثرية الأردنية في قائمة اليونسكو لمواقع ال ...
- الفنانة لطيفة تثير الجدل بتصريح حول المهاجرين خلال حفل في تو ...
- اليونسكو تدرج أربعة معالم إفريقية على قائمة التراث العالمي
- وفاة إيدنا أوبراين مؤلفة رواية -فتيات الريف- عن عمر يناهز 93 ...
- أكبر جدارية وسط خيام النازحين.. فنان فلسطيني يجسّد بريشته مآ ...
- عودة روبرت داوني جونيور إلى أفلام -مارفل- بشخصية شريرة
- مهرجان المسرحيات الشارعية ينعقد في سانت بطرسبرغ و يجذب جماهي ...
- ألمانيا تتطلع إلى حل أزمة العمالة الماهرة عبر ثقافة الترحيب ...
- إصدار جديد لمركز الجزيرة للدراسات: الانتخابات الموريتانية في ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - سجال تفاعلي بين الخطاب الشعري والخطاب النقدي في نص فاطمة شاوتي -اللَّاسْتُ أَنَا...