أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - شهد














المزيد.....

شهد


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 18:23
المحور: الادب والفن
    


(شهد) ...

مثلما اسمها الذي يذوب في العسل ، كانت (شهد) التي صنعتها مخاضات الألم المستدام تتجلى في اللهيب الوردي ، تحتضن الجمال ، وكل ما يربط الليل والنهار .. كانت لا تلتفت البتة الى الليالي السود الطويلة المحتضرة ، ولا تعبأ بسويعات النهار التي هدها السهاد المنسلخ من كوة الليل .. الدبابير التي تخلف تلك القطرات اللزجة التي تغور وتتراقص بغنج على عيدان الشجر الراعش ، تتراقص مع ذلك الميلان الخجل لقرص الشمس المتواري ساعة ، والموغل بالإفصاح ساعة أخرى . حارس المنحل الذي كان يقلب اطراف الشمس ، ويجمع ما تبقى من قبسات اللهيب ، يستحضر مراحل القن الذي حار في امره ، راح يتخبط في حصر خليته المتوحدة خلف ذلك المرج المبالغ بالخضرة ، لم يسلم من طيور الوروار التي تطلق تغاريدها الزعيق ، وترانيمها النعيب . كانت تلك الانشودة الفيروزية منسوجة على بوابة أحلامه وهي تقول (دخلك يا طير ..... ) لعل ذلك الحلم المترنم اصبح حقيقة ، وهو يحاصر تلك الخلية المتوحدة التي تسهم ببيتها الخشبي الصاج ، الذي ينعم بحركة تتأرجح بين السكون والضجيج ، الزعيق والصراخ والسكون .. الربيع الذي يجتاز سني عمرها كان يمشي بخطىً مسرعة ، ويحث الغبار كيما يصل الى اعتاب الموت القادم لا محالة .. حاشا لله وغفرانا ، فلعله يعيد إشكالية (زوربا ) في الجسد والفكرة ، ويطلق صرخته المدوية المخنوقة : ( لماذا نموت ؟ ) ذلك السؤال الذي لم تجب عليه كل اكوام الكتب التي تستعمر مكتبتك ، بل انخرست امامه كل السن الادباء والكتاب والنقاد ودعاة الفن ... لعله يا سيدي السؤال الابدي الذي راح يبحث عن مخرج ، ولكن دون مخرج !
هل حقا سينشر الزمن ما طوته الحقيقة ؟ انت من فصيلة الكورديليات اللواتي يعتمرن الصمت قبل ان يستعمرهن الصمت نفسه ، اذن تأتي صورتك كالظل الجاثم على مقدمة الاكواخ المنسية ، اكواخ نائية تختبئ خلف السدم البعيدة . البراءة التي حجت اليك قبل ان تكوني في حبالها ، كانت تسبغ على صورتك بالبهاء الكهنوتي ، فكنت تلبسين جلبابا من الرهبة يبعث فينا الوجل الجاثم .. فلم نر يوما ان يلتقي الغضب بالتوازن والهدوء ، مثلما لا تلتقي الثورات مع استقرار الكرامات !
ما ان تكتمل صورتك في صناعة البهاء حتى تغادرين الى عالم من الملائكة المحلقين في فضاءات لا تعرف الحدود ، ويزداد الالق ويزدان النور هنا حد الادهاش ، ليعلن عن صورته القائمة المنقوشة الرابضة في الآفاق ، ولكنها تخترق تصوراتنا البليدة ، لتهاجر وتغادر وتطوف الى المدن المنسية التي تتوارى خلف السحاب .
صورك المتقافزة التي لم تستقر بمكان ، ستكون ضيفا قائما شاخصا ثابتا لا يعترف بالانتظار ، ولا يعرف طعم الفتور او الإذعان ، سيمور ذلك الشبح ، ويحط رحاله ، بعد ان يغرس اظفاره في قلب امك ، وصدر ابيك ، سيجثم هذه المرة رغم انف الزمن ، ليعلن عن سطوته الوردية بعد غياب الاشباح والصور .. سيتوارى ذلك الصوت الشجي الذي يستقر في ثنايا الدار ، جريئا ينبش ما تبقى من اديم الذكريات ، وما بقي من هشيم الماضي ، ليعيد صورة قلقة مشوهة ، تضفي على القلب المفجوع بظمأ يجهل ابجدية الارتواء ، وتجهز على كل بقايا الصور الوردية التي استحوذت على اللباب !



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج اديب نظرة في الكتاب الكريم
- التدبر سر المعرفة
- الفكر الموسوعي لدى الحاج محمد اديب كاظم
- من دير العاقول الى المفتول *
- ورقة نقدية احتفاء بادباء الزبير وابي الخصيب
- أخيرا رحل طائر السعف
- علاء المرقب ( الازميل والخشب الطري )
- الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي
- (ريوق بروليتاري)
- النص والصورة
- فاروق عبود حمدي
- الليل طويل يا حمد
- الصالون الرياضي في البصرة (المنطلق والهدف )
- حب في درجة 50 مئوي
- خربشات
- عبدة الشيطان
- ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :
- اخيرا .. سافر مسافر شنان للقاء ربه !
- (ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية
- نعم ايها الزاهد :


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - شهد