أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله صالح - حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليتها الجديدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال














المزيد.....

حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليتها الجديدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 16:21
المحور: المجتمع المدني
    


حددت منظمة الأمم المتحدة يوم الثاني عشر يونيو/ حزيران من كل عام ليكون اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، وفيه تقام الفعاليات حول العالم لينصب الاهتمام على هذه الظاهرة والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء عليها.
ودعت المنظمة إلى اتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على السخرة وإنهاء الرق المعاصر والاتجار بالبشر لضمان حظر واستئصال أسوأ أشكال عمل الأطفال، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم في الصراعات المسلحة، العمل القسري والاجباري، ارسال الاسر ضعيفة الدخل في القرى وضواحي المدن لأطفالها الى المدن للعمل كخدم في المنازل لدى الأسر الثرية وإنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله.
وأفاد تقرير مشترك لمنظمة العمل الدولية واليونسيف بارتفاع نسبة عمالة الأطفال حول العالم الى( 160 )مليون طفل أي بزيادة قدرها (8،4) مليون طفل خلال السنوات الأربع الماضية. وهناك، وحسب الاحصائيات الدولية يوجد (2،3) مليار طفل في العالم، أي ما يقارب ثلث اجمالي عدد سكان العالم، وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل الصادرة عام( 1989 )والتي صادقت عليها غالبية دول العالم، عدى أمريكا، فأن الطفل يجب أن يتمتع بحقوق الانسان تماما حاله حال البالغين. تعرف منظمة العمل الدولية العمل القسري على انه( أعمال أو خدمات تفرض عنوة على أي شخص تحت طائلة التهديد بالعقاب) وتشير التقارير الى عدد ضحايا العمل القسري على صعيد العالم بنحو واحد وعشرين مليون شخص.

تعتبر ظاهرة عمالة الأطفال في عدد من الدول العربية قضية "مقلقة" إلى حد كبير، إذ أشارت تقارير إلى أرقام وصفت بـ"الخطيرة والصادمة" لهذه الظاهرة. وتتعدد أشكالها نتيجة لأسباب عدّة منها: وخامة الأوضاع الاقتصادية وتدهورها في ظل تبني السياسات النيوليبرالية، الفقر والبطالة والمجاعة، الحروب الاهلية والصراعات المسلحة وتبعاتها، انعدام الأمن الغذائي التغيّرات المناخية، وتبعات انتشار فيروس كورونا.......الخ.
أما بخصوص العراق، فقد كشفت وزارة التخطيط بأن نسبة عمالة الأطفال اقتربت من نحو نصف مليون طفل وذلك في ظل تجاهل الحكومات العراقية المتعاقبة لهذه الظاهرة وعدم اتخاذها أي إجراءات وخطوات علاجية للحد من تلك الأعداد، وبحسب تقارير حقوقية وكذلك مسؤولين عراقيين، فإن ارتفاع معدلات الفقر في العراق دفع مؤشر عمالة الأطفال إلى تسجيل أرقام قياسية في معظم مدن البلاد ومن ظمنها إقليم كوردستان خلال العامين الماضيين. إذ تشير التقارير إلى أن أكثر من مليون طفل يعملون في سن مبكرة، في ظل ارتفاع نسبة الفقر، واستمرار النزوح القسري، ونقص الفرص التعليمية، الأمور التي دفعتهم إلى العمل المبكر لإعالة عائلاتهم.
لا يحتاج المرء سوى السير قليلا في شوارع بغداد، أو المدن الأخرى، خصوصا الاحياء الشعبية منها، ليرى ظاهرة يمكن اعتبارها رقاً معاصراً حيث ترى الأطفال في عمر الورد وهم يعملون لدى الباعة أصحاب المحلات أو الباعة المتجوليين، أو يعملون كحماميل أو يدفعون العربات الصغيرة لنقل المواد الغذائية أو يحملون الاكياس البلاستيكية ويعرضونها للبيع، أو سيدة في مفترق طريق تستعرض طفلها الرضيع طالبة المساعدة من المارة، وهناك تقارير تشير الى نشاطات منظمة تمارسها شبكات لتوظيف " الشرائح الهشة" داخل المجتمع في عمليات تسول ممنهجة من خلال تحويل البؤس الى سلعة منظورة، تدخل ضمن نطاق عبودية معاصرة، ناهيك عن تأثيراتها الاجتماعية والتربوية والنفسية.
أما آثار الحروب التي فتكت بالعراق طوال عدة عقود من الزمن، حدث ولا حرج، فهناك آلاف الأطفال ممن فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو كليهما ليتحولوا الى أهداف رخوة لشبكات تمارس الاتجار بالبشر وتستغلهم جسديا وتعرضهم الى ابشع أنواع الاستغلال. أضف الى كل ذلك زواج القاصرات ، فهي ظاهرة شائعة في العراق وإقليم كوردستان ولأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى حيث لا تستطيع الاسرة الفقيرة تأمين لقمة عيشها لذا تضطر الى تزويج البنت القاصر وذلك في ظل وجود غطاء مذهبي عشائري يجيز هذا النوع من الزواج عملا بـ "حكام الشريعة"، و بالنتيجة فأن العديد من هؤلاء الضحايا يلجأن الى الانتحار .
وهناك أطفال يلجئون الى العمل داخل المنازل بعيدا عن أعين المجتمع حيث تمارس بحقهم أبشع أنواع القسوة من العمل المستمر ليل نهار لقاء فتات من الطعام وأجر زهيد، ناهيك عن العقوبات القاسية عند عصيان الأمر حيث يمكن اعتبار ذلك نوعا من العبودية المنزلية.
ففي عالم كهذا، والعراق وإقليم كوردستان نموذجا، يأخذ الرق أشكالا مختلفة كالاتجار بالبشر والعمل القسري والسخرة والعبودية حيث يتم التحكم في هؤلاء الأبرياء واجبارهم على العمل ضد ارادتهم بحيث يتعرضون خلالها الى أبشع أشكال الاهانات وتُداس كرامتهم ويحرمون من أبسط الحقوق.
وكما سبق ذكره، فإن ظاهرة عمالة الأطفال واستغلالهم هي نتاج تطور وتوحش الرأسمالية النيوليبرالية سواء على المستوى العالمي أو في العراق وإقليم كوردستان، لذا فان أي اصلاح يؤدي الى التقليل من مأساة هؤلاء الاطفال الابرياء وصولا الى تحررهم التام وتوفير حياة سعيدة ومستقبل مزدهر لهم، مرهون بالحد من هذا التوحش النيوليبرالي ومن ثم القضاء عليه نهائيا.
إن التخندق المنظم للشباب العاطل عن العمل والنساء المضطهدات والعمال والكادحين وجميع شرائح المجتمع المحرومة والمهمشة في حركة طبقية موحدة ضد الأنظمة السياسية والحكومات التي تدافع عن هذا النظام الرأسمالي سيكون الخطوة الأكثر جدية وقوة لإخراج أطفال الأسر الكادحة والعمال والفقراء من هذا الوضع المأساوي. أما بالنسبة للعراق ككل، فلقد آن الأوان لطي هذه الصفحة المظلمة التي تعتبر احدى جوانب الظلم والقهر والحرمان الذي تتعرض له الجماهير في ظل الحكم الطائفي القومي المتسلط.
حزيران - 2024



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة
- ماذا لو كان العالم بلا رجال دين ؟ قراءة لزيارة البابا الى ال ...
- دلالات ظهور ابنة صدام


المزيد.....




- الاحتلال يمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بحرمانه مرضى قطاع ...
- ظروف صحية صعبة وخشية من عودة مرض السرطان
- انعقاد الدورة العادية 54 للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان ...
- لندن.. تظاهرة ضد العنصرية والإسلاموفوبيا
- بسبب الأمطار الغزيرة.. مئات النازحين يفترشون الأرض في شوارع ...
- الأمم المتحدة: الأسوأ آت بسبب أشد موجة جفاف بإفريقيا منذ قرن ...
- رئيس الموساد يصل إلى روما للمشاركة في مباحثات صفقة تبادل الأ ...
- 7 محاولات انتحار لمعتقلين فلسطينيين بسبب سوء الظروف الاعتقال ...
- بعثتا الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل في لبنان تحذران من صراع ...
- اعتقال 69 أجنبياً مخالفاً في بغداد


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله صالح - حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليتها الجديدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال