أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة البومبيلي .














المزيد.....


مقامة البومبيلي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 20:00
المحور: الادب والفن
    


مقامة البومبيلي :

تتداول وسائل الأعلام خبر إختفاء مايقارب خمسين ألف باكستاني أثناء دخولهم الأراضي العراقية لأداء مراسم الزيارات الدينية , وهو رقم مخيف أفصح عنه وزير الشؤون الدينية الباكستاني الذي أوضح إن هؤلاء الداخلين تبخّروا لدى دخولهم العراق.

تذكرت خبرا كنت قد سمعته من كبار السن في بغداد , عن أفتتاح ملهى في جانب الرصافة مطلع ثلاثينيات القرن الماضي , ويقع في نهاية شارع الحكومة الذي يبدأ بسوق السراي ويتجه حتى مبنى الأعدادية المركزية والملهى يتوسط الشارع مقابل الموقف المركزي سابقا , و يطل على ساحة القشلة ,جلب صاحب الملهى خمسين فتاة شابة من مدينة بومبي الهندية تتراوح أعمارهن بين الثانية عشرة والعشرين سنة , وكن يعملن في هذا الملهى , ويسكن دورا قريبة مقابل جامع الحيدرخانة , وكان رواد الملهى من وجهاء المجتمع البغدادي آنذاك , وزوار بغداد من شيوخ وتجار المحافظات العراقية , وقد علمت ان جميع الفتيات لم يعدن الى الهند وأنما استقرن بعد زواجهن من عراقيين وتكوينهن أسر ذابت في المجتمع العراقي.

ومن الجدير بالذكر ان بيت البومبيلي سمي بعدها بالبيت الالماني , وكان مالكه الاصلي يدعى صباح البومبيلي وهو زوج الفنانة زهور حسين , الذي حكم بالسجن لمدة سنتين في سجن الحله , وبسببه ماتت المطربه زهور حسين واختها في في حادث وهن في طريقهن الى السجن , وفي عام 1999 تم شراءه من قبل المرحوم محمد علي طاهر الالماني ,حيث قام بترميمه وحوله الى مزاد لبيع التحف والسجاد والانتيكات باسم الدار الالماني للتحف والسجاد ليتعرض بعد 9 نيسان 2003 للسلب والنهب , والدار حاليا وكما فهمت من بعض الاخوة تحولت الى مخازن لتجار القرطاسية واللوازم المدرسية .

تهيج الذاكرة في دروب الوجع القديم الممتدّ منذ الاحتلال الأنكليزي للعراق في أوائل القرن الماضي , والصراع القديم للقوات الأنكليزيّة والأميركيّة للاستيلاء على النفط والآثار, منذ وفود الجاسوس (المستر تيلر تومسون) الذي قَدم إلى الأسلاف بصفته مفتش آثار, ثمّ اختفى مع نشوب الحرب العظمى كما كان يطلق على الحرب العالمية آنذاك , ثمّ عاد مرّة ثانية بعد احتلال بريطانيا للعراق ولكن بصفة جديدة , هي صفة نائب الحاكم العسكري للمدينة.

في كل دول العالم يواجه السائح شروطاً ومتطلبات أمنية منذ لحظة دخوله المنافذ الحدودية أو المطار حتى مكوثه في الفندق من معلومات وتدقيق يجعل من العثور عليه أو مراقبته من الأمور السهلة , إلا في العراق فقد تبخّر الكثير من الوافدين من جنسيات باكستانية وإيرانية وأفغانية وغيرها من دول عربية وجدت من هذا البلد ملاذاً آمناً وفرصة للإستثمار غير المشروع عبر التسول وتجارة الرقيق وإنشاء عصابات للسرقة والإبتزاز.

قالت العرب : قديما اذا نزلت بأرضهم فأرضهم , واذا نزلت بدارهم فدارهم , واذا نزلت بحيهم فحيهم , ولكن أكثر من خمسين ألف باكستاني فُقدوا داخل العراق والمصيبة بل والكارثة إن الذي أعلن عن هذا الرقم هو وزير باكستاني وليس جهة عراقية يكشف رقماً مهولاً لأبناء جلدته دخلوا العراق ولم يخرجوا منه , فيما لم تنتبه الحكومة العراقية وطوال سنوات بل لم تستطع أن تنظّم حجم الداخلين والخارجين من الزائرين الذين يرومون زيارات الأماكن المقدسة أثناء المواسم الدينية.

جيوش من الوافدين بأعداد لا يُستهان بها ومن دول مجاورة أو بعيدة تدخل العراق لأسباب معلنة ظاهرياً يُراد تبريرها , لكن في حقيقتها لأغراض التوطين والبقاء في هذا البلد المنهك أصلاً فهل هي رسائل مقصودة ؟ وهل تجرؤ الحكومة العراقية على إتخاذ صولة لتحييد تلك الأعداد الداخلة ؟ لا نعلم أو ربما نعلم إنها لاتستطيع.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العرافة كوماي .
- مقامة المشحوف.
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .
- مقامة البلاغة .
- مقامة ألأيام التي لن تعود .
- مقامة الفجر الرصاصي .
- مقامة العطش ونقد النقد .
- مقامة الحسجة .
- مقامة الأمل و السعادة .
- مقامة ألأستشراق .
- مقامة الجواهري.
- مقامة كنكلي . الى الأستاذ محمد علي السعدي.
- مقامة الظل والضوء
- مقامة نيرون .


المزيد.....




- مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv ...
- الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ ...
- دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
- مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك ...
- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة البومبيلي .