مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 14:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة بزشكيان، تصاعدت الأزمات الداخلية في إيران بشكل ملحوظ. الفصائل المختلفة في الحكومة تتصارع بشكل علني، متبادلة الاتهامات بالخيانة والفساد في سعيها للحصول على نصيب أكبر من السلطة.
في افتتاحية صحيفة كيهان بتاريخ 24 يوليو، وصف حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في الصحيفة، المحيطين ببزشكيان بأنهم مجموعة من الفاسدين والجواسيس الذين سيؤثرون سلباً على حكومته.
وفي نفس اليوم، نشرت صحيفة شرق مقالاً بعنوان "بزشكيان في دوامة توزيع الحصص"، مشيرة إلى الضغوط الكبيرة على بزشكيان لتعيين المسؤولين في مناصب حكومته. بزشكيان نفسه أشار إلى أن اختيار المسؤولين أصبح تحدياً كبيراً.
وفي تقرير لموقع "جوان" التابع للحرس الثوري الإيراني في 24 يوليو، جاء التحذير بأن سيطرة النزاعات الفصائلية والسياسية ستؤدي إلى تجميد شؤون البلاد وتصاعد الأزمات.
الاحتجاجات الاجتماعية والتصعيد الأمني
على الصعيد الاجتماعي، وصلت الاحتجاجات ضد النظام إلى مستويات غير مسبوقة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية. آلاف العمال في صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات مستمرون في إضرابهم للشهر الثاني على التوالي احتجاجاً على الظروف المعيشية السيئة، خاصة في مناطق مثل الأهواز وآغاجاري.
في مواجهة هذه الاحتجاجات، لجأ خامنئي إلى زيادة القمع الداخلي والترويج لتصعيد النزاعات الخارجية. شهدت إيران ارتفاعاً غير مسبوق في وتيرة الإعدامات، حيث أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن إعدام 18 شخصاً في أربعة أيام فقط، بالإضافة إلى إعدام سجين سياسي سني بعد 15 عاماً من السجن.
خطاب خامنئي وتصعيد النزاعات الخارجية
في اجتماع مع أعضاء البرلمان الإيراني في 21 يوليو، تحدث خامنئي عن ضرورة الوحدة الداخلية لتجنب النزاعات، مؤكداً أن تصعيد النزاعات الخارجية لا يزال أولوية للنظام. أشار إلى قضية غزة كمثال على ذلك، داعياً إلى استمرار النشاطات الداعمة للقضية الفلسطينية.
رحيم صفوي، مساعد ومستشار خامنئي، أطلق تصريحات مثيرة تدعو إلى تحويل مسيرة الأربعين نحو القدس لتحرير فلسطين، مما يعكس استخدام النظام للتحريض على الحرب الخارجية كوسيلة للسيطرة على الوضع الداخلي المتأزم.
مستقبل النظام الإيراني
تأتي هذه التحركات في ظل خيبة أمل متزايدة من الشعب الإيراني تجاه النظام ككل. لقد أثبتت التجربة أن النظام غير قابل للإصلاح، وأن الفجوة بين الشعب والنظام تتسع يوماً بعد يوم.
الحكومة الجديدة برئاسة بزشكيان تبدو كدمية في يد خامنئي، حيث يعبر عن ولائه المطلق لسياسات المرشد الأعلى، سواء من خلال القمع الداخلي أو تصعيد النزاعات الخارجية. ووسط هذه الأجواء، تزداد احتمالات اندلاع انتفاضات شعبية مستقبلية.
الشعب الإيراني يظهر إصراراً على التغيير، رافضاً لعبة الإصلاحيين مقابل الأصوليين، ومؤكداً أن النظام بكامله بحاجة إلى تغيير جذري.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟