أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق














المزيد.....

السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


المقدمة وكأنها القاء نظرة على مدينة عصرية باللون الابيض والاسود المائل الى الارجوني،ولكن نحن الآن في المغرب،أو في صحراء المغرب وستتصرف وكأن الزمان ملكك،والهدوء السردي من البداية يشي بقوة ان برتولوتشي هو الابرز...هو من ابرز من خلف الكاميرا.
يقول الراوي:
لأن لاكيت ولابورت قد عاشا حياة نظامية ،فقد اقترف كل منهما خطأ مميتا وهو نظرهما للزمن وكأنه غير موجود.
بورت هو موسيقي(جون مالكوفيتش)،وزوجته (كيت) مؤلفة مسرحيات-الفت مسرحية واحدة في الواقع-هما في هجرة طوعية الى الشرق،وكما يبدو فأنهما يرغبان هجرة مجتمع مادي أكثر من اعادة التآلف لزواجهما الذي يبدو في حالة جيدة على الرغم من الفتور الواضح.
المرتكز للفيلم أدبي،فالفيلم قائم على رواية بنفس الأسم لبول بولز الذي يظهر في الفيلم في لقطة واحدة ويستخدم برتولوتشي صوته للرواية.
من ناحية معينة،يطرح الفيلم موضوع التلاقي الخالد بين الشرق والغرب،ومن الوهلة الأولى يبدو اللقاء تقليديا جدا،وسلبيا جدا،كما هو مألوف ومطروح على الدوام،ولكن وعلى ان هذه الصورة موجودة،فالفيلم ليس عن الاستشراق، ومن الممكن القول أن برتولوتشي يقلب المعادلة في النهاية في شيء من التآلف والتوازي في اعادة الالتقاء بين الشرق والغرب،وكيت اصلا فيها شيء من ذلك الجزء الميتافيزيقي الاستطلاعي أو الشيء المختفي من خلف كل شيء:
بقول بروت:
كيت في بعض الايام ترى كل شيء كدلالة على شيء آخر،كل شيء ينذر بشيء آخر ولاشيء يبدو كما هو وحسب...
وبعد جنس في الصحراء،يقول بروت:السماء غريبة جدا،أنها صلبة نوعا ما،كأنها تحمينا مما وراءها،أنظري؟!
كيت:ماذا وراءها...ليتني استطيع ان اكون مثلك،لكنني لا استطيع
بورت:ربما كلانا يخاف من الأمر نفسه
كيت:لا ،غير صحيح،انت لاتخاف ان تكون وحدك ولا تحتاج الى اي شيء آخر،الى اي احد،يمكنط ان تعيش بدوني.
بورت:كيف تعرفين،ان الحب بالنسبة لي هو حبك،مهما أختلفنا ولايمكن لأحد ان يفرقنا،ربما كلانا يخاف من ان يحب الآخر كثيرا.
مع كل هذا الحضور لمن هم حولهما،يبدو الجميع شخصيت هامشية بالنسبة لحضور الزوجان،فهناك عمق درامي عالي في الفيلم،اساسه مزدوج،هو العلاقة بين الزوجان أولا،وكيف ينظر هذا الزوجان الى العالم ثانيا.
ربما يكون الشرق بالنسبة لبورت هو الموت،فهو في الحقيقة يتتبع آثار رحلته الأخيرة،او هروبه الأخير...لم يكن بورت يعرف بانه قادم الى حتفه،الى زمنه الأخير...انه التلاقي،التآلف،التوحد مع الشرق البدائي الذي يرقص رقصة الموت الأخيرة.
هو يطالع رقصة العروس تلك بشيء من الانبهار والاستغراب...الخوف،انه خائفنولكن ليس من تلك الرقصة ...انها العروس الميتة...رقصة العروس الميتة،وكانه يعلم في اعماقه ان الحب هو الوجه المغازل للموت...انه يخاف الطقس والشعيرة...يخاف النبوءة ذلك الارتجاج الذي يشبه الموت.
هل الحقيقة الشرقية تعني الموت...شظايا الرحلة الأخيرة التي تلامس الروح .. التيفوئيد ... االاختفاء...الاندماج...الذوبان
هذه القصة أكثر توحدا مع الوجود من كل افلام وودي ألن
انت هنا في عمق المأساة،بعيدا عن التساؤل المطلق...المطلق اعيشه كوجود وليس كتساؤل...ليس كتساؤل على الاطلاق.
انت في عمق الذات التي هي عمق الوجود،انت على وشك مغادرة الذات اي على وشك مغادرة الوجود،وتعمقت كل تلك الاسئلة من خلال التجربة،التجربة نفت الشك بالحقيقة لأن الحقيقة على وشك البزوغ.
الشرق هو الخلود من كل النواحي الممكنة وغير الممكنة
عند موت بورت تغرق كيت بالصدمة:
في صمت دائم مطلق،تندمج مع الشرق،تتوافق:القبول الغريب لعزلة الصحراء ولهذا الفضاء غير المنتهي والذي من المستحيل ان يكتمل،لهذا السكون الذي لايقطعه سوى لحظات قليلة لقاطرة بشرية.
لايمكن ان تخلد الزمن،ولايمكن ان تخلد صمت الصحراء الابدي المطبق غير الاعتيادي لمن لم يعتاده...غير المألوف لمن لم يألفه..انها محظية الشرق
الصحراء،انها فضاء الاغاني الطقسية،الشعرية،التقليدية،ذات العلاقة بالتقليدTradition
فضاء الذبول غير المتوقع للحياة...ترك العالم والقبول بالزهد القادم من بعد اللامعنى.
وما الحياة الا رحلة صوفية قصيرة ومن اول لحظة...من اول لحظة في الحياة يتنبأ الانسان بالموت،في الموت المؤكد المطبق مثل اطباق سكون الصحراء على العالم.
يقول الراوي-الذي هو بول بولز نفسه-:
لأننا لانعرف متى سنموت فأننا نظن الحياة بئر لاينضب،ومع ذلك فإن كل شيء يحصل لمرات محدودة وحسب...هي مرات قليلة جدا بالفعل....
كم مرة ستتذكرين بعد ظهر ذلك اليوم في طفولتك،وهو بعد ظهر اصبح جزءا لا يتجزأ من كيانك حتى انت لاتتقبلين الحياة بدونه.
ربما اربع او خمس مرات بعد،او ربما ليس هذا العدد...كم مرة ستشاهدين صورة البدر؟
ربما عشرين مرة...ومع ذلك يبدو لك هذا بلا حدود
8/1/2024



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داني روز مسارح برودواي 1984:هناك شيء مطمئن داخل وودي ألن هذه ...
- أشياء مسكينة: البزوغ الأنثوي الأول لجيل قادم سيغلب منطق العا ...
- ليالي منتصف الصيف 1982(كوميديا جنسية): بلزاك مبالغ جدا في تق ...
- نرسيس وغولدمند 2020:غولدمند الذي ظل طوال حياته أسيرا لصورته ...
- ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن ...
- مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع
- ذئب البراري 1974: وحدة الوجود
- الحب الموت 1975(وودي ألن):أصل الأخلاق
- ظلال وضباب 1991(وودي ألن): كافكا وكاليجاري وعاهرة لليلة واحد ...
- مثل شخص واقع بالحب(عباس كيارومستاني): التقاء براءة الكبر مع ...
- أزواج وزوجات 1992(وودي ألن): الأزمة
- نسخة مصدقة 2010:العمل الفني والفعل الانساني والاصالة والزمن ...
- سر جريمة مانهاتن 1993: اراد وودي ألن أن يقول أن كل شيء سينته ...
- ناب الكلب 2009: فئة من حمقى تابعين للبشر وليس من البشر انفسه ...
- العبها مرة أخرى سام 1972(وودي ألن): انه وودي ألن...ذلك الرجل ...
- الرصاص فوق مسارح برودواي 1994(وودي ألن): صدفة اغرب من قدرية ...
- ترجمة رواية زرقة الظهيرة:جورج باتاي
- مستخدم لعدة مهام 2005-عن تشارلز بوكوفسكي:لا تحاول
- أفروديت العظيمة 1995(وودي ألن): هل هذه حكاية فاسفقة أم حكاية ...
- تفكيك هاري 1997(وودي ألن): هاري متحرر من السلطة الأخلاقية ال ...


المزيد.....




- لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ ...
- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق