أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مصر حكما مدنيا من اساسه ؟!















المزيد.....

هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مصر حكما مدنيا من اساسه ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا الرأي ليس دفاعا عن تولي طائفة معينة من المصريين ــ هم العسكريين او ابناء القوات المسلحة ــ حكم مصر ، ولكن هو نوع من استقراء التاريخ ، لفهم دروسه ، وذلك بأكبر قدر من أمانة العرض وسلامة القصد ...

كانت مصر يحكمها تقليديا العسكريين ، وفي العصور القديمة لم يكن هناك فصل بين وظيفة الحكم ورئاسة الدولة ووظيفة الجندية ، فالفرعون الآله كان هو الحاكم وهو قائد الجيوش في نفس الوقت ...
واستمر ذلك النمط بصور مختلفة في كل حقب التاريخ التي مرت بمصر ...
فالأسكندر المقدوني ــ الاسكندر الأكبر ــ كان هو الحاكم ، وفي نفس الوقت هو الجندي وهو فاتح البلدان ، وكذلك كان خلفاءه ــ البطالمة ــ من بعده ...

وقمبيز الفارسي كان هو الحاكم وفي نفس الوقت هو رجل العسكرية ، الذي غزا مصر وجعلها جزءا من أملاكه ...

ومثل ذلك حدث في العصور الاسلامية ، الحاكم هو قائد الجيش ، وهو من يكون علي رأس جيشه في الحرب سواء للغزو او للدفاع ...

حدث ذلك مع عمرو بن العاص ــ أول حاكم مسلم لمصر ــ مرورا بقادة وحكام كل الدول الإسلامية التي حكمت مصر .. الفاطمية والأيوبية والاخشيدية والمملوكية والعثمانية ...

فصلاح الدين الايوبي مثلا كان هو الحاكم وهو قائد الجيوش في حروبه ضد الصليبيين ، وكان كل من قطز وبيبرس حكاما لمصر وقادة عسكريين في حروبهم ضد التتار ...

ومع مجئ نابليون بونابرت ــ حاكم فرنسا وهو أيضا رجل عسكري ــ ودعت مصر العصور الوسطي وبدأت تستيقظ علي أصوات العصور الحديثة..

وجاء محمد علي ــ وهو جندي تركي ــ اتي الي مصر مع الجيش الذي بعثه السلطان العثماني لإعادة مصر الي سيطرة العثمانيين بعد انسحاب الفرنسيين سنة ١٨٠١ وفشل حملتهم علي مصر ...

انفرد الجندي التركي محمد علي بحكم مصر سنة ١٨٠٥، وكان خلفاؤه من بعده كلهم ذوي رتب عسكرية ، وبعضهم ــ كإبراهيم ــ كان هو قائد الجيوش المصرية وصاحب اغلب الانتصارات العسكرية المصرية في عهد والده ، قبل ان يفرض عليه الاوربيين معاهدة لندن سنة ١٨٤٠ التي فرضت انسحاب جيش محمد علي الي حدود مصر مقابل جعل حكم مصر مقصورا في اسرة محمد علي ..

وثالث حكام اسرة محمد علي ــ وهو عباس ــ كان ذو تعليم عسكري ، واشترك مع عمه إبراهيم باشا في حروب االشام ، وكان يقود احد الجيوش ...

رابع حكام مصر من اسرة محمد علي هو محمد سعيد باشا، وهو ابن محمد علي ، وقد اختار له والده السلك البحري فدربه على فنون البحرية ، ولما أتم دراسته انتظم في خدمة الأسطول، وارتقي سعيد في مراتب البحرية الحربية حتى وصل في أواخر عهد أبيه إلى منصب " سر عسكر الدوننمه " أي القائد العام للأسطول ...

أما الخديوي اسماعيل فقبل توليه الحكم قاد الجيش المصري الذي أرسله والي مصر سعيد باشا ــ وتعداده ١٤٠٠٠ جندي ــ الي السودان ، وعاد بعد أن نجح في تهدئة الأوضاع هناك ..

وأما الخديوي توفيق ـ ابن اسماعيل والذي احتلت مصر في عهده ــ فقد كانت أمه شفق نور احدي إماء الخديوي إسماعيل وليست ضمن زوجاته الأربع ، وكان ذلك سبب عدم إرساله مع باقي أبناء إسماعيل للدراسة في أوروبا ، وهو ما اثر في شخصيته ، وكان توفيق علي خلاف دائم مع والده ، وربما لهذا السبب اختاره الانجليز ليحل محل والده اسماعيل في حكم مصر بعد عزله سنة ١٨٧٩..

الخديوي عباس حلمي الثاني سافر سنة ١٨٨٨ إل مدرسة ترزيانوم بالنمسا لدراسة العلوم العسكرية ، ولدى بلوغه الثامنة عشرة مُنح رتبة الباشوية لكونه ولي عهد البلاد ..

وكان الملك فؤاد مثلا ذو تعليم عسكري تلقاه في ايطاليا ( درس في «تورين الحربية» وحصل على رتبة ملازم في الجيش الإيطالي ، ثم أُلحق بالفرقة الثالثة عشر " مدفعية الميدان " ، وقبل توليه ملك مصر عمل ملحقًا حربيا لسفارة الدولة العلية ــ كما كانت تسمي ــ في العاصمة النمساوية فيينا )..

ولم يكن الملك فاروق طالبا في كلية الطب مثلا او كلية الهندسة أوالحقوق ، بل كان طالبا في كلية عسكرية انجليزية ، وعندما مات والده في ابريل ١٩٣٦ كان يتلقي علومه في اكاديمية ساند هيرست العسكرية في لندن، واضطر الي قطع دراسته والتوجه الي مصر وتولي حكمها ، وكان صاحب رتبة رسمية في الجيش المصري، كأدميرال في البحرية المصرية..

وكان فاروق دائماً ما يرتدي الزي العسكري المصري وصوره الشهيرة في ذلك منتشرة بكثرة حتي اليوم ...
ويوم ٢٦ يوليو ١٩٥٢ وعند خروجه من مصر للمرة الاخيرة ــ وبلا عودة ــ أصر علي ارتداء زيه الرسمي ــ زي البحرية المصرية كضابط بها ــ وصوره الشهيرة في ذلك اليوم شاهد علي ذلك ...

ومن زاوية فعلية ــ وليست رسمية ــ كان من يحكم مصريا فعليا في السبعين سنة الأخيرة من عمر العصر الملكي في مصر هم الانجليز ، الذين كانوا يحتلون مصر منذ ١٨٨٢...

اي ان " العسكر " الانجليز هم من كانت لهم الكلمة العليا في مصر في هذه السنوات الطويلة ، وعلي الرغم من وجود معتمد بريطاني ــ كرومر ثم جورست ثن كتشنر وصولا الي مايلز لامبسون ــ في دار السفارة البريطانية الا ان جوهر الحكم وصولجانه كان في يد قادة الجيوش البريطانية في وادي النيل ، في حين كان السفير وطاقم سفارته يتولي الشؤون اليومية في التعامل مع المصريين ...

لقد كان حكم مصر اذن في يد العسكريين ــ مصريين ايام الفراعنة او عسكريين أجانب فيما بعد ــ فمن أين اتت تلك الأسطورة التي يروج لها انصار العصر الملكي ان مصر كانت في يد المدنيين قبل ان يأتي ضباط يوليو ويقطعوا تقاليد الحكم في مصر ويحولونها الي الحكم العسكري !!

ذلك لم يكن صحيحا في يوم من الايام ..
ومع ذلك من لديه أي انتقاد لوجود العسكريين في الحكم فهو حر فيما يراه ، فتلك قضية أخري ، ولكن نحن الآن نناقش القضية من منظورها التاريخي ، وليس من منظور ما يصح او لا يصح ، اوافضل الطرق او الطوائف لحكم مصر ...

وليس من حق أحد ان يقول ان المدنيين هم من كانوا يحكمون قبل ٢٣ يوليو ١٩٥٢، قبل أن يأتي مجموعة من الضباط المتعطشين للسلطة ويحكمون مصر ، في نمط جديد من الحكم لم تعرفه مصر من قبل !!!

مصر منذ ايام الفراعنة كان يحكمها الفرعون .. وكان هو الحاكم والقائد العسكري والآله في نفس الوقت ، في جمع بين الحكم والجندية والدين ...

ومع وصول رسالات السماء الي المصريين ــ المسيحية ثم الاسلام ــ انفصلت الوظيفة الدينية للحاكم ــ كآله ــ وبقي له وظيفتي الحكم والجندية ، اي الرئاسة وقيادة الجيوش ...

واستمر الامر كذلك في كل عصور التاريخ ، حتي وصلنا الي الجندي الألباني ذو الأصول التركية ــ محمد علي ــ الذي وصل الي حكم مصر بسيفه قبل أي شئ اخر ، والذي كان أخر ملوك أسرته ــ فاروق ــ خريجا للأكاديميات العسكرية البريطانية وضابطا في البحرية المصرية ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
- لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
- انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
- العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
- لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال ...
- هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
- هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!
- التكتيك الذى لا يخيب أبدا !!
- التيارات المغامرة في السياسة العربية
- هل مصر تتراجع ولا تتقدم ؟!
- عمرو موسي ..
- كيف تم صنع وترتيب الثورة في ايران ..
- حل مجلس الأمة الكويتي ..
- ماذا فعلت بريطانيا والولايات المتحدة لإنجاح الثورة الأيرانية ...
- إعادة هندسة المجتمعات .. الطريق إلى -الثورة الإسلامية في إير ...
- لماذا لن تحارب إيران إسرائيل ؟!
- قراءة في كتاب جاء أوانه .. سياحة في عقل رئيس وزراء اسرائيل..
- ما العمل ...
- فذكَّر ... إن نفعت الذكري .
- القديم أم الجديد ؟!


المزيد.....




- استدعاء مخرج مصري مشهور تعدى بالضرب على مدير مركز صيانة سيار ...
- تصريح صحفي لمواجهة الأزمة العامة .. تشكيل جبهة وطنية شعبية ت ...
- مسؤول: القوات الأوكرانية تقصف مقاطعة زابوروجيه
- إعلام مصري: القاهرة أبلغت المشاركين في اجتماع روما تمسكها با ...
- العثور على أربعة أطنان من الكوكايين مخبأة في أكياس أرز بمينا ...
- مأساة متواصلة.. غزيون يعيشون على أنقاض منازلهم
- مصر في بريكس..استفادة بمليارات الدولارات
- بايدن يصدر قرارا بتأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة ب ...
- ماذا يعني طلب سلطات كييف فرصة أخيرة من الغرب؟
- ترامب يلتقي نتنياهو في فلوريدا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مصر حكما مدنيا من اساسه ؟!