أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - الحرب غير الضرورية














المزيد.....

الحرب غير الضرورية


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الحارث بن هشام المخزومى

وعلمت أنى إن أقاتل واحدا اقتل ولا يضرر عدوى مشهدى

يكاد بيت الشعر الذى سطره الحارث، ينطبق بالحال على الوضع المأسوى للشعب الفلسطينى فى غزة ، فهو يقاتل وحيدا فى غزة ، ويُقتل ويسفك دمه انهار . والحقيقة انه لا يقاتل ولكن يُقتل فقط .

حادثة السابع من اكتوبر والتى استطاع فيها الفلسطنيين تعرية الواقع الهش للدولة العبرية ، كانت هذه الحادثة هى التكئة التى استطاعت بها اسرائيل تدمير قطاع غزة بالكامل .

هى لم تعاقب الفعلة فقط وهى ليست لها الحق فى عقابهم فهى دولة محتلة ،ولكنها عاقبت كل انسان يمشى على الارض ، لقد هدمت الجوامع والكنائس والجامعات والمعاهد والمستشفيات والملاجىء ومعسكرات المخيمات المسماه الانروا ، وقتلت مئات الصحفين والاطباء والمدرسين والعلماء .

بل ومحت اسر كاملة من السجلات وقتلت الاف الاطفال و الاف النساء والرجال واعاقت مئات الالاف ، ومنعت الماء والغذاء والدواء عن الملايين ، ولو استطاعت لمنعت الهواء من التجول فى سماء غزة .

لقد دمرت حياة البشر بكل معنى الكلمة ولاأعلم كيف يمكن ان يتعافى هؤلاء الملاييين من الاطفال والشباب والرجال والنساء من الرعب الذى عاشوه وكيف يمكن ان تسير الحياة بهم .

لقد ارتكبت اسرائيل مجزرة يندى لها العالم ، والحقيقة ان مرتكب المجزرة الحقيقى والذى يقتل العرب باموالهم هو الولايات المتحدة الامريكية واروبا العجوز المنكودة.

والعرب واه من العرب ان لهم دور مشهودا ، لايمكن ان ان يستهان به فى هذه المجزرة البشعة لقد ساهمو بالصمت الرهيب ، فى استمرار هذه المجزرة وجعلها خبرا عاديا فى نشرات الاخبار لمدة تكاد تقترب من السنة .

لقد ساهم العرب والعالم المسمى بالاسلامى ليس بالصمت فقط ، ولكن بمنع شعوبهم فى زلزلة الشوارع على الاقل تنديدا بما يحدث ، لقد خذل الحكام شعوبهم واصبحت عروشهم الزائلة اهم لديهم من الدماء الطاهرة التى تسكب يوميا على يد شواذ ومرتزقة العالم المسمى زورا جيش الاحتلال الاسرائيلى .

لقد ارتكبت المجزرة وما زالت ويشاهدها العالم صوتا وصورة ، وسط تواطىء مهين وصمت مطبق من منظمات قتل الانسان ، والامم المتحدة ومجلس القمل الدولى ، التى صدعت رؤسنا على مدار عقود .

ولكن ترى هل اخطأ قادة حماس فى عملية السابع من اكتوبر ؟

وهل كانت لديهم الرؤية على الاستبصار والتوقع ان الثمن سيكون فادحا الى هذه الدرجة ؟

وان هذه العملية على جرأتها وشجاعتها ستعود بأهل غزة الى العصر الحجرى وسط بهجة العالم المتحضر بل وتصفيقه للسفاح نتناياهو فى الكونجرس الامريكى .

اننا اعتقد ان على القادة العرب الراديكاليين وزعماء المنظمات والمليشيات المتبنية للكفاح المسلح ان يحكموا العقل فى اتخاز القرارات الخطيرة ، وان يتم حساب كل ردود الافعال وتداعياتها، وحساب المكاسب والخسائر ، ان العقل او المنطق يجب ان يحكم تصرفات الساسة وقراراتهم وليس العنتريات .

وبيت الشعر الذى سطره الحارث ين هشام ليس مثالا للجبن ، زلكنه تحكيم للعقل ومقتضيات الحال .

وما سطره ابن هشام ليس نشاذا ، فقد سطرته أبيات هبيرة بن أبي وهب المخزومي

حين قال :

لعمرك ما وليت ظهري مُحمدا وأصحابه جبنا، ولا خيفة القتل

ولكنني قلبت أمري، فلم أجد لسيفي مساغا إن ضربت، ولا نبلي

وقفت، فلما خفت ضيعة موقفي رجعت لعود كالهزبر أبي الشبل

ان تحكيم العقل ودراسة الموقف ، وهو ما يسمية العلم الحديث ، مراكز التفكير المستقبلى ودراساته ،هى ما يحكم العالم الحديث .

ليست امال واحلام الرجال والزعماء مهما بلغ شاوهم ، هى ما تتحكم فى مصائر الشعوب والاوطان ، ولكنه العلم والدراسة ، والسياسة هى علم له قواعد ودراسات وخطط مثله مثل الاجتماع والاخلاق والتعليم وغيرها من القضايا التى تؤرق العالم دول وشعوب العالم التى تبتغى سلوك الامم القوية .

ما نقوله ليس دعوة للجبن وترك السلاح لعدو لا يفهم الا القوة ، ولكنه اسلوب اخرلمعرفة الواجب فعله ومتى واين ؟ وكيف يمكن تغيير المشهد الدولى لتحقيق امال امتنا .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدام سوسو
- غروب صديق
- العام الخامس والستون وما بعده
- أنا وهو
- زكى مبارك وطه حسين لمن الغلبة ( 1)
- المازق العربى
- فى وقته ( قصة قصيرة )
- من يفك شفرتها ؟
- لا هندية
- لا ساميه
- أنسان الغاب
- رحيل مفاجىء
- المتاهة ( قصة سيريالية )
- الغرق فى الموبيل
- الجمال الأنثوى
- موسم الهجرة الى الرفيق الاعلى
- وفاة صديق
- يوم مولدى
- امة تخطف العالم
- أمتنا فى خطر


المزيد.....




- استدعاء مخرج مصري مشهور تعدى بالضرب على مدير مركز صيانة سيار ...
- تصريح صحفي لمواجهة الأزمة العامة .. تشكيل جبهة وطنية شعبية ت ...
- مسؤول: القوات الأوكرانية تقصف مقاطعة زابوروجيه
- إعلام مصري: القاهرة أبلغت المشاركين في اجتماع روما تمسكها با ...
- العثور على أربعة أطنان من الكوكايين مخبأة في أكياس أرز بمينا ...
- مأساة متواصلة.. غزيون يعيشون على أنقاض منازلهم
- مصر في بريكس..استفادة بمليارات الدولارات
- بايدن يصدر قرارا بتأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة ب ...
- ماذا يعني طلب سلطات كييف فرصة أخيرة من الغرب؟
- ترامب يلتقي نتنياهو في فلوريدا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - الحرب غير الضرورية