أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جورج حداد - اللاوطنية -الكيانية- للمارونية السياسية















المزيد.....

اللاوطنية -الكيانية- للمارونية السياسية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 10:24
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


إعداد: جورج حداد*


مع اتساع وتصاعد حدة المعركة الحدودية ضد العدو الاسرائيلي، في جنوب لبنان، والاخطار "الوجودية" الناشئة عنها، على الكيان الاغتصابي الصهيوني، كما على الكيان المصطنع "اللبناني"، تشتد بشكل لا سابق له حملة الضغوط والتهديدات، الخارجية والداخلية، الموجهة ضد المقاومة الاسلامية الوطنية بقيادة حزب الله.
خارجيا: تتضاعف التهديدات الاسرائيلية بتدمير لبنان، وتحويله الى "غزة ثانية"، توصلا الى سحق المقاومة وحزب الله.
وفي هذا السياق يتكثّف حشد الاساطيل والقوات الحربية، البحرية والجوية والبرية، الاميركية والناتوية والاسرائيلية، في البحر الابيض المتوسط وقبرص وجنوب اوروبا، والقواعد الاميركية في تركيا ودول الخليج الموالية للامبريالية، وفي "كردستان العراق" و"كردستان سوريا"، وفي الاردن وغيره من الدول العربية المطبّعة او السائرة في طريق التطبيع مع "اسرائيل".
وداخليا: ترتفع بشكل متضاعف الشدة عقيرة ابواق "الطابور الخامس اللبناني"، المتمثلة بالاخص بابواق المارونية السياسية، التي تفرض نفسها بوصفها "الممثل الشرعي والوحيد" للمسيحيين اللبنانيين. وبهذه الصفة المزورة تعتبر المارونية السياسية نفسها الوصية الاولى والوحيدة على كيان "دولة لبنان الكبير"، الذي يكون بهذه الوصاية او لا يكون.
وربما انه لا حاجة للتذكير ان منظومة الامبريالية واليهودية العالمية تضع في تصرف هذه الابواق عشرات القنوات التلفزيونية والاذاعية، وما لا يحصى من شبكات التواصل الاجتماعي، و"الإنجيأوزات"، التي تنفَق عليها مليارات الدولارات. وتبرز على هذا الصعيد اسماء ثلاثة شخصيات بوقية مارونية هم: الصحافي طوني ابي نجم، والناطق باسم إعلام "القوات اللبنانية" شارل جبور، واستاذ العلوم السياسية في احدى الجامعات الاميركية هشام بوناصيف، الذي تشير الدلائل المحيطة باطروحاته "التاريخية والعلمية" المزيفة حول الفيديرالية والكونفيديرالية، و"الحرص اليوضاسي على مصير المسيحيين"، و"حل الدولتين" على الطريقة القبرصية، ان هذا البوق يمثل همزة وصل بين "المارونية السياسية" و"المخابرات الاميركية" و"الموساد الاسرائيلي".
ومن خلال ما يطرحه هؤلاء الشخصيات ــ الابواق يمكن الاتفاق معهم على نقطة واحدة فقط هي: انه ــ باستثناء التسمية "اللبنانية" او الانتماء الاسمي الى ما يسمى "الجمهورية اللبنانية" او "دولة لبنان الكبير" التي سبق ان اعلن عن انشائها المفوض السامي الفرنسي الاول الجنرال هنري غورو في اخر اب 1920، ــ باستثناء ذلك، لا يوجد اي شيء يمكن الاتفاق عليه معهم، ولا اي شيء يمكن ان يجمع الطابور الخامس "اللبناني" وعلى رأسه المارونية السياسية "اللبنانية"، مع المقاومة الاسلامية الوطنية "اللبنانية" وحاضنتها الشعبية "اللبنانية"، وبالاخص الطائفة الشيعية "اللبنانية"، وذلك لسوء حظ هشام بوناصيف ومن لف لفه.
ونرى من الضروري الاضاءة على بعض نقاط الاختلاف المفصلي، الوجودي والمصيري، بين الجناحين "اللبنانيين": الطابور الخامس وعلى رأسه المارونية السياسية، والمقاومة الوطنية الاسلامية بقيادة حزب الله:
لاوطنية المارونية السياسية
ينطلق ابواق "الطابور الخامس اللبناني" من نظرية مجوّفة تقول ان "لبنان" هو "معطى لبناني" ازلي ونهائي، قائم بذاته، ومفصول عن بيئته ومحيطه التاريخيين، جغرافيا ودمغرافيا وحضاريا وقوميا؛ وان المارونية السياسية هي صانعة "الهوية اللبنانية"؛ ومن ثم ان مسلكية المارونية السياسية ومفاهيمها هي بالتحديد المعيار الوحيد للانتماء الى هذا "اللبنان" و"الكيان اللبناني". ومنذ وقت طويل حاولت المارونية السياسية اختراع "قومية لبنانية"، متميزة عن فكرة "القومية السورية" التي سبق ان طرحها المفكر النهضوي الكبير والشهيد انطون سعادة و"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، احدى ركائز المقاومة الوطنية، ومتميزة بالاخص عن "القومية العربية" المتبلورة عبر التاريخ، وسبق ان نادى بها جميع النهضويين العرب، وبالاخص منهم المسيحيون و"اللبنانيون".
ولتأكيد اطروحة "القومية اللبنانية" المزعومة، الوهمية والفارغة، حاولت المارونية السياسية المطابَقَة او الاصح "حشر"" مفهوم الاتنية القديمة "الفينيقية ــ الارامية ــ الكنعانية"، العملاقة وذات الانتشار الشرقي الواسع، في قزمية "القومية اللبنانية" الوهمية، كما حاولت الادعاء بوجود "لغة لبنانية" منفصلة عن اللغة العربية الام ومختلف اللهجات العربية الشقيقة الاخرى. ولكن الجدلية التاريخية والدينامية الحياتية ذاتها بددت كالفقاقيع هذه المحاولات السطحية، السخيفة والمشبوهة، والتي لم يكن لها اي اساس تاريخي او علمي او اجتماعي حتى باكثر الاشكال ابتذالا. وحتى على المستوى المذهبي الماروني ذاته، لم تستطع المارونية السياسية ان تطمس الاصول التاريخية "السورية" للطائفة المارونية الكريمة، وان "تتبرأ!" من كون الطائفة المارونية ذاتها، بمن فيها الراهب القديس مار مارون شخصيا، انما وجدت تاريخيا كفرع مذهبي سرياني ــ ارثوذوكسي "سوري". وبالرغم من كل التقلبات الحربائية للمارونية السياسية، في جميع مراحل وجود "دولة لبنان الكبير"، فإنها لم تجد من الممكن حتى الان ان تستبدل حتى عنوان البطريرك الماروني بوصفه "بطريرك انطاكية وسائر المشرق". ومدينة انطاكية، ذات التاريخ المسيحي المشرقي العظيم، لا توجد في كسروان او وادي قاديشا، بل ــ وكما يعرف اي تلميذ صف ابتدائي ــ توجد في شمال سوريا (اليوم في جنوب تركيا من ضمن الاراضي العربية الشاسعة التي اغتصبها الاتراك والاكراد، ووافقت الدول الاوروبية واميركا على ضمها الى تركيا الاتاتوركية كمكافأة على تبعيتها الذليلة للامبريالية الغربية واليهودية العالمية).
والان يتضح اكثر من اي وقت مضى، ان كل شعارات "الاستقلالية" و"السيادة" و"الحياد"، والتنصل من الارتباطات والالتزامات الوطنية العربية، القومية والانسانية، لـ"لبنان"، واللاعدائية و"الحيادية" بل والانحياز المكشوف تجاه "اسرائيل"، وهي المفاهيم والشعارات التي يطرحها ابواق الطابور الخامس وعلى رأسه المارونية السياسية، ليست سوى اكاذيب بعيدة كل البعد عن المفاهيم الحقيقية لـ"الاستقلالية" و"السيادة" و"الحياد"، وهي تطرح فقط لذر الرماد في العيون وتبرير السير في ركاب الامبريالية الغربية واليهودية العالمية واسرائيل والانظمة العربية الرجعية والخائنة، المطبّعة والسائرة نحو التطبيع مع "اسرائيل".
ولتغطية الافلاس الفكري والحضاري، واللاوطنية، الملازمين عضويا للمارونية السياسية، يعمد ابواقها الى استبدال مفهوم "الوطن"، بمعناه التاريخي، الحضاري ــ الثقافي ــ الاجتماعي ــ الاقتصادي، الجغرافي ــ الدمغرافي، بمفهوم "الكيان السياسي"، اي "الدولة"، التي اقامها المستعمرون الفرنسيون في 1920 على اساسين هما:
ــ1ــ المحاصصة الطائفية،
ــ2ــ والتبعية الذليلة للغرب الاستعماري والامبريالي واليهودية العالمية.
وقد وُضعت المارونية السياسية في البدء على رأس ذلك "الكيان اللبناني" اللاوطني، لانها كانت: الاكثر تبعية وانسجاما وطواعية مع الغرب الاستعماري.
في حين عوقبت الطائفة الشيعية الكريمة على وطنيتها وعروبتها، لرفضها الانفصال عن الحكومة العربية في دمشق، وخاصة بعد محاولة اغتيال الجنرال غورو في 1921، على يد الثائر الجنوبي البطل الشهيد ادهم خنجر، الذي اعدم في 1923 وليس له اي شارع او زاروب باسمه، في حين اطلق اسم الجنرال غورو على احد اهم شوارع مدينة بيروت.
وطوال اكثر من 70 سنة، بعد اعلان "دولة لبنان الكبير"، فإن المارونية السياسية الحاكمة لـ"لبنان"، بدلا من ان تتقرب من جبل عامل وجماهير الطائفة الشيعية عموما، المظلومة تاريخيا، و"تستقوي" بها، فإنها ــ بعماها التاريخي عموما وغبائها الجيوسياسي المرحلي خصوصا، وجوهرها القائم على الخيانة الوطنية اولا واخيرا ــ، تبنت تماما و"عصرنت" النهج القديم، نهج الاستبداد الاسلامي غير العربي، الكردي الايوبي ــ المماليكي ــ التركي العثماني في معاداة الشيعة واضطهادهم.
وبقيادة هذه المارونية السياسية الغبية الى اقصى حدود الغباء السياسي التاريخي، وطوال وجود مسخ الوطن = الكيان اللبناني، عوملت الطائفة الشيعية الكريمة باقصى ما يكون من التهميش والتمييز الطائفي والإفقار والاضطهاد. ولم تعامل الجماهير الشعبية الشيعية يوما بأنها مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، بل عوملت على الدوام كـ"مقيمين غير مرغوب فيهم" الا برتبة خدم من ادنى الدرجات. ولعله يكفي ان اذكر المثالين التاليين:
ــ1ــ اذا اخذنا مدينة بيروت كنموذج، نجد انه حتى الامس القريب في بداية الحرب اللبنانية في 1975، كانت غالبية مدراء الاقسام والمصالح في "بلدية بيروت الممتازة" من ابناء الطائفة المارونية، في حين ان جميع ــ حرفيا جميع ــ عمال التنظيفات (الزبّالة) كانوا من ابناء الطائفة الشيعية الفقراء، الذين كانوا يتلقون اجورا بالكاد تكفي لقوتهم البسيط ولا تكفي لشراء الصابون لاجل الاغتسال وغسل ثيابهم الرثة، في الوقت الضروري.
ــ2ــ منذ ما قبل عصر الاكراد الايوبيين والمماليك والعثمانيين كانت فلسطين الرئة المعيشية والحياتية التي يتنفس بها ومنها اهل جبل عامل، الفقراء والمنبوذون، ولكن الاباة والصابرون.
وبعد مسرحية حرب 1948 ــ 1949، وإنشاء دولة "اسرائيل"، سدت تلك الرئة الفلسطينية، وأعلن جبل عامل منطقةً عسكرية، تحكم بقانون الطوارئ.
وفي المعنى الشكلي البسيط لكلمة "منطقة عسكرية" و"قانون الطوارئ"، ان تكون المنطقة المعنية منطقة حماية لاهاليها من العدو (المجاور) وما يمكن ان يدسه من عملاء: جواسيس او مخربين. ولكن الواقع ان جبل عامل عومل كمنطقة محتلة من قبل "اسرائيل"، وان السلطة الكيانية "اللبنانية"، لم تكن سوى "وكيل" للاحتلال الاسرائيلي، على ما يشبه وكالة "السلطة الوطنية الفلسطينية" حاليا عن الاحتلال "الاسرائيلي" لفلسطين. وكما تقوم "السلطة الوطنية الفلسطينية" حاليا ــ عبر ما يسمى "التنسيق الامني" مع الاجهزة "الاسرائيلية" ــ بالتضييق على المقاومين الفلسطينيين، والوشي بهم، واحيانا اعتقالهم وتسليمهم "لاسرائيل"، كانت وظيفة السلطات اللبنانية بقيادة المارونية السياسية: ان تخنق في المهد اي مبادرة مقاومة "لاسرائيل" في الجنوب، وذلك بحجة حماية "الكيان اللبناني" من ردود الفعل العدوانية "لاسرائيل" و"حقها المشروع في الدفاع عن نفسها!". وهذا هو المدلول الحقيقي للشعار الذي اطلقه عميد مدرسة الخيانة الوطنية "للبنان"، الشيخ بيار الجميل (الجد)، ونعني به شعار: "لبنان قوته في ...ضعفه!". وكمثال تطبيقي لهذا الشعار اذكر: انني في 1969 تعرفت على المناضل الجنوبي امين سعد، الذي روى لي انه سبق ان اعتقل عدة مرات، وفي احداها، وكان الوقت شتاءً والطقس باردا جدا وماطرا، تعرض امين في احدى الثكنات التي كان معتقلا فيها، للضرب والاهانات عدة ساعات، وفي اول الليل جرد من ملابسه الا الداخلية وألقي به في ممشى الثكنة، بدون اي مقعد يجلس عليه او شرشف بسيط يحتمي به من المطر والرطوبة والبرد الشديد، وهو كان نحيلا جدا بسبب فقر التغذية، وصعب عليه لن يتحمل هذا الطقس وهو عارٍ وبدون طعام. فلبث يتمشى لساعات طويلة، وحينما هدّه التعب والجوع اقتعد الارض العارية متقوقعا لِصقَ احد الحيطان، وهو بين الحياة والموت. وفي الصباح الباكر تقدم احد الضباط "الاشاوس" (حماة "الكيان اللبناني" العظيم!) وقَلَبَ بقدمه جسم امين الممدد امامه شبه ميت، وحينما وجد انه لا يزال يتنفس، غضب غضبا كلبيا شديدا، وركله بقدمه نابحا فيه بكل عنترية جديرة بـ"ثقافة" حزب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" واضرابهما: "بعدك طيّب يا كلب!". (البطل الجنوبي امين سعد، ابن الفقراء والمظلومين، استشهد في كانون الاول 1969، في مواجهة مسلحة مع قوة اسرائيلية متسللة، في محيط بلدة شبعا. وكان مقاوما يحمل اسم "الاخضر العربي". والاستاذ عاصم قانصو، اطال الله عمره، الذي كان يعرف معرفة وثيقة الشهيد البطل امين سعد، يمكن ان يشهد على صحة روايتي. تحية إكبار لروح الشهيد امين سعد وكل رهط الشهداء الابرار).
ولكن التاريخ البشري يعلمنا ان جميع الشعوب والجماهير المظلومة في العالم، تشق طريقها نحو التحرر بالرغم من جميع اشكال القمع والاضطهاد والتنكيل والابادات الجماعية، وضد اعتى واقوى اشكال الاستعمار والظلم الاجتماعي والطبقي في كل مكان.
وبفضل الصبر والصمود والوطنية والايمان تجاوزت الطائفة الشعية الكريمة كل المظالم، وولدت المقاومة في جبل عامل، من رحم عربدة الاحتلال "الاسرائيلي" الغاشم وعنجهية وكلائه "الكيانيين اللبنانيين"، "المؤصلين" في الخيانة الوطنية، التي يجهدون اليوم لتحويلها ليس فقط الى "وجهة نظر"، قبالة "وجهة نظر" المقاومة، بل ويجعلون منها ــ اي الخيانة الوطنية ــ هي معيار "الوطنية" (الكيانية) للدولة اللبنانية، ويعلنون بكل وقاحة وعهر، ان المقاومة التي ترفض ان تسلم لـ"دولتهم" سلاحها، انها ــ اي المقاومة ــ هي خروج على "الوطنية" في نظرهم.
واليوم، وبفضل وجود المقاومة، فإن الطائفة الشيعية الكريمة تنفض عنها اوساخ وادران "الكيانية اللبنانية" الطائفية، وتقف كالطود الشامخ ليس فقط بوجه "الكيانية اللبنانية" بقيادة المارونية السياسية وحلفائها المتساقطين من الطوائفيات السياسية الاخرى، وبوجه جمهرة اقزام الطابور الخامس، بل وتقف بوجه اسرائيل والامبريالية الاميركية وحلف الناتو، وتسطر الملاحم البطولية، وتكتب بدماء الوف والوف الشهداء من خيرة ابنائها المعنى الحقيقي للوطنية، وتعطي لوجود الدولة اللبنانية مفهوما وطنيا جديدا، تشير كل المعطيات ان المارونية السياسية ستسقط مرة والى الابد في مزبلة التاريخ، جنبا الى جنب اسرائيل والامبريالية العالمية، قبل ان تستطيع ان تستوعب المعنى الحقيقي للوطنية.
ونظرا لطبيعتها الطائفية الضيقة والغبية، وتيتّمها (افتقادها للسند الخارجي القوي: الاسرائيلي، الفرنسي، الاميركي الخ)، وعدم امتلاكها لاي بعد وطني وقومي وحضاري حقيقي، ملصق ومُضاف الى النزعة الطائفية البدائية الخام، فإن الادوات الفكرية والمعرفية لصناعة الاراء والمفاهيم والاطروحات الخاصة بالمارونية السياسية لا تخرج عن نطاق: الديماغوجية، والالعبانية السياسية المعهّرة، وطمس الوقائع التاريخية، والتزوير، والكذب والدجل، والتضليل، ةانباح ضد المقاومة، واستهبال ذاتها قبل غيرها.
وان قيادة المقاومة، التي هي في الوقت ذاته القيادة الاساسية والرئيسية للطائفة الشيعية الكريمة، بتوجهها الوطني المتأصل تاريخيا، بما تتميز به من وطنية صادقة، وعروبة حقيقية، وحكمة الدهور، وعلم، وتجربة، وصدق واخلاص، وتفانٍ وتواضع، انما تتعامل مع المتحاملين عليها، بكل صبر وطول اناة و"تسامح مسيحي!"، بالرغم من كل ما تتعرض له من حملة افتراء ودس وتجريح، على ايدي ابواق الطابور الخامس، بنِيّة ان تعطى الجماهير الشعبية المضللة، المسيحية او غيرها، الوقت الكافي لتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود، والتوصل الى ادراك الوعي الوطني الحقيقي.
ولكن كفى! طفح الكيل! ان ابواق الطابور الخامس اللبناني، بقيادة المارونية السياسية، يسيؤون تماما فهم سياسة قيادة المقاومة في الصبر وطول الاناة والتسامح تجاههم. وقد بلغ من "اطمئنانهم" انهم تجاوزوا كل حد في الوقاحة والانحطاط في الخيانة الوطنية. وهم يستخدمون وسائل الاعلام لبث سمومهم والتجريح بالمقاومة وطعنها في ظهرها والحط من مكانة الشهداء الابرار، في ظروف الحرب بالذات. وبلغ بهم الامر حد الطرح العلني والمكشوف لتقسيم لبنان، وذلك بكل "رواق"، وبشكل "طبيعي" تماما، وهو ما تتحفظ او تخشى طرحه على المكشوف لا اميركا فقط بل وحتى اسرائيل ذاتها. علما ان كل هذه الدعوات لابواق الطابور الخامس "اللبناني" تنطبق عليها، بكل المقاييس والاعراف الاخلاقية والسياسية والقانونية والدستورية، صفة الخيانة الوطنية العظمى.
لقد آن الاوان لوقف "تطبيع" الخيانة الوطنية المكشوفة في لبنان، واخراس ابواق الطابور الخامس اللبناني، بكل الوسائل "السلمية": اعلاميا، سياسيا، برلمانيا، وزاريا، بوليسيا، قضائيا، قانونيا ودستوريا.
واذا لم تنجح جميع المعالجات "السلمية"، فآخر الدواء "الكي"، لاخراس ابواق الطابور الخامس وادواته الاعلامية المأجورة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق تقرير المصير لشعوب الشرق على الطريقة الاورو ــ اميركية
- الطابور الخامس وأكذوبة الوفاق الوطني في الكيان اللبناني المص ...
- نظام رأسمالية الدولة الروسي بمواجهة النظام الرأسمالي الامبري ...
- مقدرات الانتصار الحتمي لروسيا في الحرب الاقتصادية ــ الاجتما ...
- العوامل غير السماوية لنشوء وزوال الطغمة المالية اليهودية ودي ...
- هل تستغني الامبريالية الاميركية ــ اليهودية عن اسرائيل؟
- طريق النصر... حرب استنزاف شعبية طويلة الامد
- لبنان لن يكون للطابور الخامس عميل الامبريالية والصهيونية وال ...
- غزة اولى ضحايا المشروع الاميركي: طريق الهند ــ الشرق الاوسط ...
- الازمة الوجودية للنظام الطائفي العميل للكيان اللبناني
- روسيا الوطنية والاورثوذوكسية تحوّل المسار الجيوسياسي للتاريخ ...
- القيادة الوطنية الروسية تحدد مسارات الحرب العالمية في اوكران ...
- روسيا الوطنية تتصدى تاريخيا لنزعة الهيمنة الدولية للامبريالي ...
- توطئة اولية لفهم روسيا القومية والارثوذكسية
- انابيب الغاز الروسية وتركيا في المسار الجيوسياسي التاريخي لل ...
- ميلاد المسيح: منعطف اساسي في التشكل الحضاري للامة العربية
- روسيا تخوض حرب تحرير عالمية ضد الامبريالية الغربية اليهودية
- اوكرانيا: حرب استنزاف روسية ضد الكتلة الامبريالية الغربية ا ...
- المحور الشرقي الجديد يصوّب المسار التاريخي العالمي
- صراع الوجود بين لبنان واسرائيل


المزيد.....




- استدعاء مخرج مصري مشهور تعدى بالضرب على مدير مركز صيانة سيار ...
- تصريح صحفي لمواجهة الأزمة العامة .. تشكيل جبهة وطنية شعبية ت ...
- مسؤول: القوات الأوكرانية تقصف مقاطعة زابوروجيه
- إعلام مصري: القاهرة أبلغت المشاركين في اجتماع روما تمسكها با ...
- العثور على أربعة أطنان من الكوكايين مخبأة في أكياس أرز بمينا ...
- مأساة متواصلة.. غزيون يعيشون على أنقاض منازلهم
- مصر في بريكس..استفادة بمليارات الدولارات
- بايدن يصدر قرارا بتأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة ب ...
- ماذا يعني طلب سلطات كييف فرصة أخيرة من الغرب؟
- ترامب يلتقي نتنياهو في فلوريدا


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جورج حداد - اللاوطنية -الكيانية- للمارونية السياسية