أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلنَّجْمْ الْأَزْرَقُ














المزيد.....

اَلنَّجْمْ الْأَزْرَقُ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


_تحليق أزرق :
لأنَّ العالمَ لَمْ يَعُدْ يَكْفِيهِ، اقتنى كُرةً وراح ينطادُ بها هنا وهناك؛ ولَمَّا أعْيَتْهُ القَريحةُ، جلسَ تحت الجميزة المطوقة بالعليق رانيا بحُنو للحلقة الهوائية أمامه، وبحركة خاطفة صفق أحشاءها، فآنطادتْ بعيدا، وظل هو مُسَمَّرا مكانَهُ يَحْلُمُ بعالم أزرق يُتْقِنُ فيه الطيــران ...

_غرق أزرق : (١)
هَالَتي آلساكنة آﻷثير .. حُلْمِيَ الأزرق آلغاطس في آلحبور .. يا سوسنة تسبل أفوافها هناكَ فويق السحاب .. لَكَأَنَّ سُفُوعَكِ الزرقَ النَّجْمُ يَشْدُو وقتَ الهَجير أغاني بلونِ الهندباء .. حتى وأنتِ قريبة، أحٍسُّ أن التأهُّبَ بالبوح تخنقه فيكِ أَزِمَّةٌ فكر عُصاب مَهووس بالحذر .. تحذرينني وأنا الذي أسديتُ لبؤبؤيْكِ النَّدييْن أوجعَ أفكاري قربانا لعشق يموت قبل يُولدَ .. ولأن غَمَّازَتَيْكٍ المُتفائلتيْن أبدا وعداني بخير سيأتي قريبا .. ولأن مَسامي صَدَّقَتْ عَبَرَاتٍهٍمَا الرَّيانة، فإني فتحتُ غلاف شغافي المُغلق بالمتاريس منذ زمن سحيق، وقررتُ أن أُعْلِنَ لحُلْمِكِ بعضَ النَّسيب مِنْ ما تبقى فِيَّ مِنْ طفولة رَعْناء بكلمات تَشْحَذُها مُخيلتي المُنْهكَة بصدى أوجاع تَتَرَاكَمُ من شدة توالي الدقات .. اني فككتُ _ يا سنونتي آلصغيرة _ كلَّ عُرايَ من أجل أطياف تسكن مَدارجَكِ الولْهَى بحب سماوات زرق حيث الأطفالُ يترعون يمرحون في حرية دون حسيب أو رقيب .. إني من أجل تلك العوالم الفيحاء أزحتُ عن رأسي غلالتَه المُعَمَّمَةَ، طرحتُ عن القلب بعضا من ضغائنه و هَمَمْتُ إليكٍ مُسرعا خُطَاي كأبله مخبول أكْبُو تارة أتعثرُ كي أتسلَّقَ سُلَّمَكِ الأفعواني السمهري المديدَ هناك حيث الأفقُ يُناغي الأفقَ وتُعانقُ الكواكبَ العناديلُ والحساسينُ الحسَانُ .. فلما بلغتُ شُطآنك النائية ألفيتُ التاريخ قد طَوَّقَكِ مِنْ جَدائلك صانعا من آلتباساتها ألف أفعى وأفعى .. تُحَنِّطُكٍ الطَّواغيثُ فتغرقين في قُمْقم الوقت السخيف تُهيل عليكِ الترابَ زبانيتُهُ .. عَبثا مددْتُ اليكٍ عينيَّ الكليتين .. ساهيةً كنتِ، وبخَدَر لذيذ رُحْتِ تَنْداحينَ بعيدا عن مَرْآيَ الى حيث لا يَصِلُكِ صَدَايَ المَفْلُوج .. يا سديمي آلمسافر في قلبي ليل نهار ...

_قمر أزرق :
من الممكن أن يجعلك القمر مستيقظا قليلا أو كثيرا أو يؤثر في مزاجك سلبا أو إيجابا؛ لكن هذه الظاهرة لا يلاحظها الكثيرون في المدن عكس نظرائهم في آلقرى والمداشر ورواد الطبيعة هواة قضاء الليل في العراء؛ مثال ذلك قمر بعض الشهور الذي يستغرق الليل كله يضيء محيطه القريب والبعيد بتمامه وكماله وشدة سطوع وهجه دون يأبه به جلنا، هذه المرحلة التي يمر بها القمر يطلق عليها العلماء " القمر الأزرق " .. فأين نحن من ملاحظته أو تأمله أو معاينته معاينة عابرة في ليالينا الخاليات من زرقة صفاء الحياة ...

_لوحة زرقاء :
اللون الأزرق في لوحة "النجم الأزرق" لا يشبه زرقة المرحلة الواقعية الكئيبة لدى بيكاسو، ولا رومانسية ليالي فان كوخ ، ولا زرقة ليالي السينما .. هي لوحة بسيطة في شكلها ملتبسة في تلقيها، رسمها الإسباني : " خوان ميرو " الذي تفرد عن غيره من فناني السريالية بنزوعه نحو التبسيط والبداهة والاختزال، فلم يمارس صناعة اللوحة حسب مقتضيات المفاهيم الفنية الأكاديمية التقليدية السابقة حيث تخلى عن خط "الأفق" الذي آعتاد فنانو الكلاسيكية استخدامه لتقسيم اللوحة إلى مستويين بصرييين، كما تخلى عن المساحات المبنية، وتحولت اللوحة عنده إلى فضاء مسطح مما جعل عين الناظر إلى أي عمل من أعماله الفنية تنحرف عن النقطة المركزية لتصبح مشدودة إلى الفضاء الكلي الذي ترتسم عليه التشكيلات الخيالية المبتعدة عن المناخات الواقعية .. لقد اتخذ "ميرو" من أحلام الطفولة الشفيفة وخيالاتها منابع واستلهامات لأشكاله البسيطة التي تهيم وتنطلق في ألعاب حبور الفرح الإنساني الفطري وتنفصل عن كل قوانين الاتصال بالواقع ... ولد "خوان ميرو "عام 1893 وتوفى عام 1983.انتقل الى باريس وتعرف على الرسامين السيرياليين الذين لجؤوا الى غموض الخيال وسحر الحلم والبعد عن الواقعيه .. انضم الى هذه الحركة عام 1924، ثم اتجه الى التكعيبية والتجريدية .. يمتاز بجموح الصور التخييلية وشفافية الألوان والخيال الخصب وأسلوبه العفوي وحساسيته وشاعريته وكثرة استخدمة للون الأزرق الداكن كخلفية لمعظم لوحاته ... الغربيون في أوربا وأمريكا مفتونون بكل ما يذكرهم بالبدايات، بدايات الانسان الذي كانوا يعيشونه بعيدا عن تعقيدات الحياة الصناعية التي لمْ تنتج الا الحروب والخراب والدمار وتشييئ الانسان وتعقيد الحياة، بل قتل هذه الحياة .. وهذا واضح في ثقافة القرن العشرين وفنونها؛ واستقراء بسيط لجُل صَرَعَاتِ الفنون في هذا العصر في الرسم والموسيقى والسينما، تجد لها مرمى وغاية آستعادةإنسانية الإنسان المفقودة، ولعل هذا من بين الأسباب التي تفسر الولعَ وهذا النزوع الى الشغف بلوحات "ميرو" التي تميل إلى كل ما هو بسيط وفطري وسليقي في هذا الكائن المركب المعقد المسمى : إنسانا ..

☆حاشية :
١_غرق أزرق :
الموج الأزرق في عينيك
يناديني نحو الأعمق
وأنا ما عندي تجربة
في الحب ولا عندي زورق
إني أتنفس تحت الماء
إني أغرق
إني أغرق
أغرق
أغرق
أغ

_نزار قباني



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَآخْتَفُوا كَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا أَبَدًا
- لَقَدْ آخْتَرَقَ تِلْكَ آلْبَرَارِي أبِي
- سُكَّانُ بَلْدَتِنَا آلطَّيِّبُونَ
- كَباز خرافةٍ معْقوف القامةِ والمنقار
- أرَانِي أَغْرَقُ في زُلالٍ مِنْ خَيالٍ سَسَّغْ أمَانْ نْتْمَ ...
- يا أيّها آلطّفلُ آلجَميلُ آلعَالِقُ
- سُعَار (4)
- سُعَار (3)
- سُعَار (2)
- سُعُار (1)
- من تغريبة غضبان الموغربان
- أَهْلُ آلْمَكَانِ
- The Big Boss
- اُوووووو ... هْ ... اُووووووو ...
- صَرْخَةُ آلْجُبِّ
- مَا لَمْ تَنْبِسْ بِهِ آلشِّفَاهُ
- شكاوي آلمُفَقَّرِ آلجريح
- ألَمْ يَانِ لِحِصَانِ نيتشه أَنْ ...
- اَلسَّمَاءُ تَهْمي وآلشَّذَا لَا يَفُوحُ
- لَقَدْ حَانَ حَيْنُكَ يَاااااا


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يرد على تدوينة لعلاء مبارك طالب فيها الفنانين ...
- إشكالية المعرفة.. من الميثولوجيا إلى الرؤية المعرفية الإمبري ...
- باقري: تفتيش مركز هامبورغ الإسلامي انتهاك لقواعد الحرية الفك ...
- الشعور القومي والتأثر بالغرب.. كيف حاك باموق نسيج التحولات ا ...
- فيلم -النونو-.. تركي آل الشيخ يرد على علاء مبارك
- وجهة بغدادية عصرية.. مقاهي الثقافة والفنون تغادر الصبغة التق ...
- سوريا.. جائزة الدولة لفنان وأديبة وكاتب سياسي
- بمشاركة عربية.. -جائزة بريكس- لتلاوة القرآن تنطلق في قازن (ف ...
- -دخله 300 مليون جنيه سنويا-.. أزمة أحمد عز وزينة تعود من جدي ...
- عيش أجواء زمان.. استقبل تردد قناة روتانا سينما 2024 وشغل مسل ...


المزيد.....

- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اَلنَّجْمْ الْأَزْرَقُ