أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العرافة كوماي .














المزيد.....


مقامة العرافة كوماي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


مقامة العرافة كوماي :

للمندلاوي الجميل محطة استراحة مع أسطورة بابلية , وأنا لاأستهين بالأسطورة , فمن ألأساطير أشتق ألأنسان خارطة الطريق الى الآلهة , ومن الآلهة كانت ألأديان .

الأنسان كائن مسكون بغريزة تفسير الظواهر الكونية من حوله , وكان من الطبيعي ان لايستسلم ويعترف بجهله , فسعى لأيجاد أسباب علائقية بين الأشياء والظاهرة التي حدثت , وعندما لم يهتد لأسباب منطقية , اختلقها , هذه الأسباب المختلقة هي التي انتجت لنا الأساطير التي نعتقدها.
يقول عالم ألآثار فوزي رشيد : منذ دولة أور الثالثة والعراقيون يكتبون المراثي , وأن العراق إنّما سُمّي بأرض السواد لكثرة العمائم السود التي وضعها السومريون على رؤوسهم حزناً على اختفاء آخر ملوكهم , وقد وصف كلكامش الحياة بكلمات خالدة , بكل حكمة و فلسفة فقال :((الموت حقٌ ولكن الحياة حقٌ أيضاً, فإن لم نقبل الموت , لا نستطيع أن نقبل الحياة )) , هل تدري إن الإنسان مفضلٌ على الآلهة ؟ مفضلٌ لأنه يموت , لأن عليه أن يفعل الكثير قبل أن يمضي , لقد حُكم عليه بالإمتحان الكبير وعليه أن يتعلم كيف يعيش وعليه أيضا أن يتعلم كيف يموت.

علمتني الحياة ان الدرس الاول هو الاساس وما يأتي بعده مجرد اضافة معلومات له, ولايمكن استيعاب الدرس الثاني اذا لم نفهم معنى الدرس الاول , وان اكبر رأسمال فيها واعظم كنز هي الصحة فلا قيمة لكل الاشياء عند فقدان العافية, فلحظة من الالم تعادل الكثير من مغريات الحياة , وان الاخ الوفي والصديق المخلص تكتشفهما في ساعة العسر وان كل من حولك في الاوقات الاخرى هم مزيفون ومجرد اصحاب مصالح , وان الاستمرار في الكتابة بمواضيع الادب والمقالة والجوانب الاخرى هي سلاح ثابت للقضاء على الفراغ اضافة الى صقل موهبة الانسان , وان تراب المقابر هو الشيء المشترك الوحيد بين الملوك والرؤساء وحاشيتهم وبين الفقراء وعوائلهم , وأعترف اني لم اكن اعلم ان النباتات البرية التي كنا نأكلها من الطبيعة في الارياف هي ادوية وعلاجات للكثير من الامراض, لأننا كنا نتناولها لسد الجوع ومكافحة آفة الفقر.

وفي موسم العِرافة كذب المنجمون , لأن العِرافة والتنجيم وما شابههما , ظواهر قديمة على مر الزمن , تنشىء في المجتمعات التي يخيم عليها الجهل , لكن في هذا العصر ومع انتشار العلم نجد أن أكثر ممن يتابعون هؤلاء هم من المتعلمين , والأنكى أن كثيرين ربطوا حياتهم الزوجية والأسرية والعامة ومعاشهم وتعاملاتهم وكافة تفاصيلهم اليومية مع ما يقوله هؤلاء لتصبح عقولهم منازل للأبراج من القوس من الحمل وحتى الحوت, كما ان بعض هؤلاء العرافين والمنجمين يتبعون لأجهزة مخابراتية تحاول من خلالهم جس نبض الرأي العام تجاه ما يمكن أن يتم في المدى القريب من إجراءات سياسية أو اقتصادية في الدول التي تتبع لها هذه الأجهزة أو لمهاجمة دول .

صوت أبي الطيب المتنبي يجلجل ويأتي من شقٍّ بعيد : يا أيها الدرويش العابد العاشق البديع المطمئن , إني والحقُّ لأراك قاعداً بجفن الردى وهو نائمُ !!
تحيرني عبارة الحمزة عم النبي ((يا أبن أخي , عندما أجوب الصحراء في الليل أعرف ان الله أعظم من ان يوضع بين أربعة جدران)) , ولاتزال تفتنني عبارة توصيف التصوف الإسلامي القائلة بأن التصوف هو لغة الأرواح في درجتها الأسمى , وكلام جلال الدين الرومي بأن الفتنة تخرج من تحت العمامة, لا من جرة النبيذ.

سلاما عرافة كوماي , سقيا لأيامك وأبشرك أننا لا نزال ندين بحروفك التي غدت أديانا قطعت رقابا ورقاب.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المشحوف.
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .
- مقامة البلاغة .
- مقامة ألأيام التي لن تعود .
- مقامة الفجر الرصاصي .
- مقامة العطش ونقد النقد .
- مقامة الحسجة .
- مقامة الأمل و السعادة .
- مقامة ألأستشراق .
- مقامة الجواهري.
- مقامة كنكلي . الى الأستاذ محمد علي السعدي.
- مقامة الظل والضوء
- مقامة نيرون .
- مقامة الزماط .


المزيد.....




- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العرافة كوماي .