أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - ترابط الاشتراكية والديمقراطية العضوي فوز اليسار الأوربي مؤشراً















المزيد.....

ترابط الاشتراكية والديمقراطية العضوي فوز اليسار الأوربي مؤشراً


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من التخوف من تقدم أحزاب اليمين المتطرف في عدد من المحطات الانتخابية الأوربية، التي تبالغ وسائل الاعلام في التخوف من تزايد شعبيتها. فمازال المشهد السياسي الأوربي يبين بوضوح على رسوخ وطليعية الأحزاب الإشتراكية – الديمقراطية، واستفادتها من التحالفات الديمقراطية العريضة مع أنصار البيئة وغيرهم.
فقد سبق أن بينا أنه في عالمنا المعاصر العديد من الديمقراطيات، وبالتالي من تجارب الحكم الديمقراطي المتباينة. حيث نشرنا كتاب بهذا الخصوص تحت عنوان: (أي الديمقراطيات تناسب كوردستان)، صدر عن مركز رووداو للدراسات سنة 2018. رجحنا في متنه أنه لم يعد هنالك نظام ديمقراطي واحد موحد يتم تقييد أنظمة الحكم (الديمقراطية) به. فالديمقراطية النظرية (الخام) تطورت عبر سياقات تاريخية واجتماعية طويلة الأمد، خلال زمن مديد تجاوز ألفي سنة، لدرجة أن ابتعدت النظم الديمقراطية المعاصرة عن تلك الديمقراطية النظرية الجنينية، إلا من حيث الروح والجوهر في بعض الحالات.
خلافا للعديد من الآراء التي اشتغلت في السنوات الأخيرة على ما سمي (بنهاية الديمقراطية) وحتى (نهاية السياسة)، إذ صدرت العديد من الدراسات والكتب لدعم هذه الفكرة. على النقيض من هذا الخطاب، نفترض أن الديمقراطية تجدد نفسها، وتصر في السياق العملي على أنها أفضل النظم من بين ما أنتجته أنظمة الحكم عبر التاريخ. لقد انتشرت الديمقراطية خارج المنظومة الأوروأمريكية، وباتت تتصدر بعض تجاربها في الأطراف، كالتجربة الهندية، التي تعد أكبر منظومة ديمقراطية في العالم المعاصر، وتعبر عن الديمقراطية الاجتماعية خير تعبير.
ظهرت ملامح هذا التجديد للمسار الديمقراطي العالمي بقوة في عدة محطات انتخابية أولها الانتخابات البريطانية الأخيرة يوم الخميس 4/7/ 2024، والتي تحققت عبرها لحزب العمال نتائج باهرة بقيادة كير ستارمر، حيث فاز بأغلبية ساحقة بلغت 411 مقعدًا في مجلس العموم الذي يضم 650 مقعدًا، أي ما يعادل 64% من مجموع أصوات المقترعين. مقابل خسارة حزب المحافظين لمائتين وخمسين مقعد (250)، وهي أرقام غير اعتيادية في الانتخابات الأوربية. حتى باتت تشبه انتفاضة ديمقراطية قام به جموع الناخبين البريطانيين من شرائح مختلفة. ولا غرابة في هذه النتائج المعاكسة تماماً للمسار الانتخابي والديمقراطي لبعض الدول الأوربية، حيث يتقدم فيها تيار اليمين والشعبوية. ومن زاوية أخرى يمكن الافتراض بأن هذه الهبة جاءت كرد على أزمة الديمقراطية الأمريكية وبعض دول الأطراف الأوربية من قبل الناخبين في بريطانيا، لأنه رد فعل انبثق من أقدم نظام ديمقراطي أوربي معاصر، واستفاقة من قبل مجتمع سياسي يبدو أنه الأكثر تميزاً في وعيه الانتخابي. إن الانتصار العمالي في بريطانيا، الذي تزامن مع فوز ائتلاف يساري واسع (الجبهة الشعبية الجديدة) متمحور حول حزب فرنسا الأبية بالمرتبة الأولى، وحصوله على 182 مقعدا في البرلمان الفرنسي، وتجاوز كل من تياري اليمين والوسط يوم الأحد 7/7/ 2024، يشكل هذان الحدثان محطة مفصلية في مسار الديمقراطيات الأوربية، ويؤكدان من جديد على جملة من الحقائق، والتي تعد أبرزها: أن الديمقراطية الأوربية قادرة على تجديد نفسها واكتساب روحها (اليسارية) والاشتراكية –الاجتماعية من حيث الجوهر، وقد تحقق وترسخ ذلك في تزامن حكم اليسار في ثلاث دول مركزية أوربية (ألمانيا، بريطانيا، وفرنسا). وهذا يشجع على الاعتقاد في أن روح الديمقراطية وجوهرها أقرب إلى الاشتراكية منها إلى الرأسمالية، فالاشتراكية والديمقراطية مترابطتان ومتشابكتان بمحتواهما الاجتماعي والانساني. لقد أنذرت الطلائع الديمقراطية -اليسارية الواعية في المجتمعات الأوربية الرئيسية القوى والحركات اليمينة بأن لا تتجاوز على القيم الأوربية الراسخة، وأثبتت ان المجتمع السياسي الأوربي يفضل اليسار ويتمسك به في وجه اليمين المنغلق. ويمتلك اليسار الاجتماعي رصيد سياسي ودرجة عالية من الوعي، فضلاً عن تجربة طويلة في توطين وممارسة الديمقراطية، لدرجة أنه هنالك من يفترض ان هذه الانتخابات ستُعيد الثقة في السياسة والعمل السياسي ضمن المجتمعات الأوربية.
من جهة أخرى إن الخلل في النظام الانتخابي الأمريكي (الديمقراطي) الراهن يسند ما ذهبنا إليه في التأكيد على إشكالية العلاقة بين الرأسمالية والديمقراطية في عالمنا المعاصر. وتؤكد الانتفاضة الديمقراطية الأوربية الأخيرة على أنها رد سياسي وأيديولوجي على استغلال اليمين لمعضلات المرحلة، وعجز التيارات اليسارية سابقاً في القيام بحل العديد من المشاكل المعاشية والبيئية المستفحلة.
وقد عبر عن جانب من ظاهرة الانتفاضة هذه رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ساترمر، عندما كتب على منصة (X) اكس: " قلنا أننا سنوقف الفوضى. وسنفعل... قلنا إننا سنطوي الصفحة. وسنفعل ... إن عمل التغيير يبدأ اليوم."
في نفس المناخات، وفي نفس سياق الانعطافة الديمقراطية يعد فوز مرشح الرئاسة الايراني الإصلاحي مسعود بزشكيان مؤشراً اضافياً على قدرة النظم الانتخابية الديمقراطية في أن تطور نفسها، وتتجسد ظاهرة التجديد والالتفاتة الجماهيرية نحو الديمقراطية في قابلية مسيرة الإصلاح السياسي ضمن منظومة الحكم الإسلامي الإيراني من أن تستعين بصناديق الاقتراع، لتحقق نجاحاً غير مسبوق، حيث تجسدت في دعم غالبية المجتمعات والشعوب الإيرانية للرئيس الاصلاحي الجديد ابن مدينة مهاباد. وهذا ما يرجح حقيقة أن العملية الديمقراطية والإصلاحات السياسية في المجتمعات الإسلامية وجهان لعملة واحدة.
ما حدث في لندن وطهران وترسخ في باريس خلال أسبوع واحد تعد ظاهرة أقرب الى الانتفاضة قام بها الاصلاحيين الديمقراطيين والاشتراكيون في وجه الركود والفوضى التي عمت مرحلة ما بعد الليبرالية، كما هي عملية رفض لمفردات المرحلة وأساليبها السياسية التي استعرت في ظلها الصراعات العسكرية والسياسية. إن الاستدارة الديمقراطية - الاشتراكية الراهنة تعبر عن قدرة ورغبة المجتمعات ضمن العالمين الإسلامي والغربي المسيحي على التجديد والتمسك بالإصلاحات واتخاذها سبيلاً لتحسين الحوكمة. وهو سعي نبيل لترجيح النضال في سبيل العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان على غيرها من الأهداف والدعوات التي تستجر العنف والصراعات. في المحصلة مازالت الديمقراطية تشكل سلاح المجتمعات الأنجح والأكثر فعالية لمقاومة الاستبداد ولتحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات، وتأمين حق الشعوب في تقرير مصيرها السياسي.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل المدن العالية: دهوك نموذجاً
- الفارق الجوهري بين السياسية والانتقام حرب حماس وإسرائيل نموذ ...
- جانب من تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (2/2)
- تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (1/2)
- كارثة السلطوية الجديدة
- الجوهر الكولونيالي لمعاهدة لوزان
- بطولات سياسية متخيلة بين موجات الأثير
- ثقافة الاستبداد ذات الخلفية المغولية والعنصرية المنسوبة للعر ...
- درس من كارثة الزلزال
- ضرورة الخروج من الاطار الوظيفي للحركة الكوردية
- الانتقال الحاد من عمارة الممالك الآرامية الى الإمبراطورية ال ...
- فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً
- جوانب من المشترك العمراني والمعماري للممالك المحلية المتعاقب ...
- إيران: الحوار الداخلي أولاً
- ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزي ...
- ملعب بوتين الضيق وطموحاته الواسعة
- عمارة وعمران المملكة الحورية - الميتانية
- الحرب الأوكرانية بديلاً عن جبهة عالمية لمكافحة الفساد
- الدلالة العميقة لاحتفالية مئوية معاهدة سيفر
- لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - ترابط الاشتراكية والديمقراطية العضوي فوز اليسار الأوربي مؤشراً