أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية-سيد الموت-الهند














المزيد.....

حكايات عالمية-سيد الموت-الهند


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 8048 - 2024 / 7 / 24 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


سيّد الموت
حكاية من الفولكلور الهندي
ترجمة ماجد الحيدر

في أحد الأزمان كان هناك طريق عجيب يموت كل من يسلكه. قال بعض الناس إنهم يقتلون على يد ثعبان، وقال آخرون بل يفتك بهم عقرب، لكن من المؤكد أنهم ماتوا جميعًا.
كان أحد الشيوخ يسير على طول الطريق. فلما أنهكه التعب جلس على حجر ليستريح. وفجأة رأى بالقرب منه عقربًا كبيرا بحجم الديك. دهش العجوز عندما رأى العقرب يتحول أمام ناظريه إلى ثعبان رهيب. وعندما انطلق المخلوق مبتعدا قرر أن يتبعه عن كثب ليعرف حقيقة أمره.
واصل الثعبان السير الحثيث ليل نهار وخلفه الرجل العجوز الذي يتبعه كظلّه، فرآه ذات مرة يقتل عدة مسافرين حال دخوله الفندق الذي يقيمون فيه. وفي مناسبة أخرى اقتحم قصر الملك وقتله. ثم تسلل عبر مجاري المياه إلى قصر الملكة وقتل الابنة الصغرى للملك. وواصل طريقه وصوت البكاء والعويل يرتفع أينما حلّ. لكن الرجل العجوز ظل يتبعه صامتًا كما الظل.
فجأة أصبح الطريق نهرًا واسعًا وعميقًا وسريعًا جلس على ضفافه بعض المسافرين الفقراء الذين يتوقون للعبور، لكن لم يكن لديهم المال لدفع أجرة العبارة. فإذا بالثعبان يتحول إلى جاموس جميل يزين عنقه عقد من نحاس وأجراس، ثم وقف على حافة النهر. فلما رأى المسافرون المساكين ذلك قالوا: هذا الحيوان سيسبح عائدا إلى منزله عبر النهر؛ دعونا نمتطي ظهره ونتشبث بذيله حتى نتجاوز نحن أيضًا التيار .
ثم صعدوا على ظهره وأمسكوا بذيله وأنطلق يخوض النهر في إقدام. لكن عندما وصل إلى منتصفه أخذ يركل وينفض جسمه حتى انقلبوا جميعا أو سقطوا وغرقوا.
حين وصل العجوز الذي عبر النهر في قارب إلى الجانب الآخر اختفى الجاموس وانتصب في مكانه ثور جميل. وعندما شاهده أحد الفلاحين لم يستطع كبح جماح طمعه فاستدرجه إلى منزله. كان لطيفًا جدًا ولم يمانع في تقييده مع الماشية الأخرى. لكنه تحول في جوف الليل إلى ثعبان لدغ جميع البهائم والدواجن، ثم زحف إلى المنزل وقتل جميع النائمين وانسلّ خارجا. لكن الرجل العجوز ظل يتبعه كظله دون أن يتفوه بشيء.
ثم جاءوا إلى نهر آخر حيث غير الثعبان نفسه إلى صورة فتاة جميلة المحيا تغطيها المجوهرات باهظة الثمن. وبعد قليل وصل الى المكان جنديان شقيقان. وعندما اقتربا منها شرعت بالبكاء والعويل فسألها الإخوان:
- ما الأمر؟ ولماذا تجلسين، وأنت الصغيرة الجميلة، على ضفاف هذا النهر وحدك؟
فأجابت الفتاة/الثعبان:
- كان زوجي يعود بي إلى البيت؛ ونزل إلى النهر بحثًا عن عبّارة تقلنا فانزلق وسقط على وجهه وغرق! وها أنا الآن وحيدة دون زوج ولا أهل.
صاح أكبر الأخوين المفتونين بجمالها:
- لا تخافي! تعالي معي وسوف أتزوجك.
أجابت الفتاة:
- أنا موافقة لكن بشرط واحد هو ألّا تطلب مني أبدًا القيام بأي عمل منزلي؛ وأن تنفذ أي طلب أطلبه، مهما كان.
- سأطيعك مثل العبد!
- إذن اذهب من فورك إلى البئر، وأحضر لي كوبًا من الماء. يمكن لأخيك أن يبقى معي.
ولكن عندما ذهب الأخ الأكبر، التفت الثعبان إلى الأصغر قائلا :
- تعال لنهرب معا، فأنا أحبك أنت، وما وعدي لأخيك إلا خدعة لإبعاده!
- هذا محال! (أجاب الأخ الصغير) أنت زوجته الموعودة وأنا أنظر إليك كأختي.
غضبت الفتاة من هذا الرد وأخذت تذرف الدموع بغزارة، حتى إذا عاد الأخ الأكبر صرخت بلوعة:
- آه يا زوجي، ما هذا الأخ الشرير! لفد طلب مني أن أفر معه وأتركك!
اتقد الأخ الأكبر غضبا من تلك الخيانة المزعومة فاستل سيفه وتحدى الأصغر للقتال. وتقاتلا طوال النهار، حتى سقط كلاهما ميتاً بحلول المساء. ثم أخذت الفتاة شكل ثعبان مرة أخرى والرجل العجوز يتبعها صامتا كما الظل. وأخيرًا تحول إلى ما يشبه رجلا عجوزا ذا لحية بيضاء. وحين رآه الرجل الذي تبعه كل هذا الوقت وهو يتحول الى شخص يشبهه استجمع شجاعته وأمسك بذي اللحية البيضاء وسأله:
- ما أنت ومن أنت؟
فتبسم العجوز- الثعبان وأجاب:
- البعض يدعوني سيّد الموت، لأنني أجول في الارض كي أنشر الموت في كل مكان.
- أمِتني إذن (توسل اليه العجوز الثاني) فلقد تبعتك من وقت طويل، صامتا كالظل، وها أنا شيخ عجوز مرهق. ينشد الموت.
لكن رب الموت هز رأسه وقال:
- ليس الأمر كما تظن! أنا لا أهب الموت إلا لمن انتهت أعمارهم، أما أنت فلديك ستون عامًا أخرى لتعيشها!
ثم اختفى ذو اللحية البيضاء. لكن ماذا كان بالفعل: أسيّد الموت أم شيطاناً؟ ما من أحد يستطيع إخبارنا؟



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو
- حكايات عالمية-الارنب الذكي
- حكايات عالمية-يومَ تَمزق قوسُ قزح
- حكايات عالمية-الولد الذي لم يكن يشبع من الجبن-هولندا
- حكايات عالمية-ابريق الشاي العجيب-اليابان
- ثلاث قصص لجاسم عطا
- تختبيش-حكاية من الفولكلور الكردي
- الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي
- حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا
- عادة الطيران التي لا أملها
- مدينة العقلاء الأربعة-قصة قصيرة جداً
- ويصلي القيصر وحيدا
- حياة وموت بكر صوباشي-مسرحية تاريخية
- الضيافة العجيبة-حكاية من الفولكلور الكر=ي
- حكايات من الفولكلور الكردي - الجنازة
- أسئلة لا تنتظر جواباً-شعر
- الى أمي
- حكايات من التراث الكردي-ابنة الحائك
- قصة قصيرة: البلبل ذو المؤخرة الصفراء
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية ديك آغا


المزيد.....




- تغريدة لخامنئي باللغة العبرية عن -قوة المقاومة- تزامنا مع كل ...
- الأردن.. انطلاق فعاليات الدورة الـ 38 من مهرجان جرش للثقافة ...
- هيئة الترفيه السعودية تعيد النظر في إنتاج فيلم لأحمد حلمي
- 4 أفلام عربية في النسخة الـ81 لمهرجان فينيسيا السينمائي
- لعشاق عالم الحيوان والطبيعة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك ا ...
- كيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع تراجع تركي آل الشيخ عن إنتاج ...
- جيروزاليم بوست: ممثل كوميدي أميركي يكتشف حب الجميع لحماس في ...
- ظهور رسام الكاريكاتير المصري في النيابة بعد نحو 48 ساعة من ا ...
- -حابب تروح عبيت خالتك-.. ممثل سوري يكشف لـ-المنتدى- سر الجرأ ...
- -ثقافة الخوف- و-إقرار بالخطأ-.. حقوقيون يتحدثون عن العدالة ف ...


المزيد.....

- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية-سيد الموت-الهند