أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة المشحوف.














المزيد.....

مقامة المشحوف.


صباح حزمي الزهيري .

الحوار المتمدن-العدد: 8048 - 2024 / 7 / 24 - 18:12
المحور: الادب والفن
    


مقامة المشحوف : تجليبات مع ألأستاذ عبد الحسين صنكور.
يالجمال العنوان ..أبا المصعب العزيز ..يثير شجونا وشجون ..

كثيرون الذين شاهدناهم في فترة مابعد الكارثة , يغرقون ويخطأون وينجون , أولئك الذين تعلموا من بطانة بريمير ان يأكلوا مع الذئب , وينبحوا مع الكلب , ويبكوا مع الراعي , شاهدتهم على الشاشات منبطحون في المشحوف يغنون فرحين :(( مشحوفنه طر الهور يسبگ بمشيه الماطور ... خايبين ماخذنه الفرح واليوم صيدتنا طيور)) .

ايها الفنار, دعنا نقولها كما أعلنها عمر بن عبد العزيز : (( تلك دماء طهّر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها )) , ولكن هل المردي قوي ام ان خداع أنفسنا أشد وأقسى من خداع الآخرين لنا ؟ لقد تعلمنا ان الرذيلة: ما كان ساقطا وخسيسا من الأعمال وعكسها الفضيلة , والعفاف : الإمتناع والإنكفاء عمّا لا يّحلّ ولا يجمُلُ قولا أو فعلا, ولكنا رأينا مَن يمارس الرذيلة يكون ماهرا في إلقاء دروس ومواعظ العفاف , وكأنه يقول أتعلم الشر لا للشر ولكن لتوقيه, وما أكثر الأراذل في المجتمعات المنكوبة بالفساد وإنحطاط القيم والأخلاق , وضياع المعايير والضوابط وقيمة الإنسان , وترى المرتكبون لفعل الرذيلة , في غاية العفاف الكلامي , فهم يتحدثون عن الحرام والحلال وعن القيم الرفيعة , وعندما تواجههم تجدهم إستحضروا ما لا يحصى من التسويغات والتبريرات من كتب الدين.

ترى هل تستطيع المرادي ان تتصدى لهؤلاء ؟ ليس القصد من كلِّ سؤال تحصيلَ إجابةٍ عنه, فما كُلُّ سائلٍ عن أمرٍ بجاهلِه , بل قد يَسأل من كان بالرَدِّ أدْرى , وها هو أبو الطيب المتنبي , يقول في بيتٍ من أبيات تقطر عذوبة : ((نَحْنُ أَدْرَى وقَدْ سَأَلْنَا بنَجْدٍ أَطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أَمْ يَطُولُ؟)) , يتردد صوت الشاعر مجيد جاسم الخيُّون من هور الجبايش :
((يا هور الجبايش لا تسد الشط يا مجمن سمج ريجان يتلعبط
يبو العكَيد.. يالشبعت طير البط براهينك على المحداد تشبع غط
يدهله وطين.. فوك الطين ومسدي حشيش أخضر على الصوبين والبردي
اشحلات الصيد بيك , ودفعة المردي حلوه شيله الفاله, لبو سراج الشعل لاله)) .

ياملك الحسجة , المردي من الكلمات الآراميه التي لا زالت تستعمل باللهجه العراقيه , وتقال لشخص غثيث ثقيل الظل , يريد به قائله أن يبعد عن نفسه الغثيث , كما أبعدت عصا المردي الموت عن كلگامش في مياه الموت , و كلمة (مردي) تعني الموت وهي عصا طويلة استعملها (كلگامش) لدفع قاربه حين أبحر في مياه الموت , لأن مياه الموت حسب الملحمة إذا لامست يده تكون نهايته , لكنه بعصا مردي وصل إلى شاطئ الأمان , و نجا من الموت المحتم , وهو مايرجوه الوطنيون , عندما تزل الأزمانُ وتختلف الاماكنُ .

يقول مظفر النواب : (( وديت جفن الكحل مشحوف ناگل حِسِن ناگل حنين الشوگ لوعات وٓن وحِزِن لا وِچه ليل بْوٓصِل لا طيف كِلّٓك دٓفِن وأُمٓيِّتك لٓذِّتي وفوگ التبرزل طعم )) , وتقول الأغنية : ((مشحوفي طر الهور والفالة بيدي بنية لو كطان آنا ونصيبي )) , ولنعود الى خرزة مسبحتك , وأنت تعرف ان للخرز وظائف أخرى غير الزينة والادخار , ويعتقد مستعملوها أنها تنطوي على أسرار وطاقة للشفاء ,حيث كان الإنسان يعتقد أن سبب الأمراض قوى شريرة تريد له الشر, فيتم العلاج بالتمائم والتعاويذ والحجب والعظام والخرز التي عرفت بوادي الرافدين ووادي النيل وعند اليونان ودول حوض البحر المتوسط وعند الهنود الحمر.

عزيزي اننا نكتب لكي تهدأ فينا ملايين الأنات , وكما أَسَّرَها يوسف في نفسه, وتُسِّرُها أنت , وأُسِّرُهُا أنا , في سعينا لتستقيم الحياة , ونظل نبحث عن الخرزة التي ستجبر قلوبنا وتنجينا من شرور بريمير وأعوانه , ولما كان الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر دائما يقول : (( إن الإنسان إذا جاء الدنيا فإن الشيء الوحيد المؤكد في حياته هو أنه سوف يموت )) , فأننا حينما سيستلمنا دفانتك النجفيون , سيروننا مبتسمين في الأكفان .



#صباح_حزمي_الزهيري_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .


المزيد.....




- كيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع تراجع تركي آل الشيخ عن إنتاج ...
- جيروزاليم بوست: ممثل كوميدي أميركي يكتشف حب الجميع لحماس في ...
- ظهور رسام الكاريكاتير المصري في النيابة بعد نحو 48 ساعة من ا ...
- -حابب تروح عبيت خالتك-.. ممثل سوري يكشف لـ-المنتدى- سر الجرأ ...
- -ثقافة الخوف- و-إقرار بالخطأ-.. حقوقيون يتحدثون عن العدالة ف ...
- -شكري اللاأخلاقي- ندوة في مهرجان -تويزا- بطنجة تثير جدلا
- الأردنيون يحزنون على وفاة المصري حسين عبدالمنعم
- بدلاً من استخدام أفلام التصوير..فنانة تطبع الصور على النباتا ...
- انتهاكات -الدعم السريع- في السودان هل هي ثقافة قتالية؟
- السعودية.. -إعادة النظر- في إنتاج فيلم أثار غضب مصريين


المزيد.....

- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة المشحوف.