أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مقولة وتعليق / 51/ الخيانة خيانة















المزيد.....

مقولة وتعليق / 51/ الخيانة خيانة


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذه الحلقة من سلسلة مقولة وتعليق ؛ سنتطرق لموضوع الخيانة , ونستهل هذه المقالة بمقولة سياسية تنسب للقائد الالماني الشهير هتلر ؛ اذ قال : (( أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم )) ولو اضاف : (( ... هم الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم , وقتل اهاليهم وشعبهم , ونهب ثروات وخيرات اوطانهم , ورهن مقدراتهم وطاقاتهم بالأجانب والغرباء وتفضيلهم على ابناء وطنهم الاصلاء , وتسليط القوى الخارجية على البلاد بحجة الاستثمارات الاقتصادية او التعاون المشترك او الاتفاقيات السياسية , وتشويه سمعة بلادهم وتغييب هويتهم الوطنية, والاهتمام بالقضايا الخارجية واهمال الشؤون الداخلية , ونصرة الغريب والاجنبي على حساب المواطن ... الخ )) لأفاد وأجاد .
نعم قد تعتري الحياة الزوجية الكثير من المشاكل والمنغصات والتي قد تصل الى الانفصال والطلاق بسبب الخيانة الزوجية او غيرها ؛ الا ان الزواج يبقى زواج ولا يتحول الى سفاح ؛ ما دام المرء متلبسا بالزواج ومؤمنا بعقد الزوجية ولم يفسخه , وكذلك الحلال يبقى حلال , والحرام يبقى حرام , وكذلك الخيانة تبقى خيانة وان غلفها الخائن بالشعارات الوطنية او الادعاءات والمقامات الدينية او السمات الاخلاقية او الاعمال الخيرية والشمائل الانسانية , او اوجد لها العملاء مبررات سياسية ومسوغات ثقافية وفكرية , ولعل تحسين القبيح وتقبيح الحسن وتجميل صورة الخيانة القبيحة اشد ضررا من الخيانة نفسها ؛ فالخائن عندما يعرف ان الخيانة خيانة وانها مرفوضة من قبل الشرائع والاعراف كافة ومستهجنة من كل بني البشر , ويعترف بقبحها وضررها وسوء عاقبتها ؛ فانه ينطق بالحق ويصدح بالصدق ؛ وينفر الاخرين منها ويحذر المواطنين من مغبتها ؛ على خلاف الخائن الذي يروج لخيانته من خلال خلط الاوراق والضحك على الذقون ورفع الشعارات والاختفاء خلف الحركات السياسية والدعوات الدينية والفعاليات الشعبية والشعارات الوطنية ؛ فأمثال هؤلاء ضررهم لا يقتصر على انفسهم فحسب بل يشمل مجتمعاتهم واوطانهم ؛ لذلك يعتبر خطرهم أكبر وتأثيرهم أكثر , فالخطورة تكمن في اعتبار الخيانة مجرد وجهة نظر او رؤية سياسية , او في تقبل المواطن للعمل مع الخونة والاخلاص لهم , اذ ان هذه الافكار الهدامة والرؤى المنكوسة تهيء الارضية للالتحاق بركب الخونة والعمل مع اعداء الوطن والامة والاغلبية العراقية .
فالخيانة تقع ما ان تصبح فكرة مقبولة وثقافة مستساغة ؛ فكأنما تلك الافكار الهدامة مقدمات لحصول الخيانة وتحققها على ارض الواقع , فلا شيء أسوأ من خيانة القلم ، فالرصاص الغادر قد يقتل أفراداً، بينما القلم الخائن قد يقتل أمماً ؛ وعليه تعتبر الخيانة النظرية – ان جاز التعبير – اشد فتكا بالوطن والمواطن من الخيانة العملية .
فالبعض يسوغ الخيانة بحجة تعارض الدعوة الدينية والمصلحة المذهبية مع مبدأ حب الوطن , والبعض الاخر يبرر التبعية والذيلية بذريعة القومية ؛ لأنه يرى ان الدعوة الوطنية تتعارض مع الفكرة القومية , فهم يعتقدون بتعارض الرؤية الوطنية مع الدعوة الدينية والمذهبية والقومية , ويزرعون في عقول الناس فكرة التعارض بين الرؤيتين وعدم انسجامهما معا , بينما قد تكمن الحقيقة في عدم تعارض الولاء للوطن مع الولاء للدين وللعرق والقومية والمكون الاجتماعي ... ؛ لذلك يعمل الخونة وتحت شعار الاواصر الدينية او المذهبية التي تربطنا بهذه الدولة او تلك , او بحجة الانسانية والتواصل مع الاشقاء القوميين وابراز المشتركات الثقافية او تحت ذريعة العولمة والمصالح السياسية مع القوى الاستعمارية ؛ على اضعاف الوطنية في نفوس الناس واستبعاد الهوية العراقية والانسلاخ من تاريخنا وحضاراتنا والتبرؤ من عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا ؛ لصالح ثقافات ومخططات الاخرين من الاجانب والغرباء والدخلاء ؛ ويعد هذا الامر من مظاهر الحرب الناعمة والغزو الثقافي الذي هو اشد فتكا واكثر ضررا من الحرب العسكرية والاحتلال المباشر ؛ فالأعداء والغرباء والدخلاء يريدون خلط الاوراق , ومزج الحق بالباطل والصدق بالكذب واليقين بالوهم والحقيقة بالخيال والتاريخ بالتدليس والتزوير ؛ مما يتسبب بغسيل الادمغة وتغيير القناعات , وعندها نعمل على توضيح الواضحات وتعريف المعرّف , ويصبح بين الوطنية والخيانة خيطا رفيعا يكاد لا يرى , وهذا ما يريده الاعداء .
وحقيقة الخائن تكمن في امرين ؛ الاول الاستعانة والتنسيق مع الاجانب والغرباء , والثاني تقديم مساعدته للأجانب والغرباء مقابل منفعة مادية او سطوة او نفوذ او غيرها من المكاسب , وقد يساوم الاعداء الخائن على بيع شرفه ودينه وشعبه و وطنه وقومه ؛ لذلك ينظر الناس الى الخائن نظرة احتقار وازدراء ودونية , فالذي يبيع وطنه واهله وشرفه لا يؤتمن على شيء , ولا يوثق به مطلقا , فمن باع شرفه لا يصعب عليه بيع بني جلدته او التفريط بوطنه , وحتى الاعداء ينظرون الى الخائن نظرة احتقار وعدم احترام , اذ ان مثل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه ؛ فالوطنية من شمائل الكرام والخيانة من صفات اللئام .
البعض يحاول تمرير خيانته من خلال التشبث بالدعوات الدينية والقومية والسياسية ؛ فلا تستغرب من هؤلاء عندما يخبروك بأن حب الوطن بدعة ما انزل الله بها من سلطان , وان الهوية الوطنية تقليد للغرب , لذلك تراهم يعملون جاهدين على كتم انفاس كل مظهر يتنفس حبا بالوطن , والالتفاف على كل دعوة وطنية وتسفيهها , وخنق الاصوات الوطنية الحرة والتضييق عليها , والمشكلة تكمن في تمرير مخططات هؤلاء على السذج والحمقى والبسطاء ؛ بينما يستطيع المواطن الواعي وبكل بساطة ؛ كشف تناقضاتهم وابطال ادعاءاتهم وشعاراتهم , واسقاط ورقة التوت التي تستر خيانة البعض منهم .
فهؤلاء ستجدهم صامتين وكأن على رؤوسهم الطير في كل ملحمة داخلية او مصلحة وطنية او مطلب شعبي ؛ اذ تخمد تغريداتهم وتختفي تعليقاتهم وتصريحاتهم , ويلتزمون الحياد وكأنهم مواطني دولة أخرى , ومن الواضح ان التخاذل عن نصرة الوطن والتزام الحياد في القضايا المصيرية ؛ يعد من ابرز صور الخيانة ؛ فهم لا يشاركون ابناء الشعب امالهم وقضاياهم وطموحاتهم ومطالبهم ؛ لانهم مرتبطون بالخارج ولا شأن لهم بالداخل الا بمقدار تنفيذ الاوامر الخارجية وتحقيق المصالح والمكاسب الدولية , وهم يعلمون مغبة التماهي مع الدعوات الوطنية الصادقة ؛ فعندها سيتعرضون لعقوبات الاعداء والغرباء وتتضرر مصالحهم الشخصية والعائلية والفئوية الضيقة ؛ لذلك كانوا ولا زالوا اداة طيعة بيد الاجانب والغرباء والاعداء , وخنجرا مسموما في خاصرة الاغلبية والامة العراقية .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة مقتل الطفلة ميار ليست اخر الجرائم المرتكبة بحق الطفولة ...
- أذبحني اولا ثم أقطع يدي يا أخي ..!!
- بانت نواياك
- لا يتحقق الاصلاح السياسي في العراق الا بالعفو عن الارهابيين ...
- مقولة وتعليق / 50 / ملازمة الشر لبني البشر
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- من هموم المواطنين (1 )
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- عطاشى سبايكر
- لا يتحقق الاصلاح السياسي في العراق الا بالعفو عن الارهابيين ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- ظاهرة الرجل الملثم
- تفليش بلا تعويض ..!!
- تعارض الآراء و الارادات وتصارع القوى والسلطات في العراق .. ا ...
- التكتك قضية وطن ومحنة أمة (3-4)
- اين اموال الموازنة الثلاثية ؟!


المزيد.....




- حصريا.. بيونسيه تمنح كامالا هاريس الإذن باستخدام أغنيتها -Fr ...
- بلاغ عن وجود متسلل بمنزلها ينتهي بمقتلها على يد ضابط.. كامير ...
- 5 أسماء في سباق -نائب الرئيس-.. من تختار هاريس ليكون -ذراعها ...
- أولمبياد باريس: ماذا تعني مشاركة الرياضيين الروس باعتبارهم - ...
- دول بمقدورها لعب دور -الوسيط- بين حماس وإسرائيل؟
- -حماس- تكشف موقفها من -إعلان بكين-
- قتيل وجرحى بهجوم مسيرات أوكرانية على عبّارة في ميناء نهري جن ...
- صحة غزة: 85 قتيلا وأكثر من 250 مصابا حصيلة القصف الإسرائيلي ...
- الأمن الروسي يحبط هجوما إرهابيا دبرته استخبارات كييف على مسج ...
- مصادر: الجيش الإسرائيلي يمكنه الانسحاب مؤقتا من غزة لإفساح ا ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مقولة وتعليق / 51/ الخيانة خيانة