متي كلو
كاتب واعلامي
(Matti Kallo)
الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 06:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منظمة بدر بين الانتماء و الولاء و"الاجتثاث"
"الذي خان وطنه وباع بلاده، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه"
قبل ايام اطلعنا على تصريحان مثيران و يحمل كل منهما الصفاقة والعمالة والولاء للاجنبي، علنا ومن غير كسوف كما يقول الشقيق المصري!!
التصريح الاول، تاكيد من زعيم منظمة بدر "هادي العامري" السيئ الصيت!! والقيادي في منظمة البدر، ومستشار الامن القومي "قاسم الاعرجي" على ضرورة تكاتف القوى السياسية ودعم توجهات الحكومة في حماية المصالح الإيرانية وتعزيز نفوذها في العراق"و" بترسيخ النفوذ الإيراني ودعم الطقوس الحسينية على مدار السنة والإكثار من العطل الشيعية"
اما التصريح الثاني، فجاء على لسان محافظ ميسان حبيب ظاهر الفرطوسي "لفتح منفذ جلات الحدودي لزيادة حجم الصادرات الايرانية التي ارواحنا لها الفداء واقامة معرض في ميسان للبضائع الإيرانية ليكون سوق المحافظة فقط للمنتجات الإيرانية المباركة".
في جميع انحاء العالم هناك قوانين رادعة بحق كل مواطن يعمل لصالح دولة اجنبية وتقويض امن واقتصاد بلده، واكثرية المواد القانونية تحتوي على مادة تصل عقوبتها الاعدام للذي يعمل مع الاجنبي، تحت عنوان الخيانة العظمى، سياسيا او اقتصاديا او تجارة المخدرات ، او اي مفصل من مفاصل الدولة واغلب الدساتير في العالم تفرض عقوبة الاعدام بحق هؤلاء مهما كانت مناصبهم سياسيا او دينيا او مذهبيا، وهناك اسماء لشخصيات كبيرة منهم رؤساء جمهوريات او رؤساء حكومات كثيرة تم محاكمتهم مثل، الرئيس المصري السابق محمد مرسي بتهمة التخابر مع الاجنبي"قطر" أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بين عامي 2006 و2009، والذي صدر بحقه حكما بالسجن 27 شهرا عام 2016 ، وحسني مبارك رئيس مصر من 1981 – 2011 ورئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتس، و الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا و الرئيس التشادي حسين حبري و الرئيس الغيني موسى داديس كامارا و الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وغيرهم.
الجميع يعلم بان عندما دخلت القوات الامريكية بدباباتها لاسقاط النظام الدكتاتوري البائد، كان خلف تلك الدبابات زعماء احزاب المعارضة من خارج البلاد، والاخرى من قادة الاحزاب الاسلامية الشيعية التي كانت تقيم في ايران ، فدخلت عن طريق الحدود الايرانية ، ومنهم هادي العامري رئيس منظمة بدر الذي عاش في ايران وتزوج من ايرانية ويحمل الجنسية الايرانية وساهم في تاسيس فيلق 9 وقاد عمليات مسلحة في جنوب العراق وقاتل الى جانب ايران في حرب الخليج الاولى ضد ابناء جلدته!! وتولى عمليات التحقيق مع الجنود الاسرى العراقيين خلال تلك الحرب وتصفية المئات منهم لرفضهم الانظمام الى ما يسمى" قوات التوابين" والمتهم بالاشراف على انتهاكات لحقوق الانسان بحق السنة في الحرب الطائفية في عهد حكومة المالكي!! وعمليات التصفية التي طالت العديد من الكوادر العلمية وكبار الضباط والطيارين في البلاد وكذلك اشرافه على بعض المعتقلات السرية ومنها معتقل الجادرية و اشرف على تعذيب اكثر من 200 معتقل سني، كما كان تربطه بعلاقة وثيقة مع قائد فليق القدس قاسم سليماني، كما ساهم اثناء تحرير المناطق المحتلة من قبل"الداعش" بارتكاب عمليات قتل وتعذيب وتشريد وتدمير ممتلكات على اساس طائفي!!
اما قاسم الاعرجي" مستشار الأمن الوطني العراقي" واحد قادة منظمة بدر الموالية قلبا وقالبا لايران، والسؤال يطرح نفسه، كيف يكون محافظا للامن الوطني وهو من اخلص العملاء لدولة اجنبية، كيف يكون محافظا للامن الوطني وهو يقول" على ضرورة تكاتف القوى السياسية ودعم توجهات الحكومة في حماية المصالح الإيرانية وتعزيز نفوذها في العراق"
ان وظيفته او واجبه كمستشار الامن الوطني العراقي ان يحافظ على موارد العراق واراضيه ومصالحه ، كيف يكون محافظا للامن الوطني وهو يريد تخريب بلده من اجل مصالح اجنبية"ايران" كيف يكون محافظا للامن الوطني وهو يهدد بلده من اجل دولة اجنبية!!
اما حبيب ظاهر راضي الفرطوسي، فهو ايضا من كتلة بدر!! اي ان " الثلاثة" هادي العامري وقاسم الاعرجي و حبيب ظاهر راضي الفرطوسي ينتمون الى كتلة او منظمة البدر، والتي يفتخرون فيها بالولاء والترسيخ للنفوذ الايراني، ونسال بدورنا"فائق زيدان" رئيس مجلس القضاء الاعلى، الذي اصبحت قرارته اعلى من الدستور العراقي، اليس ان الاوان وفق هذه التصريحات "للثلاثة" باعتقال هؤلاء واحالتهم الى المحاكم المختصة بتهمة الخيانة العظمى والمطالبة باصدار قانون لاجتثاث منظمة بدر ، اسوة بقانون اجتثاث البعث!! ام ان :فائق زيدان" لا يستطيع ذلك لان "منظمة بدر" من ضمن الاطار التنسيقي والاطار التنسيقي هو الذي يحكم العراق عن طريق حكومة السوداني والمليشيات والكيانات والاحزاب الاسلامية المسلحة والموالية ايضا !! وان فائق زيدان(1) الابن المدلل للاطار وتم ترشيحه ثلاثة مرات لمنصب رئيس الحكومة العراقية الولائية!! وفق ما صرح به لاحقا لمجلة "المجلة"!!(2)
هناك قرارات اصدرها القضاء العراقي برئاسة"فائق زيدان" ، خرقت الدستور العراقي ووفق ما رغبت به الاحزاب والكيانات التي تحكم العراق بعد 2003 ولكن مثل هذه التصريحات لا تتقاطع مع الاحزاب والكيانات السياسية الاسلامية في العراق ولهذا لا تعني " فائق زيدان بشيء!!(3)
ان الولاء لايران بسبب المعتقد المذهبي اصبح كل ما في الوطن في خدمة ايران، وعمليا اصبح العراق جزءا لا يتجزأ من ايران!! ان من حق كل مواطن ان يختار عقيدته او مذهبه ولكن ان يضحي بوطنه من اجل دولة اخرى، بهذا يخرب الوطن ويدمره ويعلمنا التاريخ القريب، بان الزعيم الصيني ماوتسي تونخ كان شيوعيا و مؤسس جمهورية الصين وحكمها كقائد للحزب الشيوعي الصيني ولكن لم يكن مواليا للاتحاد السوفيتي اوالحزب الشيوعي السوفيتي، وكثيرا ما اختلف اثناء حكمه بسياسة الاتحاد السوفيتي، ولهذا قرر ان تكون هناك شيوعية خاصة بالصين اسماها"الشيوعية الماوية" لانه لم يقبل الخضوع للحزب الشيوعي السوفيتي او للاتحاد السوفيتي يوما من الايام.
من حق اي مواطن ان لا يتخلى عن مذهبه ولكن عليه ان لا يخلط بين الانتماء والولاء وان يفرق بين هذين المعنيين، ان الانتماء للوطن هو ارتبطا بالارض وراسخ في الجغرافية والتاريخ والهوية ولا يتزحزح امام جل الاغراءات التي يقدمها الاجنبي!! والمثل يقول" واللبيب من الاشارة يفهم" فهل"فائق زيدان .. يفهم !!!"
(1) الماجستير والدكتوراه في القانون الدولي من الجامعة الإسلامية في لبنان!!!.
(2) مجلة تصدر اسبوعيا في لندن وتصدر باللغات العربية والانكليزية والفارسية.
(3) قال مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن الذي كتب عن زيدان، إن “زيدان أصدر أمراً تلو الآخر يمنع معارضة الميليشيات الإيرانية في العراق، .وأضاف إنه بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كان سليماني والمهندس أكثر من دفع بفائق زيدان لرئاسة النظام القضائي. وكان يدير محاكم مكافحة الإرهاب حتى لا تتم محاكمة أي من أتباع إيران بموجب القانون العراقي.
وأشار إلى افتقار القضاء العراقي إلى المعايير القضائية الحديثة، حيث يقوم زيدان بتعيين وإقالة قضاة آخرين. ويمتلك وحده سلطة على القضاة كسلطة رئيس الحكومة، كما أنه غير منتخب. وتم تثبيته من قبل إيران في المنصب إلى زمن مفتوح.
#متي_كلو (هاشتاغ)
Matti_Kallo#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟