محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)
الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 09:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم أكن أنوي الكتابة على هذا الزلزال الذي ما زلنا نعيش توابعه منذ العام 1952 الذي وقع فيه الا أنني وجدت نفسي مشدوها في مساء يوم السبت 20/07/2024 بعدما أنتهيت من قراءة سيرتين ساهم انقطاع الكهرباء في بنغازي لفترات طويلة تصل الى 24 ساعة في بعض الأيام في تفرغي لهما تباعا في الهواء الطلق صباحا ومساء وإحداهما لرائدة ليبية في مجال التعليم وهي رباب عبد السلام أدهم خريجة الجامعة الامريكية في بيروت (فبراير 1959) بعنوان (دروب في الحياة) من اصدار دار الفرجاني في طرابلس 2012 والثانية للسياسي المصري المخضرم محمود رياض من اصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 1987 وهي في جزئين الأول بعنوان البحث عن السلام والصراع في الشرق الأوسط والثانية بعنوانين: (1) الامن القومي العربي (2) أمريكا والعرب ، وكلا الجزئين عن فترة حياته العملية 1948-1978 فاستفزني حديثهما عن عبد الناصر وكأنه نبي أو اله وما أعرفه عنه أنه كان السبب الرئيسي للعديد من الويلات التي حدثت في مصر وفي العالم العربي بما فيها وطني ليبيا الذي طاله وباء عبد الناصر في عام 1969 ولا زلنا ندفع الثمن الى اليوم والى مدى لا يعلمه الا الله ولم أفهم كيف استطاع عبدالناصر أن يستحوذ على عقل الكثيرين من النخب المثقفة ومنهم هاتين الشخصيتين اللتين أعتبرهما استثنائيتين عربيا وعالميا وأتيح لكليهما السياحة في بلاد الله الواسعة وخاصة في الدول المتقدمة مشوا فيها بأرجلهم ولمسوا بأيديهم وشاهدوا بأم أعينهم كيف تطوروا وكيف تأخرنا بعد يوليو 1952 فرأيت أن أنشر ما كتبته سابقا في ردي على أحد كتابنا الافاضل بتاريخ 03/10/2023 في صفحة أحد الأصدقاء في الفيس وهي كالتالي:
"لقد ترددت كثيرا في الرد على كاتبنا الكبير محمد عقيلة الذي أكن له كل الاحترام والتقدير وكنت أتابع مقالاته في الوسط وغيرها ولكن رده هذا صدمني بشدة لانني على قناعة تامة بأن كارثة سبتمبر لم تكن لتحدث لولا كارثة يوليو وهو ما أكده أخيرا محمد الزوي في سلسلة لقاءات العربية الاخيرة وتحديدا عن تشكيل النواة الاولى لحركتهم البائسة والمدمرة لليبيا ، وعلى السريع فان العبرة بالنتائج كما يقولون فأنظر كيف أستلم عبد الناصر مصر وشعبها وكيف سلمها الى السادات بدون سيناء وغزة وفي شهادة وهبي البوري (وزير الخارجية الليبي الأسبق) في مذكراته أن الفرنسيين في الاربعينيات كانوا يفرحون بقدوم السياح المصريين اليهم لانهم كانوا أكثر فئة تنفق وكانت مصر دائنة لبريطانيا وعندما تم اكتشاف مناجم الذهب قال فاروق: "لا تقربوه وأجعلوه للاجيال القادمة" فماذا فعل عبد الناصر باحيتاطيات الذهب في البنك المركزي قام باسقاطها من الطائرات على شيوخ اليمن حسب شهادة عبد اللطيف البغدادي في مذكراته ان لم تخني الذاكرة والذي بداء مجانية التعليم في مصر هو المبصر الوحيد في بلاد العميان طه حسين عندما كان وزيرا للمعارف والذي قام بإيفاده الى السوربون هو النظام الملكي وقبله الطهطاوي في القرن التاسع عشر مع نخبة من الشعب المصري الذي تم اختيارهم بعناية فائقة وهل تعلم بأن الجنيه المصري كان يساوي ثلاثة دولار (ورد في مقال فاروق عطية - أخطاء ومساوئ فترة الحكم الناصري: -1 (ahewar.org) أنه كان خمسة دولارات) عندما استلم عبد الناصر الحكم فكم كان يساوي يا ترى عندما أنتقل إلى ذمة الله؟ ولن أطيل عليك ففي هذا المقال الكثير مما يخص مصر من أحد أبناءها.
وعلى السريع أيضا فيما يخص ليبيانا فعبد الناصر لم يكف عن التآمر على ليبيا وعلى الملك الصالح وأشهرها التي كشفت في نهاية عام 1963 حسب ما ورد في الكثير من المراجع وأحدها ما روته السيدة آغنس كيث في مذكراتها التي ترجمها فرج الترهوني (أهل الله) ص 408:"علمنا فيما بعد أن أجهزة الامن الليبية كشفت للتو عن أول ما ثبت أنها سلسلة من المؤامرات المزعومة في الجيش الليبي ، حيث تآمر سبعة ضباط ليبيين مع بعض ضباط الجيش المصري والملحق العسكري المصري في ليبيا لتقديم أموال وأسلحة للناصريين الليبيين الذين يعتقد أنهم يخططون لتأسيس جمهورية ليبية ، بغرض توحيدها لاحقا مع مصر. وكان اكتشاف هذه المؤامرة بواسطة ضابط بالجيش الليبي أنشق عنهم وأبلغ رئيس الوزراء ، وكان هذا هو السبب الحقيقي لعدم حضور الملك إدريس مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة في يناير 1964 " وقصة شهداء يناير معروفة وكيف تورط المدرسون المصريون والسفارة المصرية فيها ، أيضا ورد في الصفحة 357 عن زلزال المرج: "أرسل الرئيس ناصر برقية ، يقول فيها: "يا إخوتي ، اطلبوا كل ما تحتاجونه " لكنه لم يرسل شيئا وبث راديو القاهرة في صباح اليوم التالي أن البريطانيين والامريكيين يستغلون كارثة صغيرة في ليبيا لاعادة استعمار الشعب الليبي"
أما العبارة الصادمة :"وخسارة عبدالناصر لحروبه ليست مسئوليته على الإطلاق، مسئولية من استأمنهم وخانوا الأمانه؟؟؟" فهو غريب جدا أن يصدر من مثقف مثلك يا أستاذ محمد.
أيضا يمكنك الاطلاع على الرابط التالي فيما يخص اهانة عبد الناصر للقضاء المصري :
القضاء المصري وعبد الناصر.. قصة انهيار القانون في مصر | الجزيرة نت (aljazeera.net)"
وزيادة في توضيح التوجه الوحدوي المزعوم لعبد الناصر فإن فاروق كان ملك مصر والسودان وبعد أن غدر عبد الناصر برفيقه محمد نجيب طالب السودان بالانفصال عن مصر فكان ما أراد.
أيضا ورد في الصفحة 41 من الجزء الثاني من مذكرات محمود رياض التالي:
"في يناير 1954 حضر الدكتور فاضل الجمالي رئيس وزراء العراق الى القاهرة للاشتراك في اجتماعات مجلس الجامعة ... وتقدم بمشروع للاتحاد بين الدول العربية ... وكان من رأيه أن تبداء الوحدة بين العراق والأردن خاصة وان على رأس البلدين ملكين أولاد عمومة ... رأى عبد الناصر ان المشروع سابق لاوانه ...الخ" ويتضح من هذا الموقف وغيره أن كل هم عبد الناصر كان هو الزعامة ولو على خرائب الدول العربية.
أيضا فقد نشرت مقالا في جريدة برنيق الورقية التي تصدر في بنغازي بتاريخ 26/02/2018 بعنوان (ليبيا بين نكبتين) تطرقت فيه الى الدور المخرب لعبدالناصر في ليبيا كالتالي: "على الرغم من أن النظام الملكي كان مخلصا لقضاياه الوطنية وصادقا مع شعبه وأمته العربية والإسلامية وأستطاع أن يبني أمة من العدم ولا يمكن مقارنته بالنظام الناصري الديماغوجي الا أن هذا الأخير استطاع أن يستقطب شريحة واسعة من الشعب الليبي وخاصة من الشباب عن طريق السموم التي كان يبثها عبر إذاعة صوت العرب التي كانت مسموعة بشكل واضح من المحيط الى الخليج ويروج من خلالها أن كل النظم الملكية في الدول العربية هي نظم رجعية وعميلة للإستعمار وأنها حجر عثرة في طريق تحرير فلسطين ونجح عبد الناصر الى حد بعيد في استعمال القومية العربية ومواجهة العدو الإسرائيلي للسيطرة وفرض الزعامة على كامل الشعوب العربية."
بعد أن أنتهيت من كتابة هذا المقال قرأت في اليوم التالي مقالا ممتازا عن نفس الموضوع للكاتب عادل صوما في موقع الحوار المتمدن على الرابط : عادل صوما - مبادئ مخفية في إنقلاب يوليو 1952 (ahewar.org)
#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)
Mohamed_Beshari#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟