بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 00:47
المحور:
الادب والفن
ماذا لو اراد وودي الن ان يحقق فيلما عن الاستعراض..؟!
قد يكون فيلما عن الاستعراض...ربما....
لكنه سيكون فيلما بالأبيض والأسود ملغيا حتى صفة الاستعراض البهيجة عن الفيلم وهو سيلعب دور البطولة بالتأكيد،وسوف يكون داني روز منسق الاستعراضات الكوميدية أو مدير مسرحي أو مكتشف نجوم بينما هناك مجموعة من الاشخاص-فنانين من نفس النوع على ما يبدو-مما يخلق اختلاط بين السردية المرئية والوثائقية حتى لو كان من المستحيل علينا ان ننعت الفيلم بالوثائقي.
لازال هناك الحديث عن الشخصية اليهودية ولكنها اقل اضطرابا واكثر تصالحا مع الذات حتى لو كان كل المشاهير الذي خلقهم حسب ادعائه قد تركوه ليحظوا بالشهرة،ولكنه الآن على وشك خلق نجم جديد باختصار لايود احد التعامل معه لمزاجه المتقلب وادمانه على الخمر،ولكن داني روز مؤمن والايمان سيقوده الى الخلاص.
من المتوقع طبعا ان نشاهد كوميديا ارتجالية-على ان لوكانوفا مجاله الغناء-على شاكلة
King of Comedy
او كيف تصنع نجما وتحلق به من اسفل الى اعلى،ولكن وبالنسبة لوودي الن فمسرح برودواي مرتبط تماما بالخبطة المسرحية،وستكون خبطته مع رفيقة الدرب (ميا فارو) في دور تينا،التي هي بالاساس عشيقة مطرب المستقبل لوكونوفا وسيطلب منه هذا الاخير ان يدعي بأنها صديقته كظل لابعاد الشبهه عنه من امام زوجته وبالتالي سيصبح المدير المسرحي سمسارا للحب.
لكن داني روز مخلص أخلاقي لأبطاله ومن الممكن ان يقوم بأي شيء:انه منافق،دبوماسي،او متحدث لبق،ولكن: هو مبرر اجتماعي من الدرجة الأولى
باختصار،تينا عشيقة سابقة لرجل عصابات وهو الذي يقرر قتل داني روز بوصفه (داني صاحب الوردة البيضاء) وتدخل الحبكة في مغامرة كوميدية من النوع الخفبف وما سيحصل غني عن الذكر بعد ذلك...
يتميز فيلم داني مسارح برودواي بأنه ذو لكنة اقل حدة مما هو مألوف عند وودي الن،ويعالج الألم الداخلي عند داني روز بشيء من الدراما التي لاتنقلب الى كوميديا-وهو احد مفاهيم الكوميديا السوداء أو احد تعريفاتها-ولا العكس صحيح أيضا،فلا يبدأ من كوميديا تنقلب الى دراما،كما انه اقل تمسكا بأسئلة وودي ألن الخالدة...هناك شيء مطمئن داخل وودي ألن هذه المرة...يقبل تعريف الحياة بأكثر بساطة...بساطة تعتمد على التجربة وأقل تأملية،وبشكل آخر،يبدو وودي الن في الفيلم مختلف حتى في لكنته الفنية لمن ينظر ما بين السطور وقابلا للحياة على علاتها...هو صنع نجوما كثر ولكنه على وشك بيع نوافذ منزله من فقره وحتى لونوفا سيتخلى عنه...ولكن هذه هي الحياة،وان كان داني روز شخص فاشل فقير ولكنه كسب شيئا-حسب المثالية الصارخة التي دائما ما يعالج بها الأمور-اهم من المال،لقد كسب الحب،ولكن هذا ايضا له علاقة بخبطات وودي ألن المسرحية أو الحدث الغارق بالصدفة.
الفيلم يسير حسب هذه الجملة التي نطقها داني روز في الفيلم:
من الضروري ان نضحك لبعض الوقت،ولكن لابد لك ان تعاني قليلا أيضا،لأن هذا المغزى من الحياة...
على الرغم من مدح النقاد للفيلم،والاستقبال الجيد،إلا اني ارى الفيلم متوسط المستوى الفني يستحق المشاهدة بأي حال من الأحوال.
9/1/2024
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟