أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة انطباعية في نص فاطمة شاوتي -سَقَطَ سَهْواً قَلْبِي-ل khadija garboub















المزيد.....

قراءة انطباعية في نص فاطمة شاوتي -سَقَطَ سَهْواً قَلْبِي-ل khadija garboub


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8043 - 2024 / 7 / 19 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


تحليل الناقدة :

كان الرجل وحده من يحتكر الحب في القصيدة العربية، ويتغزل كما يريد، وجاءت القصيدة النثرية لتكسر ذاك القيد...
ومن الشواعر العربيات اللواتي منحن للحب مساحة شعرية،
الشاعرة المغربية فاطمة شاوتي ، التي حركت الجسد داخل سياق الحب؛ فنراه في منتهى الهروب من الذات العاشقة، في اتجاه الحبيب...
وهو ما أعلنه المقطع الأول...
فغالبا ما يهمش الجسد في التجربة العاطفية، رغم أنه منبع التماس مع الحب؛ وتعبير عميق عن التواصل والحضور ,إذ يجسد لحظة الاستقرار والارتواء .
ومن هنا جاءت أهميته داخل النص الشعري ,
وفي المقطع الشعري الثاني تستحضر الشاعرة الإسم لكن لم تحددإسم الحبيب؛ مما يعني أنها تحتاط من الرقابة وتخفي إسمه ,
هذا الاسم الذي يتسرب من أصابع الحبيبة؛ كدلالة على تضخم الحب، وعدم القدرة على إخفاء التجربة العاطفية .
وفي المقطع الشعري الثالث يتراءى لنا الحبيب في صورة الفاعل الذي يمارس فعله على الحبيبة، وتصبح المرأة في علاقتها العاطفية كوضعية المفعلول به، الذي يتعرض للنصب بحكم القواعد النحوية .أي أن الذكورة العربية عندما تحب تتمتع الفاعلية، بينما المرأة العاشقة تعيش كل التأثيرات؛ وتتفرج على فاعلية الحبيب بروح مأساوية، لأنها لاتستطيع خلخلة بنية الذكورة العربية...
فالأمر يحتاج فترة زمنية طويلة، تشارك فيها كل عناصر المجتمع لتقويض النسق الثقافي الذكوري ,
ولعل الشاعرة فاطمة شاوتي تدرك ذلك الأمر؛ وتشير إليه بطريقة ذكية ورمزية، في المقطع الرابع من خلال الألفاظ التالية: "المجهول ,
منفضة ,
الفراغ ,
فخ".
وفي المقطع الخامس تصرح لنا الشاعرة؛ بوقوعها في مصيدة الحب ,وبالتالي فالحب لم يثمر الاستمرارية؛ اذ أصبح العش بدون معنى لحظة البعد وغياب الحبيب...
وفي المقطع السادس تسعى الشاعرة عبر أداة "أيها" الدالة على البعد تقريب المسافة بينها وبين الحب، الذي يتلذذ بنشوة التعذيب ويترك الحبيبة في قبضة السقم والألم والتوتر...
أما في المقطع السادس والسابع مساءلة تجعل الشاعرة تعيش في لحظة الصمت والشوق، هذا الصمت الذي يعتبر في حد ذاته لغة ساخنة، وغليانا نفسيا فظيعا...
وفي المقطع الثامن تلجأ الشاعرة الى الصور الشعرية؛ لتجسد لنا صورة الشوق الذي يتمتع بالبراءة والنقاء، ويختار فعل الابداع الذي لايكتمل عند الشاعرة؛ بسبب أحادية الوجود وعدم اكتراث الآخر بهذا الزخم العاطفي، الذي تحمله الشاعرة بمفردها...
وفي المقطع الشعري الأخير تحاول الشاعرة العاشقة، المحافظة على خط التواصل؛ لكن الحبيب يتسم بالقسوة ويرمي بالرسائل في بريد المرجوعات...
ورغم كل هذه المعاناة تتوق الشاعرة إلى العودة إلى البريد القديم، أي إلى زمن التواصل العاطفي وتبادل الرسائل ...
إنها تجربة عاطفية في منتهى الصفاء والسمو الإنساني ،وتكشف لنا أن الحب في المجتمع العربي؛ يأتي بكل عنفوانه في بداية الأمر، وينتهي ببرودة من طرف الحبيب ،وكأن هذه التجربة هي فعل عبثي ذكوري ،لكن في سياق المرأة تعد تجربة إنسانية صادقة ؛ونابعة من العاطفة؛ والوعي؛ والحرف ....

إضافة :
من الأفضل أن لاتخوض المرأة تجربة الحب مع رجل عربي، لم يتمكن من تحرير نفسه، ومازالت ندوب الكذب والخوف من المجتمع، واضحة المعالم في نظراته ووعوده ولغته...
فعلا أن المرأة العربية أكثر نقاء من الرجل العربي، وأكثر تحررا منه ,فهي تعلن حبها عبر الفعل الإبداعي، لأنها ترغب في أن تكون واضحة مع نفسها، ومع الآخر ,
ويمكن أن أضيف أن الشعر غالبا ما يحتضن التجارب العاطفية، التي انتهت بالفراق والغموض والتوتر ,
لحد الآن لم أعثر على تجربة عاطفية ناجحة شعريا...
أتمنى أن أصادفها لعلي أنظر الى الأفق العاطفي العربي بنظرة تفاؤل ومحبة .
إن التلاعب بالمشاعر العاطفية تعد جريمة لاتغتفر...

حوار فاطمة شاوتي مع رؤية خديجة كربوب :

ماذا أقول... ؟
كنتُ هناك وكنتِ وكانَ.
ثلاثية الحب تتقاسم خطوط الطول والعرض؛ ثلاثية أفقية عمودية؛ تجعل الحرف يرن في معصم مشدود الى جدار الصمت، يكلم الجدار نفسه ويتكلم ....
هي قراءة... ؟
هو نص... ؟
هو سرد نثري
يجعل القراءة كتابة بعين متأملة؛
لما هو خاص ،فيغدو شأنا عاما قابلا للنقاش، في سياق تاريخي يتميز بسلطة ذكورية، تمارس الرقابة الذاتية ،خوفا من تهمة الفساد العاطفي، خارج مؤسسة تعترف وحدها بالحب، رغم أنها في الحقيقة تقص أجنحته، وفي أجوائها الساخنة بالعنف يتبخر...
لهذا نلجأ الى السرية، ليس تهربا من الذات، بل حماية للآخر ،الذي يعتبر التجربة حقا خاصا لا ملكا عاما، حتى على مستوى الإفصاح عنه .
أنا أكتبه هو يتكتم وأحترم الشعور، لأني أدرك طبيعة اللاوعي الخفي؛ في جمعيته وقَبَليَّته وعروبته، ينتشي في السرية؛ ويتظاهر بالزهد في العلنية؛ مرض الكساح أصاب الحب العربي .
وماالقصيدة سوى تعويض لغوي عن إضطهاد تاريخي للحب كقيمة إنسانية، لاشأن للهوية أو للجغرافيا، أو للإثنيات أو للطبقية بها...
تلك خروقات لميثاق نحتاج توثيقه عالميا، دفاعا عن الحق في الحب... ربحنا معركته أو خسرنا الحرب .
وغالبا ما نخسر نحن النساء الحرب؛
لا المعركة ،لأن موازين القوى ليست في صالحنا...
تلك أزمة بنيوية تختزل المشاعر في التناسل والتفريخ، داخل مؤسسة الزواج، كي لانسقط في هوية اللقطاء..
لكن الحب العربي لقيط فعلا؛ لأنه لايشبه أباه ولا أمّه، غالبا ماتكون المعركة غير متكافئة، والرابح الأكبر، هو العقل الذكوري الذي يكبلنا رجالا ونساء ...
هو ذا ما يجعل قضية الحب في تقديري، تتحول من شأن خاص إلى شأن عام .
أسال المهتمين بمسألة الحب، وهي قضية مصيرية، لها أبعاد متعددة ومعقدة:
لماذا لم يكن لنا في الثقافة العربية إرسالية حب... ؟
بعبارة أبسط من يخبرني عن إسم ملاك الحب... ؟
لنا أسماء الموت عزرائيل ولنا أسماء القبر نكير ومنكر .
لنا أسماء عدة فمن يخبرني عن إسم ملاك الحب في الإرسالية الدينية؟
هل تعرفون...؟
لماذا الأمر معقد ولماذا نصادف ضحايا الحب في السرية لا العلنية، عكس الثقافة الغربية...؟
وضوح في العلن عن بدايات ونهايات الحب،وعلنية لاخجل منها
الحب عندهم نهار مشرق،
والحب عندنا ليل مظلم،
وكأننا نرتكب جريمة ضد النسق العام.
تلك مشكلتي من خلال تجربة شخصية، تحولت قضية تفكير ونقاش .
أشكرك بعمق الحب فأنا أعلن دائما أني أحب...
كلمة لايرددها الكثيرون لأن الحب معاق ولأن الحبيب ينظقها سرا؛
لا علنا،
خوفا على خدش الحياء العام، نطقا فقط...
فما بالنا لو انتقلنا الى مجال تفعيل النطق عملا...؟
تقوم القيامة؛ تصدر الفتاوى؛ نُجرّم ونُعَهَّر؛ خاصة النساء تكون الحملة ضدهن شرسة، وما جرائم الشرف سوى دليل قاطع على سوء التعاطي مع إشكالية الحب؛ نحن الغريبات عن الحب؛ رغم أنه أجمل قيم الوجود... أنحني لقراءتك حبا...

سَقَطَ سَهْواً ...قَلْبِي...
الأحد 27 / 05 / 2018

1/
وأنْتَ تقفُ بيْنِي وبيْنكَ
كيْفَ أُمْسكُ جسدِي
وهوَ يهْربُ منِّي
ولمْ يُكوِّنْ بعْدُ جمْلتَهُ الْمفيدةُ
فِي الْحبِّ...؟

2/
هلْ أتذكّرُ إسْمَكَ
وأنْتَ تتسرّبُ منْ أصابعِي
كَلائحةٍ أغْفلَتْ أحدَ الْأسْماءِ...
تَهَرُّباً منَ الضّريبةِ
علَى فائضِ الْحبِّ...؟

3/
بيْنِي وبيْنكَ
أوّلُ السّطْرِ وآخرُهُ
فكيْفَ أنْصبُ الْمفْعولَ بهِ
والْفاعلُ ضميرٌ مسْتترٌ
فِي محلِّ رفْعٍ
لَا ينْحنِي...
ولمْ يجْزمْ بعْدُ
موْعدَهُ...؟

4/
الْمجْهولُ مكْنسةٌ
تضْربُ الزّمنَ فِي الْفراغِ
والزّمنُ منْفضةٌ
تذْرُو الْأرْقامَ فِي الرّيحِ...
تجْعلُ الْفعْلَ قيْدَ نفْيٍ
منِّي ومنْكَ...
فكيْفَ أُخْبرُهُ
أنَّ الْقاعدةَ مُحْتَالَةٌ
و أنَّنِي وقعْتُ فِي الْفَخِّ...؟

5/
كلُّ الطّيورِ فِي الرّيحِ
لَاتقعُ علَى أشْكالِهَا
وطائرُكَ أوْقعَ بِي
رغْمَ أنِّي عَلَّمْتُ الرّيحَ
ألَّا تطيرَ دونِي...
الْعشُّ خالٍ منْ صوْتِ الْمعْنَى
والشّجرةُ تُدرّبُ الْغصْنَ
ألاَّ يفْقدَ توازنَهُ
ولَا وزْنَهُ...
فكيْفَ عَلِقَ الْعصْفورُ
وفقسَ بيْضةً
دونَ حبٍّ...؟

6/
أنْتَ أيُّهَا الْحبُّ !
مَا لِأصابعِكٌ تلْعقُ الْآيْسْ كْرِيمْ
وشفاهِي حُمُوضَةُ منْتصفِ اللّيْلِ...؟

7/
كلُّ موْعدٍ بيْنَ الصّمْتِ والصّوْتِ
محْضُ صُدْفَةٍ
وليْسَتْ كلُّ الصّدفِ أحْسنَ الْمواعيدِ...
الصّمْتُ صدْفةٌ
الصّمْتُ موْعدٌ
يُرَتِّقُ الْوقْتَ بِالشّوْقِ...

8/
الشّوْقُ
رِيعُ الْحبِّ
يُبَدِّدُ الْقلْبَ فِي الْفراغِ...
الشّوْقُ طفْلةٌ
تعانقُ الْبياضاتِ
لِتؤلّفَ جمْلةً محْذوفةً...

9/
تُرْسلُ إسْمِي فِي بريدِ الْمرْجوعاتِ...
سقطَ الْعنْوانُ
سهْواً...
سقطَ الْقلْبُ
عمْداً...
سقطَ قلْبِي
عفْواً...
فهلْ لِلْبريدِ الْإلكْتْرونِيِّ رقْمٌ سرّيٌّ
يسْتعيدُ حسابَنَا الْقديمَ...؟



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي ...
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -ضجيجُ الطّباشيرِ ...
- قراءة نقدية..
- قَلَقُ الْوَقْتِ...
- رَقْصَةُ السَّلَمُونِ...
- نُكْتَةُ الْقَرْنِ...
- سَاعَةُ الْقَلْبِ...
- أَسْرَارُ السَّمَاءِ...
- لَحَظَاتُ الْعَبَثِ...
- الْمَوْتُ مَسَاحَةٌ شِعْرِيَّةٌ...
- لَيْسَ عَوْرَةً صَوْتُكِ...
- الْمَكَانُ وَالشِّعْرُ...
- مَمْنُوعٌ السُّؤَالُ...
- تَرْتِيلَةٌ مُجَنَّحَةٌ...
- لَيْلٌ بِأَلْوَانِ الطَّيْفِ...
- سُلُوكٌ غَرِيبٌ...
- سَفَرٌ غَرِيبٌ...
- فِنْجَانُ عِشْقٍ...
- وَتَمُوتُ الْعَصَافِيرُ تِبَاعاً...
- تَحَدِّيَاتُ امْرَأَةٍ...


المزيد.....




- تفاعل مع حفل إليسا في -أعياد بيروت- وانقسام في الآراء حول أس ...
- وفاة نجم كوميدي أمريكي بعد سلسلة من الأمراض القصيرة
- ممثلة إسرائيلية تروي تفاصيل مشاهداتها لهجوم الحوثيين على تل ...
- نيكول كيدمان تتخلى عن الجدية في فيلم -مسألة عائلية-
- غنى لـ3 ساعات.. لطفي بوشناق يفتتح مهرجان قرطاج بعرض يحتفي بم ...
- تجليات الأزمة في مناهج التعليم الشرعي بالواقع المعاصر
- أسماؤنا.. بين توخّي المعاني وفوضى النطق
- هاني جوهرية.. فنان مقدسي قاوم الاحتلال بالسينما
- فنان مصري شهير يشير إلى -مخطط الصهيونية- في تلميع -التافهين- ...
- مصر.. نقيب المهن التمثيلية يطلق تصريحا بعد إخلاء النيابة سبي ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة انطباعية في نص فاطمة شاوتي -سَقَطَ سَهْواً قَلْبِي-ل khadija garboub