حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 14:29
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يقول أنيس منصور في إحدى جمله المشهورة: “كلما عرفنا الإنسان، ازددنا حباً للكلاب”!
وهو على حق، فالولاء غير المشروط للكلاب تجاه البشر، والذكاء الملحوظ لهذه المخلوقات وقدراتها الحسية المتميزة، وما يربطها بنا عاطفياً نحن البشر تبدو مثيرة للدهشة.
تفيد إحدى النظريات إلى أن أسلاف الكلاب قبل ما لا يقل عن 14 ألف سنة كانت تتجمع حول المواقع التي يرمي فيها البشر نفاياتهم وقد حصل ترويضها بالتدريج حتى صارت ترافق الانسان في رحلات الصيد.
ولكن بفضل التقدم العلمي الحالي تم تحديد المرحلة التي تحولت فيها الجينة التي تتحكم "بمتلازمة وليامز" لدى الكلاب، أي أن الكلاب كما الأشخاص المصابين بمتلازمة وليامز يشعرون برغبة كبيرة بإقامة علاقات وثيقة وشخصية والحب المتبادل.
ويظهر اكتشاف آخر حدث في الفترة الأخيرة أن الهرمون المسؤول عن الثقة والتعاطف لدى البشر أي "الاكسيتوسين" له دور أيضاً في العلاقة بين الكلب وصاحب، فعندما يتبادل الشخص والكلب النظرات يرتفع مستوى الاكسيتوسين بشكل كبير على ما جاء في أعمال اجراها تايكفومي كيكوسوي في جامعة أزابو في اليابان. وهذا ما يحصل في النظرات بين الأم وطفلها.
كما يمكن ملاحظة نفس الزيادة في الأوكسيتوسين عند تلاقي نظرات الأمهات مع أطفالهن الرضع أو تلاقي نظرات الأحبة والعشاق، وبهذا الشكل يمكن عموما فهم العلاقة الخاصة بين الإنسان والكلب.
وهناك دراسات عديدة خرجت من معهد العلوم الحيوية التابع لجامعة لينكولن فى بريطانية توصلت إلى أن الكلب يدرك جيدًا مشاعر صاحبه، فلو كنتم تعانون من حالة حزن مثلاً يفهم كلبكم ذلك حتى لو كنتم تبتسمون، وإذا كنتم سعداء يفهم ذلك أيضًا، العمل على هذه الدراسة اعتمد على شهادات لعدد كبير من أشخاص يمتلكون كلابًا.
في النهاية تبدو علاقة الكلب وصاحبه من العلاقات التى تتطلب دراسات وتفسيرات لحقيقة تلك العلاقة الخاصة، فمشاعر الخوف والحب والولاء التى نراها فى عيون الكلاب لصاحبها تستحق البحث عن حقيقة ذلك الأمر، بل وتستحق منا زيارة مكان سياحى يتوافد عليه آلاف السياح في اليابان لأخذ صورة تذكارية مع تمثال الكلب "هاتشي" الذي انتظر صاحبه أمام باب محطة القطار لمدة 10 سنوات من وفاته!
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟