أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !














المزيد.....

زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 06:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابعنا بامتعاض زيارة رئيس اقليم كردستان العراق السابق و (الفعلي إلى الأبد ) السيد مسعود البارزاني لبغداد بعد سبع سنوات من الجفاء، إثر فشل استفتاء الانفصال 2017، ولقاءاته المستعجلة بكل الاطراف السياسية المتنفذة والتي لها اليد الطولى في الحكم والسلطة حتى مع التي نعتته بأبشع النعوت وقصفت أربيل عاصمة الإقليم ومقره في سرة رش، لتبليغ رسالة التهديد الامريكية، ولم يكلف نفسه زيارة أي جهة من القوى الديمقراطية وبالخصوص الحزب الشيوعي العراقي الذين قاتل رفاقه - من كل الطيف العراقي - النظام البائد معه كتفاً إلى كتف، ودائماً كانوا مع معاناة الشعب الكردي من جور الدكتاتوريات، قولاً وفعلاً. وكانوا أصدق حلفاءه وتعرضوا لتقلبات مزاجاته ونتائج تغير رياح أشرعته !
ولا أظن أنه وضعهم والقوى الديمقراطية بالصورة, على الأقل, ولو حتى بشكل غير مباشر.

تجاهل هذا التاريخ المشترك والتنكر لذكرى ثورة 14 تموز 1958 المجيدة بإلغاء العطلة هو قطع مع كل ما هو وطني وديمقراطي، لإرضاء حلفاءه والالتحاق بركبهم وتشبث بالمحاصصة.

قد لا يعير سيادته لهذه القوى اهمية لانها خارج السلطة، لكونها معارضة مبدئية وثابتة لنهج المحاصصة الذي ينغمس به ويمارسه بشغف حد استنساخه في حكومة ودوائر الإقليم… ولكنها تبقى أحزاباً وقوى لها برامجها و نضالاتها وتضحياتها، ولها رصيدها الشعبي.

في حقيقة الأمر أن ذلك ليس بالجديد لديه ولكن الأمر اختلف مع ما حملته زيارته الأخيرة من أهمية خاصة لكل العراقيين، لما تضمنته رسالة التهديد الأمريكية التي قيل عنها انها صارمة وحازمة لمعاقبة أحزاب السلطة الحاكمة… وبحكم التجربة فإن تنفيذ التهديد أمريكياً، قد يزيح هماً من هموم العراقيين لكنه، بنفس الوقت، سيكون فادحاً للشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية من جانبٍ آخر وله عواقب مؤلمة... ولنا في تجربة الحصار الدولي الجائر بعد حرب الكويت، عِبرة ! تضرر منه شعبنا ولم يُنجه من مخالب وأنياب الدكتاتور والذي كان من مخرجاته السنوات الواحدة والعشرين العجاف التي تلته.

لهذا فإنه جاء لإبلاغ أطراف السلطة المتحاصصة بالخطر الداهم والقرار الذي أُقر ممن جاء بهم للسلطة والذي ضاق ذرعاً من تنكرهم لمعروفه…
وسيادته، في حقيقة الأمر، جاء منقذاً لهم، محذراُ من خطط الأمريكان لترتيب الأمور بما يروق لهم, هذه المرة, وتنصيب من هو قادر على تحقيق أهدافهم في المنطقة، بيد أن ذلك قد لا يتوافق، كلياً، مع طموحاته كشريك أصيل وضلع ثالث في مثلث المحاصصة … فما توفره المحاصصة من منافع وامتيازات أجزل وأكبر من حكومة ينصّبها الأمريكان، لأنها ستفرض، بالتأكيد، منطق الدولة والقانون والخروج من فوضى دولة اللا قانون الحالية وتعدد الرؤوس التي تستفيد منها كل الجهات المشاركة، حالياً، في التحاصص.

الزيارة كشفت من جانب آخر، أن ثلاثي المحاصصة أكثر تماسكاً مما يبدو عليه وان حديث المصالح أعلى من زعيق خلافهم الذي تسوقه وسائل إعلامهم !

قد يقول قائلهم إن الادعاء عن هدف زيارة البارزاني إلى العاصمة هو إبلاغ رسالة بمضمون تهديدي، مجرد تخمينات وتوقعات وهلاوس، وان ما جرى محادثات بشأن الخلافات والمشاكل العالقة بين المركز والاقليم. وهنا لا بد وان نقف ونمحص الأمور : فالرجل برغم وزنه السياسي فإن كبرياءه الذي منعته من زيارة العاصمة لسنين طويلة قد تلاشت فجأة وبسرعة، اضافة أنه لا يحمل صفة رسمية تؤهله للتفاوض رغم الوشائج والروابط الشخصية القديمة التي تربطه بأحزاب السلطة الإسلامية، لا سيما وان رئيس الإقليم رسمياً السيد نيجيرفان البارزاني ابن أخيه يقوم بزيارات مكوكية للعاصمة ويلتقي بقادة الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم.

يمكن الاستنتاج، أن الزيارة لم تكن لترميم العلاقات وإعادة المياه إلى مجاريها، رغم مظاهر الاستقبال والاحتفاء، لأنها خاطفة، ولا يُعقل أن تحل الإشكالات والخلافات المستعصية هكذا بسرعة بعد سنين من الصراعات.

وإذا كانت توقعات وتخمينات المراقبين السياسيين، غير صحيحة ومجانبة للحقيقة، كما يمكن أن يدّعوا، فإن ذلك بسبب حجبهم الحقائق عن الشعب وغياب الشفافية وعدم مكاشفة الشعب بما يُطبخ، ذلك كله يفتح أبواب التأويل والتخمين والتكهن، على مصراعيها !

وما على الناس، عندها، الا الضحك هستيرياً مما يدور او البكاء غيظاً مما يجري !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيتمار بن غفير - فاشي من هذا الزمان !
- بقي بايدن… عاد ترامب - يك* حساب !
- العالم على كف عفريت !
- من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !
- هل أمسك نتنياهو بخيط الضوء الذي في آخر النفق ؟
- العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!
- بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - زيارة مسعود البارزاني لبغداد - غموض… تعتيم… جحود !