أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - يسمونها الديمقراطية وهي ليست كذلك















المزيد.....

يسمونها الديمقراطية وهي ليست كذلك


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتصاعد هذه الأيام ضجيج إعلامي واسع النطاق، اثر الاستعدادات لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية نهاية هذا العام، بين بايدن وترامب بين ممثليّ الحزبين الوحيدين في أمريكا، الديمقراطي والجمهوري. وانتخابات البرلمان الأوروبي لتشكيلة المفوضية الأوروبية لمدة خمس سنوات جديدة والتي انتهت بتحقيق اليمين المتطرف مكاسب كبيرة في هذا الانتخابات. الانتخابات البريطانية بين الحزبين الرئيسيين، المحافظين والعمال لإدارة الحكومة البريطانية، والتي جاءت نتيجتها بفوز حزب العمال وتسلم رئيسه كير ستارمر رئاسة الوزراء من سلفه عن حزب المحافظين ريشي سوناك،
احتل هذا الضجيج مقدمة جميع الأنشطة الإعلامية على الساحة الدولية وفي الخصوص لدى الإعلام الغربي، المنهمك بتصوير هذا الأمر وكأن جميع الأزمات التي تعصف بالعالم، مرهونة بنتائج هذه الانتخابات او إن هذه الانتخابات هي المحرك الوحيد الذي يدير العالم ويحل معضلاته.
في أمريكا سوف تجري الانتخابات بداية شهر نوفمبر القادم بين العجوز بايدن على الأرجح، أو غيره فيما إذا اختار الحزب الديمقراطي شخصية بديلة عنه بسبب سوء أدائه في المناظرة الأخيرة مع ترامب، وبين خصمه المتحمس للرئاسة دونالد ترامب، الذي يحدوه شعورٌ طاغٍ بالنصر، لما يتلقاه من تأييد من أطياف شعبية واسعة بما فيها نسبة من الطبقة العاملة، ومن المسرحين من العمل، استجابة لدعواته المتواصلة بجعل أمريكا أكثر عظمة وأكثر ازدهار.
وسواءً فاز أي من المرشحين الأمريكيين، كما انتهت من قبل نتائج الانتخابات الأوروبية والبريطانية، لم يتغير شيء في جوهر النظام فإن نموذج الحكم هو نفسه، سلطة الطبقة الرأسمالية التي تحكم وتدير مصالحها الطبقية عبر ما يسمى بالنظام الديمقراطي في تداول السلطة، وحقيقة هذه الديمقراطية ما هي إلا ألوان متعددة تصدر من نفس الموشور، أحزاب ومنظمات سياسية تعددت واحتدم الصراع بينها، ليست سوى، خدمةً لرأس المال.
وبعبارة أخرى، إنها إعادة إنتاج سلطة نفس الطبقة، من أجل الهيمنة على المجتمع والسيطرة على اقتصاده وتسييره وفق ما يتطلبه راهن الحال.
فمن البديهيات والحقائق التي لمستها الجماهير في معركتها الطويلة مع مستثمريهم، والتي باتت لا تحتاج إلى إقامة البراهين، هي العلاقة المباشرة لتبعية الدولة ومؤسساتها السياسية والاقتصادية؛ أي كامل البنية الفوقية التي تتربع عليها أسس العلاقات العامة في المجتمع الرأسمالي.
فالدولة، كما يرى كارل ماركس، تخدم مصالح الطبقة الاقتصادية المهيمنة بشكل مباشر. وعبر عن ذلك في عبارته الشهيرة في البيان الشيوعي باعتبار: "السلطة التنفيذية في الدولة الحديثة ليست سوى لجنة تُدير الشؤون المشتركة لسائر الطبقة البرجوازية"، ويلخص ذلك أيضاً فردريك انجلز مختزلاً معنى الدولة قائلاً بأنها " أداة لاستثمار العمل المأجور من قبل راس المال".
ومن خلال تبعية الدولة ومؤسستها المالية والاعلامية والأجهزة القمعية المختلفة للطبقة الرأسمالية، تتمكن هذه الطبقة بواسطة هذه الأدوات أو الامتيازات، من خداع الجماهير العمالية وتضليلهم، أو إجبارهم على قبول الواقع الراهن كما حصل في انتخاب ملايين العمال في أمريكا لترامب في رئاسته السابقة واستعدادهم لانتخابه في الجولة القادمة، ليس لشيء سوى لتأمين العمل لهم كما يدعي، وهم بحاجة إليه لضمان معيشتهم، من ناحية، ومن ناحية أخرى لعدم وجود بديل أو فرصة لمرشح عمالي، يخدم مصلحة الطبقة العمالية وحل أزماتهم.
تجهد الرأسمالية في أن تظهر بأنها معبرة عن "مصلحة الشعب"، وهي تملك جميع وسائل الإنتاج الاجتماعية، ومن خلال خبرتها المديدة في السلطة وامتيازاتها قادرة بكل سهولة قادرة أن تحول الوعود الانتخابية العامة إلى مصلحتها الخاصة، وهذا هو فنها الخاص وموهبة شخصياتها في جعل السياسة العامة متناسبة مع أهداف الملاكين والصناعيين الرأسماليين الخاصة.
في كل حملة انتخابية للديمقراطيات البرجوازية، تنطلق جملة من الوعود والشعارات الرنانة، تدعو للمساواة والحريات وحقوق الإنسان...الخ، وفي النتيجة تعود الأمور كما كانت في السابق ولم يتغير شيء يستحق الذكر لمصلحة جماهير الشعب الكادحة والمحرومة، ويظهر البهتان واضحاً وضوح النهار.

والديمقراطية مهما حاول منظرو الرأسمالية وضع تعاريف لها، وانفاق الوقت والجهد، لإظهارها كوسيلة ذات منفعة عامة؛ لكن الواقع يظهرها خلاف ذلك، على سبيل المثل هل استمعت الحكومات الغربية التي تتباهى بأنظمتها الديمقراطية، لنداءات وشكوى العمال والجماهير الكادحة من عدد لا يحصى من التظاهرات، كما حصل في فرنسا حيث خرج بين مليونين إلى ثلاث ملايين فرنسي عام 2023 وهذا العام أيضاً، يشكون من الغلاء المعيشي وتعديل قانون التقاعد، ومن قبلهم أصحاب السترات الصفر على ارتفاع اسعار الوقود، ونسبة الضرائب. واحتجاجات المزارعين فيما عرف بأصحاب الجرارات في المانيا بداية هذا العام، والاضرابات واسعة النطاق في بريطانيا، لتصحيح سلم الرواتب وغلاء المعيشة، وموجة الاحتجاجات شملت جميع دول أوروبا بعد أحداث أوكرانيا، بسبب التقشف ودعم الحرب في أوكرانيا، التي أضرت كثيراً باقتصادات الدول الغربية، وتدني مستوى معيشة الجماهير العمالية. وهل أفلحت التظاهرات التي عمت مئات المدن الأوروبية والأمريكية والكندية، من وقف دعم ماكنة القتل الإسرائيلية؟؟
إن الشعب غير موجود في البرلمانات، وما موجود هناك هم نخب برجوازية تحرس النظام الرأسمالي ومصالحه، بأي ثمن كان.
والديمقراطية الحقيقية التي عبر عنها ماركس بأنها" حركة الغالبية العظمى لصالح الغالبية العظمى"، لم تتحقق حتى الآن، ولا تتحقق إلا بالنضال الجماعي والموحد للطبقات الكادحة والمحرومة. والطبقة العاملة لا يمكن أن تفوز إلا عندما تنظم وتقود جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية المقهورة، في نضال ثوري عنيد بهدف إعادة بناء المجتمع، بما ينسجم مع مطالب المجتمع وتطلعاته، وذلك بتحطيم آلة الدولة البرجوازية، وديمقراطيتها الخادعة.
العنوان مستعار من موقع / https://prtarg.com.ar/2017/12/26/superganancias-y-democracia-mentirosa/lo-llaman-democracia-y-no-lo-es/



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة من يتحمل ويشعر بمأساتها؟
- مذكرات سجين سياسي في العراق ( في سجن الاحكام الخاصة)
- الحق في السكن، علينا أن نسترده
- مداولة...بشأن الغاز والمخدرات وحقول القمح.
- الحجاب بين نظام خامنئي، وجماهير إيران!!
- الغرب و-الإنسان-، ومنْ هو ضحية هذه الكذبة؟
- إنهم يسرقون حتى الفرح
- الاضرابات العمالية في أوربا، إلى أين؟
- لطالما الصراع الطبقي والعامل موجود، يبقى العداء للشيوعية! (ح ...
- عالم أفضل ممكن.
- ما وراء العنف في أمريكا!!
- الناتج الاجمالي المحلي، كذبة لا نصدقها.
- أزمة مصر في نظر السيسي.
- لماذا ينتحر (العشرينيون) في الناصرية؟
- عن سنوات الصراع الطبقي في السودان.
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية. لنتطرق إلى شيء من معان ...
- لعبة نكز الخواصر بين إيران وإسرائيل، إلى أين؟
- -تغيير العالم- بين مفهومين.
- خدمة أي علم وصندوق أي أجيال؟!!
- عندما يكون الفساد إبادة جماعية!!


المزيد.....




- زيلينسكي يوافق على استراتيجية الأمن البحري لأوكرانيا
- رياح معاكسة تهب على كييف.. إشارة زيلينسكي الغريبة -خدعة- أم ...
- الأردن: قصف إسرائيل لمراكز الإيواء و-المناطق الآمنة- دليل جد ...
- غالانت: قرار الانتقال لحرب مع لبنان يمكن أن يأتي في أي لحظة ...
- -ستكون مدمرة للشرق الأوسط برمته وستطال شظاياها أوروبا-.. وزي ...
- لافروف: واشنطن شريكة بحربي غزة وأوكرانيا
- الإفراج عن الصحفي عماد أبو عواد ونادي الأسير يستعرض أبرز معط ...
- موقع عبري: الجيش الإسرائيلي قدم لواشنطن خطط المناورة البرية ...
- محللون: ترامب سيتخلى عن الحلفاء باستثناء إسرائيل
- سباق المعادن الخليجي


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - يسمونها الديمقراطية وهي ليست كذلك