|
فكرة الله الكوميدية
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 02:11
المحور:
القضية الفلسطينية
إنها قضية القضايا المصيرية التى أعمت ويومياً تصيب بالعمى كل مؤمن لا لشئ إلا لأنه لا يرى الله لكنه يخاف منه، وهذه مصيبة المصائب الإنسانية، التى من أجلها يقوم هذا المؤمن بأفكاره العمياء التى يستحيل بعقله أن يرى ما لا وجود له بمحاربة الهواء وقتل البشر وسفك دماء الأبرياء لمجرد فكرة عمياء أحالت حياة المجتمع الإنسانى إلى كوميديا سوداء تنغص عليه حياته، بدلاً من أن يكون هذا الإله رسالة سلام ورحمة وحب تنقلب حياة البشر بفعل فكرة الله إلى نقمة ينتقمها البشر من بعضهم البعض لأنه بعبارة بسيطة لا يرى ولا يسمع أحداً ونفس القول ينطبق على البشر الذين لم يروه ولم يسمعوه ولم يتكلموا معه، بل كله كلام فى كلام تناقلوه عبر الأجيال سماعياً شفوياً عن هذا الإله الذين يتصارعون من أجله!!
قد نقول إن تصديق هذا الكلام كان صالحاً ومستساغاً يوم كانت البشرية فى عهود ظلامها وحياتها البدوية الصحراوية ويعيشون فى الخيام ويأكلون ويشربون لحوم الحيوانات وألبانها، كان هذا منطقياً ولا يعيبهم على تصرفاتهم هذه أحداً إذا عبدوا وثناً أو صنماً أو كوكباً فى السماء مثل الشمس والقمر، كانت حياتهم على الفطرة التى تغذيها الأساطير وليست لديهم ثقافة ولا حضارة إلا الشعوب التى تمتعت بالفعل بالعقل والإبداع مثل المصريين والسومريين والبابليين والأشوريين وغيرهم، وكل ما دونوه على آثارهم قامت الأديان بنسخه وتحسينه ليتوافق مع معتقداتهم الجديدة، وهكذا نشأت الأديان صاحبة الكوميديا السوداء، لأنها لم تصنع حضارة ولا علوم ولا أخلاق، بل حولت المؤمنين بها إلى وحوش جائعة للحوم المخالف لها، وحوش ظمأنة لسفك دماء الرافض لعبادة إله مستحيل أن يراه بشر أو أن يرسل ملاك بكتب عبثية وحكايات متكررة كل دين ينسخ قصص ما قبله ليثبت أن يعبد نفس الإله لكن دينه هو الدين السليم ويا سبحانك يا كريم على عقول الظالمين المحرومين من النساء وينتظرون نصيبهم يوم الدين آمين يا رب العالمين!!
البشر أخترعوا المورفين لتخدير أعضاء أجسامهم لكنهم أيضاً أخترعوا مورفين أشد فتكاً بعقولهم وأسموه إلهاً وأسسوا له الأديان، المورفين يشاهدونه ويضعونه فى الحقنة بمقادير محسوبة وإلا سيكون خطراً على المريض لكن أصحاب السموم الغيبية يطلبون من المؤمن بهم بلا أدنى مسؤلية أو خوفاً على حياتهم أن يرمون بأنفسهم فى ساحة التهلكة ساحة القتال والصراعات الغيبية التى لا منطق لها، نعم يموتون موت لا معنى له، وهل سيدفع رجال الدين أرواحهم أو أرواح أبناءهم فداء للمؤمنين؟ حاشا أن يفعلوا ذلك بل يضحون بأرواح المتخلفين عقلياً الجهلاء الذين تعلموا أن التواكل هو من مميزات من يمتلك عقلاً يهديه إلى طريق الجنة!!
فكرة الله يتم تفعيلها بقوة فى المجتمع المصرى بمليارات الدولارات المعروف بغيرته الدينية المتغلغلة فى نفوسهم من عصور ماضية، وتناسوا أن مجتمعاتهم أصيبت فى مقتل وثقافتها الحضارية أختفت وحلت محلها ثقافة الوهابية البدوية، ويزداد التخلف والجهل بينما تزداد أعداد من يتركون فكرة الله الدينية بعد أن أقتنعوا ورأوا الكثير من الشواهد أن إله الأديان لا يسمع ولا يرى كوارث تابعيه بل ينتصر لأعداءهم الكافرون، إنها معضلة الإيمان فى الاديان الإبراهيمية التى تعيش ظلام الحياة مع الله وعدم أستجابته لآلامها رغم أنه لو كان يرى طوابير الشاحنات التى تنقل مساعدات الإغاثة لما أحتاج إلى رفع الدعوات والتى يحتاج إليها المئات والآلاف من الجرحى والذين يموتون جوعاً بينما الجميع يتساءل: من هم الأعداء؟ أعداء الله أم أعداء العرب؟ ولمن يجب أن ينتصر الله لو كان يعلم ويسمع ويشاهد؟؟؟
هل الله يقف يتفرج على غارات الأعداء الصهاينة وكم من البشر يقتلون؟؟ هل فكرة الله فكرة محايدة وكأنه غير موجود يترك المؤمنين به وأعداءه وأعداءهم يفعلون ببعضهم ما يريدون؟؟ هل ينتظر الله أن يشاهد هذه الكوميديا السوداء عدد أكبر من البشر حتى يؤمنوا أو يكفروا به؟؟ كوميديا سفك الدماء يشاهدونها بالملايين مجاناً ويومياً ولا يحتاجون ترك مقاعدهم الوثيرة فى بيوتهم، بل وسائل الأتصال والإعلام المحلى والعالمى تنقل لهم الصور والفيديوهات الحية فى بث مباشر ليتمتعوا بها أو يلعنوا من؟ البشر من مؤمنين وكافرين والمؤسسات العالمية الجميع كما يقول المثل المصرى: أذن من طين وأذن من عجين، الشعوب على الأرض لا تستطيع فعل شئ أمام جيش صغير، وفى السماء الله الجميع فى أنتظاره ليفعل شيئاً، لماذا كل هذا الأنتظار؟؟ هل يخاف المخاطرة أم يحتاج تدريب ملائكته على القتال والحروب الهجومية التى يقوم بها الإسرائيليين؟ أنا لا أعلم، لكن هل الله يعلم كما يقولون أتباعه؟؟
هل أكتشفتم الآن من هو صاحب هذه الكوميديا السوداء؟؟ لا تخطئوا فى الأسماء ولا تخلطوا بين كوميديا شكسبير الأرض وبين كوميديا السماء الوهمية الخداعة والمضللة والتى تتلاعب بأحاسيسك ومشاعرك لتسقط فى عشق وعود مكتوبة من قبل فى أساطير كل الشعوب الأرض قبل ظهور فكرة الله وأديانه السماوية، يكفيكم أن تتعلموا قراءة التاريخ الحقيقى وليس تاريخ العرب المزيف!!
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وكالة نجاسة التخلف العربى
-
وكالة ناسا ونجاسا ما الفرق؟
-
حكومة ورثة علماء الفراعنة
-
حكومة رئاسية فاشلة قبل أن تبدأ
-
عنصرية الله يا أهل ذمم الأديان
-
وين الخجل العربى وين؟ وين الملايين؟
-
أهل الذمة وضلال الله
-
أهل الذمة جريمة المسلمين
-
إبراهيم عيسى وأهل الإيمان والذمة
-
جريمة المسلمين مع أهل الذمة
-
الله يتآمر ضد غزة وتكوين
-
تدمير غزة لتحيا حماس
-
محبة الكراهية فضيلة إلهية
-
المعتقدات وتضليل العقول
-
زلزال إله الأديان
-
أستنزاف الإنسان المصرى
-
أزمة الإنسان العربى
-
بسنت حميدة ضد وحوش الدين
-
شهود يهوه وتهمة الصهيونية
-
نهاية العالم لماذا؟
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|