أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - الدم لا يتكلم















المزيد.....

الدم لا يتكلم


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


لمحت هذه الرواية على رف من رفوف أحد الأجنحة في معرض عمان الدولي للكتاب، وكان للمؤلف جاذبية خاصة أضاف إليها عنوان الرواية من الفضول ما ساهم في الحسم بإضافة الكتاب إلى قائمة المشتريات، أما العنوان فهو الموسوم أعلاه، ولعل فيه من الدلالات ما يغني عن الكتابة عن مدى إثارته للفضول، وأما المؤلف فهو الشاعر والروائي التركي المناضل ناظم حكمت والنسخة التي بين يدي مترجمة إلى اللغة العربية من قبل د.أحمد مراد ومن إصدارات دار صفصافة للنشر في الجيزة بمصر
جاءت هذه الرواية في ثلاثة أقسام، وهي تتناول صورا من حياة الناس في استنبول بتركيا في الفترة الممتدة من بدايات القرن العشرين وحتى منتصف العقد الرابع منه، وتصف أحوال الحرفيين والطبقة العاملة ومعاناتها قبيل، وأثناء، وبعد الحرب العالمية الأولى. ولا تتوقف عند الأحداث اليومية التي يتناولها السرد، بل تغوص عميقا في الخلفيات الفكرية، والإنسانية، إضافة إلى ألأوضاع الإقتصادية والاجتماعية المرتبطة بهذا الحدث أو ذاك.
كان الأسطى نوري هو الشخصية المحورية في هذه الرواية، وهو متوسط التعليم منعه حادثٌ ذهب بإحدى عينيه من متابعة التعلُّم، ولكنه قاريء ومثقف، يؤمن بأهمية القراءة، بل يرى "أن القراءة والتعلم من أجل الحياة، وان يرى الانسان فائدة ما تعلمه في الحياة، وأنها ليس لمجرد الكلام". وفي الدائرة الأقرب من الأسطى نوري، والدته التي كان يعيش معها والتي باعت البيت لتؤمن له الورشة كمكان للعمل ومصدر للرزق، ثم زوجته "جوليزار"، وابنها من علاقة سابقة "عمر"، والذي أصبح ابنه بالتبني، ولم يكن لهما أولاد من زواجهما، ولم يرد في الرواية ما يشيرإلى التفكيربهذا الموضوع، ربما قصد المؤلف بهذا التركيزعلى علاقة الأسطى نوري بهذا الطفل والاهتمام بتفاصيل رعايته وتربيته له.
وكان في الدائرة الأوسع قليلا سكان الحي، والجيران، وأصحاب الورش المجاورة، والذين تراوحت علاقة الأسطى نوري بهم، بين صداقة استمرت مثل صداقته مع(سليم اللحاف) التي طالت حت ساعة وفاة سليم مصابا بالغرغرينا خلال الحرب، إلى خلاف تقلبت أحواله وتغيرت ظروفه من مرحلة إلى أخرى كخلافه مع (السيد نوري الموظف في الأوقاف، والأسطى علي الذي تحول بعد الحرب إلى السيد علي، وبات ينتمي إلى فئة طبقية مختلفة) عبرمجريات السرد، إلى آخرين تنوعت علاقته بهم فتور وسلبية، إلى تعامل رسمي مثل تعامله مع العمدة والشيخ. ولكن ما الذي أدخل كل هذه التغيرات والتصنيفات في علاقات الأسطى نوري بمن حوله؟ هذا ما سيتضح في فقرة لاحقة.
ثمة شخصان برزا في بداية الرواية؛ أحدهما ما لبث أن خرج من الرواية وكان هذا "الشيخ عبدالرحمن"، والآخر تكثف ظهوره في البداية ثم خف وتراجع، ولكنه ظل بين حضور وغياب، وهو شخصية مثير للجدل والتساؤل، حتى في اسمه، وهو "الأستاذ جمال الملحد " وسوف أعود إليهما لاحقا.
ماتبقى من دوائر التواصل مع الأسطى نوري هم زملاء العمل، بعضهم تطورت علاقته بهم إلى العمل السياسي كما كان الحال مع (سعيد) والذي عرفه إلى رفيقهم استويان البلغاري. أما أحمد "ذو اليد الواحدة" كما ورد اسمه في الرواية على امتداد السرد، فقد تحولت علاقته معه من صديق في المدرسة، إلى شريك في العمل،و شعر أحمد أن هذا التحول نوع من العطف فتسلل هاربا ليعود في دورعميل للسلطات التركية ما لبث أن أدركه وعي الأسطى نوري فبادر إلى طرده.
ورد في فقرة سابقة أنه في نقطة معينة طرأ الكثير من المتغيرات على علاقة الأسطى نوري بمن حوله، كان ذلك هو موقفه الحازم والقاطع تجاه ما شاع في الحي من تقولات ونميمة حول الفتاة المدعوة "جوليزار" فمن تكون هذه الفتاة؟
باختصار شديد عملت جوليزار في بيت إحدى الأسر الأرستقراطية، وكانت ضحية اعتداء جنسي من ابن هذه الأسرة المدعو"السيد سيفي" فطردت من القصر وأرسلت إلى قريبة لها تعيش في الحي الذي يسكن فيه الأسطى نوري، وكانت قريبتها هذه سيدة تتعامل بالربا، وتحتجز ما يعز على الناس من مقتنيات لتأمين عودة أموالها المقترضة. سكنت هذه الفتاة في بيت قريبتها، ولم تكن تلقى منها حسن المعامله، وكان تحرش الرجال بها وما يطلق عليها من أسماء وصفات، هو الجزء المكمل لصورة عيشها بعد طردها من القصر. ثم ما لبثت السيدة أن توفيت فهربت جوليزار من بيتها والتجأت إلى أم الأسطى نوري ثم أقنعتها أم الأسطى بالعيش في بيتهم، و عليه غادر الأسطى نوري البيت، ومضى للنوم في ورشته، إلى أن تعتاد جوليزار على المكان. ومن الجدير بالذكر أن الأسطى نوري بالاتفاق مع جوليزار رفض استلام أي جزء من تركة السيدة زبيدة قريبة جوليزار.
ولئن مارس الأسطى صورة من مسلكه في نهي الناس عن مضايقتها، صورة اتضحت في مستهل الرواية عندما نهى حسن الصبي الذي يعمل في ورشة الأسطى علي عن مضايقتها، إلا ان الموقف ما لبث أن تأزم في مواجهة مع رجال الحي، حيث تصدى لهم الأسطى نوري في المقهى، معلنا أن جوليزار ستكون زوجته، وأنه لن يسمح لأي كان بالإساءة لها، ودعا الشيخ أمام الجمع لعقد قرانه عليها وهذا ما كان. وكان هذا الموقف من الأسطى نوري هو المحرك لما تمت الإشارة إليه من المواقف في موقع سابق من هذه السطور. أما أمه فقد عارضت هذا الزواج في البداية ولكنها ما لبثت أن بدأت في التراجع بل ومضت علاقتها مع جوليزار تزداد قوة مع مرور الأيام بل وغلفتها محبة متبادلة. واكتمل بناء الأسرة التي أسسها الأسطى نوري بقدوم المولود الذي كانت تحمله جوليزار نتيجة للإعتداء الذي تعرضت له في القصر، وصل المولود وأسمياه "عمر"، ونمت علاقة الأسطى بالمولود من الحياد، إلى الخوف عليه عندما مرض طفلا رضيعا، إلى طربه بسماعه يناديه "بابا" فكان أن تبناه رسميا بداية لعلاقة قال فيها عمر عندما كبر "إن الأسطى نوري هو الذي أمدني بفكري وفؤادي وإنسانيتي". وقد تعلم عمر إلى أن تخرج في الجامعة محاميا. وجدير بالذكرأن عمرا واجه الحقيقة بثبات عندما عرف أن الأسطى والده بالتبني ورفض تغيير الواقع حتى بعد أن عرف ماهية الوضع الإجتماعي لوالده البيولوجي. وسوف يلاحظ القاريء بوضوح طبيعة العلاقة بين عمر ووالده البيولوجي في المشهد الأخير من هذه الرواية لا بل في السطر الأخير.
سبق أن أشرت إلى شخصين ميزت علاقة الأسطى نوري بهما طبيعة خاصة، وإن كانت مختلفة لكل منهما فالشيخ عبد الرحمن اقترب من الأسطى بتشجيع من أحد أصحاب المهن في الحي وهو(سليم اللحاف)، ومال إلى أحاديثه وطرب لها، حدا أبعده عن صديقه الأول "الأستاذ جمال" لفترة ما، ولكنه ما لبث أن اكتشف زيف ما يقول، وأنه محض سفسطة لاتفيد في تزويد الناس بما يحتاجون من المواد الأساسية مثل السكر والكاز،، لا سيما في ظروف الحرب، ولاتقيهم هذه السفسطة من الظلم ولغة المدافع والبنادق. وكانت هذه الأفكار بمثابة إعلان قطع العلاقة بعبد الرحمن. أما "جمال الملحد" وهو الذي اكتسب هذه التسمية بعد حوار له مع مدرس التربية الدينية في نفس المدرسة احيث كانا زميلين فيها، ثم اختلفا إزاء السماح للطلاب بلعب كرة القدم بالشورت، واحتد الجدل بينهما، وفي الوقت الذي اكتسب فيه هذه التسمية فقد عمله في أي من المدارس في البلاد، كان الأستاذ جمال بمثابة المدرس والموجه للأسطى نوري، زوده بكثير من الكتب، ناقشه حول كثير من الأفكار، اختلفا أحيانا ولكن العلاقة دامت بينهما حتى النهاية.
وكما تتلمذ على يد الأستاذ جمال، قام الأسطى نوري بدور المعلم تجاه زوجته "جوليزار"، لم يعلمها القراءة والكتابة فقط، بل علمها كيف تحيا، لتتحول من الفتاة الخجولة التي كانت تنادي زوجها "يا سيدي"، إلى زوجة واعية تقرأ الكتب لحماتها وابنها، ثم تطالب بالمشاركة في مسؤولية البيت بالعمل مع ما جره عليها ذلك من متاعب صحية نتيجة غبار التبغ الذي كانت تعمل فيه، كما طالبت بدورها في المسؤولية تجاه الوطن، من خلال المشاركة في العمل السياسي، فكان لها ذلك فأي نوع من بناء الإنسان ذلك الذي أنجزه الأسطى نوري، ولعله من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن استماع والدته لما يقرأ عليها من كتب قد أثر في شخصها الشيء الكثير وهي التي أعيت الأستاذ جمال في تساؤلها عن نفع القراءة وأهمية ذلك متساءلة " وماذا سيحدث عندما تفهم الدنيا أكثر؟ " ولم يجد لسؤالها جوابا.
هذه الأم تجيب بنفسها على سؤالها للأستاذ جمال فها هي تجادل حارس السجن عندما ذهبت تحاول زيارة ابنها، فمنعها من ذلك وطال بينهما الجدل لتقول له ساخرة "لعلي رأيتك في أحد الكتب!!!" تقصد إحدى الشخصيات التي سمعت عنها في ما تلي عليها من كتب، ليس هذا وحسب، فها هي تودع ابنها وهي تحتضر قائلة بعد تبليغه السلام لرفيقيه سعيد واستويان فتقول "إنكم لا تعتقدون في كل ما أعتقده لكنني آمنت بالكثير مما تؤمنون به"، ترى كم من الأمهات اعتنقن هذا النوع من الإيمان في أرجاء الدنيا، ثم أوصت أن يكون عمر محاميا، ولبى عمر النداء

وهذا هوعمرالمحامي يتهيأ لرفع قضية ضد من تسبب ببترساق والده بالتبني، ولم يكن هذا سوى والده البيولوجي "السيد سيفي" وبعد إخفاق وساطات عديدة من قبل السيد سيفي
لمنع هذا، وتفاصيل لاتتسع لها هذه السطور يأتي السيد سيفي إلى مكتب عمر، ويبدأ بينهما جدال ينتهي بتأكيد عمر على أن "الدم لا يتكلم"، كيف حدث هذا ؟ وماهي تفاصيل هذا الحوار؟ قضايا أترك للقارىء متعة اكتشافها.

وبعد فقد قدم الشاعر والكاتب المبدع ناظم حكمت من خلال هذه الرواية قراءة معمقة في المجتمع التركي، بطبقاته وخلافاتها، وأخلاقيات كل منها قبيل وأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى ما تعرضت له الطبقات الفقيرة من معاناة وفقر، إضافة إلى ما تجره الحروب من ويلات القتل والتشريد، ثم روح المذلة الناتجة عن الهزيمة.
كما قدم صورة جلية لأثر القراءة ثم الثقاقة والتثقيف في خلق الوعي بين فئات المجتمع، النساء والشباب، وحتى كبار السن "جوليزار وعمر وأم الأسطى"، وحتى الأسطى نفسه الذي قدم هذا المثال التربوي الإنساني الناصع والمشرف، والذي جعل من عمر شخصا مثقفا واعيا بقضاياه الطبقية مدافعا عنها إلى أبعد الحدود. فالأب الحقيقي هو من يتولى الرعاية والتنشئة إلى جانب الأم.



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الــمــولـــودة
- سوداد (هاوية الغزالة)
- قناع بِلَون السماء
- مذكرات القائد الشيوعي محمود الأطرش المغربي
- غالب هلسا: روح ناقدة بدأت بنقد الذات
- حمزة شحاتة: مِن أخلاق البيت إلى المدرسة إلى الزقاق.
- بندلي جــــوزي:رائد الاتجاه القومي الماركسي
- د.سيد القمني: من التقليد إلى التجديد في الفهم الديني
- صادق جلال العظم: المادية والتاريخ
- هادي العلوي: جدلية الفكر الديني
- طنطورية رضوى عاشور وهذا النداء للتوثيق
- أنا و الكتابة ، من ألف باء اللغة إلى بحر الكلمات
- فرح أنطون أحد رواد الفكر العلماني والديمقراطي
- شبــلي الشمــيل، رائـــد من أعــلام الفكـــر الــــعـــلمي ا ...
- أحــــــمــــد لــــــطــــفــــي الــــسيد – رائد الليبرالي ...
- سلامة موسى .... من رواد الفكر التنويري العربي
- أنت تشرق ....أنت تضيء
- محمد شحرور في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر
- محمد شحرور، حول الحاكمية في الفكر الإسلامي المعاصر
- الصادق النيهوم ورؤيته التحديثية في الدين


المزيد.....




- الادعاء الأمريكي يوجّه تهما لـ5 أشخاص في قضية وفاة نجم مسلسل ...
- مصر.. الفنانة شيرين عبد الوهاب ترد على محامي -روتانا- بشأن أ ...
- مصر.. قرار وزاري يكشف عن مصير -اللغة الأجنبية الثانية- في ال ...
- -استغلوا إدمانه-.. اتهام العديد من الأشخاص فيما يتعلق بوفاة ...
- فسيفساء رومانية نادرة تظهر بعد آلاف السنين في قلب إنكلترا
- حيوانات بانكسي تفاجئ لندن وتجذب الأنظار عن سر ظهورها المفاجئ ...
- شاهد أشهر الأفلام الوثائقية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك ع ...
- “ابنك هيطير من الفرحة” .. تردد قناة ماجد كيدز لمشاهدة الأفلا ...
- -الملحد-.. المخرج محمد العدل: -الفيلم جاهز للعرض.. والفكرة ح ...
- لطلاب الثانوية العامة.. مؤشرات تنسيق المعاهد الفنية للتمريض. ...


المزيد.....

- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - الدم لا يتكلم