أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - يموت الموت وغزة لاتموت














المزيد.....

يموت الموت وغزة لاتموت


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8040 - 2024 / 7 / 16 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالت احدى الغزاويات النبيلات وهي تعلق في الفيسبوك على صورة أطباء من غزة يعقدون امتحان “البورد” لطلبة الطب رغم استمرار الحرب والنزوح وانهيار المنظومة الصحية :
غزة العظيمة
غزة الدنيا كلها
بيموت الموت وغزة ما بتموت

صحيح فغزة هي كما قال محمود درويش :
ليست غزة أجمل المدن ..
ليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض .
وليست غزة أغنى المدن ..
وليست أرقى المدن وليست أکبر المدن. ولکنها تعادل تاريخ أمة. لأنها أشد قبحاً في عيون الأعداء، وفقراً وبؤساً وشراسة. لأنها أشدنا قدرة على تعکير مزاج العدو وراحته، لأنها کابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها کذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأکثرنا جدارة بالحب.

وغزة ليست المدينة فقط بل كل القطاع لا بل كل فلسطين .قدمت غزة حتى الآن مايزيد عن 38 الف شهيد و189 الف جريح حسب الارقام الرسمية ، لكن الاعداد اكثر ففي الظروف الحالية الارقام الرسمية ليست دقيقة فلا توجد احصائيات صحيحة وغالبا ان الشهداء تجاوزوا المائة الف فالكثير فقد والكثير دفن تحت الانقاض ، كذلك الامر بالنسبة للجرحى والمصابين فلا يراجع الجميع المراكز الصحية القليلة شبه العاجزة من القصف الاسرائيلي المستمر المتعمد عليها ناهيك عن الامراض والصدمات النفسية التي تعد معالجتها ترفاً الى حد ما في الاحوال العادية فكيف في هذا الظرف . يضاف الى ذلك الاطفال الذين ينامون ويستيقظون على الدوي الهائل للانفجارات ، كيف تتحمل طبلات اذانهم الرقيقة ذلك ؟ والاهم كيف يمكن ان يستوعبوا مايجري من اهوال لهم وحولهم . ان ما يجري في غزة من قتل ودمار وتجويع وتهجير وتنزيح لا يستوعبه عقل ولا لا ضمير ولا منطق . ومع ذلك فالعالم في غالبيته ، شرقه وغربه وعربه ومسلميه يشاهد ما يحدث بدون اي محاولات جادة لوقف هذه الحرب المجنونة على شعب اعزل .

مابعد اكتوبر 2024 ليس كما قبله . تغيرت حياتنا الى حد ما ، اصبحنا مُغْتمين معظم الوقت او نشعر بالذنب حينما نمارس تفاصيل حياتنا اليومية وحتى بالتقصير مع ان بعضنا حاول قدر المستطاع المساعدة خاصة ما يتعلق بالمقاطعة وهي اضعف الأيمان . مضت اكثر من تسعة اشهر واعتدنا اننا ممتعضين وحزينين ، لكن الحياة تستمر ويجب ان تستمر وعلينا ان نعيشها ونحاول ان نتعلم ونسري عن انفسنا .

منذ بدأ القتل اليومي لاهلنا في غزة والضفة الغربية لم اخطط لاي رحلة ولم اذهب الى اي فعالية او صالة سينما حتى لم اقرأ اية رواية او اكتب اي مقال لا يتحدث عن غزة (بالطبع انشائيا) او اي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لا يتحدث عن فلسطين ، وكنت اكتفي بالذهاب لتسوق حاجات البيت ومشاهدة ماهو موجود لدي من باقات تلفزيونية ، ولكن كما قلت ان الحياة تستمر ولا اعني اني اعتدت على اخبار الابادة والمآسي اليومية التي نشاهدها يوميا في الاخبار وهي غير سارة ولكني اصبحت مهيئاً لان اقرا كتابا او اذهب في نزهة وان اكتب عن اي عمل فني يستهويني ويكون فيه بعد انساني يتجاوب مع الكفاح والتمرد ورفع الظلم .

اشاهد نساء ورجالا يقولون انهم سيبقوا على ارضهم وخلفهم بيوتهم المهدمة واشلاء عائلاتهم وجيرانهم واشاهد اطفالا مغبرة وجوههم وساهمة نظراتهم لا يفهمون مايحدث لكنهم متشبثين بقوة بايدي مرافقيهم . واعترف اني عيناي تدمع أحيانا لمنظرهم وارغب في مسح دموعهم ومواساتهم لكني اشعر بالعجز المطلق خاصة انه لا توجد بوادر وقف للحرب والابادة التي تبدو بلا نهاية .لكن غزة لا تموت ولن تموت وهي حية داخل الموت وستظل تنبعث من اي رماد حتى قبل ان يحرقها الوحش المحتل .

تستحق الحياة ان تعاش برغم الالم ، هذا مايظهره الغزاويون . ومايحدث من مصاعب ومصائب واحزان وقتل وحشي للانسان من انسان آخر فقد انسانيته لا يجعل الحياة غير قابلة للعيش . المهم ان يبقى حس الحب والتعاطف وعمل الخير والمساعدة في رفع الظلم ومقاومة المعتدي موجودة بل ان تزيد في هذه الايام .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للتذكير
- ولايزال القتل مستمرا
- غ ز ة
- من فلسطين الى اليمن والسودان و ..
- لغزة من قلبي سلام وقبل لفلسطين
- لا للتفسير الديني السائد
- شينيد اوكونور Sinead OConnor
- اوبنهايمر
- حرق المصحف
- الاغنية العربية الدارجة
- اردوغان ! ؟
- اما بعد . .
- الزلازل واغتيال الرئيس
- الانسان العربي
- فرحة
- كأس العالم وقطر والمثلية
- شيكاغو و خواطر حول الرواية العربية
- كل شئ هادئ في الجبهة الغربية
- وحش البحر
- اسرائيل . . الى متى ؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN يُظهر كيف تحولت الاحتجاجات السلمية في بنغلاديش إ ...
- محمود عباس أمام البرلمان التركي: قررت الذهاب إلى غزة مع جميع ...
- أوكرانيا تنفذ هجوما جريئا على كورسك.. اختراق استراتيجي قد يغ ...
- ثقة الديمقراطيين في هاريس تتفوق على بايدن في ملف المناخ والش ...
- أسوأ نتيجة منذ إعادة التوحيد.. ما أسباب تراجع ألمانيا في الأ ...
- مطالبة أممية بضرورة تحسين ظروف الاحتجاز في سجن -جو- في البحر ...
- ذكرى عودة طالبان.. آلاف الأفغان المهددين في انتظار دورهم للج ...
- لوكاشينكو: هدف الغرب إسقاط أكبر عدد من الضحايا بين الأوكراني ...
- مطار مدريد يعزز الإجراءات الوقائية من جدري القردة
- لوكاشينكو: روسيا لن تتأخر في إرسال قواتها إلى بيلاروس إن تعر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - يموت الموت وغزة لاتموت