أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوجي - الرئاسة والشعب أزمة ثقة














المزيد.....

الرئاسة والشعب أزمة ثقة


جعفر العلوجي

الحوار المتمدن-العدد: 8039 - 2024 / 7 / 15 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقابلة مع رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ‏"أدوارد هيث" قال:
( ‏لم يكن في بيتنا كهرباء وكنت أقرأ دروسي على ضوء الشمع، وكان أبي يشفق علي ويقول:
لماذا لا تترك هذا الهراء وتبحث عن عمل شريف!!
هنا ضحك المذيع وسأله:
‏وماذا قال أبوك بعدما أصبحت رئيسا للوزراء؟
‏أجاب هيث:
‏قال لي: ألم أنصحك دائما بالبحث عن عمل شريف ) .
من وحي كلمة هيث التي تنطوي على حكمة بالغة وإن كانت مجازية وليست بالضرورة كما أشار إليها..
نشفق أحيانا على مهام رئيس الوزراء وصعوبتها في العراق مهما كانت شخصيته حازمة وتتسم بالقوة وتمتلك الإرادة للتغيير، فقد تكون الموجة العاتية أشد وأقوى من مجرد محاولة الوقوف إزاءها، وهو تفسير حي وواقعي لحجم التركة الثقيلة التي خلفتها سياسات خاطئة في فترة الحكومات السابقة التي جاملت كثيرا ولم تكن حاسمة إطلاقا إزاء تهاون الوزراء وكبار المسؤولين وتخاذلهم عن أداء مسؤولياتهم وتنفيذ ما يؤكل إليهم تحت ضغوطات حزبية من جهة ونفعية ضيقة من الجانب الآخر أكلت من جرف رفاهية الشعب وتوفير متطلباته، وبشكل خاص في ملف الخدمات الذي ولد شرخا كبيرا وانعدام هائل للثقة بين الشعب والحكومة والشعب ومن يمثلهم في البرلمان أيضاً على مدى السنوات السابقة التي حفلت بتظاهرات وانقسامات وضغوطات، وهي نتيجة طبيعية جداً لما تشهده الساحة العراقية من انفلات وترك الحبل على الغارب تاركين الشعب يئن تحت ضغط الظروف الصعبة فيما هم وعوائلهم يتنعمون بمقدرات البلاد وهذه المثلبة للسلطة التنفيذية يمثلها وزراء يتعاملون مع القرارات والتعليمات بلامبالاة واضحة ولا يعيرون أدنى اهتمام لقرارات مجلس الوزراء ويضربونها بظهر الجدار من دون أي اكتراث للنتائج وها هي النتيجة التي نراها اليوم ماثلة للعيان واضحة، وجميع تبعاتها تلقى على عاتق رئيس الوزراء باعتباره الرجل الأول في الدولة ورأس الهرم الحكومي الذي يتطلب منه أن يكون حاسماً ويترك الكثير من المحددات والخطوط الحمراء خلف ظهره ويترجم قوة الشخصية والعمل الصحيح بشكل جلي لا يقبل التهاون لكسب الشارع أولا ولفرض هيبة الحكومة المركزية وهي أمور لا تقبل التساهل والمجاملة وإن انطوت على كثير من الخسائر والمغامرة والاجهاد الذي يتطلبه الموقف، وبالعودة الى ما قدمه رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني من تعامل موضوعي ومحاولات جادة مع ملف الخدمات بعلاج أزمة الزحام المروري وشح المستشفيات والمدارس ومداخل المدن وإعادة عدد غير قليل من المصانع الاستراتيجية الى العمل، فإن الخطوات الجادة التي أقدم عليها وإن كانت بآثار ايجابية معقولة إلا انها غير كافية حتى اللحظة، فرأب الصدع الذي يمثله انهيار الثقة بين الحكومة والمواطن هو الأخطر ويتطلب حركة سريعة مؤثرة نشعر بوجودها جميعاً لكي تختصر نصف الطريق وتزيد من وتائر الإصلاح التي يكون الإحساس به كبيراً من جانب وتسهل المهمة أمامه من الجانب الآخر في إصلاح البنية الحكومية وفرض الإرادة نحو الإصلاح بشعار البقاء لمن يعمل ولا يمكن القبول بوزير ورئيس مؤسسة متكاسل ويكون أحد أكبر الأسباب في وضع العصي لعرقلة دوران عجلة الإعمار والتقدم، من المؤكد أننا نعيش الآن أوضاعاً صعبة للغاية يكون عامل الوقت فيها هو الأهم والأكثر تأثيراً وما لم يتم استثماره جيدا للإصلاح فإن رئيس الوزراء أو أي مسؤول كبير لن يتنبه لحجم الكارثة التي ستخلقها المظاهرات إن انطلقت مرة أخرى .

همسة ...
ربما كان ملف الكهرباء هو الأكثر أهمية في العراق، لا سيما مع بدء فصل الصيف الساخن في البلاد حيث تتعدى درجات الحرارة في الغالب نصف درجة الغليان، وسط تراجع حاد في تجهيز الطاقة الكهربائية وإن أي تقدم ملحوظ سيطوي تلك السنوات العجاف ويعيدنا الى أول الطريق الصحيح، وهو أهم مطالب الجماهير .



#جعفر_العلوجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم اللول ... دلللول
- من بيليه الى المجهول حويدر
- الأمن الوطني.. أيقونة الاستقرار
- نقابتنا بيتنا الشرعي
- من البصرة كلنا العراق
- مواقع رسمية أم ترويجية ؟
- حمى باريس
- نجاح أولمبي عراقي
- بلا استثناءات .. ميثاق الشرف الاعلامي
- من يزيل مخلفات الحرب
- الطاولة من السليمانية الى باريس
- (سنينة)-- ابو زعبل
- التجديد في العمل الأولمبي
- الوزارة مكسب من ذهب
- (النقال) ساعة السودة
- ميدالية اولمبية تلوح في الآفق
- التيار الوطني الشيعي
- خطوات أولمبية تسابق الزمن
- قصر قارون في برنامج القصر
- مناوشات مرفوضة


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوجي - الرئاسة والشعب أزمة ثقة