إخترنا لك (نصان نثريان) للشاعر :كالين دانيلا.رومانيا.

عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 18:04
المحور: الادب والفن
    

نص1(مع هذه العصا)
يواجه الفنان جدارًا أبيض وجهًا لوجه. عند قفله. عند عتبته. إنه على وشك رسم خط، وبمجرد تحريكه، سيضغط على وظائف الخط ذاتها. خط ضعيف. معكرونة في خطوة أوزة. حرية روحية وعاطفية تخضع لانهيارات من النقد الذي سيصبح أسطورة. ونعم! كل التوتر وكل الإجهاد المتجمع في هذا الخط لا طائل منه. لذا، بين الروح والتأثير، يستثمر الفنان الكثير من الكيمياء من أجل إثارة الجدة العظيمة بشكل صحيح. بالطبع، يجب على الفنان أن يصل إلى منطقة مجهولة. سينطلق الخط من خلف الوقت المشوه لقرص الساعة، وكأنه يتنفس قبل حدث. خط عارٍ مجرد من العري. فتحة غامضة تحرر الفنان من قيود منضدة العمل، وتطلقه نحو الحرية والفوضى. مسمرًا في قلب أفكاره، يزحف الفنان على ركبتيه عبر السقف. يصنع مدخلًا أنيقًا للمشهد: "العمة فلورنس، انتظري، الخط قادم! اتركي نافذة المطبخ مفتوحة. ساعدي الفنان!". ولكن هذا الفنان كان قد ألقى بنفسه بالفعل في بئر كل إمكانياته. وعندما ترسمه الجدة، يتصاعد الدخان من الخط، ويخرخر بأذنيه القطتين. ينتظر الفنان. وهذا ما يبقي الخط مستيقظًا. خط تالف بسبب حركات غريبة لأداة أخرى. خط يعض فرشاته بمجرد اقتراح الفنان. سوف يبتلعه بالكامل. لن ترفض الجدة العرض. جدار أبيض يبقيها على حافة النشوة الجنسية. يلعب الفنان لعبة ملزمة الصندوق المليئة بالغموض، ويطور بهدوء شبكة من الاحتمالات، من الخطوط الخاضعة للرقابة إلى حافة الجنون. حيث لا يمكن التخلي عن الأشياء التي انقطعت أثناء الفعل. إذا لم يكن التركيز على الفنان، فقد تنفجر حمولة الجدة. هكذا تسير الأمور في العالم. الفنان لا يعرف هذا. سطر واحد وهذا كل شيء. نتاج مخاطر التقدم نحو غشاء بكارة الجدة الكبرى. لكن بينك وبيني، لم يكن لدى الجدة غشاء بكارة قط. فكيف إذن؟ حتى أعظم المفكرين في العالم لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذا السؤال. ولهذا السبب تم استدعاء الفنانين بكل ما لديهم من تقريبات هشة سامية. الفنان صامت. والجدار صامت. وفي هذا الصمت البطيء غير الإنساني، يلاحق الخط الفنان.

نص 2(رأس)
العودة. بسيط، مثل كل الأشياء البسيطة، يتمتع وجهه بإخفاء الهوية كما هو الحال في الرسوم التوضيحية. عندما تنعكس صورته في النوافذ، يبدو الأمر وكأنه فقد شيئًا ثمينًا، يتدفق نوع من الاستفهام عبر عضلات وجهه، ويتجمد في ارتعاش شديد، يتبعه تمرير أصابعه في شعره بنظرة مغرورة لإنهاء الأمر. يتطلب العودة سترة من جلد الحمار الوحشي، وقبعة لقتل الوقت، وبنطلونًا يدفع العقوبة. كل هذا، مصحوبًا بالأبخرة والبلغم واللغة البذيئة العصرية. يتحول إلى ابتذال منقوع. أخبرنا أنه سيعود، والآن يتم رشوتنا بقوة وعده، وكأن هذا ليس ربيعًا كافيًا، إنها صفعة موعودة. بين نظرة فارغة وضربة صدرية، كافية لإطعام السوق. إذا نطق بكلمة زر، فإن أصدقاءه يفكرون في الأزرار لمدة نصف ساعة على الأقل. انظر إليه وهو يمر، ومثل أول نفس من سيجارة، فإنه يبتلع أزمة هوية ولكنه شاحب بما يكفي لعدم هز أسلوبه. لقد نشأت في نفس الشارع، وتعرف أنه عاد، وأنت مستعد لمعاقبته، واختر ثلاث جمل من الممزقة، تنتهي بتحذير لأولئك الذين أجبروا على مشاركة نفس الرصيف معه. يمكن رؤيته عند إشارات المرور وهو يجر نفس السيجارة ذات الصلة، ويخفض نظره إلى سيقان الفتيات المراهقات المتلهفات لللامبالاة الشعرية. إنه ينظر بازدراء إلى أولئك الذين يعتبرون الجنس مجرد سرقة في العمل، يتبعها الاحتيال والتوبيخ في نفس الوقت. إنه يتجنب المغازلة الجاهزة. سيختار امرأة يمكنها دق المسامير في المقبس الكهربائي، أو ابنة المافيا، أو قطرة ماء من الفيضان، أو شخصًا سيصقل الأثاث القديم حتى يبدو وكأنه جديد، ثم سيوقع على جميع فقراتها. إن مظهره الليلي، إلى جانب مجموعة من الإيماءات المتوقعة، يربطه بموت قتلة بورخيس. يخلق ظله ارتباكًا تحت أضواء الشوارع، مما يضاعف الهالة التي تراقب نواياه. يحتاج الناس في الشارع إلى اليقظة. مثل كل أولئك الذين يعودون، يركز. يمكنه إبطاء أنفاسه. بطيئًا لدرجة أن الناس يتسكعون في رأسه ويتجمدون مثل هذا، بلا حراك، لساعات. عندما يطلقهم، يعانقون بعضهم البعض بصخب.
نشر10 يونيو 2024 بالعربية بقلم: محسن البلاسي.
_____________________________
ملاحظة المترجم:
المصدر:مجلة "كبريت-الغابة السيريالية" الرقمية,القاهره.
مدير التحرير:الفنان محسن البلاسى.
رابط كبريت:
https://sulfur-surrealist-jungle.com/
رابط النصوص:
https://sulfur-surrealist-jungle.com/.2-prose-texts.
-كفرالدوار 21يونيو-حزيران2024.
-عبدالرؤوف بطيخ(محرر صحفى وشاعر سيريالى ومترجم مصرى).
-عن الشاعر:
ولد المؤلف Călin Dănilă عام 1965 في الفاتيكان ، وبعد حصوله على شهادة في التربية البدنية والرياضة من جامعة "Alexandru Ioan Cuza" في ياش، أصبح مدرسًا في الكلية التقنية "Mihai Băcescu" في Fălticeni. عضو المجموعة الأدبية "Zidul de Hârtie" من سوسيفا ومشارك في العديد من المهرجانات الأدبية، Călin Dănilă هو الفائز في مهرجان الشعر الوطني "Costache Conachi"، Tecuci، 2022، حيث تم اختياره من قبل لجنة تحكيم مرموقة. بصرف النظر عن كونه شاعرًا جيدًا جدًا، فإن كالين دانيلا هو متسلق جبال شغوف ومبدع للجمال في مجال الفن الشعبي وخارجه.

#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات