أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - من فعلها ؟














المزيد.....

من فعلها ؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


التوقيت هو شهر نيسان من عام 1997 , حيث نسكن في حي فقير في اقصى شرق العاصمة بغداد, وفوق محنة فقر الحال وعسر الحياة يأتي (الرفاق البعثيون) ليعبثوا بأيام الحي, ويلاحقون الناس بسبب وبدون سبب! فقط لاظهار سطوتهم على المجتمع, لكن ليلة الأمس حدث امر افزع قلوبهم, حيث وجد الرفاق البعثيون كتابة على جدار المدرسة, مكتوبة باللون الأحمر, ونصها:

"اللعنة على صدام بن صبيحة وحزبه القذر"

عند الصباح فزع اهل الحي على اثر زعيق وصراخ الزمرة البعثية, حيث كان هناك حالة من الهلع في حينا بين أتباع النظام, وتم اعلان بيان عبر مكبرات الصوت الموجودة في بناية المنظمة البعثية التي تتوسط الحي, وكان البيان تهديدا لكل اهل الحي, واعتبار الكل متهمين بالجريمة البشعة بحق القائد الى ان يظهر الجاني!

بعدها قاموا بحملة مسعورة للتفتيش البيوت والبحث عن علبة صبغ باللون الاحمر..وتم الاستفسار من جميع محلات الأغراض الانشائية عن الأشخاص الذين اشتروا صبغ باللون الاحمر,. وخابت آمالهم فلم يجدوا شيئا مهما يمكن ان يوصلهم للجاني.

كان الوقت يمر ثقيل جدا على زمرة البعث, وكبير الرفاق يزمجر ويرعد وينظر شزرا للناس, والرفاق حوله يقلدوه بالسلوك والنظرات.

بعد اليأس من كشف المجرم الذي شتم الرئيس كان البعثيون في حيرة؟ ماذا يفعلون والناس متجمعة تنظر اليهم. ظهر البعثي العجوز الاصلع المتملق "ريسان" وهو يعرج واقترب من كبيرهم.. وقال: "لماذا لا نقيم صورة كبيرة للسيد الريس بنفس مكان الجريمة, وسيكون ردا ساحقا على اعداء العراق, خصوصا اننا في هذه الأيام المباركة التي شهدت ولادة الرئيس صدام".
استحسن كبير الرفاق الفكرة الشيطانية, وقال له: "ولك ريسان انت شيطان, فكرة عظيمة بس انت بعثي قح".

وقرر الموافقة على اقتراح "ريسان" وتم الاعلان عن اقامة صورة عملاقة للرئيس, في نفس مكان الكتابة الساخرة, وتم جلب رسامين وبنائين واستمر العمل من العصر الى ما بعد منتصف الليل حتى تم انجاز الصورة الكبيرة لصدام.

وكان صوت البعثيين يخترق البيوت : "غدا عند الثامنة صباحا على جميع اهلي الحي الحضور, اكرر اكرر عند الساعة الثامنة صباحا الحضور اجباري لكل اهل الحي, لافتتاح صورة الريس, ومن يتخلف عن الحضور يعتبر خائنا للوطن..."

حضر الاهالي رجالا ونساء خوفا من الاجراءات القمعية, ارتفعت الستارة لتظهر صورة الريس وهو يبتسم بسخرية من الشعب المقهور, وفمه يمتلئ بسيكارة امريكية, كان على الكل التصفيق لهذا الإنجاز غير المسبوق, وتسابق البعثيون والمنافقون في قراءة الكلمات واشعار المدح بحق صنمهم صدام.

وفجاءة ظهر كلب سائب متسخ كان نائم تحت احد الكراسي, اقترب هذا الكلب مخترقا كراسي الرفاق, حتى وصل للصورة ليرش وجه الرئيس صدام ببوله... ثم التفت الى كبير الرفاق البعثيين وهو حائر.. فتضاحك الحضور, وارتبك المنظمون, وتصايح القوم للامساك بالفاعل, ذلك الكلب الاجرب. فهرب الكلب والرفاق يركضون وراءه.. وعم الهرج والفوضى... وتفرق الناس وهم يتناقلون قصة الكلب الذي بال على الرئيس صدام.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الزوراء وتخبطات الاولمبي ومشكلة ملعب ديالى
- هكذا يفكر الكيان الصهيوني
- الرد الايراني والقلق الصهيوني
- القلق الأردني المزمن والكيان الصهيوني
- أسرار الدولة العميقة
- الغول الجديد: تجارة المخدرات في العراق
- تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن
- اهمية اقامة سد في محافظة ميسان جنوب العراق
- بشار رسن والخرزة
- التحكيم العراقي بين التخلف والفساد
- إقامة سد في البصرة ما بين الاهمية والمعوقات
- الخطة العربية لحكم غزة والتغييرات الاقليمية
- التخبط امريكي ومسرحية القوة والانتخابات
- السعودية والإمارات والتنافس غير المعلن
- الخوف والحيرة الامريكية بعد قتل وجرح جنودها
- شكل الشرق الأوسط من دون ايران
- المنتخب العراقي والانسحابات من كاس امم اسيا
- مصيبة مدرسة الأبرار في حي الرشاد
- رواية عيناها واسباب عالميتها
- تجاعيد وايجار واتهام


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - من فعلها ؟