أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - خطوة مستهجنة !














المزيد.....

خطوة مستهجنة !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأنه لا يكفينا القواعد العسكرية الأميركية والغرب أطلسية الجاثمة على صدورنا، ليضاف إليها افتتاح مكتب اتصال لحلف النيتو في الأردن.
أما بيان وزارة الخارجية في ديرتنا الأردنية، المتعلق بافتتاح هذا المكتب المشؤوم، فقد جانبه التوفيق وما نرى الحقيقة إلا مدابرة له ومُنكِرة. البيان في مطلق الأحوال يندرج في إطار المضحك المبكي، وأقرب ما يكون إلى محاولة مرتكب فضيحة التغطية على فعلته. اللغو هنا، والكلام الفارغ من أي مضمون، أظهر من أن نحتاج إلى تبيينهما وإطالة القول فيهما. استهلت الوزارة بيانها بلفت نظر القارئ إلى "أهمية دور مكتب النيتو في تعزيز التعاون مع الحلف"، وكأن النيتو جمعية خيرية تقيم علاقات "إنسانية" مع الدول وليس علاقات استتباع وإخضاع وإملاء. ولم يفُت الوزارة أن تبيع قارئ بيانها ما استطاع كاتبه تضمينه من أوهام وتعمية على الحقيقة. فالمكتب بحسب البيان، "أُعلنت نية انشائه في البيان الختامي لقمة النيتو في ليتوانيا 2023". وقررت الوزارة "أن افتتاحه علامة فارقة في شراكة الحلف الاستراتيجية العميقة مع الأردن". أي علاقة شراكة استراتيجية بين حلف عدواني، كما يشهد تاريخه ويؤكد، مدجج بأحدث الأسلحة التقليدية والنووية، ودولة بحجم الأردن تكابد ظروفًا اقتصادية قاسية وبطالة متفشية وجيوب فقر تتسع؟!!!
وأية فواحش لفظية تقارفها الوزارة بحشو بيانها بعبارات من نوع "المكتب سيسهم في الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك"؟!!!
فمن قال للوزارة أن حلف النيتو معنيٌ أصلًا بالحوار مع أي طرف كان، وخاصة الحوار السياسي؟!!!
وهل لوزارة الخارجية في ديرتنا الأردنية أن تُطلعنا على مجالات الاهتمام المشترك بين الأردن وحلف النيتو؟!!!
كما طاش سهم الوزارة أكثر ودابرها الصواب، في إتيانها على ذِكر "مكافحة الإرهاب" في البيان. بطبيعي أمر هذا الحلف العدواني الشرير، فإن مفهومه للإرهاب هو ذاته المعتمد في القاموس السياسي الأميركي والصهيوني. فارتكاب حرب ابادة بشعة في غزة بمشاركة أميركية مباشرة، جل ضحاياها من الأطفال والنساء، ليس ارهابًا. أما دفاع الشعب الفلسطيني عن حقوقه المشروعة، وأهمها حقه في الحياة والحرية والاستقلال في مواجهة عدو عنصري استعماري احلالي يحظى بدعم أميركي وغرب أطلسي ناتوي مفتوح، فهذا ارهاب !!!
إذا كانت حقيقة حلف النيتو غير مُدرَكَةٍ لعقل وزارة الخارجية، فنحن نُذكرها بها.
هذا الحلف منذ إنشائه سنة 1949، كان وما يزال أداة أميركا للعدوان والابتزاز ونهب ثروات الشعوب والتدخل في الشؤون الداخلية التي لا تروق سياساتها للبيت الأبيض. أما الأدلة فكثيرة، آخرها المشاركة في العدوان على العراق سنة 2003 وقبل ذلك سنة 1991، والمشاركة في تفكيك يوغوسلافيا السابقة، والتدخل في أفغانستان، يُضاف إلى ذلك المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا على الساحة الأوكرانية.
على صعيد قضايانا العربية، وأولها القضية الفلسطينية، فإن توجيهات واشنطن وسياساتها هي بوصلة الحلف. وعليه، فإننا نستهجن افتتاح مكتب اتصال للنيتو في الأردن بالتواقت مع حرب إبادة جماعية بشعة يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في غزة، منذ عشرة أشهر، بدعم أميركي مفتوح سياسيًّا وماليًّا وعسكريًّا. هذه الخطوة غير الموفقة، تضع الأردن في موقف نقيض لمصالح أمته، وعلى الضد من التزام شعبه الأبي في الدفاع عن قضاياها العادلة، وبشكل خاص القضية الفلسطينية.
على الصعيد الدولي، يأتي افتتاح المكتب في زمن يشهد تحولات متسارعة باتجاه التعددية القطبية، وبروز روسيا والصين كلاعبين أساسيين في هذا المجال. وليس يفوتنا تذكير الأردن الرسمي بالمواجهة العسكرية بين روسيا من جهة، وأميركا وغربها الأطلسي بما فيه النيتو في الجهة المقابلة، على الساحة الأوكرانية. المواجهة مفتوحة على أكثر من احتمال، وخاصة مع تقدم القوات الروسية على الأرض. في هذا الوقت بالذات، وفي ظل تحولات وظروف كهذه، فإن افتتاح مكتب اتصال للنيتو في الأردن، يُعد انحيازًا لأحد طرفي المواجهة. ولا ندري أي مصلحة للأردن، من الزج به في مواجهة بين قوى دولية نووية كبرى؟!!!
مقول القول، افتتاح المكتب المشؤوم، خطوة مستهجنة في توقيتها، بقدر ما هي مريبة ومثيرة للتساؤل في أهدافها.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكشة مخ (17)
- عالم متوحش!
- الإنشطار السني الشيعي...جذوره وأسباب استمراره !
- أسطورة الطوفان...سومرية الأصل والنشأة
- مفارقات !
- أجرأ مؤلفات مؤسس علم التحليل النفسي
- دولة لويس الرابع عشر العربية !
- ثقافة القابلية للإستعباد !
- بالصدفة أنقذ الأردنيون -يوسف- وهم من يقرر مصير إسرائيل !
- الراعي الهشَّات !
- المترشح -الحشوة- !
- دفن السرطان الصهيوني المزروع في الجسد العربي هو الحل.
- نكشة مخ (16)
- مذكرات رئيس وزراء أردني أسبق والأسئلة الصعبة!
- كيف يُحكم العرب؟!
- تدين الدروشة !
- النظام الأميركي سبب شقاء عالمنا
- هي القوة إذن !
- نكشة مخ (15)
- العنصرية والنزوع العدواني في أبشع تجلياتهما !


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - خطوة مستهجنة !