أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - التنوير الحقيقي وقضايا الشعوب العادلة!















المزيد.....

التنوير الحقيقي وقضايا الشعوب العادلة!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التنوير الحقيقي الذي تحتاجه شعوب المنطقة ونخبها المتعلّمة يرتبط مباشرة بضرورات مراكمة وإنضاج وعي وثقافة سياسية حول طبيعة النزاعات والحروب في دول المنطقة وعليها، الناتجة في الجوهر عن طبيعة العلاقات التنافسية بين أصحاب مشاريع السيطرة والنهب الإقليمي، وعن مواجهتها العنيفة لصيرورات التغيير الديمقراطي؛ سواء على صعيد العلاقات البينية لسلطات الأنظمة الكولونيالية، الاستبدادية والاستيطانية، أو على صعيد علاقاتها مع الحكومات الرأسمالية الإمبريالية التي تقود واشنطن مشروع سيطرتها الاقليمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
يؤكّد موضوعية الاستنتاج ما كشفته أحداث الصراعات المتتالية من انفصال الوعي السياسي النخبوي والشعبي عن وقائع الصراع، وحقائقه الرئيسية، كما برز بشكل خاص في وعي طبيعة صراعات العقد الماضي ، المرتبطة خاصة بهزيمة صيرورات التغيير الديمقراطي وسعي حكومات اليمين الصهيوني المتطرّف لتقويض شروط تسوية سياسية، تضع الفلسطنيين على طريق بناء مؤسسات دولة وطنية على جزء من أرض فلسطين التاريخية- الحد الأقصى الممكن في ظل موازين قوى الصراع القائمة !
في تقديري كمتابع يومي لأحداث الصراعات وما يواكبها من صناعة وعي سياسي، الخطوة الأولى على طريق "الألف ميل" هي الاعتراف بحقيقة أن العوامل الرئيسية التي تساهم في صناعة الوعي السياسي النخبوي والرأي العام الشعبي المسيطرين، التي تتكامل مع "وعي الإيدولوجيا" وتعزز أوهامها، ترتبط مباشرة بأفكار الدعايات الأمريكية(التي تروّج لأكاذيب انحياز الولايات المتّحدة، بصفتها دولة ديمقراطية عظمى، المدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان، لأهداف قضايا شعوب المنطقة العادلة في التحرر والدمقرطة ،في مواجهة "أهداف وأدوات المشروع الإيراني، وسلطات أنظمته "المارقة"، وأذرعه الإرهابية"!)؛ والايرانية، التي تبرر أهداف وأدوات مشروع سيطرتها الإقليمية بلغة دعاية مماثلة، ترتبط بانحياز قيادة "الثورة الإسلامية الخمينيّة" لقضايا الشعوب "الإسلامية "في التحرر من أدوات مشروع السيطرة الاستعمارية التي تتجسد وفقا لنظريتها بمشروعها لمقاومة آليات السيطرة الصهيونية على فلسطين والأراضي العربية المحتلة في لبنان وسوريا، والتحالف الاستراتيجي بين سياسات السيطرة الإقليمية الأمريكية والكيان الصهيوني والعملاء "العرب!
وفقا لدعايات الطرفين، الصراع سياسي وثقافي وأخلاقي وتاريخي، وبالتالي، وجودي ولاينتهي إلّا بانتصار أحد قطبي الصراع المتناحرين، وهزيمة الآخر الشاملة !!
مما لاشك فيه أن المستفيد الرئيسي من أكاذيب منظومة الدعايات الأمريكية والإيرانية هي سلطات الدولتين، الإمبريالية الأمريكية، والكولونيالية، الإيرانية، وأذرعهما المحليين،
لأنّها تعمل على تضليل وخداع الرأي العام الشعبي والنخبوي (محليّا وإقليميّا وداخليا، على صعيد الشعبين الإيراني والأمريكي، وهي بعض وسائل تحقيق أهداف المشاريع وأجنداتها السياسية) ليس فقط حول طبيعة الأهداف الرئيسية السياسية لكلا المشروعين، "استعمار شعوب المنطقة، واستحمارها"، بل ولمواقع وحيثيات تقاطع الأهداف والوسائل الاستراتيجية، رغم ما ينتج عنها في السياق من تناقضات في مواقع وحيثيات الأهداف والوسائل التكتيكية. ضمن هذا السياق العام، تعمل دعايات القطبين، الكولونيالي والإمبريالي، على إخفاء ما ينتج في السياق من تقاطع مصالح أو تناقضها مع أصحاب مشاريع السيطرة الإقليمية الرئيسية الأخرى - "الإسرائيلي" والسعودي والتركي !!
أحاول في هذا المقال توضيح وجهة نظري، وتأكيد موضوعية الاستنتاجات التي أصل إليها، من خلال توضيح حقيقة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية التي كشفتها أحداث الحروب والصراعات المتواصلة منذ صبيحة السابع من أكتوبر الماضي، عندما فاجأت قيادة حماس الجميع بهجوم "طوفان الأقصى"، وما نتج عنه من عواقب غير مسبوقة في العلاقات بين قيادة حماس و "إسرائيل".
في ضرورات توضيح عوامل السياق، من المهم الإشارة الى حصول هجوم طوفان الأقصى في تناقض مع سياق ومسارات مشروع التطبيع الإقليمي والتسويات السياسة الأمريكية، والتي تتقدّم إجراءات تحقيقها بخطى متسارعة منذ نهاية ٢٠١٩ على خارطة طريق تهدئة بؤر الصراع بين القوى الإقليمية، وبناء مشروع سيطرة تشاركية مختلف نوعيا، يرتكز على علاقات طبيعية بين أصحاب مشاريع السيطرة الإقليمية الرئيسية التي تصارعت على تقاسم الحصص ومناطق النفوذ - الإيراني والسعودي والتركي والإسرائيلي - طيلة عقود .
مما لاشكّ فيه أنّ عوامل سياق مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي هي القادرة على تفسير طبيعة أهداف وسياسات الولايات المتّحدة في مواجهة عواقب الموجة الجديدة المفاجأة من الصراع، بدءا بهجوم طوفان الأقصى، واستمرارا مع الحرب الإسرائيلية العدوانية الانتقامية اللاحقة، وهنا نحاول كشف طبيعة التناقض بين أفكار الدعايات الأمريكية والإيرانية المُعلنة، وحقيقة الوقائع، وما يظهره في النتيجة من آثار تضليل على الوعي السياسي النخبوي والشعبي!
١
في دعايات الولايات المتّحدة والنظام الايراني وحماس، كان الهدف الرئيسي للولايات المتّحدة من تدخّلها الفوري والمباشر، وما قدّمته من أشكال دعم سياسية وعسكرية واقتصادية و لوجستية لحكومة الحرب اليمينية الصهيونية التي يقودها مجرم الحرب نتنياهو هو الوقوف إلى جانب "إسرائيل" في مواجهة النظام الإيراني، في حال سعى النظام الإيراني للمشاركة في الحرب، "نصرة لحماس ودفاعا عن حزب الله"، وبالتالي كانت بالنسبة لمحور المقاومة حرب مصيرية، تتطلّب توحيد الساحات لهزيمة الحرب العدوانية الإسرائيلية، المدعومة بجميع الوسائل من قبل الولايات المتّحدة!
هكذا، وفقا للدعايات، باتت المنطقة في أعقاب هجوم طوفان الأقصى، تواجه مسارات وعواقب حرب إقليمية شاملة، سوف تغيّر وجه المنطقة، وتخلق علاقات جديدة، غير مسبوقة، وتؤدّي وفقا لأبواق المقاومة، إلى إنزال هزيمة شاملة بتحالف الولايات المتّحدة وإسرائيل، والعملاء العرب، و...يمكن ....تحرير فلسطين !!
٢ في وقائع المصالح والسياسات الأمريكية الإيرانية، المرتبطة مباشرة بعوامل سياق "مشروع التطبيع الإقليمي" و حقائق السيطرة الإقليمية التشاركية في لبنان وسوريا والعراق، لم يكن الهدف الرئيسي من تدخّل الولايات المتّحدة في الصراع، وما استخدمته من سياسات العصا والجزرة تجاه "إسرائيل" والنظام الإيراني سوى منع حصول حرب اقليمية شاملة، تدمّر ما تحقق من إنجازات وخطوات مشروع التطبيع الإقليمي. إذا أخذنا بعين الاعتبار حقيقة أن حكومة الحرب كانت الطرف الذي له مصلحة في توسيع نطاق الحرب، وجرّ النظام الإيراني إلى حرب كبرى، ندرك الجهة التي تركّزت عليها الضغوط الأمريكية ل"منع انتشار النزاع إقليميّا ".
٣ في ضوء نفس عوامل السياق، المرتبطة بتقاطع المصالح والسياسات الأمريكية الإيرانية تجاه أهداف وإجراءات مشروع التطبيع الإقليمي التي تُعيد النظام الإيراني السوري إلى "الحضن العربي، المُطبِّع مع إسرائيل، تتكشّف دوافع و نتائج سعي الولايات المتّحدة لمنع حكومة الحرب من تدمير شروط التسوية السياسية الفلسطينية الإسرائيلية، التي ترى واشنطن انّ أهمّ عناصر تحقيقها على الصعيد الفلسطيني هو حكومة وحدة وطنية فلسطينية بين "حماس وعباس ". ضمن هذا السياق، كان من الطبيعي أن يأتي في أولويات سياسات واشنطن في مواجهة مجريات وعواقب الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة ، ورفح والضفة الغربية، منع التدمير الكلّي والشامل لمرتكزات حماس السياسية والعسكرية ومنع "إسقاط " مؤسسات سلطة أوسلو، عبر سياسات وخطط الوصول إلى تهدئة مؤقتة، تعمل على تحويلها إلى دائمة، وعبر أوراق الضغط و "المساعدات الإنسانية"!
بناء على هذه القراءة، يبدو جليّا طبيعة العامل الرئيسي الأمريكي( وليس " المقاوم"، كما تفترض أكاذيب الدعاية!) في نجاح جهود عدم وقوع هزيمة سياسية وعسكرية شاملة بحماس، وعدم حصول غزو عسكري إسرائيلي شامل للجنوب اللبناني.... حتى الآن !!
فلا غرابة ، والحال هكذا ، في أنّ تتقاطع وسائل دعاية المقاومة مع ابواق دعايات واشنطن في الترويج لفكرة أنّ "حماس تنتصر" ( مقال في " الفورين افيرز ") رغم حقيقة واقع موازين قوى الحرب، التي لن تُعطي ل"جيش "حماس ، في مواجهة "جيش الاحتلال الإسرائيلي"، فرصة واقعية للنجاة !!

في الختام، ما سبق يبيّن طبيعة التضليل الذي تخلقه الدعايات، وما ينتج عنه في ثقافة ووعي الشعوب ونخبها، التي ما تزال غالبيتها الساحقة تقرأ الصراع في ضوء أفكار وأكاذيب الدعايات.
علاوة على ذلك، تبيّن افكار المقال طبيعة التنوير الذي نحتاجه، وطبيعة أهداف " الثقافته الإلحادية " التي تصنّعها وتروجها ابواق " تكوين " تحت دعاية " التنوير "و اهميّة بناء عقلية " عقلانية " حول ثقافة التراث الديني!!



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الخَيار الامني العسكري الميليشياوي- في مواجهة تحدّيات الرب ...
- في أبرز سمات التسوية السياسية الأمريكية الجارية في سوريا .
- هدف الولايات المتّحدة الاستراتيجي في صيرورة الخَيار العسكري ...
- هدف الولايات المتّحدة الاستراتيجي في حيثيات ومراحل - الخَيار ...
- انتصار حماس السياسي من منظور معادلات السيطرة الإقليمية الأمر ...
- في طبيعة الانتصار الحمساوي. الجزء الثاني.
- طبيعة انتصار حماس ، و معادلته في سياسات واشنطن!
- هل تؤدّي جهود واشنطن السياسية والدبلوماسية إلى بقاء سلطة حما ...
- حماس ، وقطار الهُدَن الأمريكي!
- قراءة في دوافع المواقف الاخيرة من سياسات القوى المتورّطة في ...
- في أسباب مأزق الحركة السياسية القومية الكردية وطبيعة المخرج ...
- في هموم - النكسة - المتجددة، بتواصل عوامل السياق!
- في أسباب المأزق التاريخي للحركة السياسية الكردية السورية، وط ...
- الصراع في فلسطين المحتلّة، بين البيانات والوقائع!
- القمة العربية ٢٠٢٤، حيثيات واستنتاجا ...
- دراسة في أربعة أجزاء في أسباب مأزق الحركة السياسية الكردية ا ...
- الوعي السياسي والثقافي العَلماني الديمقراطي في مواجهة تحدّيا ...
- - تكوين -، و - إيه الحكاية؟ -!
- هل باتت القضية السورية أمام مفترق طريق جديد ؟
- في الذكرى السنوية لميلاد كارل ماركس.


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - التنوير الحقيقي وقضايا الشعوب العادلة!