صالح مهدي عباس المنديل
الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 08:11
المحور:
الادب والفن
حدقتُ في المرآة ابصر و جهي و سألت
نفسي هلا رأيت في محياي شيء لا يعابُ
كأن خ راب الدهر و الأيام تفتك كل يوم
و اعلم بأن الدهر و الأيام شيمتها الخرابُ
كل ما فوق البسيطة من احياء تسري
مصدرهُ ترابٌ و حتما إن موردها الترابُ
أتو بيَّ معصّب العينين ما خُيّرتُ يوما
و لمَ كل ذاك يا ليت شعري ما الجوابُ
كيف جئنا و لماذا و ماذا نحن صانعون
و ها انا ذا فهل تجدي الملامة و العتابُ
مشيت بها ستون حجةَ بالحوادث مترعات
فلا شغف بها و لا ولع و لا طعام يستطابُ
كأني اودع الدنيا اذ تعبت بها و أوفيت
حقها و اعنت المستعين و اكتمل النصابُ
اذا نضج المرأ و استنارت الجوارح منه
يرى الحادثات عارية عنها مرفوع الحجابُ
تمر السنون مسرعة كلمع البرق ما أثر لها
و الآمال فيها مواعيد عرقوب فهي سرابُ
مطامعها كثر و نلهث وراء المزيد منها
نتهاوش بها كما تهارشت عل الجيف الكلابُ
سرت و الخوف معاً بأقطار البلاد و عرضها
فسقتني حيناً عذبها و في كل منعطف عذابُ
نأوب بالأموال و المكاسب و المراتب ثم
نُفنى ثم نُنسى مثلما يُذرّى في الريح الترابُ
فيها نشقى و نمرض و نقاسي فقرا و فراق
و بعد رحيل العمر صليٌ ينتظرنا و عقابُ
كسبتُ بالسعي و بنيت ثم شيدت القباب
و لم ارى فيها مثل النُبلِ كسب و اكتسابُ
حتى خبت جذوة النار بصدري بعد حين
يجف وقود الصدر و الاحلام تقتلها الصعابُ
ودع الامال بعد اليوم لا ترجوا مسرةً فقد
على الشيب على الفودين و انطفأ الشهابُ
فما الحياة الا فرصة فيها صفحات الحوادث
صحائف و في الاجل المحتوم يطويها الكتابُ
فلا تبتأس عند اشتداد الكرب يوم خطيئة
ما دام سرورٌ و لا فتىً بالكون دام له نصابُ
انها يا صاحبي دار من كرب و بلوى كأن
لا نصيب لنا فيها سوى الكآبة و الصعابُ
و لكن داوها بالعرفان ثم طيب التداول
فأن احسنت لهم تدين لامرك منه الرقابُ
#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟