صفوت سابا
الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 16:48
المحور:
الادب والفن
مُنْذ تِسْعَة أَشهُر دار هذَا الحوَار بَينِي وبيْن أَبِي، أَردَت هُنَا أن أَنقُل لَكُم جُزْءًا مِن بَعضِه.
قُلْ يَا أَبِي
كُلِّي آذَانٌ صَاغِيَة
قُلْ لِي وَفَرِحَ مِسْمَعِي
جَوَّدْ حُرُوف اَلْأُغْنِيَة
قُلْ يَا أَبِي، قُلْ لأَخِي:
"خَلَقَ اَلْإِلَهُ اَلْكَوْنَ لِلنُّفُوسِ اَلرَّاضِيَةِ
جَمْعَاءَ، لَيْسَ لِمُفْرَد"
وَالنَّفْسُ تَرْضَى بِالْخُطَى مُسْتَرْضية
وبِبَوْح قَلْب مُجَرَّد
يَنْبِضَ بِوِدٍّ واِتِّضَاعٍ في ثّقَة مُتَنَاهِيَة
قُلْ يَا أَبِي
حَقَّقَ طُمُوحَ الأُمْنِيَّةِ
أَقُمْ اَلصَّلَاةَ فَوْقَ كُلِّ مَآذِنِي
بالخَوَارِس والْأَوَاشِي، بصَلَاةِ الْأَجْبَيَةِ
وَارْبُطْ حِبَالَ الدُّفّ حَوْلَ أَصَابِعِي
ضَمَّدَ جُرُوحِي بِالْآيَاتِ اَلشَّافِيَةِ
زَمَّرَ بِدَهْشٍ وَقْتِ مُرِّ تَحَزُّنِي
واجْعَلْنِي فَوْقَ المِسْحِ ثَوْبًا، رَغَدُ اَلْحَيَاةِ اَلْفَانِيَةِ
أَوْقَدَ شُمُوعِي لَيْلَ اَلْفَيَافِي
فَالْمَسَاكِنُ في الفَنَاءِ كالْقُبُورِ اَلْبَاقِيَةِ
وَأُوْقف قِتَالاً قَدْ تَآخَى
عَصْف اَلرِّيَاحِ اَلْعَاتِيَةِ
قُلْ يَا أَبِي
حَدِّثْ غُلَامَك بِالْمَشُورَةِ اَلسَّامِيَّةِ
واِذْرَرْ اَلرَّصَانَةَ فَوْقَ رَأْسِ مَنَاكِبِيِ
تَذْهَبَ حَيَاتِي فِي خُطًى مُتَأَنِّيَةٍ
تُلَمْلِم اَلْأَطْرَافَ ثوبا مِنْ شِبَاكِ اَلْعَنْكَبِ
تَنْجُو مِن مِنْشَار سَهْمِ اَلطَّاغِيَةِ
تَتَنَفَّسُ اَلْعُمْرَانَ فِي رِئَاتِ مَرَاكِبِيِ
تَتَفَاءَلُ اَلسَّاعَاتُ حَتَّى آخِر ثَانِيَةٍ
سَقَطَتْ قَتِيلَة بَعْدَ دَهْسِ اَلْأَزْمُن
كاَلْهَمِّ آنَس فِي البُيُوتِ اَلْخَالِيَةِ
وأُدِيرَ ظَهْرِي لِلْقُصُورِ غَيْرِ مُؤَمَّنِ
اِنْسَلَخَ كَالْفِرَاشِةِ مِنْ حِضْنِ شَاهِقِ أَبْنِيَة
أَمَدُ الجَنَاح وكَأَنِّي أَتَثَاءَبُ في صَبَاحٍ مُغْيِمٍ
وَأَطِيرُ نَحْوَ قُوُتِ يَوْمِي سَاعِيَة
#صفوت_سابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟