أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 17:36
المحور:
الادب والفن
ترجمة: أحمد رباص
في سيناريو يستحضر بعثا سينمائيا، تخرج السينما المغربية من ماضيها المظلم لتتألق من جديد. وبعد أن كانت في حالة احتضار، بدأت هذه الفضاءات الفنية تعيد اختراع نفسها بفضل الشراكات الجريئة والتقدم التكنولوجي الذي يعيد اختراع التجربة السينمائية. ولكن وراء سحر تعدد الإرسال الحديث تكمن حقائق معقدة وتحديات جوهرية يجب على الصناعة التغلب عليها للحفاظ على هذا النهضة.
- إعادة التوزيع والابتكار التكنولوجي
تقع المجمعات السينمائية الحديثة في قلب هذه النهضة السينمائية في المغرب. وقد أدت الشراكات الاستراتيجية بين كبار الفاعلين، مثل موروكو مول وسينيرجي، إلى ظهور مجمعات سينمائية مجهزة بأحدث التقنيات. أصبح الآن عرض الأفلام في إعدادات جمالية ومريحة حقيقة واقعة، مما يوفر للمشاهدين تجربة غامرة غير عادية.
وتأتي هذه التطورات نتيجة للتحديث التشريعي ورغبة وزارة الشباب والثقافة والاتصال في تحويل قطاع السينما إلى صناعة مربحة.
- رياح من التفاؤل
لا يقتصر نشاط السينما المغربية على مسارحها الحديثة. ويظهر الجيل الجديد في المدن الكبرى، خاصة الدار البيضاء والرباط، انجذابا متزايدا للفن السابع. وساهمت الأفلام المنتجة ذاتيا، رغم إمكانياتها المحدودة، في بث حياة فنية جديدة في السينما بالمغرب. ورغم أن عدد القاعات السينمائية ما يزال متواضعا، إلا أن جودة الإنتاج المغربي وإبداعه جذبت الاهتمام على الساحة الدولية.
لكن نهضة السينما المغربية لا تخلو من العثرات. لقد أثر الانخفاض المستمر في السينمائية والمنافسة من منصات البث المباشر على الصناعة بشدة. ويسلط الإغلاق التدريجي لدور السينما، خاصة في المناطق القروية، الضوء على الحاجة إلى اتخاذ تدابير فعالة لوقف هذا النزيف.
في مواجهة هذه التحديات، أبدت الحكومة المغربية رغبة في تنشيط صناعة السينما. وافق مجلس المركز السينمائي المغربي على إحداث لجنة مشتركة تضم الوزارة ومهنيين من قطاع السينما، تهدف إلى التعرف على تحديات القطاع وتشجيع الاستثمارات في هذه الصناعة الواعدة.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف إعادة تقديم اليوم الوطني للسينما إلى إحياء الشغف بالسينما وإشراك المواطنين بشكل أكبر.
للإشارة كشف تقرير للمركز السيتمائي المغربي أن الإنتاج السينمائي المغربي يشهد ازدهارا رغم التحديات. في سنة 2022، تم إنتاج 25 فيلما روائيا، استفاد 13 منها من سلف على إيصالات ما قبل الإنتاج. وغزت الأفلام المغربية شباك التذاكر الوطني والدولي بحصة تزيد على 35% من إجمالي الإيرادات سنة 2022. إضافة إلى ذلك، احتضن المغرب عددا كبيرا من الإنتاجات الأجنبية، مما عزز سمعته كموقع تصوير جذاب.
- حو مستقبل مشرق
وهكذا، يعكس كل ذلك التزاما قويا بالفن والثقافة. كما تدل دور السينما الحديثة والمبادرات الحكومية ونجاحات شباك التذاكر على صناعة تمر بمرحلة انتقالية. ورغم استمرار التحديات، يبدو الالتزام تجاه صناعة السينما المغربية أقوى من أي وقت مضى. بفضل الاستثمارات والابتكار والمشاركة العامة النشطة، يواصل المغرب كتابة صفحة جديدة ومثيرة في تاريخه السينمائي.
المصدر: https://fnh.ma/article/actualite-culturelle/cinema-marocain-Developpement-defis-perspectives
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟