أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السوادي - ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#6














المزيد.....


ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#6


محمد السوادي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 06:03
المحور: الادب والفن
    


أخذنا في الحلقة السابقة الليل وما يحمله من معان في تراتيل أنثى ، ولم تكتف شاعرتنا بإبراز الليل كسمة لوقت الوحدة والألم بل نراها تزيد من التركيز على ما بعد الغروب بوقت جديد هو (( المساء )) والمساء عادة مرتبط بوقت متأخر نسبيا وهي تربط هذا الوقت بعدد من الأحداث التي تكاد تكون من الدراما المشهدية وهو يعد من احد الاساليب الادبية في التكرار والاطناب في ذكر هذا المشهد الذي يسري على ما بعد الغروب .
ان هذه المساءات تحمل أحداثا ارادت الشاعرة كعادتها ان تلفها بنوع من الرمزية فهي ترى هذا المساء في احدى طلاته عليها بذلك المساء الذي تناغيها فيه ذكريات قريب ما ؟؟؟ بل من المؤكد انه قريب جدا !!! على قلب شاعرتنا حيث كانت تقضي تلك الأوقات معه :

ناغى قلبي
مساءات وجدك
( مقطع من القصيدة 22 تسول )

وهذا المقطع يشابه الى حد بعيد قولها :

ساترنمك اغنية
في كنف الليل
( مقطع من القصيدة 16 اليه )

فهي تجعل من هذا ( القريب ) مناغيا يسليها لتقضي هذه الأمسية معه ، وهذه إحدى المشاهد التي تجعلها الشاعرة معبرة عن احد المعاني وهو معنى يكاد يكون قريبا من المتأمل .
وهذا المساء كما يحمل معه ذلك الوجد الذي يناغي قلب فاطمة الفلاحي الا انه لا يخلو من امور اقتضبت الشاعرة في ذكرها بل ارادت ان تمر منها سريعا رغبة منها بنسيانه وهي تتناسى بمساءات وجد ( القريب ) فهي ترغب من اعماق قلبها بهذا السلو ، انها احدى القصص المؤلمة التي تشير اليها شاعرتنا :

وخيانة المساءات
( مقطع من القصيدة 8 عطاياي )

فالخيانة قد ارتبطت بعدد من الأمسيات فهي لم تقل ( وخيانة المساء ) لان العبارة الأخيرة لا تدل على معنى واقعي بل العبارة الاخيرة دالة على معنى رمزي ، ولكن عبارتها صريحة بتكرر خيانة واقعية من المقربين اليها وايا يكن هذا القريب، المهم انها خيانة آلمت هذا القلب الرقيق مما جعله يترنح في تيهه ويبدي لها الامور بصيغة المجهول الذي اغتالته احدى الايادي الخفية في هذه المساءات الجارحة والتي لا تستطيع شاعرتنا ان تلملم جراحها وتنسى ما حدث بل يزيد في شعورها بالالم مضافا لما مرت به من آلام وأحزان ووحدة وفراق وبين هذه الاحداث لا تجد الشاعرة بدا من ان تقول :

تتمردني المساءات
( مقطع من القصيدة 3 بين نفسي ونفسي )

وكما حدث لشاعرتنا مع الليل يحدث ويتكرر مع المساء فها هي مساءات الشاعرة مساءات متمردة قاسية لا تسيطر الشاعرة عليها بل يكون المساء هو السيد المطلق على فاطمة وهو صاحب الامر والنهي عليها فاذا به قنبلة تحطم هذا الكيان الحالم الممتزج بتلك الانوثة الغضة

تتشظى بها احلامي والمساءات
( مقطع من القصيدة 19 سفر الاحزان )

انها شظايا الغدر والالم ، الوحدة وتلك الاغنيات والوجد المحمول بين ثنايا تلك الروح التي كتي عليها ان تجعل من خيالها عالما برمته لا يشاركها فيه احد الا نفسها عزلة فرض عليها الحدث ان تتقوقع فيها ، وان تجعل من نفسها شرنقة تابى التفتح .
فالزمن عند فاطمة الفلاحي رمز لهذه المعاناة التي ارتبطت بعدد من الاحداث وهي قد استخدمت عواطفا واخيلة جمة لتصل بنا الى نفسها عبر اختيار الشكل المناسب الذي وفقته لخدمة المعنى .
وهكذا وجدنا المساء تتخيله الشاعرة كمارد وهو من التشبيهات البليغة، وكانها باسلوبها التصويري تجعل من هذا المساء كائنا مشخصا كداب كبار الشعراء...
ونسال : وما نهاية تلك المساءات يا شاعرة ؟؟
فتجيبنا بلا تردد

احمل الروح
صوب انتهاء المساءات
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

ويا له من مشهد رائع في شكله مؤلم في معناه ، انك ترى من ذلك الكيان الرقيق وهو يحمل تلك الروح الشفافة ، مستسلما لذلك المارد ، ويقدم اليه اعز شيء انها روح الشاعرة ، التي لم يكن بامكانها سوى الاستسلام.
لقد نجحت فاطمة الفلاحي في خلق جو مشحون بالعاطفة ومملوء بالخيال من خلال ما استعرضناه من مقاطع .
وهل انتهت الازمنة عند شاعرتنا ؟
كلا أيها المتأمل ، بل انتظرنا في الحلقة القادمة لنتعرف على الفجر في تراتيل انثى فهو وقت يبدو فيه ان الناس نيام مستغرقون في رؤاهم .
وشاعرتنا ليست منهم !!!



#محمد_السوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#5
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#4
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#3
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#2
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى_فاطمة الفلاحي))#1
- غيتار ليل
- أنا الأمواج
- على شفا حرف
- بوح مؤجل
- مسافات شوق
- شهادة إبداعية لرويتنا ((جدران هاربة))-الدكتور:عوض بديوي
- سراب يقتات الكلم
- صوت المطر
- اُرْسُمِينِي لَوْحَةَ
- عصفورتي
- متاهات غروب
- فيضك المتعسّر
- أنا الذّكْرى
- بكاء العواصف
- الجملة الشعرية وتماسكها عند الشاعر محمد السوادي - رجب الشيخ


المزيد.....




- أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
- بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السوادي - ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#6