|
- الخَيار الامني العسكري الميليشياوي- في مواجهة تحدّيات الربيع السوري!
نزار فجر بعريني
الحوار المتمدن-العدد: 8032 - 2024 / 7 / 8 - 12:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بخلاف أضاليل الدعايات الأمريكية/ الإيرانية وتوابعهم في منصّات وأقلام المعارضات، التي عملت على إخفاء حقائق طبيعة الصراع ( "مؤامرة أمريكية" تستهدف تفكيك محور المقاومة- " تراخي و انسحاب أمريكي" ، واستغلال إيراني روسي لحالة الفراغ للقفز على المنطقة في سياق صراع و " صعود قطبي روسي / صيني "!!) وأهدافه في قوى الخَيار العسكري، خاصة ، الولايات المتّحدة الأمريكية، جميع وقائع الصراع تقول أنّ القرار الإستراتيجي بمواجهة حراك شعبي سلمي بات محتملا في ضوء " انتصارات " الربيع المصري، ومنع صيرورته ثورة ديمقراطية وطنية بأدوات وأذرع ونهج الخَيار العسكري الميليشياوي، كان قد اُتخذ قبل منتصف آذار ٢٠١١ ،وقبل انطلاق الاحتجاجات في دمشق ودرعا( كما اكّد " سماحة السيد، في مقابلات حصرية مع " بن جدو ١)، بما يضع جميع إجراءات الردع اللاحقة في إطار المرحلة الأولى من " الخَيار الأمني العسكري الطائفي" ، بين ربيع ٢٠١١ ومنتصف ٢٠١٢، وشملت مواجهات النشاط السلمي بوسائل أمنية، وجهود توريط الجيش السوري في الصراع السياسي ، والتحريض الإعلامي الطائفي، القطري والسعودي ... ، والسياسي الأمريكي، لتأجيج الصراع ، ودفع جميع الأطراف الى التشدد،وتعزيز خطوات وجهود التطييف والميلشة والعسكرة الداخلية التي قدتها سلطة النظام ،تكاملا مع جهود تفشيل مسارات تسوية سياسية كانت ممكنة خلال ربيع وصيف ٢٠١١، قادتها " المجموعة العربية "، وبرز خلالها " غياب " الدور العملي الأمريكي الفعّال الداعم " لجهود التسويات، وتكاملت مع جهود تفشيل مبادرات نخبوية لتشكيل قيادة سياسية وميدانية للحراك، و جسم سياسي وطني ديمقراطي معارض ، خاصّة من خلال تكامل جهود فرنسية أمريكية وقطرية تركية لتصنيع مؤسسات معارضة غير وطنية ، ترتبط بأجندات تلك الدولة ، وكانت النتيجة الأكثر خطورة على طبيعة الحراك ومآلاته سعي الجميع لدق اسفين في وحدة الصف الوطني "العربي / الكردي" ، عبر دعم خطوات تشكيل مجلسين وطنيين متنافسين - سوري وكردي ؛ وقد كان من الطبيعي أن يؤدّي تكامل جهود الجميع إلى تغيير طبيعة الصراع. من جهة أولى ،نجحت الجهود في تحويل جمهور الحراك و حواضنه الاجتماعية الى " مجاهدين " ، وفي تحويل نخبه الانتهازية في تيارات واحزاب وشخصيات اليسار القومي والشيوعي ، والأخواني ، إلى" موظفين" و " سماسرة" لدى أصحاب اجندات الحرب في الداخل والخارج ، وقد صبّت كل تلك الجهود وما نتج عنها في خدمة تحقيق أهداف استراتيجية أمريكية إيرانية مشتركة : قطع صيرورة الحراك ثورة ديمقراطية وتفشيل مقومات الدولة السورية، سعيا من أجل توفير افضل شروط تقاسم السيطرة الجيوسياسية، على غرار الحالتين اللبنانية والعراقية ....وهذا ما حصل في نهاية ٢٠١٩، وكان يمكن أن تتحقق أهداف " الشراكة " بنسبة مئة بالمئة ، لولا وجود العامل التركي !! لقد شكّلت المرحلة الأخطر في تفشيل جهود الحل السياسي الذي كان يمكن لنجاحها أن يوقف مسار الخَيار العسكري، ويدفع الصراع على مسار خارطة طريق انتقال سياسي، ما حدث في تكامل جهود إيرانية ميدانية ، وأمريكيّة روسية ، سياسية ودبلوماسية، بين شباط وتموز ٢٠١٢ ، ( إسقاط " خطّة السلام العربية الثانية في مجلس الأمن ٤ شباط، بالتنسيق مع روسيا ، و " اغتيال قادة الجيش في خليّة الأزمة في ١٨ تموز )، وباتت أخطر أسباب و مقدّمات دفع الصراع على مسار الخَيار العسكري ، الذي استمّر بمراحله الحربية الرئيسية حتى آذار ٢٠٢٠ . لقد وفّرت المرحلة الثانية،( بين منتصف ٢٠١٢/ ٢٠١٤ التي تصارعت فيها ميليشيات الثورة المضادة على السلطة، بدعم إيراني وخليجي، ومساندة لوجستية ؛تحكّم عسكري أمريكي، وغطاء سياسي روسي ، وما نتج عنها من سيطرة ميليشيات قوى الثورة المضادة على كامل مساحة سوريا) شروط تفشيل الدولة، مع " الحفاظ على سلطة النظام الشريكة،" واستمرار شرعيتها الدولية ، وبناء أبرز ميليشات الثورة المضادة،( حصول ميليشيات " حماية الشعب " على" الشرعية الكردية "، وسيطرة جغرافية واسعة في محافظات الحسكة وحلب، إضافة إلى سيطرة واسعة ل"ميليشات الجولاني وحصولها على " حصة " )، بالإضافة إلى البيئة العسكرية والسياسية والدعائيّة المناسبة لتدخّل جيوش الولايات المتّحدة وتحالفها الدولي خلال ٢٠١٤، وروسيا ٢٠١٥ ، وذلك لاستكمال خطوات تحقيق الأهداف السياسية الاستراتيجية الأمريكية الإيرانية في أداة " الخَيار العسكري" ؛ المرحلة الثالثة،(بين منتصف ٢٠١٥ - وربيع ٢٠٢٠ - مرحلة حروب إعادة توزيع الجغرافيا السوريّة إلى حصص ومناطق نفوذ، قادتها الولايات المتّحدة بالتنسيق المباشر مع روسيا، وفي مواجهة تركيا والسعودية ، وبأذرع قوى الثورة المضادة الرئيسية - الطائفية والقسدية ، وقد كان أخطر نتائجها ، بالإضافة إلى إعادة سيطرة الميليشيات الإيرانة عل ما بات " سوريا المفيدة "، خلق مواقع ارتكاز لميلشيات متصارعة، مرتهنة لقوى الإحتلال ، سيطرت على مناطق شاسعة في الجزيرة وشمال شرق وغرب سوريا، تبلورت لاحقا في سلطات أمر واقع ، إلى جانب سلطة النظام ،برز فيها سلطات " قسد" على مناطق احتلال تشاركي أمريكي إيراني وروسي، و " الجيش الوطني " على مناطق احتلال تركي ، و " الهيئة " ، كذراع مشترك ، يعمل لصالح الجميع)، التي صنعت جهود قواها ، وما نتج عنها من وقائع الشروط الموضوعية والذاتية لإطلاق المرحلة الرابعة من الخَيارالعسكري في مطلع ٢٠٢٠؛ المرحلة الرابعة ، هي مرحلة التسوية السياسية - انطلقت صيرورتها بعد توقيع اتفاقيات ٥ آذار بين الرئيسين التركي والروسي وإعلان واشنطن الانتصار التاريخي على داعش ، و وقد واجهت مساراتها خيارين متناقضين : أ-المسار الأمريكي، الذي يقوم على قاعدة خطط RAND الأمريكية، وتقوم بشكل عام على آلية تحقيق إجراءات الوصول الى إعتراف متبادل و تهدئة مستدامة بين سلطات الأمرالواقع، تشرعن سوريّا واقع الحصص ، وتسمح بإعادة التأهيل على الصعيد السوري، والتطبيع إقليميّا، وتتمحور أمريكا حول هدف تأهيل سلطة قسد .(٢) ٢ المسار التركي والروسي والسعودي ، الذي يقوم على آليات مسار جنيف ومخرجات اللجنة الدستورية للوصول إلى تسوية شاملة، تعترف بمصالح الجميع في ضوء وقائع السيطرة الجيوسياسية. تناقض أهداف وإجراءات هذا المسار مع هدف الولايات المتحدة الاستراتيجي تأتي في كونه يتضمن في الإجراءات، ويؤدّي في النتيجة ، إلى تفكيك سلطات الأمر الواقع وفي مقدمتها قسد ، لصالح سلطة مركزية موحّدة . تؤكّد جميع التطورات اللاحقة في مرحلة منذ نهاية ٢٠١٩ حقيقة أنّ ما حصل و يحصل طيلة السنوات الثلاث التالية، سواء على صعيد المعارك الكبيرة أو الصغيرة بهدف تثقيل موازين القوى السياسية، وتحسين الشروط التفاوضية، وانتزاع أفضل الحصص ووسائل التأهيل الممكنة، أو على مستوى خطوات وإجراءات تأهيل سلطات الأمر الواقع، وإعادة تأهيل سلطة النظام، أو تعثّر إجراءات تأهيل ميليشات مناطق السيطرة التركية،على واقع العامل الأمريكي المسيطر ، والمتحكّم في المآلات ، الذي يرتبط مباشرة بأهداف و بآليات تنفيذ التسوية السياسية الأمريكية . في طبيعة التسوية السياسية! في صيرورة الخَيار الامني العسكري الميليشياوي بين ربيع ٢٠١١و نهاية ٢٠١٩ ، المرحلة الثالثة والأخيرة هي مرحلة التسوية السياسية ، وقد انطلقت صيرورتها بعد توقيع اتفاقيات ٥ آذار بين الرئيسين التركي والروسي وإعلان واشنطن الانتصار التاريخي على داعش ، وقد واجهت مساراتها في مصالح وسياسات القوى التي تورّطت في حروب المرحلة الثانية من الخَيار العسكري خيارين متناقضين : أ-المسار الأمريكي....الذي يرتكز سياسيا على رؤى واستنتاجات مشروع RAND الأمريكي، ويسعى في هدفه الرئيسي إلى الوصول بسلطات الأمر الواقع الى حالة إعتراف متبادل و تهدئة مستدامة ، تشرعن وجودها سوريّا، وتفتح أبواب التطبيع الإقليمي والدولي بما يمكّن كانتون قسد بمقومات الكيان السياسي المستقل، ويجعل منه قاعدة ارتكاز أمريكية دائمة(٢). ٢ المسار التركي والروسي والسعودي ...، الذي يقوم على آليات مسار جنيف ومخرجات اللجنة الدستورية للوصول إلى تسوية شاملة، تعترف بمصالح الجميع في ضوء وقائع السيطرة الجيوسياسية. تناقض أهداف وإجراءات هذا المسار مع هدف الولايات المتحدة الاستراتيجي تأتي في كونه يتضمن في الإجراءات، ويؤدّي في النتيجة ، إلى تفكيك سلطات الأمر الواقع وفي مقدمتها قسد ، لصالح سلطة مركزية موحّدة. تؤكّد جميع التطورات اللاحقة في مرحلة منذ نهاية ٢٠١٩ حقيقة أنّ ما حصل و يحصل طيلة السنوات الثلاث التالية، سواء على صعيد المعارك الكبيرة أو الصغيرة بهدف تثقيل موازين القوى السياسية، وتحسين الشروط التفاوضية، وانتزاع أفضل الحصص ووسائل التأهيل الممكنة، أو على مستوى خطوات وإجراءات تأهيل سلطات الأمر الواقع، وإعادة تأهيل سلطة النظام، أو تعثّر إجراءات تأهيل ميليشات مناطق السيطرة التركية بفعل العامل الأمريكي المسيطر ، والمتحكّم في المآلات ، الذي يرتبط مباشرة بأهداف و بآليات تنفيذ التسوية السياسية الأمريكية . في أبرز سمات التسوية السياسية الجارية ! ١هي "تسوية سياسية أمريكية" ، لانّها تعمل في هدفها المركزي على تأهيل سلطة قسد، وتحويلها إلى إقليم يملك جميع مقوّمات الاستقلال . ٢ هي تسوية سياسية أمريكية لانّها تتوافق مع هدف الولايات المتّحدة المركزي تجاه عواقب الصراع على سوريا الذي تفجّر في أعقاب حراك ربيع ٢٠١١، الساعي إلى بناء قاعدة ارتكاز وتحكّم أمريكية ، تعزز قواعد السيطرة الإقليمية. ٣ هي تسوية سياسية أمريكية لأنها تقوم على أرضية رؤى واستنتاجات ومسارات مشروع سياسي أمريكي خاص ، و تتعارض مع مقاصد وخطوات وإجراءات مسار جنيف ، ومحطّة اللجنة الدستورية ، وما تسعى إليه من توافق بين حكومة النظام والمعارضات على إقامة حكومة " تشاركية " وتقاسم للسلطة والنفوذ. ٤ -إذا يبيّن الهدف الرئيسي والقاعدة النظرية للتسوية طابعها الأمريكي ، فإن آليات التنفيذ تكشف طبيعتها " الجزئية "! هي تسوية سياسية جزئية في طبيعة آليات التنفيذ ، التي يتطلّب نجاحها تقاطع المصالح بالدرجة الأولى مع سلطة النظام السوري الإيراني، رغم تعارضها مع مصالح تركيا وروسيا ( وإسرائيل) والسعودية !! فخطوات وإجراءات وأدوات شرعنه وجود سلطة قسد وتأهيلها، وتمكينها استراتيجيا لايمكن أن تحصل في مواجهة مع سلطة النظام السوري، بل و دون توافقات مع سلطة النظام بالدرجة الأولى ( وهذا ما أكّده السفير فورد في نصائحه لقيادة قسد)، وهو العامل الذي حدد طبيعة معادلة التأهيل المتزامن للسلطتين : مقايضة خطوات وإجراءات تأهيل قسد بما يوازيها لإعادة تأهيل سلطة النظام، بما يؤدّي عمليا إلى علاقة طردية بين تقدّم إجراءات التأهيل على المسارين . بمعنى ،اشتراط دعم الولايات المتّحدة لإجراءات إعادة تأهيل سلطة النظام بما تقدّمه من تسهيلات ودعم لتقدّم إجراءات تأهيل قسد ؛ وهذه الآلية الأمريكية تكشف طبيعة أوراق الضغط التي يقدّمها الكونغرس للإدارة ....قانون قيصر ...وغيره وإذا .كانت قد تتقاطع آليات تنفيذ التسوية السياسية الأمريكية مع مصلحة سلطة النظام ، فقد تعارضت مع مسارات وسياسات و أهداف روسيا وتركيا بالدرجة الأولى، لاّنّها تؤدّي في السياق والصيرورة إلى تجاهل المصالح الحيوية التركية في تفكيك قسد ، ولانّها تؤدّي في السياق والصيرورة إلى تثبيت وشرعنة الوجود الإيراني في مناطق سيطرة سلطتي النظام وقسد ، على حساب مصالح أنظمة روسيا و" إسرائيل " والسعودية !! مما لاشك فيه انّ الطابع الجزئي للتسوية الأمريكية يضعها في تناقض مع أهداف وإجراءات مسار جنيف ، ويكشف طبيعة التحدّيات التي واجهتها في سياسات ومصالح تركيا وروسيا و" إسرائيل "! جميع تلك العوامل تفسّر ما حققته إجراءات التأهيل المتزامن من نجاحات- حوّلت كانتون قسد إلى " إقليم شمال وشرق سوريا" الديمقراطي، وأوصلت سلطة النظام إلى مرحلة "الأمن الاستراتيجي"- وما واجهته من عقبات في سياسات الدول المتضررة- تركيا و" إسرائيل " و " روسيا ، كما تفسّر بشكل خاص ما تواجهه سياسات النظام التركي السورية من تحدّيات ، يسعى لمواجهتها عبر محاولات الوصول إلى صفقة تسوية شاملة مع النظام السوري، برعاية روسية! ------------------------------------------ (١)- التخطيط الاستراتيجي، هو جميع التفاصيل، وتحديد الاستراتيجيات الممكنة، والسيناريوهات المحتملة، وتوقع المخاطر، ووضع الحلول البديلة. فكل خطوة مدروسة تساهم في تجنب الأخطاء وتحقيق التقدم المنشود. فإذا كانت قد وُضعت "خطّة مسبقة" على مستوى النظامين السوري والايراني لمواجهة تحدّيات حراك سوري محتمل في ضوء تصاعد أحداث "الربيع العربي "، فهل يُعقل أن تغيب "الخطّة" عن سياسات السيطرة الإقليمية الأمريكية، (المستمرة بشكل متواصل ودؤوب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان أكثرها تماسكا من حيث الأهداف والأدوات ما حصل بعد منتصف سبعينات القرن الماضي) آخذة بعين الاعتبار القصوى طبيعة "خطط" القوى المعنية مباشرة بالصراع، واحتمالات تأثيرها المباشر على مسار الأحداث ؟ يقول سماحة السيّد، في سياق حديثه عن، "إنجازات" الراحل "الحاج"، الجنرال " قاسم سليماني" قائد فيلق "القدس"؛ اهمّ أذرع "الحرس الثوري الإيراني" في المنطقة، وسوريا: 《... بالظبط في اليوم الثاني الذي أعلن فيه "حسني مبارك" استقالته، والفرحة العامرة التي حصلت في ميدان التحرير، وفي كل العالم العربي . ثاني يوم، كان الحاج قاسم سليماني في الضاحية ...... اليوم الثاني لانتصار الثورة المصرية، وإسقاط حسني مبارك. الحاج قاسم كان يقول انا سعيد للشعب المصري، لكن انا قلق. قلت له لماذا؟ قال انا أشعر أنّه فيه مشروع كبير في المنطقة، والأمريكان عم بيغيروا جماعتهن، وركبوا على مسار الثورات الشعبية، وبحجّة الربيع العربي، والشعارات المطروحة، في تونس ومصر، سيستهدفون الأنظمة، والدول، والقوى الداعمة للمقاومة، ويصفّوا حساب إله علاقة بإسرائيل، مله علاقة بالشعوب. وأعني، بالتحديد، سوريا. الذي تنبّه إلى الخطر القادم على سوريا، ومبكّرا، هو الحاج قاسم.》《 في ذلك الوقت، أنا ذهبت للرئيس الأسد، وقلت له، كان يوجد نقاش مع الحاج، والحاج جاي من إيران، والاخوان عندهم تقدير للوضع. لذلك نحن جايين ننقل لك هذه الصورة، تنين، أن نقترح انّه القيادة السورية، والنظام، والدولة، الكلّ، يكونوا جاهزين لاستيعاب هذا الوضع. "لنفترض انّ "التخطيط: بدأ من هنا ، في أعقاب زيارة السيد حسن نصر الله، فهل يمكن فهم أهدافه وأدوات تحقيقها ؟ هل تخرج الخطط عن سياقات ما حصل لاحقا من جهد داخلي لدفع الصراع على مآلات العنف الطائفي الميليشياوي؟ هل تعارضت الآليات ، بغض النظر عن الأهداف، و النتائج والانجازات مع آليات أصحاب مشاريع السيطرة الأخرى، التي تنافس أصحابها مع خطط المواجهات السورية الإيرانية، خاصة على الصعيد الإستراتيجي الأمريكي ؟ لقد ظهرت أبرز إنجازات التخطيط في نقل مركز ثقل الثورة من دمشق إلى درعا ، كخطوة رئيسية على خارطة طريق تطييف الصراع، ودفعه على مسارات الخَيار العسكري، وقد غفل جميع الباحثين أهمية ذاك الحدث. في ١٥ آذار ، وتجاوبا مع نداءات " افتراضية " للخروج في مظاهرات سلمية ، تطالب بالإصلاح السياسي ، وتشكّل في سياق نضال النخب السياسية والثقافية السورية مرحلة جديدة في مسار النضال الديمقراطي الذي بدأ منذ ٢٠٠٠، وحصلت على طريقه محطات نوعية ، شكّل أبرزها ٢٠٠٥. (٢)- لقد كذّبت نتائج وسياق صيرورة " الخَيار الأمني / العسكري/ الميليشياوي " في مواجهة استحقاقات حراك ربيع ٢٠١١ ،وما صنعته حروب قواه الخارجية وأذرعه في ميليشيات السلفية الجهادية من وقائع سيطرة جيوسياسية وتغيير ديموغرافي رواية الإيرانيين، ودعايات واشنطن ، وعرّت ما سوّغته من أكاذيب ،لتغييب أبرز حقائق الصراع التي تمثّلت في طبيعة الأهداف الاستراتيجية وآليات تنفيذها : أهداف الولايات المتّحدة الاستراتيجية في مراحل الخَيارالعسكري المتعاقبة، وفي صيرورته ، وتكامل آليات تنفيذها مع أهداف وجهود النظام الإيراني السوري ،الساعية إلى هزيمة مسارات التغيير السياسي ،شكّلت العامل الخارجي الحاسم في إطلاق مشروع " الخَيار العسكري الطائفي وما نتج عن مراحله في نهاية ٢٠١٩ من تقاسم السيطرة الجيوسياسية، وأوصلت السوريين ومقوّمات الدولة الى مستوى التفشيل الشامل ...وهو الاستنتاج الذي تؤكّد موضوعيته النتائج الواقعية لنهاية مراحل الحل العسكري نهاية ٢٠١٩، وطبيعة أهداف مرحلة التسويةالسياسيةالأمريكية اللاحقة : فقد حصل النظام الإيراني على أكبر الحصص، وشريكه الأمريكي على أفضلها، واستطاعت تركيا ، بفعل عوامل القوّة الذاتية الإقليمية أن تفرض حصّتها في سياق حروب إعادة توزيع السيطرة الجيوسياسية، على شريط " منطقة آمنة " على حساب حصص الشريكين اللدودين، بينما لاتزال " إسرائيل " " تقاوم" خطوات وإجراءات مشروع التسوية السياسية الأمريكي/ الإيراني بهجمات عدوانية طيلة سنوات . المرحلة الأكثر تجاهلا وتغييبا وتضليلا في رؤى وقراءات " نخب المعارضات " هي التي استهلتها أحداث نهاية ٢٠١٩ ومطلع ٢٠٢٠، حين انتهت المعارك الكبرى في حروب إعادة تقاسم الحصص لصالح أهداف مشروع السيطرة التشاركية الأمريكية الإيرانية، وأطلقت سلسلة من الاتفاقيات "الروسية التركي الإيرانية"، خاصة "معاهدة" ٥ آذار بين الرئيسين التركي والروسي، في تزامن مع إعلان الولايات المتحدة هزيمة داعش ونهاية الحرب، مرحلة التسوية السياسية الأمريكية الجزئية.
#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في أبرز سمات التسوية السياسية الأمريكية الجارية في سوريا .
-
هدف الولايات المتّحدة الاستراتيجي في صيرورة الخَيار العسكري
...
-
هدف الولايات المتّحدة الاستراتيجي في حيثيات ومراحل - الخَيار
...
-
انتصار حماس السياسي من منظور معادلات السيطرة الإقليمية الأمر
...
-
في طبيعة الانتصار الحمساوي. الجزء الثاني.
-
طبيعة انتصار حماس ، و معادلته في سياسات واشنطن!
-
هل تؤدّي جهود واشنطن السياسية والدبلوماسية إلى بقاء سلطة حما
...
-
حماس ، وقطار الهُدَن الأمريكي!
-
قراءة في دوافع المواقف الاخيرة من سياسات القوى المتورّطة في
...
-
في أسباب مأزق الحركة السياسية القومية الكردية وطبيعة المخرج
...
-
في هموم - النكسة - المتجددة، بتواصل عوامل السياق!
-
في أسباب المأزق التاريخي للحركة السياسية الكردية السورية، وط
...
-
الصراع في فلسطين المحتلّة، بين البيانات والوقائع!
-
القمة العربية ٢٠٢٤، حيثيات واستنتاجا
...
-
دراسة في أربعة أجزاء في أسباب مأزق الحركة السياسية الكردية ا
...
-
الوعي السياسي والثقافي العَلماني الديمقراطي في مواجهة تحدّيا
...
-
- تكوين -، و - إيه الحكاية؟ -!
-
هل باتت القضية السورية أمام مفترق طريق جديد ؟
-
في الذكرى السنوية لميلاد كارل ماركس.
-
في- ديمقراطية - العم سام !
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|