أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - القصة القصيرة حديث المصعد، أو القصة في دقيقة..














المزيد.....

القصة القصيرة حديث المصعد، أو القصة في دقيقة..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8032 - 2024 / 7 / 8 - 05:32
المحور: الادب والفن
    


حديث المصعد (Elevator Pitch): هو حديث سريع يصف باختصار فكرة أو حكاية بحيث يتم توضيح مفهومها أو طريقة عملها ليفهمها المستمع خلال فترة زمنية قصيرة تشبه مجازياً الزمن اللازم لصعود المصعد من الطابق الأرضي إلى الطابق المقصود. (راجع مجلة هارڤرد بيزنس ريفيو وصفحتها على فيسبووك).
عادة ما يشار إلى هذا المفهوم عندما يتحدث رواد الأعمال عن شركاتهم للمستثمرين المنشغلين على الدوام بحيث تصلهم الفكرة الرئيسة حولها خلال زمن قصير.
لقد قمنا من جانبنا بتحويل هذا المفهوم ونقله من حقله الاقتصادي ضمن ما يسمى بإدارة الشركات، إلى نوع سردي وجيز وأطلقنا عليه اسم "القصة القصيرة حديث المصعد"، Elevator Story أو "القصة في دقيقة"، حيث يمكن الاستفادة من المفهوم الوارد أعلاه لاجتراح قصص قصيرة لا تتجاوز مدة الدقيقة الواحدة في زمنها لو تم القاؤها بصوت عال.
من خلال تكييف حديث المصعد إلى نوع من قصة قصيرة موجزة، يمكننا تحويل التفاعل المختصر إلى تجربة سردية قد تختلط بالشعر، قصيدة النثر تحديدا، لتبقى في الذاكرة ويكون لها التأثير الكبير المنشود.
توجد عدة قصص تدور حول أصل المصطلح "حديث المصعد"، من بينها قصة الصحفي مايكل كاروسو (Michael Caruso) الذي كان يعمل محرراً في مجلة فانيتي فير (Vanity Fair)، ويحاول على الدوام إقناع رئيسة التحرير بفكرة قصة ما ليعمل عليها، إلا أنه لم يفلح بذلك قط لأنها كانت منشغلة على الدوام وعلى عجلة من أمرها، لذلك ومن أجل الوصول إليها، لم يكن أمامه إلا البحث عن فترة زمنية قصيرة تكون فيها رئيسة التحرير غير منشغلة، مثل وقت صعودها المصعد.
من القصص الأخرى حول ظهور المصطلح؛ قصة رجل الأعمال والكاتب فيليب كروسبي (Philip Crosby) عندما ذكر في كتاب أصدره عام 1981 أنه يدرّس طلابه كيفية تعلم "حديث المصعد"، والذي يتضمن مجموعة من الأفكار التي تُشرح ضمن رحلة في المصعد مع مدير لمدة دقيقة واحدة.
صُمّم حديث المصعد في الأساس ليُستخدم في المصعد، إلا أنه قابل للاستخدام في مجموعة متنوعة من المواقف ومنها إنه يُستخدم لإثارة الاهتمام بما يفعله الفرد عبر استخدامه لإثارة الاهتمام بمشروع أو فكرة أو منتج معين، وهو طريقة رائعة لاكتساب الثقة أثناء تقديم الفرد لنفسه لمديري التوظيف وممثلي الشركات، أو لمجموعة كبيرة أثناء حدث معين. وينبغي أن يكون الحديث ممتعاً وموجزاً ومميزاً، مع الحفاظ على التواصل السمعبصري مع المتلقين.
هذا وتوجد نقاط عدة ينبغي تضمينها في قصة المصعد أو القصة في دقيقة، ومن أبرزها:
1 أن يبدأ الكاتب بتقديم شخصية قابلة للتعاطف تواجه تحديًا معينًا أو مشكلة لحلها. يجب أن تعكس هذه الشخصية جوهر فكرة المؤلف أو رسالته.
2 أيضا أن يقوم المؤلف بتحديد السياق والإعداد الزمني لقصته بشكل سريع، مع استخدم وصفات حية واقعية لإيجاد صورة عقلية تجذب المتلقي إلى النص المسرود.
3 كذلك يجب أن لا ينسى كاتب هذا النوع من القصص أن يقدم عقبة يجب على الشخصية التغلب عليها. وخلال وصف الصراع هذا، على المؤاف أن يصف كيف تتنقل الشخصية خلال التحديات، وكيف تتخذ القرارات، أو كيف تتغير بشكل يرتبط بالفكرة الأساسية.
4 وأخيرا، ورغم وجازتها، تتطلب قصة المصعد أو القصة في دقيقة أن يختم المؤلف نصه بحل للصراع الذي كان قائما في القطعة السردية، أو أن يترك للقراء فكرة أو درسا ذا معنى يعزز الرسالة الأساسية التي انتواها المؤلف قبل الشروع بتدوين نصه.
يبقى الهدف من كل ما تقدم، أن تساعد هذه التقنيات والآليات المؤلفين على المضي قدما في سبيل كتابة نصوص جديدة تتواشج في بنيتها السردية مع الأنماط التقليدية المتعارف عليها مثل القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا وقصيدة النثر وقصيدة الومضة، من جهة، وبين النصوص التي يتم انتاجها بشكل متعاظم غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي بخاصة، وعلى فضاء الإنترنت بشكل عام. أما التسميات والصفات فلا قيمة لها أمام أصالة الإبداع وابتكار الخيال والتمتع باللغة.

* ينشر المقال بالاشتراك مع موقع "الحوار المتمدن" ومجلة "كناية" الرقمية المستقلة. كل الحقوق محفوظة.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية عن الشعر والكورونا والجريمة ودونالد ترامب.. ستيفن كينغ ...
- ريلكه والفلاسفة: في العلاقة العضوية الملتبسة ما بين الشعر وا ...
- فيني، فيدي، أمافي
- ريلكه والفلاسفة: في العلاقة العضوية الملتبسة ما بين الشعر وا ...
- شوكولاتة
- سكين سلمان رشدي وتقسيم العوالم.. (2-2)
- هكذا حديث النجوم
- سكين سلمان رشدي وتقسيم العوالم.. (1-2)
- راي Raye
- إنسلال
- ثلاث عشرة قصيدة من فن الهايكو..
- اعذروا لكنتي الفرنسية
- أين ذهب ذلك -الزمن الجميل-، ومن أين أتى؟ جوليان بارنز، باريس ...
- موت مدفعي
- أغاني زرادشت
- ناقدات من تونس
- سبع قصائد من برد أبريل
- كاتدرائية رايموند كافر تحفة من الواقعية التأملية
- انفعالات
- نوال.. رواية قصيرة جدا مشتركة


المزيد.....




- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - القصة القصيرة حديث المصعد، أو القصة في دقيقة..