أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سُعُار (1)














المزيد.....


سُعُار (1)


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 8030 - 2024 / 7 / 6 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


القطار يهدر .. أسياخ الحديد تصطك أوصالُها تحت وَطْأَةِ عَربات يُسْمَعُ لها طقطقة كطقطقة تكسير العظام .. تُطْوَى مَحطاتُ آلعراء في مشهد كاب رتيب .. الأرجلُ المُتهافتةُ للسباق واللحاق تعدُو تركضُ تَعْلُو تنحني بترنح ولهاث .. والكَوْمة .. كَوْمتي تُطَوق حَقْوَيَّ الأعْجَفَيْنِ العاجزيْن في دَعة وأمان .. والكلاب .. كل بنات آوى كانت هنا في رأسي تزدردُ ما تبقى من الحَنَايَا .. سَوْرَتِي تتفاقمُ، وحقدي يُعانقُ غضبي .. الكَوْمةُ في حزمتها تنامُ تحلم بأفق قريب تنفجرُ فيه الشظايا تبتسمُ .. ها أنا قادم أيتها العاصمة التي ككل عواصم هاديسَ .. أرضٌ رَنْقَاءُ قميئةٌ لا تُنْبِتُ الا الثبور الا الجذام الا بثور البَوار .. العربات يطارد بعضُها بعضا .. أعْدُو أرْكُضُ يُلاحقني يَلحقني .. يُطْبِقُ على جزء مِنْ كَاحِلِي .. يَكشطه بشراسة .. جَرَيْتُ .. حاولتُ النجاةَ لكنه أمْعَنَ في المُطاردة .. وقفتُ صرختُ في وجهه .. عَوَى ثم أقعى .. تراجعتُ .. ألَحَّ .. تَقَدَّمَ يُهَدَّدني .. طَوَيْتُ سروالي الكاكي الى ما فوق ركبتي اليمنى .. تَرَبّصَ بي مُزَمْجِرا مُغَرْغِرا بغضب .. تقدمتُ .. هجمَ .. فَتَحَ فاه يعضني .. رفعتُ رجْلي هَويتُ بها بكل ما بقي في من قوة أَلْقَمْتُهُ إياها فراحَتْ تَجْأَرُ بين فَكَّيْهِ .. أرادَ أَنْ يجهز عليها كاملةً بلقمة واحدة، لكنها اخترقتْ حَلْقَهُ وَصَلَتْ أحشاءَه وطفقتْ تمزقها ومِنْ شدة ألمه عَقَرَ عَمُودَ الساق خرّقه فَسُمِعَتْ قعقعةُ انكسار العظم في جوفه .. وَوَلَّى مُدْبِرا وفِي فَمِهِ جزءٌ من ساقي ...
منذ هذه الواقعة الملعونة، تعلمتُ أنْ أواجهَ قَدَري دون مُواربة .. هو كذلك .. نعم .. أنا مُعَاقٌ الآنَ هنا تقتاني تكتكاتُ العقارب السوداء تلف لفائفَها القميئةَ .. يسحقني دُوَارُها السخيف الذي لا يفترُ أبدا .. مُتَخَشِّبُ البَدَنِ جامدٌ مُتَصَلِّبٌ .. لا رُوحَ في شغافي ..لا رِجْلَ لي .. بقيَّة إنسان أعرج بالكادِ يسندُ قامتَه الزاحفةَ على منسأة زمن قميئ .. لا .. لا .. أنا لستُ ضحيةَ أحد ولا أشكو أحدا .. مصيري بيدي سأعيشُه كيفما أردتُ أنا لا كيفما شاءتْ مَشيئةُ التحولات التي فعلتْ فعلَها الشنيعَ في كياني الأعجف .. سَأعْرُجُ في السماوات أنا الأعْرَجُ اليَفنُ أُخْرِجُ لساني للأوْصَاب أشتمُها .. لا أُعاني .. لن أعاني .. إني هنا قابعٌ على كرسيَّ المُتخشب أرْنُو الى أفياء المغيب ترمقني .. أراقبُ الظلالَ تُحْصِي انصرامَ اللحظات .. سأنصرفُ بدوري قريبا لكن ليس الآن .. لَمْ يحنْ الوقت بعدُ .. لازال في هذه الأنفاسِ التي أتَجَرَّعُها بقية من رَمَق يَتُوقُ الى ما وراء السحب والضباب وكثافة العُباب .. سَأهيمُ أتيهُ أَذوب في الأرضين أنا المُعتلّ المجدور المهدود أُطلق العنان لمصائري تفتك بمصائرها .. لن أبالي .. أسْيَاخُ الحديد في أوصالي تُطَوِّقُ ما تَبَقَّى من بدني .. الطريق أمامي مُمتدةٌ مُتَحَدِّيَةٌ بلا بداية بلا نهاية .. صحراءٌ كالقَدَر كالقِدْرِ يَغْلي يافوخُه في دمي .. رمالُها مُتسلطة .. تكتكاتُ عَقاربِها مرة أخرى وأخرى في أذني في دمي تصخُّ بيَبابِ رابض كالمَيشئة في روحي لا يبرحني .. أفيون يَتَجَرَّعُني يُحَفِّزُ بقايا أمْشاجي كيْ تَسْتَعِيدَ ما فضل لها من كرامة تتنفسُها أتنفسُها مُفْعَما بالحرية ثم بعدها أسيخُ أغور .. لا يهم ..


يتبع ....



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تغريبة غضبان الموغربان
- أَهْلُ آلْمَكَانِ
- The Big Boss
- اُوووووو ... هْ ... اُووووووو ...
- صَرْخَةُ آلْجُبِّ
- مَا لَمْ تَنْبِسْ بِهِ آلشِّفَاهُ
- شكاوي آلمُفَقَّرِ آلجريح
- ألَمْ يَانِ لِحِصَانِ نيتشه أَنْ ...
- اَلسَّمَاءُ تَهْمي وآلشَّذَا لَا يَفُوحُ
- لَقَدْ حَانَ حَيْنُكَ يَاااااا
- تَازَا أَرْضُ آلْمِيعَاد
- غَرْفَاسْتْ كُودْ أُرَشْتِيْغْرِيفْ
- اَلْحُفْرَة
- أَكْرَهُكَ أَكْرَهُك
- اًلْعَاقُورْ
- انتشااااء
- بين الثلج والنار
- مَاتَ اليَوْمَ فُلَان
- يَااااا
- إِنَّهَا تَسْقُطُ وَكَفَى


المزيد.....




- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سُعُار (1)