رائف أمير اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 8030 - 2024 / 7 / 6 - 08:42
المحور:
الادب والفن
كأن بينك وبينها مسافة زينونية لايمكن اجتيازها.
زينون الإيلي يقول:( إذا أردت أن تقطع مسافة فعليك أن تقطع نصفها، وإذا أردت أن تقطع النصف عليك أن تقطع نصفه، وهكذا تقطع الأنصاف بلانهاية)، فلاتصل لتمس من تحب.
كأنك واقف أمام الشمس وهي تتلألأ خلفها
يصلك ضوؤها مستفيدا من اعوجاج الزمكان، لكن بينك وبينها حرائق وانفجارات نووية.
أي ظلم أن تنشأ مسافة بينك وبين الجمال في كون يتمدد ؟
ألم تكن ملتصقا معها؟ أية سخافة اقترفت يا بك بانك ؟
تصلك صورة جمالها، ضحكتها بسرعة الضوء، لكنك لاتستطيع أن تذهب إليها.. لا تستطيع أن تصلها بسرعة الضوء لتحتضنها وتقبلها وترجع دون أن يراك أحد.
تقف أمامها وكأنك لاعب كرة قدم، تسدد ركلات جزاء.
قلبك، هو قلبك وقلب الجمهور، تسدد نظراتك، عشرات النظرات،كلها لاتدخل الهدف.
تحرك أصابع قدميها أثناء حديثها المرح مع صديقتها الجالسة قربها، دون قصد منها، لكن كيف لك أن تستنتج منها أين ستتجه خطواتها كي لاتضيع منك؟
كيف لك أن تعرف مسكنها، أهلها، وأنت لاتعقل أن يسجن هذا الجمال بين جدران دون أن يحرره أحد مقتدر قبلك؟ .. لابد أنه جمال متفرد، لم يولد من أب وأم يشكّان من جمالهما كل يوم أمام مرآة؟
ما فائدة أنك شاهدت انحدارات مروج خضر ، ولاتستطيع أن تتدحرج أنت وهي بجسدين ملتصقين فوقها ؟
إذا هي خلقت لدحرجة غيرك فما المبرر أنك شاهدتها، هي أو المروج؟
متى تنتهي علامات الاستفهام، متى ينتهي الضعف ؟ .. فتحب وتحب، تلتحم دون أن تستفهم؟
وإذا التحمت معها، لأنكما الاثنان تريدان أن تمارس الكيمياء كل مدياتها فهل سيصمت الوجود عن الثرثرة كي تهنئا إلى الأبد؟
#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟