عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن
الحوار المتمدن-العدد: 8029 - 2024 / 7 / 5 - 00:11
المحور:
الادب والفن
عبر النوافذ، تتدافع خطوط التلغراف مسرعة نحو ظلمةِ النفق. تصطكّ عربات المترو، تحدث صليلاً ووشوشةً في الآذان. يتراصف الجالسون بصمت.
امرأتان تتحدثان عن أمر خاص، تعلو ضحكةٌ.
تقف أمامي فتاة في الثامنة عشرة من عمرها. ينسدل شعرها الاشقر على عينيها الخضراوين. يلتفّ شال أبيض حول رقبتها الرقيقة. تُطبق شفتيها الحمراوين فيستقرّ خال على الشفة العليا. رَفعت عينيها بحركة بطيئة وصوبت بؤبؤيهما نحوي، ثم أرسلتهما الى الزاوية السفلى في طرفي محجريهما.
ضغط السائق على الكوابح، فأرسلت العجلات ضجيجاً تردد صداه على الجدران المرمرية للمحطة.
انفتح الباب، وتدافع حشد من الناس فانزلقتُ بينهم خارجاً بخطوات تائهة.
اندفعت العربات مبتعدة، فلمحتُ ذات الشعر الاشقر، جالسة على الكرسي تتمايل مع حركة القطار.
موسكو
29/ 09/ 1987
#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟