أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - شيطنة الشيطان بوسائل غير شيطانية














المزيد.....

شيطنة الشيطان بوسائل غير شيطانية


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كرة القدم يلجأ الفريق الخاسر الى البحث عن ذرائع ومبررات لهزيمته. وفي اغلب الأحيان يوجّه اتهامات لاذعة وعلنية الى حكم المباراة حول بعض التفاصيل التي كان يعوّل عليها في تغيير النتيجة النهائية. اما في السياسة فالامر لا يختلف كثيرا. وفي "مباراة" الانتخابات التي تجري في بلد ما فان الحكم الوحيد فيها هو الشعب. وصافرته النهائية تضع حدا لكلّ من يشكّك في نزاهة ادارته للمباراة. وقراراته تشبه إلى حدّ ما قرارات المحكمة العليا، لا يمكن الطعن فيها.
لقد جرت في بعض دول اوروبا إنتخابات برلمانية، بما فيها إنتخابات البرلمان الاوروبي، واثبتت النتائج ان ثمة موجة يمين "متطرف" عاتية توشك ان تكتسح غالبية بلدان حلف الناتو. طبعا ليس حُبّا ياليمين المتطرف، مع العلم ان جميع الاحزاب الحاكمة هي احزاب يمينيّة بين متطرف وآخر اقلّ تطرّفا. بل لان الشعوب نفسها تعبت وسئمت من سياسة الانصياع والخضوع الاعمى لامريكا ومشاريعها العدوانية. ومن هدر اموال دافعي الضرائب في حروب ونزاعات بالوكالة جميعها لصالح واشنطن.
لم يكن للمواطن الأوروبي فيها لا ناقة ولا جمل ولا حتى حمار !
وتشهد فرنسا هذه الأيام حملة مسعورة من قبل حزب الرئيس ماكرون وحزب "اليسار" الفرنسي ضد التجمّع الوطني اليميني "المتطرف" إلى درجة دفعت الكثير من المرشحين من الماكرويين واليساريين إلى الانسحاب من الجولة الثانية للانتخابات لمنع اليمين "المتطرف" من الوصول الى السلطة.
طبعا هؤلاء الناس يؤمنون بالديمقراطية من طرف واحد فقط، اذا جاز التعبير. ليس من حق الآخرين الفوز أو الوصول إلى سدّة الحكم. وان الملايين الذين صوتوا لصالح اليمين "المتطرف" لا قيمة لهم ولا يعنون شيئا في عرف ماكرون وأمثاله. مع العلم أن مبدأ الديمقراطية يقول ما معناه "السلطة يوم لك ويوم لغيرك*. مع التذكير على ان جميع الأحزاب في أوروبا كما ذكرتُ سابقا، هي أما يمينية أو يمينية متطرفة بغض النظر عن الأسماء والعناوين والشعارات المعلنة. والفروق بين هذه الاحزاب تكاد لا تذكر. ويكفيكم على سبيل المثال حزب المستشار الاماني شولتس " الحزب الاشتراكي الديمقراطي" وهو في الحقيقة لا يملك ذرّة لا من الديمقراطية ولا من الاشتراكية. وأصبح من أكثر الأحزاب تطرّفا وعدوانية في جميع مواقفه من روسيا الاتحادية. ومن دعاة الحرب الشرسين والمصابين بوهم الانتصار على روسيا عن طريق مهرّج كوميدي "الله وفّقه وصار رئيس دولة".
لقد بدأ واضحا أن الأحزاب الحاكمة في أوروبا، وجميعها يمينية ومعادية لروسيا، اصيبت بالهلع والرعب وهي ترى الأحزاب اليمينية "المتطرفة" تحجز خشبة المسرح السياسي بالكامل تقريبا. مما جعل ماكرون يستخدم كل وسيلة لبث الخوف والقلق والفزع في نفوس المواطنين الفرنسيين لمنعهم من التصويت في الجولة الثانية لصالح حزب التجمع الوطني بقيادة السيدة ماري لوبان.
أن على الأحزاب الحاكمة في أوروبا أن تبحث بجدية وصدق عن الاسباب الحقيقية التي تجعل المواطنين يصوتون للأحزاب اليمينية المتطرفة. وبدلا من القاء اللوم على أطراف خارجية (روسيا مثلا) في ما تعاني منه حكومات الغرب، عليها اولا وقبل كل شيء الاستماع بشكل نزيه وبلا لف ودوران الى صوت شعوبها. وتلبية مطالبها على صعيد السياسة الداخلية أو الخارجية. والتخلص من التمييز والعنصرية في التعامل مع المواطنين.
وقبل ثلاثة عقود، كانت مفردات مثل يمين او يسار أو وسط، متطرف أو معتدل، لها وقع خاص وتأثير واضح على السامع او المتلقي خصوصا في شرقنا الأوسط. أما اليوم، فصدّقوني، لا توجد اي فروق بين الأحزاب الاوروبية. لقد اختلط حابلهم بنابلهم، في السياسة الخارجية على وجه الخصوص. واصبحوا وكلاء مخلصين لساكن البيت الابيض في واشنطن. يحرّكهم ذات اليمين وذات الشمال كما يشاء...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعة رؤساء مع مهزومين وخامسهم كلبهم
- البحث عن النزاهة في أماكن غير نزيهة
- احلام يقظة في احلام صيف !
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- لاوكرانيا ملايين الدولارات ولفلسطين الصبر والسلوان !
- خلطة العطّار زيلينسكي
- توطين المواطنين قبل توطين الرواتب
- جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !
- ثرثرة صامتة على شاطيء الفرات
- ديمقراطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء
- لماذا اغلق الليل نافذة الحوار بوجهي؟
- محكمة العدل الدولية لا تفرّق بين القتيل والقاتل !
- لا اجيد الرقص على حبال الآخرين
- من ينقذ الكويت من وباء الديمقراطية اللعين؟
- لانهم يهود...ولأنها اسرائيل !
- وقع أقدام شجيّ الصدى
- ديمقراطيةُ قومٍ عند قومٍ مصائبُ !
- العملاءُ المدلّلون...زيلينسكي نموذجاً
- مساءُ الليل ايها النهار
- الحاسد والمحسود...زيليتسكي ونتنياهو !


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - شيطنة الشيطان بوسائل غير شيطانية