|
عن التطورات التركية السورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 16:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عن التطورات التركية السورية
خلال الأيام القليلة الماضية توجهت الأنظار نحو التطورات المثيرة والسريعة التي رافقت الإعلانات الرسمية التركية بصدد التقارب مع النظام التركي ، والتي اعقبتها احداث مدينة – قيصري – في الاعتداءات المتكررة على اللاجئين السورين ، وكذلك المزيد من الاعمال الفردية العدائية ضد الأجانب بشكل عام ورجال اعمال سعوديين على وجه الخصوص ، حيث تفاجأ البعض بالموقف التركي المستجد ؟! حيال الملف السوري . فهل من الجائز والمنطقي ان يفاجئنا بماقاله الرئيس التركي بشأن عودة العلاقات مع نظام الأسد ، فبغض النظر عن الموقف من السياسات التركية تجاه القضايا الداخلية والخارجية أرى من غير المنطقي ان يفاجئ تصريح – اردوغان –السوريين ، فليس هناك خروج على القاعدة او شذوذ عنها للأسباب التالية : ١ - النظام العربي الرسمي ومن خلال الجامعة العربية سبق تركيا في الانفتاح ، ودعوة راس النظام الى قمتين عربيتين ، وأعاد اليه التمثيل بعد حجبه عن المعارضة لنحو عشرة أعوام ، وافتتاح السفارات في دمشق ، بل قدم البعض دعما ماليا من دون اعلان. ٢ - الائتلاف المعارض ! يسعى منذ أعوام لان يقبل به النظام مفاوضا ثم شريكا صغيرا في السلطة ولكنه يرفض علنا . ٣ - الكثيرون من اطراف الائتلاف ومن خارجه ( أحزاب ، ومجموعات ، وافراد ) من مختلف المكونات بمافيها المكون الكردي يحاولون جاهدين وعبر القنوات غير المرئية نسج علاقات التفاهم مع نظام الأسد ، وتزداد شكوكي عندما أرى أن هؤلاء اعتقدوا ان النظام الرسمي العربي والإقليمي يقف مع اهداف الثورة الوطنية السورية المغدورة في الحرية والكرامة ، والتغيير الديموقراطي ، فلو كانت غالبية هذه الأنظمة صادقة ، وذات نوايا حسنة لسمحت لشعوبها بالحرية والديموقراطية أولا . حتى الان الذين تفاجأوا ورفعوا أصواتهم بشان التصريح : ١ – " الإدارة الذاتية " لسلطة الامر الواقع التابعة ل – ب ك ك – وهي ستكون المتضرر الأكبر ، لانها لم تفلح في التسويق لنفسها منذ عشرة أعوام وحتى الان بشأن التطبيع مع نظام الأسد ، واخفقت في تثبيت نفسها كممثل لا للمكون الكردي السوري ، ولا لمكونات ( شمال شرق سوريا ) ، ولم تجلب أي اعتراف باقليمها المصطنع ، كما لم تجد قبولا من الأوساط التركية الحاكمة من اجل عقد صفقة ، وخسرت الرهان في مجال المفاضلة والاختيار الأمريكي بينها من جهة وبين حليفه التركي عضو الناتو ، فسلاحها الوحيد يقتصر على امتلاكها لكتائب مسلحة تقدر بعشرات الالاف اسوة بالميليشيات المسلحة الأخرى في سلطات الامر الواقع المنتشرة في سوريا ، وتسخدمها الى جانب مهام أخرى ضد مخالفيها من الكرد السوريين ، ولاشك ان مساحة المناورة ضاقت كثيرا امامها مما تجعلها مضطرة للتمسك علنا وقريبا جدا بمرجعيتها – القنديلية – وعضويتها الكاملة في محور – الممانعة – بزعامة نظام طهران . ٢ - ( قادة ؟! ) معارضون من الموزعين في عواصم إقليمية - ومعظمهم من الوافدين الجدد - ، موالون لانظمتها التي ساهمت في تصفية الثورة ، وخذلت السوريين ، وهؤلاء انفسهم كانوا ومازالوا عقبة في عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع ، على قاعدة الاستقلالية الوطنية ، والاعتماد على الذات ، والتعتيم على حراك أهلنا بالسويداء كنقطة مضيئة في سماء بلادنا ، كل ذلك في سبيل مصالح شخصية تلتقي مع أجندة المانحين ، ومن غير المستبعد ان تكون الاحداث الدامية الأخيرة في الشمال السوري الذي تحتلها تركيا إشارة الى قلق الفصائل المسلحة على مصائرها في حال تحقق التفاهم بين انقرة ودمشق . بالمقابل فالسورييون المتمسكون بمبادئ ثورتهم المغدورة ، سيستمرون في العمل في كل الأحوال والاحتمالات ، وبذل المحاولات من اجل معالجة ازمة – معارضتهم – عاجلا ام اجلا والبحث عن بديل منظم وشرعي بعد مراجعة الماضي ، والاستفادة من دروسه ، وفي المقدمة الخيار المدني السلمي لمعارضة النظام ،والعمل الجاد لتوفير شروط عقد مجلس وطني سوري بمشاركة مختلف المكونات ، والتيارات السياسية المعادية للدكتاتورية والاستبداد وفي المقدمة حراك السويداء . استشراف المستقبل السوري ، وماسيحصل بعد اللقاء التركي – السوري مجددا ، ومصير مناطق – سلطات الامر الواقع الثلاثة ، ومناطق نفوذ المحتلين ، والميليشيات المسلحة – بل ومصير نظام الأسد بالذات ، ومآلات القضية السورية برمتها ومن ضمنها القضية الكردية ، في غاية الصعوبة ، ولن تتجاوز التوقعات ، والاجتهادات خاصة وان جميع الأطراف الداخلية والخارجية المعنية بالملف السوري اما تتشارك الضعف ، او الارتباك ، او انتظار ماستؤول اليها نتائج حرب إسرائيل – حماس وعلى ضوئها دور ومكانة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، والتطورات الأوكرانية ، والانتخابات الرئاسية الامريكية ، وموازين القوى القادمة في أوروبا بعد صعود اليمين المتطرف في اكثر من بلد ، ومهما كانت النتائج فان الحالة السورية لن تعالج الا بالتوافق بين سائر الأطراف الممسكة باجزاء من الملف ، اما الصغار الذين يعيشون في ظل الأطراف الأكبر فلن تكون لها قائمة كما هو متوقع . امام هذا المشهد الغامض والمقلق ، وإزاء التدهور الحاصل في الحركة السياسية الكردية السورية من ( تفكك وانقسام ، وافراغ المناطق ، وتهجير ، وفقدان القبائل الحزبية المتصارعة قرارها المستقل ، وتبعيتها المطلقة للخارج ) ليس للكرد السوريين بكل اسف أي دور في تغيير مسار الاحداث ، والمساهمة الإيجابية في الشانين القومي والوطني ، بالرغم من ان الوقت لم يفت بعد امام الوطنيين المستقلين لإنقاذ مايمكن إنقاذه . وبالتزامن مع ذلك وفي تطور ذي صلة بالتطورات التركية السورية أقدمت سلطة الامر الواقع التي يقودها ب ي د على اعتاقال وقمع أعضاء من أحزاب – انكسي – بمدينة القامشلي . فأحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – انكسي ) مازالت على طريق الاتفاق والتفاهم ، والمحاصصة بناء على اتفاقيات أربيل ودهوك المبرمة قبل أعوام ، وبالرغم من الاتهامات المتبادلة في تحميل مسؤلية عدم التنفيذ الا ان أحزاب الطرفين مازالت ملتزمة – رسميا – بها ، ولم يعفي أي من الطرفين نفسه من الالتزام ، بل انهما يعلنان بين الحين والأخر عن توسط امريكي وفرنسي إضافي بعد الوساطة الأولى في إقليم كردستان العراق لانجاز مااتفق عليه . بعض اشباه الحركات الاحتجاجية ، والتظاهرات السلمية الضيقة المتواضعة بالقامشلي من جانب – انكسي – لاتنطلق من متطلبات المصالح القومية والوطنية لغالبية الكرد وارادتهم ، ولاتقوم من منطلق اسقاط – الإدارة الذاتية – او تبديلها ، بل في سبيل ارشادها ، وتصحيح مسارها ! في احترام الحريات العامة ، والأخيرة كانت من اجل اطلاق سراح أعضاء أحزاب – انكسي - ،( وهذا مطلب حق بطبيعة الحال ولكنه يبقى جزئيا غير شامل لقضايا الكرد الأساسية ) ، ومن الواضح ان – المحتجين – هم من أعضاء أحزاب الأخير وليسوا من الوطنيين المستقلين وهم من الغالبية الشعبية في كل امكنة التواجد الكردي السوري ، وهذا يعني أيضا ان أحزاب – انكسي – لاتتمتع كما هو الحال لدى أحزاب – ب ي د – باحتضان شعبي ، ومشاركة طوعية في نشاطات الطرفين . فماذا لو كانت أحزاب – انكسي – مثلا على علاقات حسنة مع الغالبية المستقلة من الجماهير الكردية ودعتهم الى التظاهر من اجل القضايا الأساسية مثل : حل الإدارة الذاتية ، واستعداد الأحزاب جميعها للرضوخ لقرارات مؤتمر شرعي كردي سوري ، وتوفير شروط عقده بمشاركة الجميع وخصوصا الوطنييون المستقلون من اجل أعادة بناء الحركة الكردية من جديد ، وتوحيدها ، وصياغة المشروع السياسي بجانبيه القومي والوطني ، واستعادة استقلالية القرار الكردي السوري ؟ من المؤكد لو تحقق ذلك ستكون النتائج بشكل آخر تماما .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التقييم السياسي الشهري
-
من جديد حول شجون الحركة الكردية السورية
-
إشكالية - الوراثة - في الحركة الكردية السورية
-
حكومة العراق : - يداوي المريض وهو عليل -
-
عندما يخرج الحزب من رحم الأنظمة الدكتاتورية
-
اللقاء الخامس والثمانون في دنكي - بزاف -
-
مروحية – رئيسي – ونهر آراس
-
من دفتر يومياتي : عندما واجهنا تبعا
...
-
حوار الشركاء - ٣ – الى السيد العميد احمد رحال :
...
-
بين المراجعة النقدية والاعتذار الشكلي
-
اللقاء الرابع والثمانون في دنكي بزاف
-
نماذج محاكمات نظام البعث السوري ضد المناضلين الكرد
-
في يوم الصحافة الكردية قراءة نقدية لواقع الصحافة وا
...
-
من دفتر يومياتي : هل صحيح ان الاكاديميين هم من شكلو
...
-
القضية الكردية والنظام السوري
-
مخرجات اللقاء الدوري للجان متابعة مشروع - بزاف -
-
نوروز عيد الحرية والسلام
-
قراءة موضوعية لمكانته في يوم ميلاده
-
جماعات الإسلام السياسي عامة وحركات – الاخوان – خاصة
...
-
قراءة سياسية دورية لحراك - بزاف -
المزيد.....
-
أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
-
إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا
...
-
إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات
...
-
المحكمة الإدارية الفرنسية تؤكد صحة قرار الجزائر في قضية المؤ
...
-
عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
-
إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بالسجن 11
...
-
باكستاني يقتل ابنته لنشرها فيديوهات على -تيك توك-
-
طبيب نفسي: يوجد في سوريا من 1 إلى 3 ملايين مريض نفسي
-
الولايات المتحدة: أوامر بترحيل المئات من مواطني الدول المغار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|