أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - الجامع فين قريتي...














المزيد.....

الجامع فين قريتي...


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 08:18
المحور: الادب والفن
    


“الجامع فين قريتي أنا اللي بنيتو”…عادة ما نلجأ لترديد هذه القولة المسكوكة للرد على مخاطبنا الذي نلمس بطريقة من الطرق أنه يهيئ لنا مقلبا في الخفاء أو، على الأقل، يضمر قصدا ما.. من خلال فحوى هذه القولة المتداولة عندنا بكثرة، نسلم بأن باني الجامع أو أي بناية ذات وظيفة تعليمية أو تربوية قد تكون مكانته أفضل من الذي استفاد من خدمات المؤسسة التنشئوية، ان صح التعبير.. الا أن الواقع "الموغربي" يفنذ هذا التصور جملة وتفصيلا.. هذا الاستنتاج لا يكون مستساغا ومقبولا الا بايراد وقائع ملموسة..
حتى أدعم الاستنتاج اياه أسوق لكم ما وقع لمقاول بناء كبير تحول بقدرة قادر من مجرد مياوم الى صاحب مقاولة بناء كبيرة ومصانع وأراض وقصور وفيلات هنا وهناك، يشهد له التاريخ المحلي لمدينة مغربية ساحلية على توسعه العمراني والترامي على الوعاءات العقارية التي احتضنت أوراش بنائه الضخمة. .لكن رغم توسع امبراطوريته ممتلكاته لم يتمكن من توجيه ابنه البكر توجيها مثمرا نحو الدراسة لنيل الشواهد الجامعية العليا علما بأن الامكانيات متوفرة بما يزيد عن الحاجات (بالجمع) وكانت النتيجة أن الولد شبه أباه فكان ظليما وضليما (ذكر النعامة)..
قرأنا عنه في أعمدة الصحافة الوطنية المكتوبة كيف تورط في قضية اختلاس أموال فرع البنك الشعبي بباريس صحبة أحد أصدقائه، كما قرانا في نفس المصادر أنه طولب منه للافراج عنه ومتابعته في حالة سراح بأداء كفالة قدرها 300 مليون سنتيم.. الآن، ما ذا يمكن لك أن تقولي يا خولة بنعمران الشابة المليحة ذات الصوت الرخيم التي جعلت من قولتنا هاته لازمة لأحد أغانيها؟؟
يمكن لنا أن نتوسع في مناقشة هذه القولة باستحضار شذرات من الذاكرة.. في أواسط التسعينيات من القرن الماضي (هذا يدل على أني أصبحت منذ سنوات مخضرما)، قدر لي أن أحضر حفلا أدبيا أقيم في رحاب المركب الثقافي عبد الرحيم بوعبيد بمدينة المحمدية، تحديدا لتكريم محمد بنيس الذي مارس تدريس اللغة العربية في ثانوية ابن ياسين المجاورة للمحكمة الابتدائية قبل أن يصبح أستاذا جامعيا في الرباط العاصمة.. في تلك الأمسية الأدبية التي ترأسها حسن نجمي وشارك فيها المحتفى به الى جانب صلاح بوسريف. مرت فعاليات التكريم في أجواء عادية وحضرها جمهور متميز من الطلبة والأساتذه والأطر الحرة من كلا الجنسين..
حينما أعطيت الكلمة لمحمد بنيس للرد على تعابير الحفاوة بشخصه والاعتراف بابداعاته وكتاباته، جنح الى الأنانية والذاتوية، وشرع يتحدث عن نفسه باعتباره مالكا لمفاتيح فاس والمحمدية، اشارة الى أنه مالك لعقارات في كلتا المدينتين..زاد على ذلك تباهيه بأنه يعشق البحر بجنون بوصفه مصدر الهامه ومحفز قريحته، لذا اختار أن يبني له فيلا تشرف أبوابها ونوافذها على شاطئ البحر حيث الأمواج منهمكة على الدوام في مطاردة بعضها البعض.
عندما حان أوان المناقشة، فتح حسن نجمي لائحة المتدخلين وقال قبل الشروع في تسجيل الأسماء أنه سوف يقدم للجمهور كل متدخل يعرفه بكلمات قبل الإذن له بالتدخل.. بمجرد ما انتهى حسن من عرض ميثاقه، حتى رفعت يدي معلنا عن رغبتي في المشاركة في النقاش. تجاوب حسن تلقائيا مع حركتي وقال للحاضرين أقدم لكم رجل تعليم يكتب ويترجم..
بعد ذلك، تناولت الميكروفون وارتجلت تدخلا تناولت فيه عدة نقط منها ما يمت بصلة لمعوقات القراءة في واقعنا وبنيتنا السياسية والاجتماعية والفكرية، ثم ختمت تدخلي بالرد على التباهي الذي صدر عن بنيس لما صرح لنا بامتلاكه لمفاتيح كثيرة وبعشقه للبحر، فقلت له لقد جئت من فاس الى المحمدية وأنت تحمل محفظة فيها آجورة وكتاب. الى ذلك أضفت أن هذه المدينة تعطي للبراني وتتنكر لأبنائها الذين يريدون أن تكون لها اضافة نوعية من خلال أعمالهم التطوعية وتطلعاتهم الى فتح أبوابها على آفاق المعرفة والإبداع..
صادف ردي لدى الجمهور الحاضر تجاوبا واستحسانا ما جعل هدير التصفيقات يتعالى بشكل فاجأ مسير الحلقة الذي وضع كما جليساه الآخران في وضع حرج..
في الخارج، عندما انصرف الكل الى حالهم اقتربت من حسن نجمي محاولا معرفة رأيه في تدخلي فقال لي: "الفيلا ليست سوى سكن مقتطع من البادية وجيء به الى المدينة.." علمت من فحوى قوله أنه غير راض عن الشطر الثاني من تدخلي الذي أفردته لإحباط رغبة الشاعر بنيس في مباهاته وتصريف نزعته الاستعراضية.. عندو الزهر مللي ما قلتش ليه بالزعط…
في الأخير لن أترك، هذه الفرصة تمر دون أن أحكي لكم عما جرى لصديق لازمته ولازمني في سنوات الدراسة من الاعدادي الى الجامعي.. مسيرة طويلة، أليست كذلك؟ هذا الصديق كان من ضمن الجمهور الحاضر للأمسية الأدبية التي لم يقبل بنيس أن أحولها الى فلسفية أثناء مداخلتي.. أعرب هو الآخر عن رغبته في الإدلاء بدلوه فب المناقشة، فكان له ما أراد..عندما أخذ الميكروفون سأله نجمي عن اسمه فرفض وانتظر منه ان ينطق به كاملا على غرار ما فعل معي في بداية تناولي الكلمة.. لم يمتثل حسن لرغبة الصديق الغيور فاضطر المسكين الى التصريح باسمه وجاء تدخله غير واضح تتخلله تلعثمات أبانت عن التأثر البليغ لنفسية صاحبي جراء معاكسة رغبته في أن يتم الاعتراف به من قبل مناضل لا يؤمن سوى بلغة التطوع المصحوب بالاستماتة ونكران الذات، وأنى له أن يعترف بشاب مبتدئ يدعي في العلم ثقافة ولكنه يريد مقابلا ماديا حتى يقدم على نشرها (الثقافة) وتعميمها..



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- الطبقة السياسية تدعو إلى تعبئة قوية ضد حزب التجمع الوطني وال ...
- مخطط المغرب الأخضر بين تفاؤل الخطاب الرسمي وتساؤل المندوبية ...
- الانتخابات التشريعية الفرنسية: حزب التجمع الوطني بتقدم إلى ح ...
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- نيويورك تايمز تدعو جو بايدن إلى الانسحاب من الانتخابات الرئا ...
- مشاهد من ذاكرة جسد في المنفى
- مواقف في صحافة الاتحاد الاشتراكي: مجرد مقارنة بين حدثين
- بن جرير: مستشار جماعي يطلب من لفتيت تطبيق مقتضيات المادة 65 ...
- بيير فيرمرين.. الوضع في المغرب العربي قابل للانفجار
- بن جلون: لا تنادوني باسم الطاهر بعد الآن
- المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يقدم تشخيصا سلبيا لأوضاع ...
- تنديدا بالمتابعات القضائية التي يتعرض لها مناضلوها وحماية لل ...
- نظام المعطيات المفتوحة أو الحق في الحصول على المعلومات في ال ...
- جوليان أسانج يستعيد حريته منهيا مسار قضية اسمها ويكيليكس
- طلبة وخريجو جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية مستم ...
- محمد السمهاري: كان سي عبد الرحمن (زغلول) المسؤول رقم واحد عن ...
- الجسد والفرد والذات عند ميشال فوكو
- من جسد السلطة إلى سلطة الأجساد: الجسد، الفرد والذات عند ميشا ...
- السلطة والجماعة تتحالفان ضد السكان


المزيد.....




- ألف مبروك: الآن لينك ورابط مباشر لنتيجة الدبلومات الفنية 202 ...
- لوحة -استراحة خلال الرحلة إلى مصر- تباع بمبلغ خيالي
- صورة لفنانة مصرية أمام الكعبة تثير الجدل
- رفعتها -نجمة إباحية-.. دعوى اعتداء جنسي جديدة تضرب مغني الرا ...
- عودة تورغوت وبناء الدولة.. مفاجأة في مسلسل قيامة عثمان الجزء ...
- عرض مسلسل صلاح الدين الأيوبي الجزء الثاني مترجمة للعربية.. و ...
- الغاوون:3قصائد للشاعر(مدحت سبيع )مصر.
- عقب جدل كبير أثارته برقصها مرتدية الحجاب.. فنانة كويتية تسقط ...
- -لا تختبر-.. أصالة تصحح أغنية من ألبومها الخليجي الجديد -ثم ...
- الأردن.. إليكم تفاصيل فعاليات الدورة 38 من مهرجان جرش للثقاف ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - الجامع فين قريتي...