أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مبشور - إفريقيا إذ تبحث عن نظام دولي مختلف














المزيد.....

إفريقيا إذ تبحث عن نظام دولي مختلف


سعيد مبشور

الحوار المتمدن-العدد: 8025 - 2024 / 7 / 1 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة حراكا متزايدا في إفريقيا، حيث تتعالى الأصوات الداعية إلى ما يعتبره بعض المراقبين الأفارقة موجة أخرى من التحرر، فيما يذهب أكثر المحللين إلى أن الأمر لا يعدو كونه تعبيرا عن الصراع المحتدم بين القوى الكبرى المهيمنة على المشهد الدولي، هذا الصراع الذي توجد القارة السمراء في صلبه، من حيث هي مجال واسع للثروات الطبيعية والمادية والبشرية، ولكون أغلب بلدانها لا زالت قابلة للانخراط في أجندات هذا الطرف أو ذاك مقابل امتيازات قد يحصل عليها حاكم مستبد أو تيار سياسي أو مجموعة إثنية أو مشروع انقلاب من طرف قوات الجيش التي تعد اليوم أكبر فاعل في التحولات الميدانية لخرائط إفريقيا السياسية والاقتصادية.
وتظهر تجليات هذا الحراك بشكل أكبر في إفريقيا الناطقة بالفرنسية، حيث يتراجع النفوذ الفرنسي يوما بعد يوم، وتتزايد فرص التحول على مستويات الدبلوماسية والاتفاقات الاقتصادية والأمنية، وتطفو على السطح ملامح صراع قد تشتد وطأته بين أطراف دولية راغبة في تقاسم الإرث الفرنسي وإدارة الوضع الجديد في المنطقة، من روسيا إلى الصين مرورا بتركيا والإمارات، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية التي ترغب في مضاعفة حضورها في القارة، وهذا ما يؤكده تعاقب الانقلابات العسكرية في غرب أفريقيا في السنوات الأخيرة، والتي تميزت بوصول المجموعات العسكرية إلى السلطة في كل من النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا، والرفض شبه الواسع لفرنسا في المنطقة، ومغادرة القوات الفرنسية العديد من هذه البلدان.
وما يحدث في إفريقيا اليوم هو استدارة استراتيجية قد تكون مفاجئة للبعض، لكنها بالتأكيد لحظة تاريخية تغادر فيها القارة بعنف شديد نظاما دوليا قائما، وتدخل عصر نظام دولي جديد لم تتضح ملامحه بعد، تماما مثلما هو الوضع في أكثر من منطقة في العالم، حيث تتعاظم فرص تراخي قبضة النظام الدولي كما أرست دعائمه الولايات المتحدة وحلفاؤها عقب نهاية الحرب الباردة، لتحل محلها قوى جديدة بعضها يحاول استعادة مكانته المفتقدة مثل روسيا، والبعض الآخر يمضي بثبات نحو إحلال واقع دولي جديد قوامه تعدد القوى والأقطاب، بفضل تنامي قوة دول مثل الصين والهند.
ويبدو أن عددا من الدول الإفريقية هي كذلك بصدد إعادة تعريف علاقاتها الدولية، وتسعى إلى تأكيد مصالحها الخاصة بدلا من تعريف نفسها وفق التحالفات السابقة، وتعمل على إيجاد حلفاء أمنيين جدد وفق تعاقدات مختلفة تماما عن تلك التي كانت مبرومة بشكل تقليدي مع الولايات المتحدة وفرنسا، ويندرج في هذا مثلا استعانة جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي بخدمات قوات الفاغنر الروسية في محاولة لمواجهة حركات التمرد المسلحة على أراضيهما.
أما على الصعيد الاقتصادي، حيث طالما تم انتقاد الغرب بانتظام لعدم استثماره بما فيه الكفاية في إفريقيا، مقابل استفادة هائلة للدول الغربية باستغلال الثروات الطبيعية الإفريقية وفق شروط مجحفة، فيبدو أن القارة السمراء تتجه منذ سنوات إلى تطوير تجارتها مع دول أخرى غير شركائها التقليديين وتنويع مصادر "التعاون" الاقتصادي بما يخدم رؤى ومصالح النخب الاقتصادية والسياسية الإفريقية الجديدة.
وهكذا تأمل إفريقيا في قدر أقصى من الاستثمار، وليس فقط الحصول على "مساعدات" مرتبطة بأجندات بعيدة عن الأهداف المعلنة، إن ما تحتاجه القارة هو مشاريع بنية تحتية كبرى في كل المجالات، مثل خط السكك الحديدية الذي تموله بكين والذي يربط جيبوتي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والذي تم افتتاحه في عام 2017، في تأكيد واضح على مكانة إفريقيا المهمة في استراتيجية طريق الحرير الصينية الجديدة، والتي تتضمن منح قروض للبلدان الإفريقية وتمويل بنياتها التحتية، على الرغم من أن التباطؤ الاقتصادي في الصين وتراكم الديون على إفريقيا قد أعاق هذه الديناميكية في الآونة الأخيرة، دون إغفال الأدوار التي تلعبها قوى أجنبية أخرى، وإن كانت أكثر تكتما، على الأراضي الإفريقية، بما في ذلك تركيا والسعودية وإيران والإمارات.
وتمتلك أنقرة أكثر من 40 سفارة في إفريقيا، وقد باعت أنقرة طائرات قتالية بدون طيار إلى النيجر وبوركينا فاسو ومالي وتشاد في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى طائرات ومركبات مدرعة، كما قامت الشركات التركية ببناء مسجد في غانا، وملاعب في رواندا والسنغال، ومطارات في عدة دول، وتخدم الخطوط الجوية التركية أكثر من 60 وجهة في القارة.
أما المملكة العربية السعودية، التي بعد أن نشرت إسلامها "الوهابي" المتشدد لعقود في جميع أنحاء القارة، فهي تستثمر الآن في مكافحة "الإرهاب" في القرن الإفريقي، وهي قلقة من موجات الهجرة المحتملة من هذه الدول، وحريصة على الحفاظ على الأمن في البحر الأحمر للدفاع عن أهدافها التجارية والسياحية.
ومهما يكن فلا يجب قراءة التطورات الحالية في إفريقيا من منظور اقتصادي أو عسكري فقط، فالقوة الناعمة الثقافية والدينية تساهم بشكل كبير في تدبير العلاقات داخل القارة، ومن هنا كان الدور الكبير الذي يلعبه المغرب في إدارة الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الإفريقي، انطلاقا من مكانته التاريخية الحضارية روحيا ودينيا، فضلا عن مساهمته الفعالة في برامج التنمية المستدامة وتنويع فرص الاستثمار في المشاريع الواعدة التي ليس آخرها المشروع الاستراتيجي الهائل لإفريقيا الأطلسية.



#سعيد_مبشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية البغل الأسترالي
- الذكاء الاصطناعي: العودة الكبرى للصراع الطبقي؟
- بحر الفساد : على هامش قضية مباراة المحاماة في المغرب
- الأمطار وحدها لا تكفي
- أقدم مهنة في التاريخ
- لكم أشباحكم ولنا أشباحنا
- المغرب في ذكرى 20 فبراير .. خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الورا ...
- فيروس كورونا: إلى ماذا سيؤدي كل هذا الخوف ؟
- إلى الذي يعرفني وكثيرا ما أجد صعوبة في أن أعرفه
- قراءة في أبعاد غياب الأحزاب عن تشكيل اللجنة الخاصة بإعداد ال ...
- بعد اتفاق لوزان: هذه هي انتظارات إيران
- حكومة بن كيران والتفاحة الفاسدة
- هل يصبح -مشعل- رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ؟
- في الحاجة إلى -ريدينس داي- .. عربي
- مفاوضات -عوفاديا يوسف- المباشرة
- العرب بين البلاك ووتر والبلاك بيري
- مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية .. ونهاية أسطورة تقر ...
- حلم قومي
- فلسطين عربية .. ليس بعد الآن !
- قراءة هادئة في تداعيات العدوان على غزة


المزيد.....




- -لا أحد يدفعني للانسحاب-.. بايدن يتعهد بالبقاء في السباق بعد ...
- غالانت يهدد بشن عملية عسكرية في لبنان
- روسيا.. العثور على رجل برأس كبش في مدفن بجبال ألتاي عمره 170 ...
- بوتين وأردوغان.. قمة حول أوكرانيا وسوريا
- وزارة الطوارئ الروسية تسلم أكثر من 30 طنا من المساعدات الإنس ...
- تقرير أمريكي: حزب الله في عام 2024 أقوى وأكبر حجما وأفضل تسل ...
- بسبب الحرارة القياسية.. وفاة رجل داخل كابينة رافعة في موقع ب ...
- فرنسا ترحل إيرانيا متهما بـ-الترويج- لسياسات طهران وإقامة صل ...
- صحفية أمريكية: كتيبة -آزوف- نفذت انقلابا عسكريا على زيلينسكي ...
- البيت الأبيض ينفي علاقته بمحاولة الانقلاب في بوليفيا


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مبشور - إفريقيا إذ تبحث عن نظام دولي مختلف