أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي اليوم ؟















المزيد.....

لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي اليوم ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


. وهو ذكري يوم خالد من تاريخ مصر الحديث ، عندما انتفض الشعب المصري علي جماعة باطنية ، ترفع راية الدين مع انها لا تفقه منه شئ ...

جماعة اممية لا وطن لها ، وصلت الي السلطة في لحظة ملتبسة وحزينة من تاريخ مصر ، وجاءت في ركاب خطط دولية تريد اعادة رسم خرائط منطقتنا من جديد ... خرائطها الجغرافية والبشرية والعرقية والدينية ...

كانت الولايات المتحدة قد وضعت مشروع "الشرق الاوسط الكبير" موضع التنفيذ منذ ٢٠٠٤..

واتذكر انني قرأت المسودة الاولي للمشروع الذي نشرته صحيفة الحياة اللندنية في يوم من أيام فبراير ٢٠٠٤ ، وفيه سعي أمريكي ــ اوروبي محموم لتغيير كل تفاصيل الحياة في الشرق الاوسط ...

كان البند الاهم ــ وغير المنشور ــ في المشروع الامريكي هو ايصال تيارات الاسلام السياسي الي السلطة في عموم الشرق الاوسط ، وهي تيارات مغامرة وغير عقلانية وكان من المتوقع ان تدخل بلادها في معارك وصراعات هامشية لا تنتهي ... وكان ذلك بالضبط هو المطلوب ...

وكان متوقعا ــ بحكم تعصب وانغلاق قادة تلك التيارات ــ ان تدخل في نزاعات داخلية شديدة مع كل المختلفين معها.. سياسا ودينيا وعرقيا ، بما يجعل البلاد تدخل فعليا مرحلة الحرب الأهلية ... وكان ذلك ــ ايضا ــ هو المطلوب ...

ومن يتذكر تجربة وصول الاخوان الي حكم مصر في يونيو ٢٠١٢ وما حدث في السنة التي حكموا مصر فيها سيعرف اي منزلق شديد الخطورة كانت مصر ستقع فيه ...

كانت السلطة وقتها ــ سلطة الاخوان ــ داخلة في صراع شديد مع الدين الثاني في البلاد ــ مسيحيي مصر ــ ولأول مرة في تاريخ مصر كله يتم الاعتداء علي بطريركية الاقباط المصريين ــ المقر البابوي ــ في العباسية ...

وكانت السلطة وقتها ــ سلطة الاخوان ــ داخلة في نزاع شديد مع كل التيارات السياسية في مصر ، وكان الوصف المعتمد لهم جميعا وقتها انهم مجموعة من الليبراليين والعلمانيين الذين لا يحبون الاسلام ويحقدون عليه !!

وكانت البلاد ــ حقا وليس مجرد اقوال ــ علي وشك الدخول في حرب أهلية ...

ساعد علي ذلك عشرات من التنظيمات المسلحة او التي يمكن تسليحها بسهولة ، بدءاً من حازمون الي انصار بيت المقدس ، ومن جماعة الجهاد الي الجماعة الإسلامية ...
والأخيرين تنظيمين إرهابيين قتل احدهما الرئيس السادات ، وارتكب الثاني مئات من عمليات الارهاب طوال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ...

كانت مصر تسير في طريق ليس له رجوع ...

وكان ان بدء الشعب في الانتباه وفي الاحساس بالخطر والخوف الشديد علي بلده ...

وكانت مؤسسات البلد الرسمية في حيرة من امرها ، فالاخوان جاءوا الي السلطة بالانتخابات ... أي برأي الشعب ، والشعب وحده من يزيحهم من السلطة إذا أراد ...

كانت تلك المؤسسات تري افعال الاخوان الغريبة وغير المسئولة ولا تعتقد ان تنظيما وطنيا من ممكن ان يفعل ذلك ...

وحدت ــ مثلا ــ ان الاخوان سهلوا دخول فلسطنيين كثيرين الي سيناء ، بل واستخرجوا لهم بطاقات رقم قومي مصرية ...

رأوا مثلا ان الاخوان يريدون ارسال الجيش المصري لكي يحارب الجيش السوري تحت غطاء مساندة الثورة السورية !!
وهو ما حدث علي رؤوس الاشهاد في استاد القاهرة في ١٥ يونيو ٢٠١٢..

ومع اقتراب مصر من حافة الحرب الاهلية ، ومع تسليح عشرات الجماعات ، ومع عمليات مريبة علي الحدود المصرية ، ومع اقتراب دخول مصر في حرب مع شقيقتها الاقرب والأعز ـ سوريا ــ كان الامر اخطر من السكوت عليه ...

واخطر من انتظار اربعة سنوات اخري حتي يتم الاحتكام الي الصندوق ، فوقتها ربما لن نجد مصر التي نعرفها ، ولن نجد الصندوق الذي سنحتكم اليه ...

وكان اللجوء الي حدث تكرر في مصر مرارا ... الثورة ..
ثورة الشعب ضد الاخوان ... فكرةو تنظيما ومرشدا ومندوبا له في قصر الرئاسة ...

وكان ان جمع الشعب عشرات الملايين من التوكيلات التي تقول للاخوان ... كفي ..

كان المطلب الاول ديموقراطيا .. انتخابات رئاسية مبكرة ، وهو اجراء ديموقراطي ومعترف به في كل دول العالم ، التي يصل فيها انقسام الشعب الي مرحلة الخطر ...

الرجوع الي الاصيل ــ وهو الشعب ــ ليعطي الحاكم تفويضا جديدا او ينحيه جانبا ..
ورفض الاخوان ذلك المطلب الديموقراطي الطبيعي والعادل ...

فكان ان استمر الشعب في طريقه ، وانحازت اليه قواته المسلحة ، كما انحازت اليه يوم ٢٥ يناير ٢٠١١، وضد ابن من ابناءها ... وهو الرئيس الاسبق حسني مبارك ...

وكان صوت الشعب ــ في الميادين والساحات ــ واضحا وصريحا ... يسقط حكم المرشد ...

وهنا كان مصر علي موعد مع رجل القت عليه المقادير بأثقل حمولها ...حماية بلده من حرب اهلية ، وفي نفس الوقت انقاذها من تنظيم ارهابي النزعة منغلق العقل مستعد ان يهدم المعبد بمن فيه من اجل بقاءه في السلطة ، وهو علي الرغم من عشرات الملايين في الشارع تطالب برحيله الا انه لا يسمع ولا يري ولا يفهم ...

وكان الرجل علي قدر التحدي الذي القته عليه المقادير ، واخرج مصر ــ بما يشبه المعجزة ــ من اخطر حفرة وقعت فيها ...

لذا فتقديري لذلك الرجل ــ كان ومازال ــ عظيما ...

لم اقدره واحترم دوره بسبب انخفاض او ارتفاع سعر الطماطم ، او بسبب انقطاع او توفر الكهرباء ...

واستغرب ممن يقولون انكم قمتم بثورة ضد الاخوان بسبب انقطاع الكهرباء او بسبب ارتفاع او عدم توفر البنزين .. فلماذا لا تقومون بثورة الان ضد عبد الفتاح السيسي ؟!

واقول دائما لمن يتكلم بذلك المنطق : من قام بثورة ضد الاخوان بسبب انقطاع الكهرباء او ارتفاع سعر الطماطم او البنزين فليتفضل وليقوم بثورة ضد عبد الفتاح السيسي ...

لم يمنعه احد ..
الميادين موجودة ، والناس موجودون ..
هيا تفضلوا ...

وليس لي ان ألوم علي احد فعل قمت انا به مرتين قبل ذلك ، وان كانت اسبابي ودوافعي مختلفة ...

اما انا فلم اقم بثورة ضد الاخوان لا بسبب الطماطم ولا بسبب الكهرباء ولا بسبب البنزين ...

ولم اؤيد عبد الفتاح السيسي بسبب توفر الكهرباء بالامس او انخفاض الاسعار او رخص سعر البنزين حتي أسحب تأييدي له بعد ان تغيرت الظروف ، حيث انقطاع الكهرباء او ارتفاع الاسعار ...

ولم اؤيده حتي ــ كما يذهب كثيرون ــ بسبب مشروعات هنا او هناك ...
والاقتصاد عموما ــ مع انني متخصص فيه ــ هو أخر ما يشغلني ...

ولكن ــ في رأيي ــ لإسباب اهم واعمق من ذلك الف مرة ...
اسباب تتعلق بمعني الوطن وأمانه واستقراره ...
اسباب تتعلق بمنطقة شهدت اعاصير ــ ومازلنا نحن في قلبها ــ ونجانا الله بلطفه منها ...

اسباب تتعلق بمشاربع لدول كبري تريد رسم خرائط جديدة لدول المنطقة.. حدودا وبشرا وموارد ...

اسباب تتعلق باقتتال اهلي أو حرب بين المصريين كنا علي بعد خطوة واحدة من شركها ... وحفظ الله بلادنا منها ...

اسباب تتعلق بطفولة وانتهازية اغلب تيارات السياسة في البلد، ولامسئولية اغلب رجالها ... وعدم الاطمئنان علي مصر في يدهم ...

اسباب تتعلق بحدود ملتهبة ومطالب بالتهجير وقطع جزء من سيناء يقف لها عبد الفتاح السيسي ببسالة وشجاعة ، وسط مناخ اقليمي ودولي وضع قضية فلسطين كلها وراء ظهره ، ووسط ظروف مصرية ليست علي ما يرام ، وظروف دولية واقليمية تغري اسرائيل ــ ووراءها امريكا ــ بتنفيذ ما تريد بدون تكاليف كبيرة ...

هل معني ذلك ان الرجل بلا اخطاء ؟!!
ومن قال ذلك ...

انا لي ملاحظات كثيرة علي اخطاء هنا او تقصير هناك ، وخصوصا في ملف الاقتصاد ...
بعضها اراها اخطاء طبيعية وبشرية ، وبعضها اراها غير ذلك ...

فاللرجل اخطاءه طبعا ، ولكن اضع أغلبها في خانة الاخطاء الطبيعية المرتبطة بحمل مسؤولية اكثر من مائة مليون انسان ، وبعد ثورات واضطرابات لا تتوقف ، وفي ظروف إقليمية ودولية في منتهي الصعوبة ...

لكل تلك الاسباب ايدت عبد الفتاح السيسي بالأمس .. ومازلت اؤيده حتي اليوم ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
- هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!
- التكتيك الذى لا يخيب أبدا !!
- التيارات المغامرة في السياسة العربية
- هل مصر تتراجع ولا تتقدم ؟!
- عمرو موسي ..
- كيف تم صنع وترتيب الثورة في ايران ..
- حل مجلس الأمة الكويتي ..
- ماذا فعلت بريطانيا والولايات المتحدة لإنجاح الثورة الأيرانية ...
- إعادة هندسة المجتمعات .. الطريق إلى -الثورة الإسلامية في إير ...
- لماذا لن تحارب إيران إسرائيل ؟!
- قراءة في كتاب جاء أوانه .. سياحة في عقل رئيس وزراء اسرائيل..
- ما العمل ...
- فذكَّر ... إن نفعت الذكري .
- القديم أم الجديد ؟!
- صدام عالمي علي الأبواب ..
- نهاية الحرب ..
- الاصل والفرع .. الحشاشين والإخوان . قصة قديمة - حديثة لأخطر ...
- الرجل المزواج .. وأطفاله !!
- قراءات في السفر ..


المزيد.....




-  تدمير مقاتلات في مطار ميرغورود يثير ردود فعل صاخبة في أوكرا ...
- ما علاقة الأرق والتعب بأمراض الكلى؟
- مصادر تكشف استحداث ودمج وزارات جديدة في مصر
- بعد -المرحلة الثالثة- في غزة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وح ...
- كيف تجري الانتخابات البريطانية؟
- الجيش الإسرائيلي: مقتل جنديين في معارك وسط قطاع غزة
- سياسيات بريطانيا مستهدفات بمواد إباحية تم إنشاؤها بالذكاء ال ...
- إعادة فتح المعبر الحدودي بين ليبيا وتونس
- مصرع شخص بانفجار في مبنى سكني في ستيرليتاماك الروسية (فيديو) ...
- -نيويورك تايمز-: قادة الجيش الإسرائيلي يخشون من حرب -أبدية- ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي اليوم ؟