أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية-الارنب الذكي














المزيد.....

حكايات عالمية-الارنب الذكي


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 03:16
المحور: الادب والفن
    


الأرنب الذكي
حكاية من إيران
ترجمة ماجد الحيدر

كان يا ما كان في قديم الزمان وفي مكان بعيد بعيد، كان هناك وادٍ جميل كثيف الشجر تحيط به الجبال العالية ويخترقه نهر عظيم يسقي كل أنواع الأشجار والنباتات الأخرى التي نمت فيه. حيوانات كثيرة اتخذت من هذا الوادي موطنا لها: الأرانب والطيور والسناجب والغزلان التي عاشت معا في سعادة وأمان، فما من ذئاب أو أسود هنا كي تفترسها وتقلق راحتها.
لكن ذئبا انحدر ذات يوم من سفوح الجبال ودخل الوادي. ولم يكد يصل حتى بدأ بمطاردة الحيوانات الضعيفة المسكينة وافتراسها واحدة تلو الأخرى، فلم ينج من شره الا قليل منها. شعرت الحيوانات كلها بالخوف والقلق خشية أن يأتي عليها الدور، فتوجهت إلى البوم العجوز الحكيم وطلبت منه أن يجد طريقة لتخليص الوادي من شر الذئب. لكنه أجابها بأنه لا توجد وسيلة لمحاربة الذئب، ذي الأنياب والمخالب الأقوى والأكثر حدة من أي حيوان آخر في الوادي، ثم نصحها بأن تتعلم العيش مع الذئب.
احتجت الحيوانات بأنها لا يمكن أن تعيش في خوف وهلع دائمين من أن تؤكل، فدبرت خطة يائسة نالت موافقة الذئب وهي أن تختار كل يوم حيوانا من بينهم تقدمه له كي يأكله، وبهذا تستطيع الحيوانات الأخرى أن تطمئن إلى أن الذئب قد شبع وأن تنام في سلام على الأقل.
وافق الذئب، بطبيعة الحال، على هذه الخطة دون تردد، فلقد سئم من مطاردة الحيوانات وأعجبته على الخصوص فكرة أن يأتي الطعام اليه بنفسه!
وهكذا تجمعت الحيوانات في الصباح الباكر من اليوم التالي وقررت أن ترسل الأرنب الصغير الذي كان أصغر المقيمين في الوادي وأضعفهم، ليكون طعاما للذئب.
ارتعد الأرنب من الخوف وحاول في البداية أن يهرب، لكنه سرعان ما أدرك أنه لن يجد مكانا يلجأ اليه. ثم فكر في منازلة الذئب، لكنه اقرّ بأن الذئب أكثر منه قوة وبطشا، لذلك اضطر إلى أن يذعن ويجرجر أقدامه نحو بيت الذئب، وناداه اذ دنا منه:
- "يا ذئب! يا ذئب! أخرج من وجارك لأنني سأكون طعامك لهذا اليوم!"
خرج الذئب على الفور وأخذ يتشمم الأرنب ويلعقه بلسانه وقال:
- "همم.. يا لك من لقمة صغيرة لذيذة! لا أكاد أصدق أن حظي قادني إلى العثور على هذا الوادي حيث تقدم الحيوانات نفسَها للأكل عن طيب خاطر!"
- "هذا صحيح. لقد أتيت إلى هنا على أقدامي الأربعة الصغيرة (تنهد الأرنب ثم أضاف) لأنني أعلم أنه لا يمكنني الهروب من مصيري على يد ذئب قوي مثل حضرتك، على الرغم من أنك لست الأكثر رعبا أو الأكثر قوة في هذا الوادي"
- "ماذا تقصد؟ (صاح الذئب في اهتياج) ألست أنا أكثر الذئاب بطشا وقوة في هذا الوادي؟ ثم إنني الذئب الوحيد هنا وما من ذئب غيري فيه!"
- "هذا ما تظنه يا سيدي لأنك لا تعرف الذئب الآخر. ولكن لا يهم، كلني الآن هنيئا مريئا فأنا مأكول مأكول. حتى لو هربت منك فلن أنجو من أنياب الذئب الثاني الأشد قوة وفتكاً"
ثم حاول الأرنب أن يفتح فم الذئب ليدخل فيه، لكن الذئب استشاط غضبا ودفعه عن فمه.
- "انتظر يا هذا. لست مستعجلا. يمكن أن آكلك في يوم ثان. أرني أولا الذئب الذي تتحدث عنه وتدعي أنه أقوى مني. خذني اليه في الحال"
تنهد الأرنب دون اكتراث وقال:
- "حسنا اذن. لا فرق عندي سواء أكلتني أنت أو أكلني ذاك الذئب، صاحب الأنياب الأكبر والبراثن الأكثر حدة والساقين الأقوى. تفضل واتبعني"
- "هيا! سأريك من الأكبر والأقوى. تقدم!"
وهكذا سار الأرنب يتبعه الذئب حتى وصلا إلى بئر قديم مهجور.
- "هناك. (قال الأرنب مشيرا إلى البئر) ذاك هو وجار الذئب الآخر، الأقوى منك والأرجح عقلا! كلما عليك القيام به هو النظر إلى البئر، وأنا متأكد من أنك ستراه هناك، يستريح بعد وليمته الأخيرة"
ما أن سمع الذئب هذا حتى قفز إلى جدار البئر وتمعن في قعره المظلم ثم قال:
- "لا أرى شيئا، المكان هناك شديد الظلام!"
- "عليك أن تنظر عن كثب، لأنني متأكد من وجوده هناك. ضع رأسك كله في البئر وسوف تراه يبادلك النظر"
انحنى الذئب ودلّى رأسه في البئر. وبعد لحظات قليلة، عندما تكيفت عيناه على الظلام، رأى انعكاس صورته على صفحة الماء فظن أن الذئب الثاني المزعوم ينظر اليه"
- "آها! الآن رأيتك، أيها الجبان!" صاح الذئب متحديا. ولم يكد يفعل ذلك حتى رجع صدى صوته من أعماق البئر.. أيها الجباااان!
- "هل وصفتني بالجبان. كيف تجرؤ أيها الوغد؟ أخرج الي وسنرى من منا الجبان!" غير أن البئر ردد صدى الكلمات الأخيرة.. منننا الجبااان !
قال الأرنب الذي كان يشهد جدال الذئب مع صورته في الماء:
- "لا أعتقد بأنه سيخرج إليك، لأن الذئب الأكبر والأشرس هو من ينبغي عليه مهاجمة الذئب الأصغر والأجبن، بطبيعة الحال"
حالما سمع الذئب هذا الكلام قفز إلى البئر دون تردد. لكنه لم يكن يجيد السباحة أو تسلق الجدران فعلق هناك حتى نفق. وهكذا تخلصت حيوانات الوادي من الذئب الشرير بفضل ذكاء الأرنب الصغير الضعيف.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات عالمية-يومَ تَمزق قوسُ قزح
- حكايات عالمية-الولد الذي لم يكن يشبع من الجبن-هولندا
- حكايات عالمية-ابريق الشاي العجيب-اليابان
- ثلاث قصص لجاسم عطا
- تختبيش-حكاية من الفولكلور الكردي
- الفقير الماكر والغني الأحمق -حكاية من الفولكلور الكردي
- حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا
- عادة الطيران التي لا أملها
- مدينة العقلاء الأربعة-قصة قصيرة جداً
- ويصلي القيصر وحيدا
- حياة وموت بكر صوباشي-مسرحية تاريخية
- الضيافة العجيبة-حكاية من الفولكلور الكر=ي
- حكايات من الفولكلور الكردي - الجنازة
- أسئلة لا تنتظر جواباً-شعر
- الى أمي
- حكايات من التراث الكردي-ابنة الحائك
- قصة قصيرة: البلبل ذو المؤخرة الصفراء
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية ديك آغا
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية لاس وغزال
- اغنية لربات القدر


المزيد.....




- عرس وموسيقى بين الأنقاض.. -كلنا في غزة مشاريع شهداء ولكننا ن ...
- صناعة الحرير على طريق الحضارات.. سمرقند تنسج التاريخ بخيوط ا ...
- ترقية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أد ...
- -كناوة- والصويرة ..شغف فني في -المدينة السعيدة-
- شرور الديكتاتورية وترياق الأدب.. رحيل كاتب ألبانيا الكبير إس ...
- لينك مباشر بضغة زر.. نتيجة الدبلومات الفنية ” زراعي وصناعي و ...
- -في قلبي- الإصدار الرّوائيّ الأوّل للمحامي رضوان صندوقة
- استمع/اغنية مشتركة تجمع سامي يوسف والفنان الايراني همايون شج ...
- -زيارة خاطفة-.. مغني الراب الأمريكي الشهير كاني ويست في موسك ...
- رحلة السقوط الحر.. المخرج شريف عرفة تحت المجهر


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات عالمية-الارنب الذكي