أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - شارع المتنبي في خطر .. ما تبقى من الثقافة في خطر














المزيد.....

شارع المتنبي في خطر .. ما تبقى من الثقافة في خطر


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 03:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخبار بغداد الثقافية مقلقة، في ظل سلطة المذهب والعشيرة التي تعمل على الإستيلاء على رئة بغداد الثقافية أو ما تبقى من رئتها المعطوبة، متسلحة بعصابات الجريمة المنظمة والميليشيات والآلة الدينية الطائفية. فالثقافة والوعي كانتا دوما تحت مرمى سهام المؤسسات الدينية، فعلاقة هذه المؤسسات والسلطات التي تستمد منها قوتها ، مع الثقافة والوعي علاقة عكسية، فكلما إنحسرت الثقافة وقلّ الوعي كلما إنتعشت هذه القوى بتجهيلها وتغييبها للوعي المجتمعي، عكس القوى الباحثة عن الثقافة كسلاح في وجه الطغيان الديني والعشائري الذي يلفّ العراق، إذ تكون علاقتها طردية معها فكلمّا زادت ثقافة المجتمع وزاد وعيه، وجدت هذه القوى ساحة واسعة للعمل من خلالها.

ترييف بغداد والمدن الكبرى هدف أستراتيجي لقوى الظلام المهيمنة على مقاليد الحكم في عاصمة الرشيد، والشارع الذي يحمل إسمه فقد بريقه وموقعه كواحد من أجمل شوارع بغداد التراثية لأسباب طائفية موغلة في التاريخ. فهذا الشارع كان يمكن أن يكون شارعا للمشاة كالذي نراه في مختلف عواصم أوربا والعالم، شارع عامر بالمحال التجارية والأسواق وصالات السينما والمسارح والأندية الثقافية، شارع عامر بالمطاعم والمقاهي ليكون شارع جذب لمختلف فئات المجتمع. وهذا الترييف نراه من خلال مهاجمة المتريفين للتماثيل والنصب وتخريب مقابر شخصيات ساهمت مساهمة كبيرة في الحقل الثقافي والعلمي العراقي، ونراه في إهمال شارع الرشيد وتحويله الى مكب نفايات وهو في قلب بغداد التي يكن لها المتريفون حقد بدوي معاد لكل اشكال التحضر والتقدم.

خبر عابر أوردته السومرية نيوز بتاريخ 29/6/2024 حول شارع المتنبي المتفرع من شارع الرشيد، لا يجب أن يمر مرور الكرام على الوسط الثقافي العراقي بالمرّة. كون تحقيقه ولو بعد حين لهيمنة قوى الظلام على مقاليد البلد، يعني نهاية هذا الشارع الذي أصبح اليوم يشكل خطرا على الحكومة المتريفة ومعها المؤسستين الدينية والعشائرية. فقد شكا أصحاب المكتبات في شارع المتنبي وفق الوكالة "من تعرضّهم للأبتزاز والتهديد من قبل جماعات تسعى للأستيلاء على محالّهم، فيما طالبوا الجهات المختصّة بتوفير الحماية لهم". ويتعرض "أصحاب المكتبات للتهديد ومحاولات فرض أتاوات من قبل جماعات تسعى للأستيلاء على محالّهم، من خلال الدخول في مزايدة علنية تقام كل ثلاث سنوات"!!

أصحاب المكتبات ولضعفهم للأسف الشديد يطالبون السلطة بضرورة التدخل "لوضع حد لما يتعرضون له"، متناسين أو خائفين أو يلوذون بسلطة تمثل هذه العصابات التي تهددهم، سلطة تقيم مزادات علنية كل ثلاث سنوات لأجل بيع هذه المحال وتحديد مالكين جدد لها، وفي نهاية المطاف وإن أستمرت السلطة بهكذا مزادات، فأنّ العصابات بما تمتلكه من أموال وسطوة وسلاح وبدعم حكومي ديني عشائري، ستشتري جميع محال الشارع ليتحول الى مولات أو عمارات سكنية يمتلكها قطط سمان على ارتباط وثيق بالسلطة وتوابعها، ولنتذكر بعدها الشارع ومكتباته في صور تباع في المولات الريفية.

لترتفع أصوات كل من يعزّ عليهم واقع العراق الثقافي في زمن المحنة والقحط الفكري والوطني الذي نعيشه اليوم عاليا لمنع السلطة من أقامة مزاد شارع المتنبي كل ثلاث سنوات، فالثقافة ليست سلعة بل معرفة مكتسبة ومتراكمة علينا تطويرها وفي كل الحقول الثقافية والمعرفية. ولنصرخ عاليا بوجه العصابات والشقاة الذين يعملون على تدمير بلدنا وتاريخنا وتراثنا، فشارع المتنبي اليوم هو الساتر الثقافي الأخير بوجه طغيان الريف الذي سيأكل الأخضر واليابس في بلد، كل شيء فيه يابس. وهؤلاء الشقاة لهم الباع الطويل في حرق الأسواق والمحال، فكيف بشارع كالمتنبي تخرج منه الكلمة التي تؤرقهم كما أرّقت أسلافهم وهم يحرقون الكتب والمفكرين...



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشد الشعبي في مواجهة فلول داعش بكرّادة بغداد ..!!
- أين هي القوى الوطنية بالعراق ...!؟
- العراقيون والعرب والمسلمون ومحكمة العدل الدولية
- قوى المحاصصة تغيّب تاريخ العراق
- خيام الإحتجاجات بين العراق وأمريكا
- في ذكرى الإحتلال الأمريكي للعراق .. لازالت الأوضاع وصمة عار
- قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم
- محاولة أغتيال كاتب
- عبد الكريم قاسم والشيوعيين وتعبيد الطريق للثامن من شباط
- إيران وعت الدرس ولا حشد شعبي لها في الباكستان
- الموساد في طهران وعواصم أقليمية
- رسالة مفتوحة الى السيّد وزير داخلية العراق
- أطباء نازيّين ألمان بنسخة أسرائيلية
- الهولوكست الفلسطيني
- صباح الخير غزّة
- في بغديدا أمطرت السماء نارا
- بيان مُحْبَط
- ديموقراطية الغابون وديموقراطية نظام المحاصصة
- بدأ موسم مهاجمة الحزب الشيوعي بالعراق
- دولة القانون تحتضن الرفيقات


المزيد.....




- يورو 2024: كوستا يقود البرتغال لربع النهائي على حساب سلوفيني ...
- عاصفة رملية تضرب سان بطرسبورغ
- الخارجية التركية تحذر من محاولات خارجية لاستغلال ما جرى من أ ...
- القوات الجوية الفلبينية تظهر مهارتها أثناء الاحتفال بذكرى تأ ...
- تقدم روسي.. وتحذير من استفزاز كييف لمينسك
- إعلام إسرائيلي: حدث أمني صعب ضد القوات الإسرائيلية في مخيم ا ...
- مراسل RT: الجيش الإسرائيلي يلقي قنابل ضوئية بشكل مكثف شمال م ...
- السلطات الهولندية تسمح بتزويد نظام كييف بأول طائرة مقاتلة من ...
- Oppo تعلن عن هاتف متين ومتطور
- -سو-27- الروسية تطارد -إف – 16- الدنماركية في بحر البلطيق (ف ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - شارع المتنبي في خطر .. ما تبقى من الثقافة في خطر