أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - البحث عن النزاهة في أماكن غير نزيهة














المزيد.....

البحث عن النزاهة في أماكن غير نزيهة


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8023 - 2024 / 6 / 29 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من النادر جدا في معظم دول العالم أن يصدر رئيس الدولة بيانا يدعو فيه الجهات المختصّة إلى تحقيق العدالة والنزاهة في العملية الانتخابية. وباستثناء العراق، لم اسمع من "راس" دولة أخرى ولو جملة واحدة عن النزاهة. واذا كانت النزاهة مفقودة في أكثر من وزارة أو مؤسسة فمن الطبيعي أن تكون مفقودة أيضا في العملية السياسية. لان الفساد في العراق يشكّل جزءا أساسيا من النظام الحاكم فيه. والمسؤول في العراق، مع استثناءات قليلة جدا، ان لم يكن فاسدا فهو مفسد.
والآن دعونا ندخل في صلب الموضوع. وحديثنا هنا يدور حول انتخابات إقليم كردستان العراق المقرّر إجراؤها في شهر تشرين الاول القادم. بعد أن أعلنت جميع الأحزاب المتنفّذة والاحزاب الواقفة خارج المسرح السياسي في الإقليم، عن رغبتها في المشاركة. والمتابع لكل ما يجري في العراق، من شماله الحبيب إلى جنوبه الرطيب، يجد أن موضوع النزاهة يتصدّر دون منازع عناوين الصحف ونشرات الاخبار، المرئية والمسموعة على حدٍّ سواء. وان "هيئة النزاهة المستقلّة" تتحفنا كل يوم بالاخبار التازة (الطازجة) عن رشاوي وهدر أموال وسرقات مختلفة في أكثر من مكان.
والغريب ان جميع المسؤولين في العراق يبحثون عن هذه "النزاهة" دون أن يقنعنا أحدهم بنزاهته اولا وبنظافة يديه ثانيا.
رئيس جمهورية العراق أصدر بيانا يدعو فيه إلى (بذل المزيد من الجهود لتحقيق العدالة والنزاهة) فيما يتعلق بانتخابات إقليم كردستان العراق. وكلمتا النزاهة والعدالة تكرّرتا مرّتين في نفس البيان. وكأنّ رئيس الدولة في هذا البيان يتّهم بشكل ضمني القوى السياسية في الإقليم بعدم النزاهة وبانعدام العدالة. ويخيّل لي ان سيادته يقول لهم "يا اخوان ارجوكم كونوا نزهين هذه المرّة حتى تبيّضون وجهنا أمام العالم". لكنني على يقين تام بان دعوة رئيس الجمهورية سوف تدخل من ألاذن اليمنى للقوى الكردية في شمال العراق لتخرج من الأذن اليسرى. ومن غير المستبعد أن يقوم احدهم، إذا لم تعجبه نتائج الانتخابات، بتوجيه تهمة عدم النزاهة لمن فاز فيها. وبالتالي يقلب الطاولة على اللاعبين.
وبعيدا عن النزاهة والعدالة، التي يصعب الوصول إليها في العراق حتى لو خرج المهدي المنتظر من عالم الغيب، يمكنني أن اعطي، لمن يهمه الامر طبعا، بعضا من توقعاتي عن نتاتج انتخابات اقليم كردستان العراق المزمع إجراؤها في تشرين الاول القادم. ولاحظ عزيزي القاريء أن الاقليم قُسّم إلى اربع دوائر انتخابية موزعة على أربع محافظات، اربيل ودهوك وسليمانية وحلبجة، وهي محافظة حديثة العهد. وشاءت الاقدار وسوء حظ الشعب الكردي ان محافظتي اربيل ودهوك تخضعان لهيمنة وسلطة عائلة آل بارزاني وسليمانية وحلبجة تخضعان لهيمنة وسلطة آل طالباني. وهل يتصوّر احدكم مهما كان واسع الخيال، أن يفوز حزب بارزاني بأعلى الاصوات في محافظة حلبجة مثلا؟ او هل يفوز حزب طلباني بأعلى الاصوات في محافظة دهوك مثلا؟ أن أمرا كهذا هو المستحيل بعينه.
أن كلّ ما نتوقّعه من هذه الانتخابات سبق لنا وان توقعناه وحصل فعلاً. يعني بضعة اصوات سوف تنتقل من حزب إلى آخر أو من تحالف الى أخر. وسوف يتكرّر نفس المشهد السائد الآن في الإقليم. وهو مشهد مألوف يتكرر منذ عشرات السنين. وستأتي حكومة جديدة - قديمة مدعومة من قبل الحزبين الحاكمين (البارتي والوطني) بعد ان يوزّعوا "كعكة" الاقليم بينهما حسب الدستور، الذي لا يعترفون بمعظم ما ورد فيه، والاستحقاق الانتخابي والتفاهمات السرّية والعلنية. وبعد مرحلةٍ لا بأس بها من الحراك والعراك وتبادل الاتهامات الثقيلة، سوف تولد حكومة (جديدة) هي في الواقع نسخة طبق الأصل تقريبا من حكومة تصريف الأعمال الحالية. وربما سيقودها نفس الشخص أو في كل الأحوال واحدّ من نفس العائلة الحاكمة.
وهنيئا لشعبنا الكردي في شمال العراق بعصره "الذهبي" الراهن !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام يقظة في احلام صيف !
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- لاوكرانيا ملايين الدولارات ولفلسطين الصبر والسلوان !
- خلطة العطّار زيلينسكي
- توطين المواطنين قبل توطين الرواتب
- جو بايدن ما يطيّر طير بضباب !
- ثرثرة صامتة على شاطيء الفرات
- ديمقراطية عوراء وحرّية خرساء وضمائر صمّاء
- لماذا اغلق الليل نافذة الحوار بوجهي؟
- محكمة العدل الدولية لا تفرّق بين القتيل والقاتل !
- لا اجيد الرقص على حبال الآخرين
- من ينقذ الكويت من وباء الديمقراطية اللعين؟
- لانهم يهود...ولأنها اسرائيل !
- وقع أقدام شجيّ الصدى
- ديمقراطيةُ قومٍ عند قومٍ مصائبُ !
- العملاءُ المدلّلون...زيلينسكي نموذجاً
- مساءُ الليل ايها النهار
- الحاسد والمحسود...زيليتسكي ونتنياهو !
- تأبّط شعراّ...وهاجر سرّا
- امريكا غاضبة وبريطانيا مصدومة...يا للنفاق !


المزيد.....




- -خطير للغاية-.. حقائق عن إعصار بيريل
- شاهد: دمار في كييف نتيجة قصف روسي
- يورو 2024: إسبانيا تكتسح جورجيا وتلتقي ألمانيا في ربع النهائ ...
- انتخابات فرنسا.. أقصى اليمين يتصدر
- 18 وزيرا من الحاليين لن يكونوا فيها.. برلماني مصري يكشف موعد ...
- إصابة 18 جنديا إسرائيليا بانفجار مسيرة فوق هضبة الجولان
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه مقر الفرقة 91 في ثكنة بران ...
- روسيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي
- كأس أمم أوروبا: إسبانيا تقسو على جورجيا وتتأهل لمواجهة نارية ...
- لبيد يؤكد: نعمل مع قادة المعارضة لإسقاط حكومة نتنياهو


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - البحث عن النزاهة في أماكن غير نزيهة