|
الحرب الإلكترونية الأولى في دهاليز الإنترنت!
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8022 - 2024 / 6 / 28 - 19:53
المحور:
الادب والفن
الحرب الإلكترونية الأولى في دهاليز الإنترنت! الأربعاء 30 أيار 2007 إبراهيم اليوسف إذا كان الإنترنت ضيفاً ، مباغتاً، صاعقاً، من قٌافلة الثّورة المعلوماتية التي نشهدها منذ سنين ، فإنه قد ألقى بظلاله – حقاً – على سائر أنحاء المعمورة، كوليد حديث ، شبّ عن الطوق ،سريعاً ، معلناً تحدّيه الأقصى، ليغدو بذلك " عصب الحياة اليومية " العامّة ، وكأن لا مناص منه البتّة...! ومن هنا، تماما ً ، فلقد تمكن الإنترنت عبر ثورته الهائلة ،أن يخلخل الموازين، بل ويسقطها، شأن الكثير من الممارسات ، بل والقناعات رأساً على عقب ، لدرجة أنه بات يصح القول أثناء استعراض التاريخ البشري: ما قبل النتي أو ق. ن وما بعد النتي أو ب . ن، دون أي حرج. كذلك لقد غدا الإنترنت معقد الآمال ، سواء أكان ذلك في دنيا التجارة والمال ، أو العسكرة، أو السياسة ،أو الإدارة ، أو الفنّ ، أو المجتمع ،مكسراً هيبة الحدود ، بل مزيلاً لها ، كي يتحوّل إلى جملة وشائج تربط العالم ، بأسره ، إلكترونياً ،وهو ماسينعكس فيزيولوجياً ، بل وأخلاقياً وروحياً على الكائن المتأرنت- كما أصطلح له - ولا أدري أ اصبت أم أخطأت ؟ - وهو ينخرط في اللجّة الرقمية ، في هذا المضمار ، إزاء هذا التحدّي الكبير..!. ولعلّ في عصر المشروع العولمي ، ومركزة رأس المال ، والشّركات عابرة القارات ، والمعلومة منتهكة الرّقابات ،والنزوع من أجل إشادة حكومات ، بل إمبراطوريات إلكترونية ، وتسخير هذا المكتشف المعلوماتيّ المذهل، في خدمة قضايا الثقافة والفنّ والإبداع ، بل والتّقانة نفسها، نجد تغييراً هائلاً في دنيا الإعلام ، و هو ما حدا بالأنظمة الشمولية- أنّى وجدت- أن تشعر في قراراتها بعريّها، إن لم نقل الإيمان بزيفها ، وسقوط التدابير والوسائل التي كانت تعتمدها من قبل ، في سبيل تجميل صورتها القبيحة، المتصدّعة ، وإخفاء ما تمارسه ، على نحو عملي ،كي يعاد- في المقابل- الاعتبار ، للجماهير العريضة التي كانت- حقل اختبار- للسياسات القمعية الاستبدادية، فتتلمّس صوتها، وتواجه به واقع التعمية والتعتيم الممارسين بحقّها ، بل وتفضح سائر السياسات التي تتعرّض لها ، مادام أن المواطن – أينما كان- لا يحتاج من أجل نشر رسالته إلا إلى جهاز حاسوب يقف وراء كيبورده ، وهو الشّاهد الصامت المدوّي بلا حدود ، الأوحد، عليه ، يقول بوساطته ما يريد ، مطلقاً العنان لروحه ، مكسراً كلّ صفد ، فيتحوّل بذلك إلى صاحب بل مدير عام مشروع إعلاميّ إلكترونيّ ، بل رئيس تحرير لمنبره ، ومحرّراً ، وتقانيّاً ، وكاتباً ، دون انتظار رحمة أحد، ودون الخوف من سطوة أحد ، كما يفترض ذلك... إن كل ما سبق ، شكّل صدمة هائلة للإعلام الغوبلزي ، وإعلام الاستبداد ، إعلام الصوت الواحد الذي كثيرا ً ما راح في محاولة انتحارية ، لتجيير هذه الثورة المعلوماتية من أجل خدمة سياساته ، وتطويرها ، ومن هنا ، فإننا لنجد التفكير باستخدام وسائل ممارسة الرّقابة على النت ، ومحاولة التغلغل ليس في مكتب وبيت كل من له موقع تفاعليّ مع الشبكة، ولو كمتصفح ، فحسب ، بل التوغل عميقاً في دماغه ، بغرض مراقبته في أقل تقدير ، إن لم يفلح في التحكم في توجيهه ، كمحض أداة ، ومجرّد حجر شطرنج ، كما دأب على التعامل مع جملة أدواته في هذا المجال ولقد كان أولى – بمثل هذا الأنموذج – الذي يلعق أذيال الهزيمة ، أن يعيد النظر في ذاته ، و يطلق جملة استحقاقات المواطن من حوله ، بعد طوال مصادرتها ، للأسف. و لعلّ إقرارنا بمثل هذه – الصّدمة – التي توقفنا عندها قليلا ، ليكشف – بالتالي – عن مدى شساعة البون ، بين طرفين متناقضين إلى درجة التناحر ، في نظرتيهما إلى عالم الإلكترون بعامّة ، العالم الذي أسهم في دقّ المسمار في نعش الاستبداد ، هذا الاستبداد الذي لم يجد نفسه يوماً وقد قضّ مضجعه ، كما حدث له في السّنوات الأخيرة التي خلت ، و إن كان ينصرف – إلى حين – في التّدبير للالتفاف على مأزقه المرعب ، على عكس نقيضه الذي بات يتنفّس الصّعداء ، و يستشعر سقوط قيوده ، واحداً تلو آخر. و إذا كنت – عبر هذه الوقفة السريعة – قد حاولت تناول إحدى كبريات المفارقات ، في مجال الإنترنت ، من خلال موقفين متناحرين من قبل: ظالم و مظلوم – مستبدّ –بكسر الباء و مستبدّ- بفتح الباء- به ، فإنّني لأؤكد أن سقوط جدار الخوف ، و إقرار الديمقراطية ، و إعادة صياغة الفرد ، بعيداً عن شروط العنف الممارس بحقّه ، مما سيخلق أجواء لانطلاقة حقيقية في عالم الإنترنت ، نحن أحوج إليها ، لئلا نظلّ مجرّد كائنات هلاميّة، لاهثة ، انفعالية ، مهرولة في دهاليز مظلمة ، بعيدا ًعن تسخير طاقاتها الإبداعية في الاتّجاه الصحيح. ........................................ المقال كتب خصيصا – في شهر كانون ثاني 2007- لمجلة المسار- جامعة السلطان قابوس تلبية للطلب الشخصي مني .......
www.alyosef.org
نشر المقال في موقعي الشخصي وعامودا كوم في 30 أيار 2007 وللتوثيق أعيد نشره في مدونتي- موقعي الفرعي في الحوار المتمدن- هذه المدونة التي يعود إليها الفضل في الحفاظ على جزء مهم من أرشيفي الذي تعرض للضياع
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأدب الكردي المكتوب بالعربية3
-
الروائي المصري أحمد طايل يحاور إبراهيم اليوسف1
-
سليمان كرو إعلامي الإرادة الفولاذية!
-
عين الحياة: في رثاء الجارة الطيبة!
-
صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار الكردية 2004- : من
...
-
صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار (1-3).. إلى إبراهي
...
-
سبع عشرة سنة من الحفاظ على إحدى أهم المدونات الإلكترونية الك
...
-
الإعلام ما بعد الحداثي بين دورين متناقضين.. وسائل تواصل أم و
...
-
مؤسسات المجتمع المدني في دورها الكبير: الاتحاد العام للكتاب
...
-
فرهاد محمد علي صبري تسع عشرة سنة على الشهادة البطولية! إلى أ
...
-
جنديرس تناشد: ماالذي يمكن فعله؟
-
إيزيديو عفرين تحت ظل الاحتلال التركي.. جينوسايد وديانة مهددة
...
-
مابعد خطبة جنديرس: الدعوة لإجهاض الانتفاضة تحت ستار العلم
-
ثنائية الداخل والخارج في مواجهة الاحتلال التركي لعفرين
-
زنار عزام: لا، رجاء، لاتزال مواعد كثيرة في انتظارك!؟
-
مقالات: في محاولة وأد انتفاضة جنديرس.. دعوات الثأر من الضحية
...
-
رسائل انتفاضة جنديرس وهتك أكذوبة «المحرَّر!»
-
انتفاضة جنديرس: انتفاضة النار المقدسة
-
وابيشمركاه!
-
جنديرس تتزلزل، جنديرس تزلزل.. إلى آل بشمرك
المزيد.....
-
أغنية مصرية للأطفال تحقق مليار مشاهدة (فيديو)
-
أثارت جدلا.. ليلى عبد اللطيف تتوقع مصرع فنان وتورط ممثل عربي
...
-
إنزو باتشي: حرب إسرائيل هي تطهير عرقي، ونعيش مرحلة تاريخية م
...
-
الليبي سعد الفلاح يهزم البلجيكي ساجورا بالضربة الفنية القاضي
...
-
غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الر
...
-
مصر.. تفاعل ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إقامة حفل ابنة مذي
...
-
شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى ثانوية عا
...
-
شوف أحلى برامج الأطفال .. تردد قناة توم وجيري نايل سات 2024
...
-
بعد اعتذاره.. الفنان المصري محمد رمضان يعلن إحياء حفل ختام م
...
-
انطلاق مهرجان RT للأفلام الوثائقية
المزيد.....
-
نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح
...
/ روباش عليمة
-
خواطر الشيطان
/ عدنان رضوان
-
إتقان الذات
/ عدنان رضوان
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
المزيد.....
|